حكم قراءة القرآن للتعبد دون وضوء وفضله
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجب على من أراد تلاوة القرآن من المصحف أن يكون على طهارة تامة من الحدثين الأصغر والأكبر؛ لحديث علي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توضأ ثم قرأ شيئًا من القرآن، ثم قال: «هَذَا لِمَنْ لَيْسَ بِجُنُبٍ، فَأَمَّا الْجُنُبُ فَلَا، وَلَا آيَةً» رواه أحمد.
أمَّا إذا كان القارئ حافظًا للقرآن أو لجزء منه ويتلوه بغير مس للمصحف فلا مانع من ذلك شرعًا.
وأضافت دار الإفتاء المصرية أن نصوص الشرع الحنيف تضافرت على بيان فضل ذكر الله سبحانه وتعالى وقراءة القرآن الكريم، فقال تعالى: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 35].
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب 41-42]، وقال عزَّ وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُور﴾ [فاطر: 29].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ» رواه مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، إلى غير ذلك من النصوص الواردة في فضل ذكر الله تعالى ودعائه.
فضل تذكير الآخرين ودعوتهم إلى قراءة القرآن وذكر الله تعالى
وأوضحت الإفتاء أن تذكير الآخرين بهذا ودعوتهم إلى قراءة القرآن وذكر الله تعالى وآياته، والدعوة إليه، هو من الأعمال الصالحة التي يثاب عليها الإنسان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا» أخرجه مسلم.
وقال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَة﴾ [النحل: 125].
قال العلامة الشيرازي في "المفاتيح في شرح المصابيح" (1/ 263، ط. دار النوادر): [(الهدى): الصراط المستقيم، يعني: من دل جماعة على خير أو عمل صالح، فعمل أولئك الجمع على ذلك الخير، أو عملوا بذلك العمل الصالح، يحصل للذي دلَّهم على الخير من الأجر والثواب مثل ما حصل لكل واحد منهم؛ لأنه كان سبب حصول ذلك الخير منهم، ولولا هو لم يحصل ذلك الخير منهم. (ولا ينقص من أجرهم شيء) بسبب أن حصل له مثل أجورهم جميعًا؛ لأنه لا يؤخذ من أجورهم ما حصل له، بل أعطاهم الله تعالى وإياه من خزانةِ كَرَمه] اهـ.
وقال العلامة الطيبي في "الكاشف عن حقائق السنن" (2/ 625، ط. نزار مصطفى الباز): [(هدى) وهو إما الدلالة الموصلة إلى البغية، أو مطلق الإرشاد، وهو في الحديث ما يُهتدى به من الأعمال الصالحة، وهو بحسب التنكير مطلق شائع في جنس ما يقال له: هدى، يطلق على القليل والكثير، والعظيم والحقير، فأعظمه هدى مَن دعا إلى الله، وعمل صالحًا، وقال: إنني من المسلمين، وأدناه هدى من دعا إلى إماطة الأذى عن طريق المؤمنين، ومن ثَمَّ عَظُمَ شأن الفقيه الداعي المنذر، حتى فُضِّلَ واحدٌ منهم على ألف عابد؛ لأن نفعه يعمُّ الأشخاص والأعصار إلى يوم الدِّين] اهـ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكم قراءة القرآن حكم قراءة القرآن الكريم الإفتاء الإفتاء المصرية قراءة القرآن الله تعالى
إقرأ أيضاً:
أفضل أوقات لقراءة القرآن الكريم ومتى لا يجوز التلاوة
القرآن الكريم هو كتاب الله العزيز الذي أنزل هداية للبشرية، وقراءته في أي وقت تحمل أجرًا عظيمًا، لكن بعض الأوقات يُستحب فيها قراءته أكثر من غيرها، ويحث المسلمون على اغتنام تلك الفرص لما فيها من فضائل خاصة.
ومن بين هذه الأوقات المفضلة لقراءة القرآن الكريم، نجد أنه يُفضل قراءته بعد صلاة الفجر وحتى شروق الشمس، كما قال بعض العلماء، وذلك لما فيه من أجر عظيم عند الله عز وجل.
أوقات مُستحبة لقراءة القرآن الكريملا يخفى على أحد أن قراءة القرآن في أي وقت تحمل أجرًا عظيمًا، ولكن هناك أوقات معينة يُفضل فيها أن يقرأ المسلم القرآن الكريم بشكل خاص. ومن أهم هذه الأوقات:
1. الثلث الأخير من الليل: يعتبر هذا الوقت من أفضل الأوقات لقراءة القرآن، حيث يروي الحديث النبوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ؟". وهو وقت تتنزل فيه رحمة الله ويزداد الأجر فيه.
2. وقت الفجر: يعتبر وقت الفجر من الأوقات المميزة لقراءة القرآن، حيث يقول الله تعالى في سورة الإسراء: "وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا". وقد ثبت في الحديث الشريف أن هذا الوقت يشهد فيه الملائكة قراءة القرآن، ما يجعله وقتًا عظيمًا يستحب فيه تلاوة القرآن.
3. بعد صلاة الصبح: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لَوْ يَعْلَمُ النّاسُ مَا في النِّدَاءِ وَالصّفِّ الأوّلِ ثُمّ لمْ يَجِدُوا إلّا أنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا"، وفي هذا الوقت تكون الأجواء هادئة والرحمة تتنزل من الله، ما يجعلها فترة ممتازة للتوجه إلى قراءة القرآن.
4. بقية أوقات النهار: يمكن للمرء أن يقرأ القرآن في أي وقت من النهار، رغم أن بعض الصحابة مثل سيدنا عمر بن الخطاب كان يوجه نصيحة للذين يقرأون القرآن أثناء أوقات العمل، مشيرًا إلى أن العمل أفضل من قراءته في تلك الأوقات.
أوقات لا يُستحب فيها قراءة القرآن
بجانب الأوقات التي يفضل فيها قراءة القرآن، هناك بعض الأوقات التي يُستحب أن يتجنب المسلم فيها قراءة القرآن الكريم، مثل:
1. الجنابة: لا يجوز للمسلم أن يقرأ القرآن وهو في حالة جنابة، لأن الطهارة شرط أساسي لقراءة القرآن الكريم. وبذلك لا يجوز لمس المسلم حمل القرآن أو تلاوته في هذه الحالة.
2. فترة الحيض أو النفاس للنساء: يُحرم على المرأة المسلمة قراءة القرآن أثناء الحيض أو النفاس، حيث أنها في حالة غير طاهرة، ولا يُسمح لها بقراءة القرآن في هذه الفترة حفاظًا على قدسية الكتاب الكريم.
3. أثناء الركوع والسجود في الصلاة: في الصلاة، يُستحب أن يقتصر المسلم على تلاوة الأذكار المقررة أثناء الركوع والسجود، حيث لا يجوز قراءة القرآن فيها إلا إذا كان الدعاء أو الذكر جزءًا من الصلاة.
قراءة القرآن من المصحف أثناء الصلاة
من الممكن قراءة القرآن من المصحف أثناء الصلاة، وهي مسألة شائكة بين الفقهاء. حيث يرى بعض الفقهاء أنه من الأفضل أن يتم القراءة من الذاكرة، ولكن في حالة عدم حفظ الشخص للقرآن يمكنه قراءة المصحف في الصلاة.
المذهب الحنبلي: يعتبر قراءة القرآن من المصحف في الصلاة جائزة، سواء كان المصلي حافظًا للقرآن أم لا. ويرون أن النظر في المصحف يعتبر عبادة بحد ذاته، وبالتالي لا مانع من قراءة القرآن من المصحف في الصلاة.
المذهب المالكي: يُفضِّل المالكية قراءة القرآن عن ظهر قلب في الصلاة، ويرون أن قراءة المصحف في صلاة الفريضة مكروهة، ولكنها جائزة في صلاة النفل.
المذهب الشافعي: كما يرى الإمام النووي أن قراءة القرآن من المصحف في الصلاة صحيحة ولا تبطل الصلاة، في حالة عدم حفظ المصلي للفاتحة، بل يُستحب له ذلك.
المذهب الحنفي: بينما يرى الحنفية أن قراءة القرآن من المصحف أثناء الصلاة يُفَسِد الصلاة بسبب العمل الكبير المتمثل في تقليب أوراق المصحف.