استشعرت البورصات العالمية فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية، فتبدل الحال من ترقب للسواد الأعظم للمستثمرين والمتداولين بأسواق المال العالمية، إلى تفاؤل كانت تداعياته على البورصات العالمية وليس السوق المال الأمريكى «ول ستريت» فقط، الذى حقق قفزات تاريخية.
أسواق المال الأمريكية، هى المحرك الرئيسى لكل البورصات، ومحط أنظار المستثمرين، وتجربة ترامب فى الانتخابات الرئاسية السابقة، وما قدمه لأسواق المال العالمية، تحمل له رصيدًا كبيرًا عند المستثمرين فى البورصات، وهو ما انعكس بالإيجاب على أسواق المال العربية، دون استثناء، وطارت المؤشرات فى البورصة المصرية، احتفالًا بمكسب ترامب.
ربما يتساءل البعض عن الارتياح الذى سيطر على العديد من المستثمرين، فى الحقيقة ليس المشهد يتطلب التساؤل، لكن الذى عاش فترة رئاسة ترامب السابقة، يدرك التسهيلات، والمحفزات المقدمة من الرجل خلال رئاسته السابقة، للشركات، كونه مؤمنًا بسياسة التوسع، فى المشروعات، وتقديم المزيد من المحفزات المالية لسوق المال، والاقتصاد.
أى كانت هذه المحفزات سواء خفض ضرائب، أو غيرها من التيسيرات، فكلها أمور خير على أسواق المال، وهو ما ترجمته أسواق المال العربية أيضا، خاصة القطاعات النفطية...البورصة المصرية متوقع أن ينالها من الحب جانب بعد حالة التفاؤل والارتفاعات الكبيرة التى شهدتها المؤشرات الرئيسية والثانوية، ووصولها إلى مستويات تاريخية خلال الفترات القادمة.
يتوقع أيضًا أن يشهد السوق المحلى طفرة فى الشركات الأمريكية خلال الفترة المقبلة، خاصة فى ظل السياسة الخارجية للرئيس الأمريكى القائمة على التوسع خارجيًا فى الأسواق الناشئة، مع الطفرة الكبيرة التى شهدتها بيئة الاستثمار، وتحسن مناخ الاستثمار وتنوع فى الفرص المتاحة أمام المستثمرين، ووصول الشركات الأمريكية إلى 1200 شركة بالسوق المحلي، مع نمو حجم التبادل التجارى مع الولايات المتحدة.
ستنال صناديق الاستثمار الأمريكية نصيبًا كبيرًا من تعزيز استثماراتها فى البورصة المصرية، فى العديد من الأسهم ذات الوزن الثقيل والمنتقاة، التى تمتلك فرصًا ذهبية لاقتناصها، نتيجة تدبى أسعارها مقارنة لما تمتلكه من أصول تقدر بالمليارات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خارج المقصورة البورصات العالمية المرشح الجمهوري دونالد ترامب أسواق المال الأمريكية أسواق المال
إقرأ أيضاً:
"فاينانشيال تايمز".. صناعة النفط الأمريكية تترقب تنفيذ وعود ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يترقب رجال صناعة النفط الأمريكية، باهتمام كبير، دخول دونالد ترامب البيت الأبيض وشروعه في تنفيذ وعوده، التي قطعها على نفسه في الحملة الانتخابية وكان شعاره فيها "احفروا احفروا"، بإزاحة معظم القيود البيئية والتنظيمية التي فُرضت على شركات استخراج النفط والغاز الطبيعي.
وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أنه برغم حالة التفاؤل تلك التي تنتشر في قطاع النفط في الولايات المتحدة، فإنه ليس من المرجح أن تطرأ زيادة كبيرة على الإنتاج النفطي الأمريكي خلال فترة الرئاسة الثانية لترامب، الذي جعل من سياسة الطاقة مرتكزًا جوهريًا لحملته الانتخابية متعهدا بإزالة القيود وزيادة الإنتاج وخفض الأسعار للمستهلكين.
ونقلت الصحيفة عن ترامب قوله، في صبيحة إعلان فوزه في الانتخابات الأربعاء الماضي، "لدينا المزيد من الذهب السائل أكثر من أي دولة أخرى في العالم".
وقالت إن إعادة انتخاب الرئيس السابق ترامب تمثل دعما لصناعة النفط الأمريكية، التي دخلت في علاقات عاصفة مع إدارة بايدن.
كما أن رجال صناعة النفط كانوا من أكثر الداعمين لحملات ترامب الانتخابية وأمطروها بالتبرعات والأموال.
وعبر رؤساء مجالس إدارات الشركات النفطية عن فرحتهم الشديدة بقدوم ترامب مرة أخر إلى البيت الأبيض، ونقلت الصحيفة عن هارولد هام، مؤسس شركة "كونتينتال ريسورسيز" وأحد المانحين لترامب، قوله "أشعر بسعادة غامرة بفوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب، فإنه فوز ضخم لصناعة الطاقة الأمريكية ومستقبل أمن أمتنا".
ومن جهته، يقول الرئيس التنفيذي لشركة "هاليبورتون" إحدى كبريات شركات خدمات حقول النفط، جيف ميللر، تعبيرًا عن تلك الحالة التي أشاعها فوز ترامب في صناعة النفط "إنها إيجابية ليس أكثر، وفي الواقع، أنا متفائل تمامًا".
وتتوقع صناعة النفط الأمريكية أن يقوم ترامب، لدى توليه الرئاسة الثانية له في يناير المقبل، بإلغاء العديد من اللوائح التنظيمية البيئية التي فرضها بايدن.
ويعتبر رئيس "معهد البترول الأمريكي"، مايك سومرز، أن القطاع شهد "هجمة تنظيمية"، خلال السنوات الأربع الماضية التي سيتم عكسها في الوقت الراهن.
وقال سومرز "مجرد إيعاز الإدارة بأنها ترغب في تعزيز صناعة النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، فسيصبح ذلك مكونًا رئيسيًا لكي تحصل الصناعة على الاستثمار الذي تحتاجه لتحقيق النمو".
ومن بين التوقعات التي تنتظرها صناعة النفط إلغاء اللوائح المنظمة لانبعاثات العوادم، التي صممت خصيصًا لدفع أصحاب السيارات التي تسير بالوقود الأحفوري للتخلي عنها وتشجيعهم على شراء السيارات الكهربائية، علاوة على توسيع رخص الوصول للمصادر الهيدروكربونية من خلال زيادة التأجير التمويلي في خليج المكسيك والأراضي العامة، إضافة إلى تخفيف سياسات حماية الأصناف والكائنات المهددة بالانقراض.
ويتوقع أيضًا أن يقدم ترامب على إنهاء وقف إصدار رخص منشآت ومرافق تسييل الغاز الطبيعي.
كان الرئيس المنتخب قد تعهد بإلغاء ضرائب المؤسسات وشطب تشريع المناخ الذي وقعه بايدن المعروف بـ"قانون خفض التضخم" IRA، غير أن كثيرين من كبار اللاعبين في صناعة النفط استفادوا من هذا القانون، ويعارضون فكرة إلغاء القانون كاملًا وبرمته.
وشرع ترامب في تشكيل فريقه الذي سيتولى إجراء تلك التعديلات، فهناك حاكم ولاية داكوتا، دوج بورجوم، بخلاف دوره باعتباره "قيصرًا جديدًا في صناعة الطاقة"، فإنه سوف ينسق إعادة صياغة اللوائح التنظيمية في عدد من الوكالات الحكومية.
وعلى الرغم من الإصلاح المرتقب في قطاع النفط الأمريكي، فقد حذر محللون من أنه ليس من المرجح حدوث زيادة سريعة في الإنتاج خلال الفترة الرئاسية الثانية لترامب، لأن الإنتاج بلغ مستويات قياسية فعليًا خلال فترة حكم بايدن، وحقق زيادة أخيرة بوصوله إلى 13.4 مليون برميل يوميا في أغسطس الماضي، رغم اللوائح التنظيمية المفروضة.
لكن المستثمرين - الذين تأثروا بالديون الكبيرة لمواكبة شراهة الاستخراج النفطي- باتوا أكثر ميلًا نحو الشركات التي تعطي الأولوية لعوائد الأسهم بأكثر من النمو في أعمالها، لذا من المتوقع أن نمط أدائهم الرأسمالي الذي فرضوه على القطاع ليس من المرجح أن يطرأ عليه تغيير.
ويؤيد هذا الرأي رئيس بحوث أسواق النفط في مؤسسة "ستاندرد أند بورز جلوبال" الاستشارية، جيم بوركهارد، معتبرًا أن "الأسعار ووول ستريت هما المنظمان للإنتاج (النفطي) في الولايات المتحدة وليس الرئيس".
وبحسب "ستاندرد أند بورز"، فإن الإنتاج سيبلغ في المتوسط نحو 13.2 مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري، ويتوقع ارتفاعه إلى 13.6 مليون برميل يوميا في 2025، فيما يتوقع انخفاضه في العام التالي بفعل تراجع أسعار النفط في الأسواق، كما أن إعادة انتخاب ترامب لن تغير أفق الأسواق على الأجل القريب.
ويعتبر بوب ماكنالي، رئيس شركة "رابيدان إنرجي" الاستشارية، ومستشار الطاقة السابق لإدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، أن "أي رئيس لديه أدوات محدودة للتأثير على أسعار النفط في الأجل القصير"، غير أنه في حال تعاظم نمو الطلب العالمي ليتجاوز مستوى الطلب في السنوات القادمة، فإن ترامب "سيكون محظوظًا".
ويشير محللون إلى أن ترامب تعهد كذلك خلال حملته الانتخابية بممارسة أقصى ضغوط ممكنة على إيران، بتصعيد العقوبات على صادراتها النفطية وتشديد الرقابة عليها، متوقعين أن يدفع ذلك أسعار النفط العالمية إلى الارتفاع.