صلى البابا تواضروس الثاني اليوم السبت، أول قداس في كنيسة القديسين مار مرقس والبابا كيرلس السادس «تحت التأسيس» بالمقر الإداري والخدمي الجديد للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمنطقة «مثلث الأمل» بالقاهرة الجديدة.

وأزاح الستار لدى وصوله، عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ لصلاة أول قداس في منطقة مثلث الأمل، والتقطت صورة تذكارية لهذا الحدث التاريخي، وحوله عدد من أحبار الكنيسة.

شارك في صلوات القداس، 21 من الآباء المطارنة والأساقفة ووكيلا البطريركية بالقاهرة والإسكندرية، وعدد من الآباء الكهنة وخورس شمامسة الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس، وبعض الآباء الرهبان ورئيسات أديرة الراهبات، والمكرسين والمكرسات، والأراخنة، وأساتذة الكليات والمعاهد اللاهوتية وممثلون عن الهيئات والمؤسسات الكنسية، والمدارس القبطية.  

عظة البابا تواضروس كاملة 

في عظة القداس قال البابا: «هذا يوم مهم في تاريخ الوطن والكنيسة، ففيه نحن جميعا الحاضرين ههنا سنكون شهودًا على أننا شاركنا في القداس الأول الذي يصلى على هذه الأرض». 

وشرح الظروف التي أدت إلى التفكير في تخصيص أرض لتكون مقرا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في هذا المكان، حين تعرضت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لهجوم واعتداءات في أبريل عام 2013، نظرا لأنها موجودة في منطقة تتسم بالكثافة المرورية ومكتظة بالسكان، مع وجود محطة وقود ملاصقة لها، جاءت نصيحة من بعض المسؤولين بضرورة التفكير في نقل مقر الكنيسة إلى منطقة بعيدة نسبيًا عن الكثافات السكانية، وأكثر اتساعًا من حيث المساحة.

وأضاف: «تقدمنا بطلب لرئيس الوزراء وقتها المهندس إبراهيم محلب، لتخصيص أرض، فتم تخصيص هذه الأرض (30 فدان) بمنطقة مثلث الأمل وحصلنا على موافقة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في نهاية عام 2014.. وفي عام 2015 صدر القرار الجمهوري رقم 170 بتخصيص الأرض لتصير ملحقا للكاتدرائية المرقسية بالعباسية».

وأوضح: «لكن بسبب ظروف الإرهاب الذي كانت مصر تقاومه بقوة وقتها، فلا ننسى أن حادث شهداء ليبيا وقع عام2015 أيضًا حيث كان الوطن يحاول أن يقوم ويتعافى، انتظرنا، ثم حينما تهيأت الظروف بدأنا في الإجراءات حيث أقمنا سورًا بطول كيلو ونصف الكيلو على أربعة شوارع، وأعددنا المخطط العام للمساحة والتي تحوي كافة الإدارات والمؤسسات التي تحتاجها الكنيسة».

وأكد البابا أن هذه الكنيسة التي أقيم فيها القداس، نواة للمشروع حيث أنه مشروع ممتد للمستقبل، قائلا: «سيسجل التاريخ أن الدولة في مصر في زماننا الحالي كانت ترعى المواطنين وتعطيهم حقوقهم، وتسعى للمساواة».

وأضاف: «هذا الوضع لا شك أنه يقدم صورة إيجابية لمصر أمام العالم، والكنيسة أحد أعمدة الوطن والمجتمع المصري، وهي عمود مخلص في التاريخ وفي الوطنية».

وعن المقر الإداري والخدمي الجديد للكنيسة في مثلث الأمل، أشار قداسة البابا إلى أنه يعد المقر الثامن للكنيسة وسيتكامل مع المقر البابوي الجديد في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية.

ولفت إلى أن إنشاء كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، جاء حينما أعلن الرئيس السيسي عنها في يناير عام 2017، أثناء تهنئته لنا في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بالعيد، وقتها وعد أننا سنصلي العيد القادم في كاتدرائية جديدة، وهو ما حدث بالفعل في يناير عام 2018 حينما افتتحها.

ومن بعدها صارت كاتدرائية ميلاد المسيح، هي كاتدرائية الاحتفالات والمناسبات حيث نستقبل فيها الرئيس كل عام في عيد الميلاد، وصرنا نرسم فيها الآباء الأساقفة، وغيرها من المناسبات، وملحق بها المقر البابوي، أما هنا (في مثلث الأمل) فهو مقر الكنيسة القبطية عموما فيه كل الإدارات والمؤسسات الكنسية والمجمع المقدس والإكليريكية وغيرها.

وأشاد بقانون بناء الكنائس الذي أتاح أن تبنى مئات الكنائس بشكل قانوني بعد قرون من المعاناة.

سبب تسمية الكنيسة بهذا الاسم 

وعن اختيار اسم كنيسة «مثلث الأمل»، أشار قداسة البابا إلى أننا اخترنا أن تكون على اسم القديس مار مرقس بوصفه كاروزنا العظيم، والقديس البابا كيرلس السادس الذي اعترف المجمع بقداسته، وهو الذي نقل مقر الكنيسة من الأزبكية إلى منطقة الأنبا رويس بالعباسية.

وقدم الشكر الخالص لكل الحضور على تلبيتهم الدعوة ومشاركتهم في هذا اليوم التاريخي، وخص بالشكر كل من بذل جهدا في هذا المكان بكل نوع ولا سيما المهندسين، ومن ساهموا في دعم العمل الذي يبنى بتبرعات أبناء الكنيسة في الداخل والخارج.

واختتم: «لنا إيمان أن الله يعمل ويدبر حياتنا، وسنظل نخدم رغم محاربات عدو الخير».

وأرض مثلث الأمل بالتجمع السادس بالقاهرة الجديدة، هي المقر الإداري الجديد للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتبلغ مساحتها 30 فدانًا حصلت عليها الكنيسة بنظام التخصيص، وذلك لإنشاء ملحق إضافي للكاتدرائية المرقسية عليها، وفقًا لنص القرار الجمهوري الصادر لها عام 2015.

ومن المخطط له أن يُنشَأ على أرض «مثلث الأمل» مقرات للمؤسسات الكنسية التعليمية والإدارية والخدمية، في حين تضم كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، المقر البابوي للأب البطريرك.

وجرى الانتهاء من الأعمال الإنشائية لثلاثة مبانٍ إلى جانب مبنى الكنيسة التي أقيم فيها القداس الافتتاحي، وجار إنهاء تراخيص بقية المباني.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البابا تواضروس الثاني كنيسة القديسين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صلوات القداس کاتدرائیة میلاد المسیح الجدید للکنیسة مثلث الأمل

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس يكشف عن رأي الكنيسة في ضم مادة الدين لمجموع الثانوية

كشف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لأول مرة عن رأيه في إضافة مادة الدين لمجموع الثانوية العامة في النظام الجديد "البكالوريا" قائلاً: "الكنيسة ترى أن دخول مادة التربية الدينية في المجموع في مرحلة التعليم الأساسي فقط يفيد الطالب".

البابا تواضروس: الإرهاب في 2013 كان يقصد الوطن ككل وليس الكنيسة وحدها البابا تواضروس: أكثر من 3 آلاف كنيسة تم تقنين أوضاعها و1000 في الطريق

وأضاف خلال لقائه في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON :"الكنيسة ترى أن تكون التربية الدينية مادة نجاح ورسوب في الثانوية العامة ولا تدخل في المجموع  بينما تكون في المجموع في مرحلة التعليم الاساسي فقط في المرحلتين الابتدائية والاعدادية فقط"، لافتا إلى أنه  لو وضعت مادة التربية الدينية في المجموع سوف نحتاج لمدرسين متخصصين في الدين المسيحي قائلاً :"مش عاوزينها تبقى في الثانويه عامة عبء على الطالب في تلك المرحلة ولا الوزارة ولا غيرها لأن مرحلة تأسيس الطالب دينيا تكون في التعليم الاساسي أما مرحلة التعليم الثانوي فهو أصبح كبير وفي عمر15 عاماً وبالتالي يدرسها  كمادة نجاح ورسوب دون احتسابها  في المجموع ".

مدرسين متخصصين في الدين المسيحي 

وحول الاحتياج للمدرسين هل يكون علماني أم مدرسين متخصصين، علق قائلاً : "لو وضعت مادة التربية الدينية في المجموع سوف نحتاج لمدرسين متخصصين في الدين المسيحي إذا أتنخذ القرار بالذات في التعليم المسيحي". كاشفا أنه تمت مخاطبة وزارة التربية والتعليم  للاستعانة بخريجي الكليات اللاهوتية لتدريس مادة الدين، قائلا: "خاطبنا وزارة التربية والتعليم للاستعانة بخريجي الكليات اللاهوتية لتدريس مادة التربية الدينية المسيحية". مختتماً : "جاهزون بمدرسي مادة التربية الدينية المسيحية حال إضافتها للمجموع".

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس يكشف رأي الكنيسة في إضافة الدين لمجموع الثانوية العامة
  • البابا تواضروس لـ«كلمة أخيرة» زيارة الرئيس للسيسي للكنيسة عام 2015 لا تنسى
  • البابا تواضروس يكشف عن رأي الكنيسة في ضم مادة الدين لمجموع الثانوية
  • البابا تواضروس: لم يعد للمجلس الملي العام دور فعال في الكنيسة
  • البابا تواضروس: «الأوقاف القبطية» تدير ممتلكات الكنيسة بعد المجلس الملي
  • البابا تواضروس: الإرهاب في 2013 كان يقصد الوطن ككل وليس الكنيسة وحدها
  • البابا تواضروس لـ«كلمة أخيرة»: أنا شخصية ديمقراطية وباب الكنيسة مفتوح للجميع
  • البابا تواضروس: الإرهاب في 2013 كان يقصد الوطن ككل وليس الكنيسة فقط
  • البابا تواضروس: الكنيسة لم ترفض "التبني" والرجل والمرأة متساويان في الميراث
  • لميس الحديدي: الكنيسة المصرية غالية على قلوب المصريين.. خاصة البابا تواضروس الذي واجه معنا الإرهاب