لجريدة عمان:
2024-12-22@06:36:10 GMT

التاريخ والدراما

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

شاع بين كتّاب الدراما ظاهرة الأعمال الدرامية فـي السينما والتلفزيون، التي تعتمد على الأحداث التاريخية، يستوي فـي ذلك كتّاب الدراما فـي العالم العربي أو حتى فـي العالم الغربي، وهي أعمال مهمة حينما نعود إلى التاريخ لتسجيل وقائع وأحداث وقعت خلال قرون أو عقود؛ فالمشاهد فـي أي مكان فـي العالم يتطلع إلى معرفة تلك الوقائع، لكن من المهم أيضا ألا يُعد ذلك مصدرا لمعرفة الحقائق التاريخية؛ فكتّاب الدراما من هذا النوع يطلقون العنان لخيالاتهم ويحلّقون فـي تفاصيل، وعينهم على المشاهد بهدف الحصول على أكبر نسبة من الجمهور، وهو موضوع يفتقد إلى الحياد فضلا عن افتقاده للدراسة والتحقيق والاعتماد على المصادر التاريخية الأصيلة، لا بأس أنْ يعتمد كتّاب الدراما على فـيض المعلومات التاريخية المتعلقة بقضية ما، لكن من المهم الحذر لأن التاريخ شيء والدراما شيء آخر، حتى لو كان الأمر يتعلق بالتوثيق لشخصيات عامة ممن أدّوا دورا فـي حياة أوطانهم، فغالبا ما تسود فكرة صناعة البطل، الذي يتجرد من كل الأخطاء، حتى لو كانت مجرد هنّات بحكم أن الشخص يعيش فـي مجتمع ينبض بالحياة، ومن الطبيعي أن يقع البطل فـي أخطاء إنسانية كغيره من عامة الناس.

أحيانا ما يعتمد كتّاب الدراما على ما خلَّفه البطل من مذكرات أو أوراق، قد تكون شخصية، وبحكم أنها شخصية فكاتبها غالبًا ما يُعلي من شأن نفسه، مبررًا أخطاء قد وقع فـيها، أو سياسات أتت بنتائج سلبية على المجتمع، ولهذا وجب الحذر من استقاء المعلومات من هذه المذكرات، خصوصا إذا كان كاتبها قد شغل وظيفة عامة، وعليه يجب التفرقة بين المذكرات التي سبق أن شغل أصحابها وظائف مهمة وكانوا جزءا من المسؤولية، بعكس المذكرات التي يكتبها أصحابها وهم بعيدون عن السلطة، ولدينا فـي التاريخ العماني نماذج كثيرة من هذه الكتابات، من قبيل ما كتبه نور الدين السالمي، وابن رزيق، والسيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان، وفـي عالمنا العربي نماذج أخرى كتابات ابن إياس (بدائع الزهور) حينما يسجل الرجل أحداثا قد شاهدها وعايشها بعيدا عن صناعة القرار، وهو ما ينطبق بشكل واضح على ما كتبه عبدالرحمن الجبرتي (عجائب الآثار) حينما يرصد المؤرخ حياة الناس وأنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية، كما يكتب عن مظاهر توغل السلطة على حياة الناس فـي كل مناحي الحياة، وأعتقد أن هذا النوع من الكتّاب يعد من أكثر الكتابات أهمية، كما تلاحَظ فـي حياتنا المعاصرة أعمال درامية كثيرة خلال النصف قرن الماضي فقد استقى كاتبوها معلوماتهم من الثقافة العامة، التي لا ترقى أبدا إلى درجة الحقيقة، باعتبارها معلومات موثقة من قبيل الأعمال التي أعدت عن عصر المماليك أو العثمانيين أو ما قدمته الدراما المصرية عقب ثورة ١٩٥٢، حينما أخذت موقفا سلبيا من كل التجارب التي سبقت ثورة يوليو، بل راح الكثير منها يهيل التراب على هذه الحقبة التاريخية وشيطنتها، ابتداء من عصر محمد علي وحتى منتصف الخمسينيات من القرن الماضي.

لا بأس أن تعتمد الدراما على التجارب التاريخية بإيجابياتها وسلبياتها لكن من الضروري التفرقة بين التاريخ والدراما، فمن الصعب أن يأخذ المشاهد معلوماته عن عصر صدر الإسلام والخلفاء الراشدين وما قدمته الدراما عن العصرَين الأموي والعباسي، وكل الموضوعات التي تناولت الحروب بين الدولة الإسلامية وغيرها من القوى المناهضة لها، هي معلومات يمكن أن يكون كاتبها قد استقاها من الثقافة العامة، التي لا يمكن أن ترقى إلى درجة الكتابة بمعناها العلمي والفني، خصوصا أن الكثيرين ممن يتصدون للكتابة فـي مثل هذه الموضوعات لا يملكون معلومات موثقة، بل يعتمدون على مصادر ربما كُتبت بعد ثلاثة أو أربعة قرون من وقوع الأحداث التي يكتبون عنها، وغالبا لا تخضع مثل هذه الأعمال لأي نوع من النقد أو التحليل، وافتقادها فـي المجمل إلى العقل والمنطق، وهي أمور نشاهدها كثيرا فـي الأعمال الدرامية والتاريخية التي يشاهدها العامة، وبدلا من أن تكون الدراما عامل وعي إلا أنها تشيع بين الناس تقبل الأحداث مهما تعارضت مع الحقيقة أو العقل.

أعتقد أن الأحداث التاريخية بتفاصيلها الاجتماعية والسياسية تعد منجما عظيما لكتّاب الدراما، ولا بأس أن يستقي الكتّاب معلوماتهم وخيالاتهم عن هذه الأحداث مهما كانت درجة مخالفتها للوقائع الحقيقية، شريطة أن يعرف المشاهد أن كل ما يشاهده هو من خيالات الكاتب، ولا يمكن أن تكون الأحداث معبّرة عن الواقع بكل تفاصيله، فنحن نكتب عن عصر لم نعايشه وعن أحداث لا نعرف عنها إلا القليل، ولم نقرأ عنها من خلال مصادر موثقة، والفرق كبير بين التجربة التاريخية وبين خيالات كتّاب الدراما التي يستقي منها العامة معلوماتهم باعتبارها حقائق يقينية، وفـي كثير من الأعمال الدرامية نلاحظ محاولة توظيفها سياسيًّا لأسباب تتعلق بأمور دينية أو سياسية أو اجتماعية، خصوصًا حينما يتعلق الموضوع بقضايا مذهبية، يختلط فـيها الدين بالسياسة، وقد لاحظنا فـي بعض الأعمال الدرامية النزوع نحو الإعلاء من شأن مذهب بذاته يعمل أتباعه على الترويج له، كما نلاحظ فـي بعض أعمال الدراما التاريخية التي يجتهد فـي كتابتها الهواة يُؤتى بعدها بأحد الأكاديميين لمراجعتها والتنويه إلى أنها قد روجعت من هذا الأستاذ أو غيره، وهو أمر يشبه كثيرا شهادات الزور فـي المحاكم.

ظهرت أعمال درامية كثيرة عن ابن رشد والغزالي وابن عربي وابن تيمية، وصولا إلى الشيخ الشعراوي، وقد راح كاتبوها يعلون من شأن الشخصية التي يكتبون عنها، لا بأس فـي ذلك، لكن شريطة أن لا نعتبر هذا تاريخا، وإنما هي تصورات خاصة من عقل كاتبها ولا ترقى أبدا إلى التعبير عن الحقيقة، حينما يذهب البعض إلى الإشادة أو النيل من هذه الشخصية أو تلك، حتى فـي السينما عندما ظهرت أفلام تُعلي من قيمة الثورة المصرية فـي أمور تتعلق بالقضايا الاجتماعية أو الاقتصادية انتصارا لعامة الناس الذين التفوا حول الثورة، بينما راحت الأفلام تهيل التراب على كل التجارب التي سبقت الثورة واعتبارها شيطانًا أكبر، والأمثلة على ذلك كثيرة، ولم يلتفت صنّاع الدراما فـي السينما والتلفزيون إلى أن التاريخ بإيجابياته وسلبياته ملك للشعوب وليس ملكا لنظام بعينه؛ فالتاريخ حلقة متواصلة بإيجابياتها وسلبياتها دون انقطاع، وقضية التراكم فـي التاريخ قضية حضارية قبل أن تكون قضية سياسية.

نظرا للتطور المذهل فـي عصر الصورة والتوثيق، أصبح من الضروري فـي حياتنا المعاصرة أن نوثق لوقائعنا السياسية والاجتماعية ولبرامج نهضاتنا ولكل تفاصيل الحياة لكي يكون هذا التوثيق مصدر معرفة للأجيال القادمة، سواء فـي الكتابة التاريخية أو فـي الأعمال الدرامية، وليس من المهم أن تُكتب الأحداث التاريخية لحظة وقوعها، بل الأهم أن نحتفظ بكل تفاصيل حياتنا السياسية والثقافـية والاجتماعية لكي تكون مادة علمية تعتمد عليها الأجيال القادمة فـي كتابة التاريخ أو الدراما، بعكس ما مضى من تاريخ لم تكن الصورة أو الوثيقة المكتوبة متاحة، ولم تكن موضع عناية القائمين على شؤون الحياة، وهي حالة عامة تستوي فـيها الدول المتقدمة والدول التي تراجعت، رغم أن كثيرا من الدول الأوروبية قد وثقت تاريخها منذ فترة مبكرة من التاريخ الحديث، ابتداء من القرن السادس عشر، وهو ما نلاحظه فـي بعض الدراما التاريخية فـي الدول الأوروبية، حينما وثّق الإيطاليون تجربتهم منذ عصر النهضة فـي القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وما أعقب ذلك من عصر الدول القومية فـي أوروبا، التي عُنيت بتوثيق شؤونها، أما الدول العربية فلم يكن التوثيق موضوعا فـي شؤون الحياة، ولم يكن أحد ممن عاصروا هذه التجربة يتصوَّر أن العالم سوف يتطور بهذا الشكل، ولعلهم كانوا يعتقدون بأن الحياة تنتهي بموتهم ولا مكان فـيها للمستقبل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأعمال الدرامیة لا بأس

إقرأ أيضاً:

كيف دعمت الدراما السورية فلسطين وسخرت من الأنظمة العربية قبل التكويع؟

عاد التركيز على العديد من الفنانين والنجوم السوريين أصحاب الأعمال الشهيرة بعد سقوط النظام السوري، وذلك للتذكير بمواقفهم المختلفة، سواء للإشادة بها عند رفضهم دعم بشار الأسد، أو للتذكير بأنهم رفضوا الانحياز للثورة وفضلوا دعم النظام الحاكم.

وقدمت الدراما السورية في أوج عطائها العديد من الأعمال الفنية التي دعمت الحريات وانتقدت القمع ورفضت الجرائم الإسرائيلية ووقفت مع الشعب الفلسطيني، وهو الذي لم يتكرر تقريبا في أي مكان آخر بذات الشكل والتأثير.

وكان لمثل هذه الأعمال دورا بارزا في التعريف بالقضية الفلسطينية وضرورة التمسك بها، مع تقديم نظرة ناقدة وساخرة أحيانا لدور الدول والأنظمة العربية، وذلك قبل بدء الثورة السورية وتراجع الإنتاج الفني وحتى قبل ظهور مفهوم "التكويع" بعد إسقاط النظام.

و"التكويع" هو وضعية جلوس أو اضطجاع بالاستناد إلى الكوع، وهي وضعية تقليدية غير رسمية، وعلى "المُكوّع" أن يُعدّل من جلسته عند شروعه في الكلام الرسمي أو عند دخول أحد عليه منعا للحرج، وهو مصطلح يطلق حاليا على الممثلين والفنانين الذين انحازوا لنظام الأسد ومن ثم "عدلوا جلستهم" بعد نجاح الثورة.

الفصول الأربعة 
يتناول المسلسل السوري الشهير القضية الفلسطينية وأحداث الانتفاضة الثانية التي انطلقت عام 2000 من خلال حلقة جاءت بعنوان "بنت وصبي"، وتبدأ على مشهد من نشرة أخبار تتحدث انتفاضة الأقصى وجرائم الاحتلال.

 وما يثير انتباه شخصية "نارا" (تؤدي دورها روعة السعدي)، إلى جانب تعاطفها مع الشعب الفلسطيني، هو الحديث عن مجلس الأمن والأمم المتحدة محكمة العدل الدولية ومنظمة اليونسيف والمنازعات الدولية.


ومع أحداث الحلقة تكثر أسئلة "نارا" لوالدها المحامي عادل (جمال سليمان)، ويزداد اهتمامها بالقضايا الحقوقية، يعكس ذلك على شخصيتها وتعاملها مع صديقاتها في المدرسة وقرارها التخصص في القانون الدولي من أجل العمل ضمن محكمة العدل الدولية.

ومع اهتمام "نارا" بمتابعة الأخبار بشكل يومي تتحول الأسئلة إلى جوهر القضية الفلسطينية وفهم مبدأ المواجهة، لكنها تستغرب من عدم قدرة العرب على تحرير فلسطين، رغم عددهم الكبير ومواردهم النفطية الوفيرة.

وتتجه الأسئلة بعد ذلك إلى دور جامعة الدول العربية وتفاصيلها، وعن سبب عدم وجود محكمة العدل العربية ضمن الجامعة، أسوة بالأمم المتحدة، ومن ثم إلى الاستغراب من كل المواثيق الدولية واحتكار حق النقد "الفيتو" على الدول الخمس الكبرى. 

تتساءل "نارا" عن سبب تجاهل "إسرائيل" لقرارات الشرعية الدولية، وعن سبب سكوت العالم عن هذه الانتهاكات الدولية؟ ليرد عليها والدها أنها عندما تكبر سوف تجد أجوبة لكل هذه الأسئلة، لتقول مستغربة: "المشكلة في فلسطين سوف تبقى حتى أكبر؟".

ونتيجة ذلك تصل "نارا" إلى استنتاج إلى أن كل المنظمات الدولية والإقليمية والعقائدية وغيرها "ليس لها أي فائدة أو طعم مقابل الحجر"، وأن دراسة القانون الدولي غير مفيدة مقابل حمل الأحجار مع أطفال فلسطين، وهو ما تسبب في مشادة مع والدها.

وتتأخر "نارا" بالعودة إلى البيت بعد المدرسة بهدف زيارة سفير اليونيسف الإقليمي، ليظن والدها وعائلة أمها المتوفاة بأنها ذهبت إلى فلسطين، وبالفعل تلتقي بسفير اليونسيف (دريد لحام)، وتشرح له كيف أن والدها يمنعها من الحديث بحرية عن قضية فلسطين، ثم يصطحبها إلى عائلتها القلقة على سلامتها.

وجاءت هذه الحلقة من المسلسل الذي أخرجه الراحل حاتم علي، في آيار/ مايو 2001، بعد أيام فقط من استشهاد الرضيعة إيمان حجو، في أحضان أمّها سوزان، أمام بيت عائلتها في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.



مرايا
جاء في جزء مسلسل مرايا السوري الشهير "مرايا 99" بعنوان  "سوسو السفاح" (ياسر العظمة) وهي أيضا من إخراج حاتم علي، وتعرض رمزيات حول القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي والدول العربية.

وشخصية سويو هي لـ"قبضاي" جبان يخاف من أي شيء، خصوصًا زوجته، لكنه بارع جدًا التمثيل، ويستغل صوته المرتفع وعيونه المخيفة في صناعة هيبة وهمية له في نظر الآخرين.

ويمارس "سوسو" الداعية على "قباضايات القهوة"، ويستغل احترامهم المبالغ به للقوة، وينجح في إرهابهم وتخويفهم.

وخلال أحداث الحلقة، يلوم "القبضايات والازقردية" بعضهم لعدم قدرتهم على الرد على "سوسو"، ثم يبتكروا التبريرات لخوفهم منه.


ويحاول شاهر (محمد قنوع) أو "شوشو" كما يسخر منه رواد القهوة، إثبات قوته وأنه يستحق المكانة والاحترام، يكتشف حيلة "سوسو" وجبنه وخوفه، ذلك يلحق بـ "سوسو" ويختبر جبنه وخوفه، بل يعمل إهانته وتهديده، لكن سوسو لديه المزيد من الألاعيب والحيل. 

ويصر شاهر على مواجهة "سوسو" داخل القهوة، وبالفعل يأتي سوسو قويًا ومهابًا كالعادة، ويمارس حيلته على الجميع، ويعمل على إيقاع "شوشو" في قبضة باقي "أقوياء" القهوة.



الاجتياح
مسلسل من إنتاج المركز العربي للإنتاج الإعلامي في عام 2007، وهو من إخراج شوقي الماجري، وسيناريو رياض سيف، ويصور معاناة الشعب الفلسطيني خلال اجتياح الضفة الغربية ومجزرة جنين سنة 2002.



ويتناول العمل الأحداث التي ترافقت مع إعادة احتلال الضفة الغربية عام 2002 من حصار لرئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، وحصار كنيسة المهد في بيت لحم، ومجزرة جنين.

وفي تصريح سابق له، أكد المنتج عدنان عواملة أن 80 بالمئة من مجريات المسلسل حقيقية وتمثل عملا وثائقيا، وكاتب العمل استمع إلى شهادات من أناس عايشوا الاجتياح، وبالتالي كانت الرواية واقعية بنسبة كبيرة". 

وأحجمت معظم الفضائيات العربية حينها عن بث المسلسل، بحجة تضمن أحداثه قصة حب بين مصطفى الفلسطيني المطارد ويائيل الفتاة اليهودية وهي نقطة تعرض المسلسل للانتقاد بسببها.

انتو شو جايبكو ؟ شو بدكو ؟ انا هون بيتي .. #مصطفى#منذر_رياحنه #شوقي_الماجري
مسلسل #الاجتياح pic.twitter.com/ImqZC2LDmV — monther rayahneh (@RayahnehMonther) August 11, 2024
وعن ذلك قال عواملة إنه "حال لم تكن القصة واقعية بالمطلق، فقد تترك للكاتب مساحة للتشويق، وقد تكون تلك القصة جاءت من هذا المنطلق، لتؤكد أن الفلسطيني لا يبحث عن الإرهاب والموت بل تعني له الحياة الكثير".

وحصل المسلسل جائزة "إيمي" المعادلة لجائزة الأوسكار، إلا أنها تمنح للمسلسلات والبرامج التلفزيونية المختلفة، وهو ما أحدث مفاجأة متفوقا على أكثر من 500 عمل تلفزيوني عالمي.

وبعد هذه الجائزة، لفتت قوة العمل انتباه صناع السينما والدراما الغربيين، الذين أبدوا إعجابهم بأداء الممثلين القوي واستغرابهم لهذا الكم الهائل من المعلومات والواقع الذي يخفى عنهم.

ويأتي هذا بعدما امتنعت قنوات عربية بارزة عن عرضه، وهي ذاتها التي ذهبت إلى عرض مسلسلات تروج التطبيع وتحسن صورة الاحتلال عالميا في السنوات الأخيرة، فضلا عن عقد شراكات مع جهات إسرائيلية.

على هلسيرة تنسوش تحضروا مسلسل الاجتياح.
أفضل مسلسل عربي انعمل بالتاريخ بدون اي مبالغة.

المسلسل كان من المفترض انه ينعرض عMbc لكن زي ملتويت الاصلية بتقول عن التطبيع، انسحبت من بثه و ضله سنة مرمي لحتى منعرض على شبكة LBC و ياخد جائزة Emmy لافضل مسلسل عالمي طويل. https://t.co/7CBxN8Tr2n pic.twitter.com/W3qrKqPo84 — Yeezoz المتهكم ¥ (@izzwhatitizzz) June 7, 2021
أعمال بارزة أخرى 
يعد مسلسل التغريبة الفلسطينية من أبرز وأهم الأعمال التي تناولت القضية الفلسطينية بعمق، يروي المسلسل مأساة الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 وحتى الشتات، مع تسليط الضوء على معاناة العائلات الفلسطينية.

وجاء المسلسل بتأليف من وليد سيف، وإخراج الراحل حاتم علي، وجرى حذف حلقاته من منصة "شاهد" التابعة لشبكة "إم بي سي" السعودية في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، وبعد توقيع دول خليجية لـ"إتفاقيات أبراهام" للتطبيع مع الاحتلال،  إلا أن حملة كبيرة أجربت المنصة على إعادة الحلاقات.

العالم كله تآمر علينا |

بدل ما تِتلقّح تحت عمودك خيمتك، اخلعه واطلع فيه..
خذ حقك فيه بالمليحة ولاّ بالعاطلة..
تقوليش بصير ولاّ بصيرش...إذا "إسرائيل" قامت كل إشي بصير..

(التغريبة الفلسطينية) pic.twitter.com/iLdYm0GtU5 — The Palestinian Archive الأرشيف الفلسطيني (@palestinian_the) November 18, 2023
أما فيلم رجال تحت الشمس الصادر عام 1970، فهو مقتبس عن رواية غسان كنفاني، ويروي قصة ثلاثة فلسطينيين يحاولون عبور الحدود بحثا عن حياة أفضل، لكنهم يواجهون مصيرا مأساويا، وكان العمل دراميا بارزا في السينما السورية، وأُلهمت منه مسلسلات لاحقة.

وحصل الفيلم على الجائزة الفضية في مهرجان قرطاج في العام ذاته، وشارك في تمثيله يوسف حنا، وعاطفة الخالدي، وأخرجه محمد شاهين.


وفي عام 2020، صدر مسلسل حارس القدس، الذي يحكي سيرة المطران هيلاريون كابوتشي، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، وإخراج باسل الخطيب، وبطولة الممثل السوري رشيد عساف.

يروي المسلسل سيرة المطران هيلاريون كابوتشي، الذي كان من أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية، ويسلط الضوء على دوره في مقاومة الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة: مصر تقف دائمًا مع سوريا في أزماتها التاريخية
  • جهود هندسية متواصلة لإزالة الصخور المهددة لمدينة ثلا التاريخية
  • عادل حمودة: مصر تقف دائما مع سوريا في أزماتها التاريخية
  • من التشويق إلى الدراما.. أفضل أفلام عام 2024 عليك أن تشاهدها قبل نهاية العام
  • استكشاف المملكة.. طلاب من جامعة هارفارد يزورون جدة التاريخية
  • بعد عرض الحلقة الأولى.. مسلسل "فقرة الساحر" يتصدر محركات البحث
  • الدراما السورية.. من المسلسلات الإذاعية إلى الجماهيرية العربية.. شعبية للأعمال الاجتماعية ومنافسة في «التاريخية»
  • طلاب من جامعة هارفارد يزورون جدة التاريخية
  • كيف دعمت الدراما السورية فلسطين وسخرت من الأنظمة العربية قبل التكويع؟
  • عرض الحلقة الأولى من مسلسل “فقرة الساحر” في أمسية رائعة