سواليف:
2024-11-21@16:55:59 GMT

فتيات في هيئة رجال

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

سعيد ذياب سليم

لطالما كانت النساء عبر العصور في صراع مستمر بين الحفاظ على أدوارهن التقليدية وتحديها، سعيًا وراء الحرية والمساواة. من الأساطير القديمة إلى المجتمعات المعاصرة، عكست قصص النساء المحاربات صراعهن للتغلب على القيود المجتمعية.

شاع موضوع الأمازونيات في الأساطير اليونانية القديمة، حيث يُقال إنهن كنّ قبيلة من النساء المحاربات اللواتي عشن قرب البحر الأسود وفي شمال إفريقيا بمنطقة نوميديا القديمة.

وتعددت النظريات حول أصل الاسم “أمازون”؛ فهناك نظرية تربط الاسم بـ “أمازيغ”، نسبة إلى الأمازيغ سكان تلك المناطق، بينما تفيد نظرية أخرى بأن “a-mazons” تعني “بلا صدر” في إشارة إلى أسطورة تفيد بأن الأمازونيات كنّ يقطعن أحد صدورهن لتسهيل استخدام الرماح في القتال.

يُعتبرن أول من استخدم الخيول في الحروب، وابتعدن عن العلاقة التقليدية مع الرجال؛ إذ استدعينهم لخدمة أغراضهن ثم إعادتهم. وقد واجهن أبطال الإغريق مثل هرقل وأخيل، وعكسن رموز القوة والاستقلالية. وتروي الأسطورة أن أخيل التقى بملكة الأمازونيات، بنتيسيليا، في معركة طروادة، حيث وقع في حبها بعد أن قتلها، مما يُجسد تناقض مشاعره بين واجبه كجندي وإعجابه بها كامرأة.

مقالات ذات صلة إصبع الحكومة في الزيت 2024/11/09

تُبرز هذه الأسطورة صراع النساء في ذلك الزمن، حيث مثّلت بنتيسيليا رمزًا للمساواة في القوة والكرامة، قائلة لجيشها: “لا بالقوة نحن أضعف من الرجال، ولا بالعينين، أجسامنا متماثلة، ونرى نورًا واحدًا، ونتنفس هواءً واحدًا، وطعامنا كطعامهم. فما الذي حرمتنا منه السماء وأعطته للرجال؟. حسب ما ورد في رواية كوينتس السميرناوي في ملحمته Posthomerica عن لقاء أخيل بملكة الأمازونيات التي أظهرت شجاعة وقدرة قتالية أثارت إعجاب الطرواديين.

بين التقاليد والثورة: التحديات الجندرية عبر العصور

تُظهر هذه الأساطير كيف عاشت النساء صراعًا دائمًا بين الخضوع للتقاليد والثورة عليها؛ فمنهن من حافظن على أنوثتهنّ وواجهن التحديات، ومنهن من خلعن ثوب الأنوثة وارتدين قناع الرجولة كوسيلة لمجابهة الواقع المجتمعي.

لم تقتصر هذه الظاهرة على حضارة أو فترة معينة؛ ففي التراث العربي، لدينا ملكات مثل زنوبيا ملكة تدمر وملكة البتراء، اللواتي قُدنَ الجيوش وحكمن ممالكهن بشجاعة واستقلالية. وفي التاريخ الإسلامي، برزت شخصيات نسائية شاركن إخوانهن الرجال المسؤولية، مثل أم سليم التي حملت خنجرًا في معركة حنين وثبتت مع من ثبت حول الرسول صلى الله عليه وسلم، وخولة بنت الأزور التي قاتلت الروم في معركة أجنادين وهي ملثمة، مما جعل خالد بن الوليد يتساءل عن هوية هذا “الفارس الملثم”. تعكس هذه الشخصيات الدور الذي لعبته النساء اضطرارًا لتقمص أدوار الرجال وسط مجتمعات صارمة.
وفي التاريخ الحديث ساهمت النساء العربيات في حركات التحرر ضد الاستعمار مثل الجزائرية جميلة بوحيرد، وما زالت نساء فلسطين يسرن في درب التحرر إلى النصر بإذن الله.
الباتشا بوش: الصراع الجندري في المجتمعات المحافظة

وفي المجتمعات المعاصرة، نجد ظاهرة “باتشا بوش” في أفغانستان وباكستان، حيث تُجبر بعض العائلات إحدى بناتها على تقمص دور الذكر، فتقص شعرها وترتدي زي الصبيان، لتتخفف من القيود الاجتماعية المفروضة على النساء. يترجم مصطلح “باتشا بوش” من لغة الداري إلى “لابسة زي الفتى”.

لكن الفتاة هنا تُظلم مرتين؛ أولًا عند حرمانها من حياتها كأنثى، وثانيًا عند عودتها إلى طبيعتها الأنثوية، حيث تدخل في صراع نفسي عميق بين دورها السابق كذكر وهويتها الأنثوية. تناولت الكاتبة الأمريكية ذات الأصل الأفغاني، نادية هاشمي، في روايتها اللؤلؤة التي كسرت محارتها، قصة رحيمة التي تحولت إلى “رحيم”، حيث وصفتها في ميادين منعت منها الفتيات، مجسدةً هذا الصراع النفسي. كما تناولت الكاتبة السويدية جيني نوردبرج في كتابها فتيات تحت الأرض في كابول، التأثير العميق لهذه الظاهرة على ثقة الفتيات بأنفسهن وفهمهن لأدوار الجنسين في المجتمع.

البورنيشا في البلقان: العذارى المحلفات في المجتمعات القبلية

وفي منطقة البلقان، ظهرت ظاهرة “البورنيشا” أو “العذارى المحلفات” على مرتفعات الألب الدينارية في ألبانيا والجبل الأسود وصربيا. هنا، تتخلى المرأة عن أنوثتها وتعيش كرجل، لتصبح “رجل العائلة” في حال غياب رجل من الأسرة. تلتزم بقص شعرها وارتداء زي الرجال، وتتحمل مسؤوليات حماية ورعاية الأسرة في مجتمع محافظ.

هناك نوعان من العذارى المحلفات؛ بعضهن أُجبرن على ذلك منذ الطفولة، والبعض الآخر اخترن هذا الدور بإرادتهن. ورغم تقدير المجتمع لتضحياتهن، إلا أن هذا الدور يحرمهن من حقوقهنّ كنساء. مع مرور الوقت، بدأت…

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: صراع ا

إقرأ أيضاً:

بأعمال مستوحاة من البيئة.. ملتقى فتيات أهل مصر يواصل فعالياته بالوادي الجديد

 

تتوالى فعاليات الملتقى الثقافي الثامن عشر لفنون وثقافة المرأة والفتاة بمشروع "أهل مصر" المقام بمحافظة الوادي الجديد، برعاية د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة تحت شعار "يهمنا الإنسان"، حتى ٢٠ نوڤمبر الحالي.

وشهد اليوم الثالث للملتقى الثقافي، استمرار الورش الفنية والحرفية، بقصر ثقافة الخارجة، جاءت البداية مع ورشة  الرسم بالرمال الملونة، أوضح خلالها الفنان محمود دانيال، تقنيات تصميم لوحات مستوحاة من البيئة، كمشاهد الصحراء ونخيل الواحات، ولاقت الورشة تفاعلا كبيرا حيث تمكنت خلالها الفتيات من التعبير عن رؤاهن الإبداعية.

وفي ورشة الموسيقى واصل الفنان سمير خاطر، تدريب الفتيات على العزف والغناء الجماعي، لتشجيعهن على تقديم عروض فنية جماعية بشكل متناغم.

بدوره ناقش المدرب طارق الصغير مهارات التصوير الفوتوغرافي الاحترافي من خلال التعريف بزوايا التصوير وكيفية اختيار عناصر الإضاءة، وتحرير الصور.

وتواصلت الفعاليات المقامة مع الورش الحرفية، بحضور كل من د. حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث ورئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر (فتيات)، وماهر كامل، مدير قصر ثقافة موط، ومها رشدي منسق الفعاليات بالإدارة العامة لثقافة المرأة.

وقامت المدربة آية شريف خلال ورشة المشغولات بالشبك، بتدريب المشاركات على تصميم لوحات زخرفية ومفروشات منزلية، مع التركيز على عناصر مستوحاة من البيئة المحلية.

وفي ورشة الشنط بالخرز، عرفت المدربة انشراح محمد، الفتيات بطرق تنفيذ تصميمات حقائب متنوعة بالخرز ملون بما يتلائم مع مختلف الأذواق.

وقدمت المدربة شيرين عفيفي تقنيات جديدة لعمل مشغولات مبتكرة تجمع بين الطابع التقليدي والعصري، وذلك خلال ورشة المكرمية.
واختتم اليوم مع ورشة الحلي، وواصلت خلالها المدربة سماح فاروق، تصميم الإكسسوارات باستخدام الأحجار الكريمة والخرز، مع الحرص على تناسق الألوان.

وأشادت رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، خلال الجولة، بالجهود المبذولة من قِبل المتدربات وتنوع المهارات والإبداعات، مؤكدة على ضرورة استثمار تلك المهارات وتطويرها، خاصة بعد أن ظهرت نماذج ناجحة لفتيات بالملتقيات السابقة، وحاليا هن مدربات على قدر عالٍ من الحرفية، ولديهن مشاريعهن الخاصة.

فعاليات الملتقى تقيمها الإدارة العامة لثقافة المرأة، برئاسة د. دينا هويدي، والمدير التنفيذي لمشروع أهل مصر للفتيات، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، برئاسة ضياء مكاوي، وفرع ثقافة الوادي الجديد، برئاسة ابتسام عبد المريد.

ويقدم الملتقى فعاليات ثقافية وفنية ثرية بجانب الورش الفنية والحرفية، وذلك بكل من مسرح هيبس، قصر ثقافة الخارجة، وقصر ثقافة موط.

كما يتضمن أيضا عددا من المحاضرات واللقاءات التثقيفية والتوعوية، وورش العمل والأمسيات الثقافية، بالإضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية لأشهر الأماكن الأثرية والتاريخية بالمحافظة.

مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال"، وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن ورعاية الموهوبين وتحقيق العدالة الثقافية.

مقالات مشابهة

  • إبداعات صحفية فى أول ورشة بملتقى فتيات أهل مصر للمحافظات الحدودية بالوادي
  • فتيات ملتقى أهل مصر يبدعن فى ورشة الصحافة الحرة بالوادي الجديد
  • أسماء مصابي حادث تصادم 3 سيارات في الفيوم.. بينهم 4 فتيات
  • ضمن ملتقى "أهل مصر".. فتيات المحافظات الحدودية في جولة بمدينة الداخلة بالوادي الجديد
  • "أهل مصر".. فتيات المحافظات الحدودية في جولة بمدينة الداخلة بالوادي الجديد
  • في اليوم العالمي للرجل.. أمراض خطيرة تصيبهم أكثر من النساء
  • ماذا فعل القضاء الإيراني مع الطالبة التي خلعت ملابسها بجامعة طهران؟
  • المفوضية تنشر آخر إحصائيات مركز العد المتعلقة بنتائج الانتخابات
  • في يومهم العالمي.. 5 مهن نسائية تفوق فيها الرجال على النساء
  • بأعمال مستوحاة من البيئة.. ملتقى فتيات أهل مصر يواصل فعالياته بالوادي الجديد