وول ستريت جورنال: صعوبات تواجه بايدن في إيصال الأسلحة لأوكرانيا
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نقلًا عن مسئولين لم تسمهم، أن مساعي إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن لإرسال معدات عسكرية بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا قبل مغادرتها السلطة وتولي دونالد ترامب الرئاسة تواجه عقبات لوجستية كبرى، وتثير مخاوف من أن تؤدي عمليات النقل إلى استنزاف المخزونات الأمريكية الواقعة تحت ضغط بالفعل.
وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم السبت- إن هذه العوائق تظهر إلى مدى الاضطراب الذي أحدثه انتخاب ترامب في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لمساعدة أوكرانيا،التي عانت من انتكاسات شديدة في ساحة المعركة في حربها مع روسيا، وتصارع الآن مستقبل خط إمداد الأسلحة الغربية الذي يمكنها من الاستمرار في القتال.
ولم يُنفق بعد أكثر من 7 مليارات دولار ضمن سلطة السحب التي تسمح للبنتاجون بنقل الأسلحة والذخائر إلى أوكرانيا من مخزوناته، علاوة على أكثر من 2 مليار دولار مخصصة لتمويل عقود المعدات طويلة الأجل لكييف.
وتعهد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا قبل توليه منصبه. وفي حين لم يوضح الرئيس المنتخب خطته للقيام بذلك، يخشى مسؤولو إدارة بايدن أن تحد الإدارة القادمة من شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا في إطار محاولة للدفع بكييف وموسكو إلى طاولة المفاوضات، بحسب الصحيفة.
ومن خلال توجيه أكبر قدر ممكن من المساعدات العسكرية إلى كييف قبل يناير، يأمل مسؤولو إدارة بايدن منح أوكرانيا موقفًا تفاوضيًا أقوى وتعزيز دفاعاتها،بعد أن كانت الإدارة تستهدف قبل الانتخابات تسليم المساعدات المتبقية لأوكرانيا بحلول أبريل، وفقًا لما صرح به مسؤول في البنتاجون.
ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إنه ردًا على تصعيد الهجمات المسيرات والصواريخ الروسية، سيرسل البنتاجون إلى أوكرانيا أكثر من 500 صاروخ اعتراضي لمنظومة الدفاع الصاروخية "باتريوت" ومنظومة الصواريخ أرض-جو المتقدم "ناسماس"، من المتوقع أن تصل في الأسابيع المقبلة.
وقال مسئول أمريكي آخر للصحيفة إن هذه الشحنات من شأنها أن تلبي احتياجات الدفاع الجوي لأوكرانيا لبقية هذا العام.
وفي يوم الجمعة الماضي،ذكرت الإدارة الأمريكية إنها سترسل "عددًا صغيرًا من المتعاقدين" لمساعدة أوكرانيا في إصلاح وصيانة طائرات إف-16 وأنظمة أخرى،وقال مسئول في البنتاجون إنهم سيصلون في الأشهر المقبلة وسيعملون بعيدًا عن خطوط المواجهة.
وكانت إدارة بايدن قد رفضت هذه الخطوة في أغسطس، لكن منذ ذلك الحين أصبحت المزيد من الأنظمة غير صالحة للعمل بسبب نقص العاملين المهرة لإصلاحها أو صيانتها.
وقال مسئول أمريكي كبير إن عمليات تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا تستغرق عادة أسابيع أو حتى أشهر، وإن تأثير الزيادة المخطط لها في عمليات نقل الأسلحة على المخزونات العسكرية الأمريكية، وخاصة الدفاعات الجوية، يشكل "مصدر قلق كبير". وأضاف إن الولايات المتحدة تنظر في خيارات مثل إعادة شراء الأسلحة الأمريكية من دول أخرى لتقديمها إلى أوكرانيا.
وضغط المسئولون الأوكرانيون من أجل الحصول على المزيد من أنظمة صواريخ "أتاكماس" التي يصل مداها إلى 200 ميل، قائلين إنها ستمكن من توجيه ضربات بعيدة وراء خط المواجهة مع روسيا. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية مترددة في إرسال مزيد من هذه الأنظمة، بحجة أن روسيا نقلت طائرات وأهدافًا قيمة أخرى إلى خارج نطاقها. ورفضت إدارة بايدن السماح للقوات الأوكرانية باستخدام الصواريخ لضرب روسيا نفسها.
ورفض وزير الدفاع لويد أوستن طلبًا حديثًا من الرئيس فولوديمير زيلينسكي لإعطاء الأولوية في تسليم أنظمة "أتاكماس" لأوكرانيا على المشترين الآخرين، وقال أوستن لزيلينسكي، وفقًا لأحد المسؤولين، إن الإخلال باتفاقيات طويلة الأمد مع عملاء آخرين يعني "طلب الكثير".
وقال مسئول آخر إن إصدارًا جديدًا من هذا السلاح، يسمى "صاروخ الضربة الدقيقة"، قيد الإنتاج ولكن سيستغرق الأمر سنوات لتصنيعه بأعداد كبيرة تكفي ليحل محل "أتاكماس".
وصرح أحد المسئولين الأمريكيين الذين تحدثوا للصحيفة بأن الإدارة تطلب من الحلفاء إرسال صواريخ لأوكرانيا من مخزوناتهم.
ووفقًا للمسئول الأمريكي الكبير ولمسؤول سابق في وزارة الدفاع، وهما مطلعان على المناقشات، لا يمتلك البنتاجون كذلك سوى مخزونات محدودة من الذخائر التي يمكن إرسالها لتسليح مقاتلات إف-16 الجديدة في أوكرانيا. وتستخدم قوات كييف الطائرات في المقام الأول في دور دفاع جوي للمساعدة في إسقاط الصواريخ والمسيرات الروسية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا بايدن ترامب المخزونات الأمريكية إلى أوکرانیا إدارة بایدن وقال مسئول
إقرأ أيضاً:
من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية، هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.
أوروبا وأوكرانيا.. دعم غير محدود
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأوروبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كل أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة، ولا تكاد تخلو أي قمة أوروبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.
كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.
العرب وفلسطين.. عجز وتخاذل
في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة لأكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط، فالأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كل الشعارات القومية والإسلامية.
لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على إسرائيل كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.
المقاومة.. الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة
في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّد السيد القائد عبدالملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة، فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.
وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فإن الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود، ولقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.
خاتمة
عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أوروبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب، وهذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حيث يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتخاذ موقف يليق بحجم القضية.
إن ازدواجية المعايير لم تعد مجرد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكد السيد القائد عبدالملك الحوثي، فإن المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.