جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-28@01:56:13 GMT

كأس الخليج.. هل يستمر الشغف؟!

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

كأس الخليج.. هل يستمر الشغف؟!

 

أحمد السلماني

منذ انطلاقها لأول مرة في عام 1970، تعد بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم واحدة من أبرز وأعرق الأحداث الرياضية في الخليج والمنطقة العربية؛ إذ تحولت إلى إرث ثقافي ورياضي يتجاوز حدود الملاعب ليصل إلى قلوب الملايين من أبناء الخليج، هذه البطولة التي امتدت على مدى 54 عامًا، تشكل رمزًا للوحدة والتنافس الأخوي بين دول مجلس التعاون الخليجي ومعها العراق واليمن.

وثمَّة فضل كبير لهذه البطولة العريقة في تطوير البنية الأساسية الرياضية لدول المنطقة بشكل غير مسبوق، فمع كل دورة كانت الملاعب تتحسن، والمرافق الرياضية تتطور، والمنتخبات تتعزز ببرامج إعداد متقدمة، كما وساهمت في التطور الفني وبروز العديد من اللاعبين الخليجيين. لم يكن الأمر مقتصرًا على مجرد التنافس على لقب رياضي؛ بل كان حافزًا للنهوض بالرياضة بشكل شامل، مما أدى إلى تعزيز مكانة منتخبات الخليج على الصعيدين القاري والدولي. ولعل أبرز إنجاز هو تمكن بعض هذه الدول من التأهل لنهائيات كأس العالم، وهو ما يعكس الأثر الكبير لكأس الخليج في تطوير كرة القدم الخليجية.

ورغم النجاحات التي حققتها البطولة كأس الخليج، إلّا أن هناك تحديات مرت بها ولا تزال تواجهها، وعلى رأسها عدم اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بها، مما يجعلها خارج الأجندة الرسمية للبطولات المعتمدة، وهذا الأمر يؤثر سلبًا على جاذبية البطولة ويقلل من قدرتها على استقطاب الجماهير العالمية.

ومن أجل تعزيز مكانة البطولة، يمكن النظر في الخطوات التالية: السعي للحصول على اعتراف رسمي من الفيفا، وهو ما يتطلب جهودًا دبلوماسية وتنسيقًا عالي المستوى بين الاتحادات الخليجية، وكذلك زيادة الانفتاح على استضافة فرق أو منتخبات من خارج المنطقة كضيوف لتعزيز التنافسية، وتوسيع نطاق التعاون مع الاتحادات القارية لتطوير برامج تدريبية وإدارية مشتركة.

ويتساءل البعض عن جدوى استمرار كأس الخليج مُقارنة بالبطولة العربية التي تشمل نطاقًا أوسع من الدول، لكن من المهم هنا الإشارة إلى أن أحد العوامل الرئيسية لاستمرارية كأس الخليج هو الاستقرار الذي تشهده دول الخليج على الدوام. ورغم الأزمات التي عصفت بالمنطقة، إلا أن البطولة نجحت في الحفاظ على انتظامها، مما يعكس التزام الدول الخليجية بمواصلة تعزيز روابطها الرياضية.

وعلى الجانب الآخر، تُعتبر البطولة العربية فكرة طموحة، لكنها تفتقر إلى نفس درجة الاستقرار والتنظيم التي تتمتع بها كأس الخليج. وتعدد الأجندات السياسية والاقتصادية بين الدول العربية وصعوبة التنسيق المستمر بين الاتحادات الوطنية تشكل عوائق أمام نجاح بطولة عربية تجمع كل الدول بنفس القوة والانتظام.

ختامًا.. تبقى بطولة كأس الخليج العربي رمزًا رياضيًا يعبر عن الأصالة والتنافس الشريف بين دول المنطقة، ويستحق مزيدًا من الاهتمام والتطوير لضمان استمرار هذا الإرث العظيم، والمستقبل يجب أن يشمل تطورات جديدة تضمن استدامة البطولة وتفتح آفاقًا أوسع لتطوير كرة القدم في المنطقة بما يتناسب مع طموحات الأجيال القادمة، خاصة وأن الشغف بها لم يعد كالسابق مع تشبّع الجماهير الخليجية من زخم البطولات المحلية والقارية والعالمية، فهناك وللأسف من يطالب بوأدها بعد أن انتهى دورها، وأعتقد أن دولنا الخليجية على المستوى الرسمي لها رأي آخر تمامًا، من المؤكد أنه يسمو فوق هذه الآراء الاندفاعية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مواهب مجيدة استثنائية تكشفها الدورة الرياضية الخليجية لمؤسسات التعليم العالي

أسدل الستار على منافسات الدورة الرياضية العاشرة لطلبة جامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي كشفت عن مواهب مجيدة واستثنائية في مختلف الألعاب، وأقيم حفل الختام بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، برعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي، محافظ مسقط، بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة والمدعوين ورؤساء الوفود ممثلي الجامعات المشاركة في الدورة.

وشارك في هذه النسخة من الدورة، التي نظمتها جامعة السلطان قابوس، 17 جامعة، هي جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز، وجامعة الملك سعود، وجامعة حمد بن خليفة، وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة جازان، والجامعة السعودية الإلكترونية، وجامعة أم القرى، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، وجامعة القصيم، وجامعة الكويت، وجامعة المجمعة، وجامعة قطر، وجامعة الملك خالد، وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وجامعة الملك عبدالعزيز، بالإضافة إلى جامعة السلطان قابوس مستضيف البطولة، حيث تنافس الطلبة في 7 ألعاب رياضية، هي ألعاب القوى، والسباحة، وكرة القدم، وكرة السلة الثلاثية، والكرة الطائرة، والريشة الطائرة، وكرة الطاولة.

وهدفت جامعة السلطان قابوس من تنظيم الدورة الرياضية إلى الخروج من الإطار الأكاديمي وتعزيز اللحمة الخليجية بين الطلبة، وتأكيد روح الانتماء الوطني وتعميق الشعور بالوحدة بين أبناء دول مجلس التعاون، وتسعى هذه الدورات إلى إذكاء روح المنافسة والعطاء وتبادل الخبرات بينهم، وتعزيز دور الجامعة الرائد في التأكيد على روح المنافسة والعطاء وتعميق الشعور بذلك بين أبناء دول مجلس التعاون، وتمكين طلبة الجامعات والمؤسسات وإعدادهم رياضيًا لتمثيل مؤسساتهم بما ينسجم ورسالتها الأكاديمية، وتعميق دورهم في رفع اسم مؤسساتهم في المحافل الرياضية.

كما تهدف الدورة إلى إتاحة الفرصة لموظفي الجامعات من مدربين، وفنيين، وإداريين وقيادات لاكتساب الخبرات وإبراز الجهود التي يقومون بها في الإعداد والتنظيم والإشراف والتقييم للأحداث الرياضية على المستوى الخليجي، بالإضافة إلى تعميق الصلات والروابط الأخوية بين طلبة الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون، وتبادل الخبرات بين أبناء دول المجلس بما يخدم أهدافها التطويرية والنهوض بالرياضة الجامعية لدول مجلس التعاون، كما جاء تنظيم هذه الدورة وألعابها في إطار تمكين طلبة الجامعات وإعدادهم رياضيًا لتمثيل مؤسساتهم في المحافل الرياضية، مما يسهم في تطوير مواهبهم وقدراتهم الرياضية لتكون الجامعات ومؤسسات التعليم العالي الرافد الأساسي للمنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب الرياضية.

مقالات مشابهة

  • زياني: “هذه الصعوبة التي واجهها ديلور وسليماني في البطولة المحلية”
  • أمانة الباحة‬ تُسخِّر إمكاناتها لمواجهة آثار الأمطار التي تشهدها المنطقة
  • الجامعة العربية تؤكد: محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه مرفوضة ومخالفة للقانون الدولي
  • 45 دولة تؤكد مشاركتها بكأس العالم لسيف المبارزة للناشئين بالعاصمة الإدارية الجديدة
  • 45 دولة تؤكد مشاركتها بكأس العالم لسيف المبارزة للناشئين بالعاصمة الإدارية
  • كونفدرالية الساحل الإفريقي تعزز مكانتها بـ"جواز سفر موحد"
  • حدث فلكي يغير حياة البعض للأفضل.. يستمر حتى فبراير المقبل
  • النجباء: المجاميع التي استولت على الحكم في سوريا لها تاريخ سيء مع العراق
  • مواهب مجيدة استثنائية تكشفها الدورة الرياضية الخليجية لمؤسسات التعليم العالي
  • دبي كابيتلز يفوز على عمالقة الخليج في دوري الإمارات للكريكيت