كأس الخليج.. هل يستمر الشغف؟!
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
أحمد السلماني
منذ انطلاقها لأول مرة في عام 1970، تعد بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم واحدة من أبرز وأعرق الأحداث الرياضية في الخليج والمنطقة العربية؛ إذ تحولت إلى إرث ثقافي ورياضي يتجاوز حدود الملاعب ليصل إلى قلوب الملايين من أبناء الخليج، هذه البطولة التي امتدت على مدى 54 عامًا، تشكل رمزًا للوحدة والتنافس الأخوي بين دول مجلس التعاون الخليجي ومعها العراق واليمن.
وثمَّة فضل كبير لهذه البطولة العريقة في تطوير البنية الأساسية الرياضية لدول المنطقة بشكل غير مسبوق، فمع كل دورة كانت الملاعب تتحسن، والمرافق الرياضية تتطور، والمنتخبات تتعزز ببرامج إعداد متقدمة، كما وساهمت في التطور الفني وبروز العديد من اللاعبين الخليجيين. لم يكن الأمر مقتصرًا على مجرد التنافس على لقب رياضي؛ بل كان حافزًا للنهوض بالرياضة بشكل شامل، مما أدى إلى تعزيز مكانة منتخبات الخليج على الصعيدين القاري والدولي. ولعل أبرز إنجاز هو تمكن بعض هذه الدول من التأهل لنهائيات كأس العالم، وهو ما يعكس الأثر الكبير لكأس الخليج في تطوير كرة القدم الخليجية.
ورغم النجاحات التي حققتها البطولة كأس الخليج، إلّا أن هناك تحديات مرت بها ولا تزال تواجهها، وعلى رأسها عدم اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بها، مما يجعلها خارج الأجندة الرسمية للبطولات المعتمدة، وهذا الأمر يؤثر سلبًا على جاذبية البطولة ويقلل من قدرتها على استقطاب الجماهير العالمية.
ومن أجل تعزيز مكانة البطولة، يمكن النظر في الخطوات التالية: السعي للحصول على اعتراف رسمي من الفيفا، وهو ما يتطلب جهودًا دبلوماسية وتنسيقًا عالي المستوى بين الاتحادات الخليجية، وكذلك زيادة الانفتاح على استضافة فرق أو منتخبات من خارج المنطقة كضيوف لتعزيز التنافسية، وتوسيع نطاق التعاون مع الاتحادات القارية لتطوير برامج تدريبية وإدارية مشتركة.
ويتساءل البعض عن جدوى استمرار كأس الخليج مُقارنة بالبطولة العربية التي تشمل نطاقًا أوسع من الدول، لكن من المهم هنا الإشارة إلى أن أحد العوامل الرئيسية لاستمرارية كأس الخليج هو الاستقرار الذي تشهده دول الخليج على الدوام. ورغم الأزمات التي عصفت بالمنطقة، إلا أن البطولة نجحت في الحفاظ على انتظامها، مما يعكس التزام الدول الخليجية بمواصلة تعزيز روابطها الرياضية.
وعلى الجانب الآخر، تُعتبر البطولة العربية فكرة طموحة، لكنها تفتقر إلى نفس درجة الاستقرار والتنظيم التي تتمتع بها كأس الخليج. وتعدد الأجندات السياسية والاقتصادية بين الدول العربية وصعوبة التنسيق المستمر بين الاتحادات الوطنية تشكل عوائق أمام نجاح بطولة عربية تجمع كل الدول بنفس القوة والانتظام.
ختامًا.. تبقى بطولة كأس الخليج العربي رمزًا رياضيًا يعبر عن الأصالة والتنافس الشريف بين دول المنطقة، ويستحق مزيدًا من الاهتمام والتطوير لضمان استمرار هذا الإرث العظيم، والمستقبل يجب أن يشمل تطورات جديدة تضمن استدامة البطولة وتفتح آفاقًا أوسع لتطوير كرة القدم في المنطقة بما يتناسب مع طموحات الأجيال القادمة، خاصة وأن الشغف بها لم يعد كالسابق مع تشبّع الجماهير الخليجية من زخم البطولات المحلية والقارية والعالمية، فهناك وللأسف من يطالب بوأدها بعد أن انتهى دورها، وأعتقد أن دولنا الخليجية على المستوى الرسمي لها رأي آخر تمامًا، من المؤكد أنه يسمو فوق هذه الآراء الاندفاعية.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
"ليالي مسقط" يستضيف بطولة "كأس المينا للدريفت"
مسقط- الرؤية
يستعد مهرجان "ليالي مسقط" لاستضافة حدث رياضي غير مسبوق في سلطنة عمان، بإقامة بطولة "كأس المينا للدريفت" في 27 و28 ديسمبر 2024، وهي البطولة التي تُعد الأولى من نوعها في المنطقة، والتي ستجمع أكثر من 30 سائقًا محترفًا من 10 دول مختلفة، في منافسات مثيرة من رياضة "الدريفت" (الانجراف).
وتُعد هذه البطولة نقطة فارقة في مجال رياضات المحركات في عمان، حيث ستسهم في وضع السلطنة على الخريطة الرياضية العالمية، وستحظى جماهير رياضة السيارات بفرصة مشاهدة نخبة من أفضل السائقين وهم يتنافسون في تحديات فنية رائعة.
ويُشارك في تنظيم هذا الحدث الجمعية العمانية للسيارات، التي تواصل جهودها في تقديم فعاليات رياضية تتميز بالجودة والحرفية العالية، ويعد هذا الحدث إضافة مميزة لسلسلة الفعاليات الرياضية التي تُنظم في عمان، والتي أصبحت وجهة رئيسية للرياضات الدولية.
ويعزز مهرجان "ليالي مسقط" من مكانة السلطنة كمركز رياضي وترفيهي في المنطقة، ويستقطب زوارًا من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بهذه الفعالية الفريدة التي تضع عمان في مصاف الدول الرائدة في استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى.