ما الذي يجب معرفته عن كرة القدم الإسرائيلية بعد أحداث أمستردام؟
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
جاءت أحداث العاصمة الهولندية أمستردام وجماهير فريق مكابي تل أبيب التي بدأت الاستفزازات بإطلاقها هتافات عنصرية ضد العرب والفلسطينيين تحديدا قبل مواجهة فريق أياكس ضمن بطولة الدوري الأوروبي، لتعيد التذكير بالسبب الرئيسي الداعي لحظر الاتحاد الإسرائيلي وطرده من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
وأقدم مشجعي مكابي تل أبيب على إنزال علم فلسطيني من مبنى، والاعتداء على سيارة أجرة، وإحراق علم فلسطيني في إحدى الساحات، ما أشعل أحداث شغب واشتباكات بين مشجعي الفريق، وعدد من مؤيدي القضية الفلسطينية.
ولم تقتصر صور الانحياز الغربي إلى الاحتلال الإسرائيلي بعد أحداث أمستردام على تصريحات السياسيين الغربيين، بل تجندت تغطيات العديد من وسائل الإعلام الكبرى في الغرب للأحداث، لتنحاز بشكل واضح إلى الرواية الإسرائيلية في ظل غياب شبه تام لرواية الجانب الآخر.
ويأتي هذا رغم تأكيد قائد شرطة أمستردام في هولندا، بيتر هولا، إن مشجعي فريق مكابي هم من بدؤوا الاستفزازات، هو ما ظهر في تغطية قناة "سكاي نيوز" العالمية لتشرح مراسلتها الحقيقة حول مشجعي كرة القدم الإسرائيليين الذين قاموا بأعمال شغب عنصرية في المدينة هذا الأسبوع.
"فيديو لن تشاهده على معظم وسائل الاعلام الغربيه بعد أن ضلوا بالأمس ساعات يتحدثون عن ما حدث اللاسرائيليين "
.
" رئيس شرطة امستردام Peter Holla يؤكد المشاهد المتداوله عن أن الاسرائيليين هم من افتعلوا أحداث الشغب
من خلال قيامهم بإزعاج السكان المحليين والاخلال بالنظام العام
ونزع… pic.twitter.com/B6hgHTlRdb — Dr.mehmet canbekli (@Mehmetcanbekli1) November 9, 2024
وبعد ذلك بساعات قامت القناة بحذف المقطع من منصاتها المختلفة، إلا أن العديد من الحسابات على أعادت نشره، معلقة أن هذه التصريحات "لا تهم كبرى وسائل الإعلام العالمية".
Breaking: @SkyNews just deleted this video by their Amsterdam correspondent @AlicePorterTV posted to Twitter, without public explanation. I saved a copy.
The video explains the truth about the Israeli football hooligans who went on a racist rampage in the city this week. Watch: pic.twitter.com/saVATm74FO — Asa Winstanley (@AsaWinstanley) November 9, 2024
تواطؤ "الفيفا"
منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، أجّل "الفيفا" اتخاذ قرار بشأن الدعوة الفلسطينية لحظر الاتحاد الإسرائيلي من المشاركة في كرة القدم الدولية، في ظل حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، قائلا؛ إنه لجنته التأديبية "ستراجع هذه الادعاءات".
وخلال الحرب التي خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، أجل "الفيفا" التصويت على قرار حظر الاتحاد الإسرائيلي من المشاركة في كرة القدم الدولية ثلاث مرات.
وعندما تعلق الموضوع بجهة غير "إسرائيل" ومعادية للولايات المتحدة جرى اتخاذ عقوبات من قبل "الفيفا" والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" ضد روسيا بعد أربعة أيام فقط من الغزو لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير 2022.
وتضمنت العقوبات استبعاد "الفيفا" لروسيا من كأس العالم، مع إعلان إيقاف كل المنتخبات الروسية الوطنية وأنديتها "حتى إشعار آخر"، وذلك في بيان مشترك مع "الويفا".
ودعم "الفيفا" واتحاداته مظاهر التضامن العالمي مع أوكرانيا في ملاعب كرة القدم، التي شهدت رفع الأعلام الأوكرانية، ونشر مناشدات وقف الحرب على الشاشات ودخول اللاعبين للملاعب بالعلم الأوكراني، وإهداء الأهداف واحتفالات الفوز لـ "أوكرانيا".
وجاء ذلك مع التضييق على التضامن مع القضية الفلسطينية، أو رفع أعلام أو عبارات تضامنية، باعتبار أنها سياسية وخارج نطاق الرياضة.
وخالف إنفانتينو ذريعة: "خلط السياسة بكرة القدم" حينما بادر لترويج التطبيع العربي مع "إسرائيل"، ودعوته لتنظيم نسخة مشتركة من كأس العالم بين الإمارات و"إسرائيل".
Welcome to Israel, President of FIFA, Gianni Infantino!⚽️
It was a pleasure meeting you and hearing your idea about Israel hosting the @FIFAWorldCup in 2030, together with our Arab neighbors.
That’s a goal we can all work towards! ???? pic.twitter.com/CXi9TIgcFn — Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) October 12, 2021
“الغسيل الرياضي"
قالت حركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها "BDS" إن "إسرائيل" تسمح لفرق كرة القدم وكرة السلة المتمركزة في المستوطنات غير القانونية المبنية على أراض فلسطينية مسروقة باللعب في دورياتها الرسمية.
وأضافت في بيان سابق لها إن الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة السلة واللجنة الأولمبية الدولية فشلوا في اتخاذ أي إجراء ضد "إسرائيل" بسبب إدراجها لهذه الفرق غير القانونية في دورياتها الرسمية وهجماتها على الرياضة الفلسطينية.
وأكدت أنه "من خلال الفشل في التصرف، تسمح هذه الهيئات الرياضية لإسرائيل بتبييض صورتها وممارسة الغسيل الرياضي تجاه التهجير القسري للفلسطينيين ونظام الفصل العنصري وهجماتها العسكرية الإبادة الجماعية على الفلسطينيين".
والغسيل الرياضي هو مصطلح يطلق على ممارسة يستخدمها فرد أو جماعة أو شركة أو دولة قومية للرياضة لتحسين سمعتهم السيئة، من خلال استضافة حدث رياضي أو شراء أو رعاية فرق رياضية أو من خلال المشاركة في الرياضة نفسها.
بيتار القدس
خلال أحداث أمستردام جرى تداول اسم فريق مكابي تل أبيب بشكل كبير، وأقدمت جماهيره على ترديد عبارات مسيئة كان أبرزها: "دع جيش الدفاع الإسرائيلي يفوز من أجل … العرب"، إلا أن هذا لا يعد سواء القليل مما تتفاخر به الجماهير الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة.
"لا فاميليا"، وهي رابطة مشجعي نادي بيتار القدس، أكثر نادي عنصريّ على مستوى العالم، تتكون من عناصر متطرّفة دائما ما تردد في مباريات كرة القدم هتافات مثل "الموت للعرب"، و"محمد مات"، و"لتحترق القرية".
ويشترك أعضاء النادي في العديد من عمليات اقتحام المسجد الأقصى، وكذلك في اعتداءات على الفلسطينيين ومنازلهم ومساجدهم في مدينة اللد بمساعدة من منظمة "شومريم علهبايت" الاستيطانيّة المتطرفة.
كما أن هذا التنظيم هو نفسه الذي ردد في مسيرات داخل مدن الساحل الفلسطينيّ المحتلّة صرخات "الموت للعرب"، وعمل على حرق وتدمير واجهات المحلات العربيّة في "بات يام" المتاخمة لمدينة يافا.
وانضمّ لأعضاء ألتراس "لا فميليا" مجموعات من مؤيدي "كاهانا" الاستيطانية الإرهابيّة من أجل الانتقام والاعتداء على العرب في يافا، وهم يسيرون في جماعات.
ومن أبرز داعمي فريق بيتار إسرائيلي اسمه موشيه نيسيم، ولقبه "دوبي"، وأحد جنود الاحتياط في وحدة الجرافات الذين تم تجنيدهم خلال اجتياح جنين عام 2002، نشرت "يديعوت أحرونوت" مقابلة معه تحت عنوان "انتقام الجرافة".
למי שרוצה ללמוד איך מכניעים מחנה טרור - ומה צריך לעשות במחנות הפליטים ג׳בליה ושבורה - ככה צה״ל הכריע את מחנה הפליטים בג׳נין בזמן מבצע חומת מגן. 22 שנה וכבר שכחנו איך לטפל במחנות פליטים
דובי כורדי, מחריב קן הטרור ובירת המתאבדים מחנה הפליטים ג׳נין - האיש שהרג את מחמוד טואלבה… pic.twitter.com/59pLlAtxxw — אור פיאלקוב (@orfialkov) May 25, 2024
وقال "دوبي" في ذلك الوقت: "وضعت راية بيتار القدس على الجرافة العملاقة وقلت لعائلتي عندما تشاهدونها في التلفاز ستعرفوني، ولو كنت صاحب القرار، لرفعت الراية على المسجد بالمخيم.. هل تعلم كيف صمدت لمدة 75 ساعة لم أترجل بها عن الجرافة؟ كنت أشرب الويسكي طوال الوقت حتى لا أشعر بالتعب".
حراك دولي مستمر
في آب/ أغسطس 2018، تم الإعلان أنّ شركة "أديداس - Adidas" لم تعد الراعي التجاري لاتحاد كرة القدم الإسرائيلي، وذلك بعد أن دعا أكثر من 130 نادي كرة قدم فلسطيني الشركة لإنهاء رعايتها للاتحاد الضالع في اضطهاد الشعب الفلسطيني.
Alert: 30th Mar 2018 - Protest Adidas support of Israeli war crimes - Demand Adidas ends apartheid sponsorship #AdidasPlayFair #BDS #Palestine https://t.co/MnLtO2f5qZ pic.twitter.com/1ejq2ZZNbq — Inminds Human Rights Group (@InmindsCom) March 30, 2018
وجاءت خطوة "أديداس" بعد حملة عالمية صاخبة، دعا من خلالها نشطاء المقاطعة ومدافعون عن حقوق الإنسان الشركة لإنهاء رعايتها للمباريات المقامة على أراضٍ فلسطينية منهوبة، وخلالها تسلمت عريضة دولية تحمل 16 ألف توقيع.
وحينها صرّحت الشركة بشكل صريح أنها أثارت موضوع أندية المستوطنات الإسرائيلية مع "الفيفا"، مشيرة إلى الحاجة لأن يقوم الجسم الحاكم في عالم الكرة "بالفصل في مسألة فرق المستوطنات الإسرائيلية من خلال اتباع مبادئ القانون الدولي وسياسة حقوق الإنسان لديهم".
ويذكر أن الاتحاد الإسرائيلي يضمّ ستة أندية كرة قدم موجودة في مستوطنات إسرائيلية غير شرعية تنهب أراضي الفلسطينيين ومواردهم في الضفة الغربية المحتلة.
وفي نفس الوقت بدأت حملة أخرى تمثّلت في البداية بالضغط على "بوما" لإنهاء التعاقد مع "إسرائيل"، ثم تطورت لتشمل المقاطعة الاقتصادية للشركة والعمل ضدها، باعتبار أن رعاية "بوما" للاتحاد الإسرائيلية تعود إلى تسعينيات القرن الماضي.
وامتدت الحملة على مدار سنوات وحصلت على دعم عربي عالمي، وذلك حتى إعلان الشركة الألمانية في كانون الأول/ ديسمبر 2023 عدم تجديد عقدها مع اتحاد كرة القدم الإسرائيلي حين ينتهي في منتصف 2024، إلا أن تطبيق ذلك لم يحدث بعد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية أمستردام الإسرائيلي الفيفا الاتحاد الإسرائيلي إسرائيل الفيفا أمستردام الاتحاد الإسرائيلي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کرة القدم الإسرائیلی الاتحاد الإسرائیلی pic twitter com من خلال
إقرأ أيضاً:
مبابي يطرق أبواب "يويفا" في قضيته مع PSG
لا يعرف الصراع بين كيليان مبابي وناديه السابق باريس سان جيرمان هدنة، فقد شدد اللاعب حدة لهجته مهدداً بترخيص الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" الخاص بنادي العاصمة الفرنسية، إذا أصر الأخير على رفضه دفع الـ55.4 مليون المتبقية بالعقد الأخير للمهاجم.
قالت محامية مبابي دلفين فيرهايدن اليوم لصحيفة ليكيب إن موكلها لن يتوقف حتى يحصل على هذا المبلغ، لأنه في رأيها يتصرف "نيابة عن جميع اللاعبين".
ريال مدريد يستنجد بـ3 أطباء لتفادي انتكاسة مبابي - موقع 24كشفت تقارير إعلامية أن إدارة نادي ريال مدريد فعلت زر الطوارى بعد إصابة المهاجم الفرنسي كيليان مبابي في نهائي كأس القارات الأربعاء الماضي.واتهمت المحامية باريس سان جيرمان بالرغبة في انتهاك القواعد الرياضية، قائلة "إننا بصدد قضية تتجاوز موكلي"، الأمر الذي "يمكن أن يفجر المنظومة".
واعتبرت أن سان جيرمان "يرسل رسالة إلى الأندية الأخرى: "توقفوا عن دفع رواتب لاعبيكم، وأجبروهم على الذهاب إلى المحاكم العادية.. وهذا يعني سنة ونصف للحصول على حكم الدرجة الأولى، وسنتين في الاستئناف، وسنتين أخريين في المحكمة العليا. سينهي اللاعبون مسيرتهم المهنية قبل أن يحصلوا على مستحقاتهم".
وقدمت فيرهيدن استئنافاً جديداً أمس الجمعة، وهذه المرة أمام الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وهناك هدفان وراء هذا الإجراء.
من ناحية، تأمل المحامية أن تجبر لجنة الاستئناف العليا باريس سان جيرمان على الامتثال لقرار هيئتي رابطة دوري المحترفين لكرة القدم، اللجنة القانونية ولجنة الاستئناف، الصادرين في 11 سبتمبر (أيلول) وفي 25 أكتوبر (تشرين الأول)، واللذين أيدا حصول اللاعب على مستحقاته.
ولكن، من ناحية أخرى، بعدما اعتبر الاتحاد الفرنسي في 11 ديسمبر (كانون الأول) الجاري أنه ليس بإمكانه اعتماد عقوبات رياضية، ترى المحامية أن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم هو الذي يتعين عليه القيام بذلك وحتى رفع قضيته أمام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وتنص لوائح الهيئة الأوروبية، بحسب المحامية، على أن النادي الذي لا يسدد جميع مدفوعاته قد يُحرم من الترخيص اللازم للمنافسة في المسابقات القارية.
وبهذه الإجراءات، ترى فيرهيدن أن الضغوط ستتزايد على النادي، الذي بدوره يدافع عن نفسه ويعتبر أن الخلاف مع مبابي لا يمكن حله إلا في المحاكم العادية.
ويتهم باريس سان جيرمان لاعب ريال مدريد حالياً بتجنب المحاكم خوفاً من أنه لن يجد فيها نفس الاستجابة الإيجابية التي يجدها في الهيئات الرياضية.
ويرى النادي أن الـ55.4 مليون يورو هي المبلغ الذي تنازل عنه اللاعب ضمنياً عندما توصل مطلع الموسم الماضي إلى اتفاق مع الرئيس ناصر الخليفي لإنهاء الصراع كليهما، بعدما رفض المهاجم تفعيل بند السنة الثالثة الاختيارية المدرجة في العقد الموقع في 2022.
ثم قرر النادي إبعاده عن الفريق الأول، وبعد شهر وافق على السماح له بالعودة، مع الالتزام بعدم مغادرة النادي دون ترك بعض الأموال في خزائن باريس سان جيرمان.