شات جي بي تي والصديق الوفي؟
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا انتشارًا واسعًا لمنشورات تشجع على التواصل مع روبوت الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي" كبديل للأصدقاء، مما أثار نقاشًا حول إمكانية أن يسد الذكاء الاصطناعي الفجوة التي تملؤها العلاقات الإنسانية ورفقة الأصدقاء.
فمع التقدم الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي وقدرته على التفاعل وفهم احتياجات المستخدمين، يبدو أن التكنولوجيا تسعى إلى تقديم بديل للتواصل الاجتماعي.
وإن كنت لا تعلم عزيزي القارئ فالتطبيقات الحديثة مثل "شات جي بي تي" أتاحت للمستخدمين بالفعل إمكانية إجراء محادثات تبدو طبيعية، حيث أصبح بإمكان هذه الأنظمة التعرف على مشاعر المستخدمين واستجابتهم بشكل متعاطف ومرن، كما يمكنها تقديم نصائح الدعم النفسي، وإجراء محادثات غير رسمية، مما يجعل البعض يشعر بوجود "رفيق" رقمي متاح دائمًا، يوحي بالأمان والاستماع الفوري.
ورغم هذه المزايا، تظل الصداقات الإنسانية ذات قيمة فريدة يصعب على الآلات محاكاتها، فالإنسان بطبيعته يحتاج إلى علاقات حقيقية تقدم له دعمًا عاطفيًا وتفاهمًا يتجاوز مجرد المحادثات السطحية.
إذ تمنحنا الصداقات الحقيقية إحساسًا بالانتماء والأمان، وتفتح لنا آفاقًا للنمو الشخصي من خلال التفاعل مع أشخاص يشاركوننا أفكارهم ومشاعرهم، ويقفون إلى جانبنا في أوقات الفرح والحزن.
لذا، بينما يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي أداة فعّالة لدعم بعض احتياجاتنا اليومية، إلا أن الاعتماد عليه كبديل عن العلاقات الإنسانية العميقة يبقى أمرًا محدودًا، فالآلات مهما تطورت، تظل عاجزة عن تقديم الدعم الصادق الذي يستند إلى تجارب حياتية ومعانٍ إنسانية حقيقية.
في النهاية، قد يلعب الذكاء الاصطناعي دور "الرفيق الافتراضي"، لكنه لن يكون قادرًا على أن يصبح بديلًا عن الصديق الوفي الذي يفهمنا، ويشاركنا مشاعرنا بعمق يتجاوز نطاق البرمجة والتحليل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعي تقنيات الذكاء الإصطناعى شات جي بي تي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
جي 42 تطلق إطار عمل السلامة في الذكاء الاصطناعي الحدودي
أعلنت مجموعة "جي 42"، مجموعة التكنولوجيا القابضة، عن إطلاق إطار عملها للسلامة في مجال الذكاء الاصطناعي الحدودي (Frontier AI)، الذي يضع آليات واضحة لتقييم المخاطر، وتعزيز الحوكمة، وتوفير الإشراف الخارجي، بما يضمن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدّمة بطريقة آمنة ومسؤولة.
ويقدّم إطار عمل السلامة في مجال الذكاء الاصطناعي الحدودي نهجاً متعدد الطبقات لإدارة مخاطره، مما يضمن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدّمة واختبارها ونشرها بشكل مسؤول، حيث أنشأت في هذا الإطار مجلس إدارة لحوكمة الذكاء الاصطناعي الحدودي للإشراف على الامتثال وتقييم المخاطر وضمانات نماذج الذكاء الاصطناعي ويضم مجلس الإدارة كلاً من: الدكتور أندرو جاكسون، كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي، وألكسندر ترافتون، رئيس مخاطر التكنولوجيا، ومارتن إيدلمان، المستشار العام، وأديل أوهيرليهي، رئيس الذكاء الاصطناعي المسؤول.
ويشمل الإطار عمليات التدقيق المستقلة وتدابير الشفافية، حيث ستجري "جي 42" عمليات تدقيق داخلية منتظمة للحوكمة، إضافةً إلى المشاركة في مراجعات خارجية سنوية لضمان الامتثال لأفضل معايير السلامة، كما ستصدر الشركة تقرير شفافية يسلّط الضوء على رؤى السلامة الرئيسية وتقييمات المخاطر.
كما يشمل تحديد عتبات المخاطر واستراتيجيات التخفيف، والتي تتيح تقييم المخاطر المرتبطة بالتهديدات البيولوجية، وثغرات الأمن السيبراني، ومخاطر اتخاذ القرار الذاتي.
وحظي تطوير إطار عمل السلامة في مجال الذكاء الاصطناعي الحدودي بدعم نخبة من خبراء مخاطر الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك METR وSaferAI، حيث ساهمت رؤاهم في صياغة استراتيجيات الحوكمة والتخفيف من المخاطر الواردة في الإطار، مما يعزز التزام "جي 42" بتطوير ذكاء اصطناعي آمن ومسؤول.
ولتطبيق إطار عمل السلامة في مجال الذكاء الاصطناعي الحدودي، أطلقت "جي 42" منصة التقييم "X-Risks "Leaderboard، المختصة بقياس مخاطر نماذج الذكاء الاصطناعي في مجالات الأمن السيبراني والكيمياء والأحياء، وقد تم تطويرها من مجموعة تقييم السلامة الخاصة بشركة "إنسيبشن"، لتوفير تقييم عملي لنقاط الضعف المحتملة في الذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزام "جي 42" بتعزيز سلامة الذكاء الاصطناعي، من خلال مناقشة السياسات، ووضع ضمانات شفافة وقابلة للقياس.
وتعد "جي 42" من أولى الشركات في الشرق الأوسط التي قدّمت إطار عمل شاملا لسلامة الذكاء الاصطناعي، وتواصل الشركة التعاون مع الجهات التنظيمية وصناع السياسات وشركاء القطاع لتعزيز ممارسات السلامة، والمساهمة بفاعلية في مناقشات الحوكمة العالمية لضمان تطوير واستخدام مسؤول لهذه التكنولوجيا.