بوابة الوفد:
2025-03-18@13:06:43 GMT

لماذا أثير هذا الجدل…؟

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

أثير جدل عارم مؤخرا حول تصريحات عن الفلسطينيين أدلى بها «عاموس شوكين» ناشر صحيفة هآرتس عندما كتب عنهم قائلا: (الفلسطينيون المقاتلون من أجل الحرية). وفى محاولة لتبديد الجدل سارعت الصحيفة فى افتتاحيتها تقول: (بأن «عاموس» لم يدرج مقاتلى حماس فى وصفه للفلسطينيين كمقاتلين من أجل الحرية). وعلى الرغم من ذلك ظل الجدل مثارا، بل وكانت هناك ردود فعل غاضبة، فقامت وزارات إسرائيلية بإعلان مقاطعتها للصحيفة على خلفية هذا التصريح.

قوبلت تصريحات الناشر «عاموس شوكين» بالكثير من الغضب والاستهجان فى الأوساط الإسرائيلية والتى رأت بأن «عاموس شوكين» وصف المقاتلين الفلسطينيين بأنهم يقاتلون إسرائيل من أجل الحرية، وأنه زاد الطين بلة عندما دعا إلى فرض عقوبات على قادة تل أبيب. ومن ثم بادرت الأوساط الإسرائيلية ووصفت التصريحات بأنها مثيرة للاشمئزاز، وأنها تعكس انفصالا شديدا عن القيم الأساسية، كما أنها تأتى فى وقت تخوض فيه إسرائيل حربا عادلة، وذلك فى أعقاب الهجوم المميت الذى شنته حماس ضد إسرائيل فى السابع من أكتوبر الماضى. وقد دعا العديد من الوزراء فى الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات بحق الصحيفة ومقاطعتها فى إسرائيل.

أكثر من ذلك سارع وزير العدل «ياريف ليفين» إلى مخاطبة النائب العام مطالبا بسن تشريع «للحد من حرية التعبير»، وأصدر وزير الاتصالات مقترحا يحث فيه الحكومة على إنهاء الإعلانات الحكومية فى الصحيفة، وإلغاء اشتراكات موظفى الدولة والجيش والشرطة والاشتراكات الشخصية. أما فى وزارة الداخلية فقد دخل المقترح حيز التنفيذ حيث أصدر المدير العام للوزارة تعليمات إلى قسم الإعلام والاتصالات بوقف جميع الإعلانات والتعاون على الفور مع صحيفة «هآرتس».

وقال محامى الصحيفة فى معرض الدفاع إن الإجراءات التى تقودها الحكومة الإسرائيلية ضد الصحيفة غير قانونية، ووصف الإجراءات بأنها محاولات وقحة لحرمان الصحيفة من الميزانيات لأسباب أيديولوجية، ومحاولة المسئولين إخفاء مخالفتهم للقانون. واعتبر المحامى العقوبات بأنها تمييز على أساس الآراء السياسية، وتسييس الموارد العامة لإسكات معسكر سياسى، ونزع الشرعية عن الخطاب اليسارى». معتبرا أن تصريحات «شوكين» مألوفة فى الخطاب اليسارى. واتهم المحامى القناة 14 الإسرائيلية فى أنها نقلت الخطاب بعد أن اقتطعت أجزاء منه، واتهمها بالترويج والتحريض على الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين.

وكان ناشر الصحيفة «آشكن» قد قال خلال مؤتمر صحفى لجريدة هآرتس فى لندن مؤخرا «إن إسرائيل تمارس نظام الفصل العنصرى على الأراضى الفلسطينية من خلال حربها على قطاع غزة، وفى الوقت نفسه تقاتل «مقاتلى الحرية»، وأضاف قائلا: «إن حكومة نتنياهو تنفذ نكبة أخرى بحق الفلسطينيين، وتمارس التطهير العرقى، واعتصاب الأراضى التى كان من المفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية، وأنها تتجاهل التكاليف التى يتحملها كلا الجانبين للدفاع عن المستوطنات). ودعا «آشكن» (إلى إقامة دولة فلسطينية، وفرض عقوبات على إسرائيل، وعلى المستوطنين).

فى أعقاب موجة الغضب التى واجهها «آشكن» قال إنه بصدد إعادة النظر فى ترتيب كلماته، مع إصراره على أن الفلسطينيين (مقاتلين من أجل الحرية). وقال إن نصر إسرائيل سيمر من خلال إطلاق سراح الرهائن، وأن ضمان بقاء إسرائيل وأمنها يتطلبان إقامة دولة فلسطينية، وإنهاء الفصل العنصري، والعمل على إنهاء الإرهاب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سناء السعيد تصريحات عن الفلسطينيين الفلسطينيون المقاتلون من أجل الحریة

إقرأ أيضاً:

الصعيد.. و"ناسه"

لست ممن يتابعون الأعمال الدرامية سواء فى رمضان، أو غير رمضان، بل إنني توقفت تمامًا خلال السنوات الماضية عن معظم ما يعرض على الشاشات، باستثناء بعض ما يتعلق بالأخبار أثناء الأحداث الهامة، غير أن مقاطع من مسلسل يتناول الحياة فى الصعيد يمر أمامي بين الحين والآخر أثناء تصفح الفيس بوك، الفنان مصطفى شعبان يتألق فى أداء دور كبير العائلة والذى يستمد سطوته من الثروات الضخمة التى حصل عليها من تجارة الآثار، وبالتالي كلمته نافذة على الكبير قبل الصغير، المسلسل الذى يحمل اسم "حكيم باشا" يتبارى فيه كبار النجوم فى أداء أدوارهم، وكذلك النجوم من شباب الفنانات، غير أن هذا العمل كما سابق كثيرًا من الأعمال لا تعبر عن واقع الحال فى الصعيد.

أول ما لفت نظري هو أن "حريم القصر" كما يسمونهم فى المسلسل خلعن غطاء الرأس فى وجود ابن العم، وعم الزوج، وأبناء عم الزوج، وهكذا، وكلهن صففن الشعر، وتركهن مسدلاً على الاكتاف، وهذا ما لا يحدث على الإطلاق مهما بلغت درجة الثراء فى العائلات، بل إن السيدة أو البنت بمجرد نزولها من شقتها الموجودة فى بيت العائلة لا تستطيع أن تتخفف من ملابسها، أو غطاء الرأس، فهي دائمًا مستعدة لدخول ضيف، أو أحد الأقارب، ناهيك بالطبع عن طريقة اللبس التى تميل إلى الفلكلور، وكمية الذهب المبالغ فيها التى ترتديها كل نساء العمل، صحيح هم يحبون الألوان الزاهية ويلبسونها فى المناسبات والأثرياء منهم يملكون من الحلى الذهبية الكثير ولكنهم أيضًا لا يلبسونه إلا فى المناسبات.

منذ سنوات لبيتُ دعوةً لحضور حفل عرس أحد الأبناء فى محافظة سوهاج، بادرتني إحداهن "إيه رأيك فى عيشتنا.. يا تري زي المسلسلات؟" قلت لها: بالطبع لا، فقالت: "إحنا نفسنا بنضحك على اللى بنشوفه عن ستات الصعيد ونتمنى يكتبوا حاجه حقيقية عنا"، لم أجد هناك كلمة "الحرمة" التى نسمع عنها فى المسلسلات والأفلام، ولكنني وجدت سيدات تذهبن إلى وظائفهن دون أية قيود، وفتيات تعلمن فى الجامعات، ونبغن فى كليات القمة، بالإضافة إلى شابات، وفتيات صغار تجدن كل حنو ومحبة من الكبار.

على مدى سنوات عمري المهني والشخصي، كانت الصورة الذهنية للجزء الجنوبي من الوطن هى صورة نمطية تعكس موروثات من السلوكيات والعادات وربما الصفات التى تدور جميعها حول الثأر، وقهر وتهميش المرأة، وخشونة التصرفات، وقسوة المشاعر، وفوق ذلك معدلات فقر تؤكدها إحصاءات رسمية، ومصادر بحثية، ولكنني مع أول زيارة اكتشفت عوالم أخرى لا تعكسها الصورة المصدرة لنا دومًا عن تلك البقعة من أرض الوطن.

تجارة السلاح والآثار والتهريب تلك هى صورة الصعيد فى المسلسلات مع تزيد وتصنع فى اللهجة، مع أنه هناك لكنة مختلفة لكل محافظة، ولكنها عامة ليست بتلك الخشونة التى تصدرها المسلسلات، فمع زيادة نسب التعليم والتأثر بما يقدم فى وسائل الإعلام اقتربت اللهجة من طريقة "القاهريين" فى الكلام، أضف إلى ذلك بالطبع أن هناك قامات سياسية، وثقافية، وإعلامية أثروا بعلمهم، وموهبتهم، وثرائهم الثقافي المجتمع المصري ككل على مر التاريخ.

نتمنى على كتّاب الدراما، وخاصة ما يتعلق منها بالصعيد، زيارة هذا الجزء الجنوبي من أرض الوطن، ومعايشة قضاياهم، ومشكلاتهم، وواقعهم بالفعل، حتى تكون الأعمال مرآة للواقع ورسالة تخدم، وتفيد.

مقالات مشابهة

  • السعودية تدعو إلى حماية الفلسطينيين من آلة الحرب الإسرائيلية
  • الحرية المصري: الغارات الإسرائيلية على غزة قرار عبثي يعود بالمنطقة إلى نقطة الصفر
  • بعد الجدل حول تمثال الحرية.. هل تستطيع باريس استعادة هديتها التاريخية من واشنطن؟
  • لماذا استأنفت إسرائيل الحرب على غزة؟
  • البيت الأبيض: إسرائيل أبلغت إدارة ترامب بشأن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
  • تلويح فرنسي باستعادة تمثال الحرية: الأمريكيون اختاروا الطغاة
  • مخلفات الإبادة الإسرائيلية.. قنابل موقوتة تهدد حياة الفلسطينيين
  • الصعيد.. و"ناسه"
  • كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى» بـذور التطـرف ( 2)
  • بري: كمال جنبلاط خاض معركة الحرية والمقاومة ضدّ إسرائيل