جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-24@21:54:07 GMT

كأس الخليج.. هل يستمر الشغف؟!

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

كأس الخليج.. هل يستمر الشغف؟!

 

أحمد السلماني

منذ انطلاقها لأول مرة في عام 1970، تعد بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم واحدة من أبرز وأعرق الأحداث الرياضية في الخليج والمنطقة العربية؛ إذ تحولت إلى إرث ثقافي ورياضي يتجاوز حدود الملاعب ليصل إلى قلوب الملايين من أبناء الخليج، هذه البطولة التي امتدت على مدى 54 عامًا، تشكل رمزًا للوحدة والتنافس الأخوي بين دول مجلس التعاون الخليجي ومعها العراق واليمن.

وثمَّة فضل كبير لهذه البطولة العريقة في تطوير البنية الأساسية الرياضية لدول المنطقة بشكل غير مسبوق، فمع كل دورة كانت الملاعب تتحسن، والمرافق الرياضية تتطور، والمنتخبات تتعزز ببرامج إعداد متقدمة، كما وساهمت في التطور الفني وبروز العديد من اللاعبين الخليجيين. لم يكن الأمر مقتصرًا على مجرد التنافس على لقب رياضي؛ بل كان حافزًا للنهوض بالرياضة بشكل شامل، مما أدى إلى تعزيز مكانة منتخبات الخليج على الصعيدين القاري والدولي. ولعل أبرز إنجاز هو تمكن بعض هذه الدول من التأهل لنهائيات كأس العالم، وهو ما يعكس الأثر الكبير لكأس الخليج في تطوير كرة القدم الخليجية.

ورغم النجاحات التي حققتها البطولة كأس الخليج، إلّا أن هناك تحديات مرت بها ولا تزال تواجهها، وعلى رأسها عدم اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بها، مما يجعلها خارج الأجندة الرسمية للبطولات المعتمدة، وهذا الأمر يؤثر سلبًا على جاذبية البطولة ويقلل من قدرتها على استقطاب الجماهير العالمية.

ومن أجل تعزيز مكانة البطولة، يمكن النظر في الخطوات التالية: السعي للحصول على اعتراف رسمي من الفيفا، وهو ما يتطلب جهودًا دبلوماسية وتنسيقًا عالي المستوى بين الاتحادات الخليجية، وكذلك زيادة الانفتاح على استضافة فرق أو منتخبات من خارج المنطقة كضيوف لتعزيز التنافسية، وتوسيع نطاق التعاون مع الاتحادات القارية لتطوير برامج تدريبية وإدارية مشتركة.

ويتساءل البعض عن جدوى استمرار كأس الخليج مُقارنة بالبطولة العربية التي تشمل نطاقًا أوسع من الدول، لكن من المهم هنا الإشارة إلى أن أحد العوامل الرئيسية لاستمرارية كأس الخليج هو الاستقرار الذي تشهده دول الخليج على الدوام. ورغم الأزمات التي عصفت بالمنطقة، إلا أن البطولة نجحت في الحفاظ على انتظامها، مما يعكس التزام الدول الخليجية بمواصلة تعزيز روابطها الرياضية.

وعلى الجانب الآخر، تُعتبر البطولة العربية فكرة طموحة، لكنها تفتقر إلى نفس درجة الاستقرار والتنظيم التي تتمتع بها كأس الخليج. وتعدد الأجندات السياسية والاقتصادية بين الدول العربية وصعوبة التنسيق المستمر بين الاتحادات الوطنية تشكل عوائق أمام نجاح بطولة عربية تجمع كل الدول بنفس القوة والانتظام.

ختامًا.. تبقى بطولة كأس الخليج العربي رمزًا رياضيًا يعبر عن الأصالة والتنافس الشريف بين دول المنطقة، ويستحق مزيدًا من الاهتمام والتطوير لضمان استمرار هذا الإرث العظيم، والمستقبل يجب أن يشمل تطورات جديدة تضمن استدامة البطولة وتفتح آفاقًا أوسع لتطوير كرة القدم في المنطقة بما يتناسب مع طموحات الأجيال القادمة، خاصة وأن الشغف بها لم يعد كالسابق مع تشبّع الجماهير الخليجية من زخم البطولات المحلية والقارية والعالمية، فهناك وللأسف من يطالب بوأدها بعد أن انتهى دورها، وأعتقد أن دولنا الخليجية على المستوى الرسمي لها رأي آخر تمامًا، من المؤكد أنه يسمو فوق هذه الآراء الاندفاعية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"الخريجي": أمن المنطقة يتطلب إيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية

نيابةً عن صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، شارك نائب وزير الخارجية وليد بن عبدالكريم الخريجي، اليوم، في اجتماع جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بدورته الـ 163 بمقر الجامعة في العاصمة المصرية القاهرة.
وأكد نائب وزير الخارجية خلال الاجتماع، أن السلام هو الخيار الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط، وأن أمن المنطقة يتطلب الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
أخبار متعلقة "الجبير" يبحث المستجدات الدولية مع عضو مجلس الشيوخ الأمريكيانتخاب المملكة رئيسًا لإقليم "آسيا" بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } نائب وزير الخارجية يشارك في اجتماع جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري - واسرفض التهجيروشدد على وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، مشيرًا إلى ضرورة استدامة وتنفيذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإلزام الاحتلال الإسرائيلي باحترام القانون الدولي، ووقف الجرائم التي يرتكبها بحق فلسطين وشعبها الشقيق، مجددًا رفض المملكة التام لدعوات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، ولأي محاولات لفرض حلول لا تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في تقرير مصيره.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } نائب وزير الخارجية يشارك في اجتماع جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري - واس
ونوه باستمرار المملكة في عملها مع الدول الشريكة والصديقة من خلال "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين" للدفع بمسار تنفيذ حل الدولتين، مشيرًا في الوقت ذاته إلى تأكيد المملكة على أهمية العمل العربي المشترك والحرص على استمرارية التنسيق بين الدول العربية على جميع المستويات، لمجابهة التحديات المشتركة وتوحيد الرؤى، وتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.
وحضر الاجتماع مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عبدالعزيز بن عبدالله المطر.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يستمر في السياسة الممنهجة لتدمير المستشفيات 
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية
  • حزب الجيل: قرار الأردن بحظر الإخوان فريضة عربية لحماية استقرار المنطقة
  • الجامعة العربية: إسرائيل تسعى للتطهير العرقي وتهدد استقرار المنطقة
  • مشروع سياحي ترفيهي يربط بين الشرقية ودول الخليج .. فيديو
  • "الخريجي": أمن المنطقة يتطلب إيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية
  • تعرف على المشروعات التي تدرس مصر تنفيذها في جيبوتي بمجال النقل
  • البنك الدولي: تسارع طفيف في نمو الدول العربية في 2025
  • خبير لـ"اليوم": هزة الخليج طبيعية والنشاط الزلزالي في المنطقة محدود ولا يدعو للقلق
  • الصين تتوعد الدول التي تسير على خطى أمريكا لعزل بكين