بوابة الوفد:
2024-11-12@22:55:18 GMT

عفوًا «أميتاب».. الرجل الحقيقى يشعر بالألم

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

شاعت فى أواخر حقبة القرن العشرين موجة من الأفلام الهندية صارت هوسًا عند مشاهديها فأصبحت صالات السينما عند عرض أى فيلم جديد لأميتاب باتشان أو ميثون شكربروتى كاملة العدد، كما كانت نوادى الفيديو -التى تلاشت الآن بحكم تطور الزمن- تتداول تلك الأفلام كأنها كنز ثمين وأتذكر أننى عندما توجهت لاستئجار فيديو لأحد تلك الأفلام -وكنت ما أزال فتى صغيرًا- أن صاحب نادى الفيديو نظر لى بسخرية قائلًا: «يا بنى مش قبل شهر»، وحتى عند عرض الفيلم تلفزيونيًا -فى الأعياد- كانت الشوارع تخلو من المارة حيث يتحلق الجميع أمام الشاشة الصغيرة لمشاهدة الفيلم الهندى بنهم وشغف شديدين.

هكذا راجت هذه الأفلام وأصبح بطلها مناط أحلام الفتيات وحسد الفتيان بقوامه الممشوق ووسامته الفريدة وشجاعته الفائقة ورجولته الناضحة، وكلنا يتذكر تلك الواقعة الشهيرة عندما زار أميتاب القاهرة ضيفًا على مهرجان القاهرة السينمائى فى التسعينات، وتهافت المعجبات وفقدهن الوعى عند رؤيته إلى درجة تمزيق ثيابه، فى مشهد يؤكد سطوة النجوم الهنود والثقافة البوليوودية آنذاك.

ولا تزال تلتصق بذهنى عبارة رددها أميتاب فى أحد أفلامه عندما جابه أحد الأشرار بعد تكبيله وتعذيبه الشديد له قائلًا له بصوته الجهورى العميق: «الرجل الحقيقى لا يشعر بالألم»، ويبدو أن هذه الجملة -التى قد تكون خطأ من مترجم الفيلم لا أدرى- قد توغلت فى لاوعى الشباب والرجال فى ذلك الوقت إلى أن صارت مندمجة فى أفكارهم وسلوكياتهم، وإن كنت لا أخفى تأثرى الشخصى بهذه الجملة إذ أتذكر ذات مرة أننى قربت يدى أمام النار مرددًا هذه الجملة فى أعماقى، لكن للأسف كانت النتيجة معروفة والحمد لله لم تتضرر يدى كثيرًا!!

بمرور الوقت اكتشفت خطأ هذه العبارة، إذ لا بأس مطلقًا فى أن يشعر الرجل بالألم؛ فالرجولة يجب ألا تختزل فى عدة مظاهر ترتبط بخشونة الصوت أو «الجعجعة الفارغة» أو «حملقة العين» أو تجهم الوجه أو عدم الإحساس بالألم، أو الضرب والركل، بل على النقيض، فالرجل الحقيقى هو إنسان لديه شعور وإحساس، فقد يتألم بل ويبكى فى إظهاره لإنسانيته، فلا يعد بكاء الرجل ضعفًا منه بل هو تعبير عن تأثره لموقف فرحًا أو حزنًا عند نجاح أحد أبنائه أو فقدانه شخصًا عزيزًا لديه، وكذلك الرجولة «مواقف» وتحمُّل مسئولية وسيطرة على النفس -لا سيما عند الغضب- كما أوضح لنا رسولنا الكريم فأقوى الرجال هو أكثرهم سيطرة على غضبه، لذا فالرجولة الحقة بعيدة كل البعد عن تلك الصورة الهندية النمطية المتمثلة فى البطل الذى يشبع خصومه ضربًا وركلًا ولا يشعر بالألم.

وكم من شخص أعرفه ذهب هباءً لقاء فهمه الخطأ للرجولة، فتراه يندفع فى مشاجرات ومشاكسات ما أنزل بها الله من سلطان «مع طوب الأرض» قد تودى بحياته أو حياة مَن يتشاجر معه، فيهدر عمره فى لحظة غضب أو إثبات «رجولة زائفة» كان من الممكن أن يتفاداها بحكمته وسيطرته على نفسه، وكم من أسرة تشردت فقط لأن رب الأسرة كان «رجلًا»، فأوقع يمين الطلاق لأسباب تافهة كان من الممكن التعامل معها بهدوء، إذ كيف تتجرأ زوجته على أن تلفظ أمامه بكذا أو تفعل كذا أو تعصى أمره، متغافلًا قول الرسول «رفقًا بالقوارير» وأنه كان أشد الناس رحمة بأهله وعطفًا بهم.

إن الفهم الحقيقى للرجولة له آثاره عميقة الأثر فى الأسرة والمجتمع؛ يجب أن يعيها الجميع جيدًا، فلا بأس -أيها الرجل- من أن تتألم؛ تبكى؛ تظهر ضعفك؛ إنسانيتك؛ تتعاطف؛ وقبل كل ذلك ترحم، فالرجل الحقيقى هو إنسان قبل أى شيء.. يشعر بالألم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سامح توفيق الأفلام الهندية فيلم جديد تطور الزمن

إقرأ أيضاً:

قط غريب يثير رعب برازيلي في أثناء توصيل نجله إلى المدرسة (صور)

مشوار يومي يقوم به رجل برازيلي يعيش في إنجلترا، حيث يرافق طفلته البالغة من العمر 7 سنوات إلى مدرسته، إلا أنه في يوم الخامس عشر من أكتوبر الماضي، كان ينتظره يومًا مختلفا، بعدما رأى ما وصفه بـ«المخلوق المهيب»، فما القصة؟

كان لياندرو سانتوس، 37 عامًا، يرافق طفلته بالقرب من بعض الغابات في أوربينجتون، عندما لفت انتباهه صوت مواء غير عادي وسلوك مضطرب للطيور.

رجل يشاهد قط غريب خلال توصيل نجله إلى المدرسة

«وشق أو جاكوار».. هكذا وصف الرجل القط الضخم الذي يبلغ طوله 1.5 متر أثناء توصيله إلى المدرسة مع ابنته، حيث كان القط يتربص بين الأشجار القريبة من المدرسة، وبعد التأكد بسرعة من وصول ابنته إلى المدرسة بأمان، عاد لمراقبة المخلوق الذي وصفه بـ«المهيب» لمدة 5 دقائق تقريبًا، ولاحظ تحركاتها المفترسة بين الطيور.

  كيف وصف الرجل المخلوق؟

أعرب لياندرو عن دهشته وقلقه في تصريحات نقلتها صحيفة «كينت لايف» البريطانية: «لقد تفاجأت به، لقد كان القط جميلاً ولكنه مخيف للغاية»، ثم دخل في تفاصيل أكثر، واصفًا حجمه ومظهره: «كان ضخمًا، يمكنني القول أنه يبلغ ارتفاعه 80 سنتيمترًا عن الأرض، كان مائلًا إلى الصفرة مع بقع سوداء».

«في لحظة ما نظر إلي مباشرة، كان ذلك مخيفًا للغاية»، هكذا أكد الرجل، مضيفا أنّه كان يحاول الدخول إلى عش الطيور لكنهم كانوا يطيرون نحوه لإبعاده، انضمت بعض الطيور الأخرى واعتقدت أنه سيكون من الأفضل المغادرة، وفقًا لما أوردته صحيفة «ميرور».

ووفقًا لمجلة «نيو ساينتست»، فإنّ وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية في المملكة المتحدة، تؤكد أنّه لم يتم تقديم أي دليل موثوق به على وجود قطط كبيرة إلى هيئة إنجلترا الطبيعية منذ عدة عقود.

مقالات مشابهة

  • ترامب .. وإغراء زعامة الرجل القوي
  • من صاحب المقامات الذي عجز عن تحقيق طلب الأمير؟
  • غضب في أميركا لاعتداء شرطي على مسن آسيوي
  • دفاع ضحية إمام عاشور: موكلي يشعر بالقهر وتحول من مجني عليه لمتهم.. فيديو
  • حكم قطع صلاة الفرض لأمر مهم عند الفقهاء
  • هوكشتين يروّج لاستئناف وساطته
  • "الدفاع عن حقوق الأزواج": الرجال فقط هم من يدفعون فاتورة الطلاق
  • 10 فوائد لترامب
  • الأردن..العثور على جثتي رجل وامرأة أسفل جسر عبدون
  • قط غريب يثير رعب برازيلي في أثناء توصيل نجله إلى المدرسة (صور)