فوز ترامب وسعادة العقول البائسة ..!
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
يمانيون/ كتابات/ د.سامي عطا
يساري أتحفنا بسعادته حين فاز ترامب واعتبرها ديمقراطية بلا رتوش، وأخوانية توقعت فوز “الرفيقة” هارس، لكن يا فرحة ما تمت، فأرسلت تهنئتها إلى ترامب فور إعلان فوزه، ويبدو أن جيل الربيع العبري لا يقرأون، ويصدرون أحكاماً وآراء عاطفية تُبنى تحت وقع الانبهار بالغرب..المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ترامب ومستقبل «الناتو»
لم ترشح أية تفاصيل عن الاجتماع الذي عقد يوم الجمعة الماضي في ولاية فلوريدا بين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وأمين عام حلف الأطلسي «الناتو» الجديد مارك روته، الذي تولى منصبه في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، خلفاً لينس ستولتنبرغ.
لكن بالتأكيد أراد روته الوقوف على مستقبل العلاقات بين «الناتو» والرئيس الأمريكي الجديد، واحتمالات ما يمكن حصوله في ظل المواقف التي كان أعلنها ترامب في حملاته الانتخابية التي أثارت قلقاً أوروبياً، خصوصاً تجاه الأمن الأوروبي والعلاقات عبر الأطلسي، إضافة إلى الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
المتحدثة باسم «الناتو»، فرح دخل الله، اكتفت بالقول إن ترامب وروته «ناقشا كل القضايا الأمنية العالمية التي تواجه حلف شمال الأطلسي»، إلا أن ذلك مجرد عنوان للمحادثات، ولا يكفي للتعرف إلى موقف الرئيس الأمريكي المنتخب، مما ينوي اتخاذه من مواقف تجاه القضايا الخلافية التي ستتخذها إدارته، بعد أن تتسلم مهامها في يناير (كانون الثاني) المقبل.
ففي ولايته الأولى برزت مخاوف من احتمال توقف الدعم الأمريكي للحلف، وفَرض على الدول الأعضاء زيادة حصتها 2 بالمئة في ميزانية الحلف، وهو الآن يهدد بعدم ضمان حماية دول «الناتو» إذا لم تخصص ميزانية أكبر للدفاع، أي زيادة حصتها أكثر من 2 بالمئة، ولهذا فإن أمين عام الحلف يحاول التوصل مع ترامب وإدارته، لضمان عدم وضع شروط وطلبات «متطرفة»، لا تستطيع الدول الأوروبية الوفاء بها، إضافة إلى ما تنوي إدارة ترامب اتخاذه من مواقف تجاه الحرب الأوكرانية، بعدما كان الرئيس الأمريكي المنتخب قد أعلن أنه سوف يسعى إلى وقفها، ما يعنيه ذلك من توقف الدعم الأمريكي لكييف، وترك أوروبا تتحمل تكاليف الحرب لوحدها، وهو ما لا تستطيع تحمله.
أما اختيار ترامب لماثيو ويتيكر سفيراً لواشنطن لدى «الناتو»، باعتباره «محارباً قوياً ووطنياً مخلصاً، وأنه سيضمن تعزيز مصالح الولايات المتحدة والدفاع عنها وتعزيز العلاقات مع حلفائنا في الناتو»، فهو إجراء روتيني، لكن ذلك لا يعني أنه تراجع عن مواقفه السابقة، حيث يتوقع أن يقوم ويتيكر بعد تثبيت تعيينه بالضغط على دول الحلف، لزيادة إنفاقها الدفاعي، كما تتوقع المصادر الأمريكية.
حاول روته في لقائه الأول مع ترامب اللعب على المخاوف من العلاقات بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، لمواجهة تهديدها بشكل جماعي وحمله على تغيير مواقفه، وهو ما أشار إليه خلال قمة بودابست في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) مع القادة الأوروبيين بقوله: «أنا أتطلع للجلوس مع الرئيس ترامب للبحث في كيفية مواجهة هذه الدول» المتهمة بمساعدة روسيا في حربها، إلا أنه من السابق معرفة ما إذا كان ترامب اقتنع بالمخاوف التي أبداها روته، ومفاقمة عدم الاستقرار الاستراتيجي، أو ما إذا كان سيتكيف مع مواقفه المعلنة ويتخذ قرارات براغماتية، تتفق مع الحقائق العالمية الجديدة التي تبرز من خلال القوى البازغة التي تعمل من أجل نظام عالمي أكثر مساواة وعدلاً.
لم تعد الولايات المتحدة هي نفسها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي قادرة على امتلاك القوة والنفوذ وغير المقيدة، فقد تعافت قوى أخرى، وبرزت قوى جديدة باتت تشكل موجة عالمية للتغيير، وشريكاً حتمياً في النظام العالمي الجديد إلى جانب الولايات المتحدة، وهو أمر لا شك يدركه الرئيس ترامب، كي تبقى «الولايات المتحدة عظيمة».