المجاعة تتفاقم في شمال قطاع غزة وانعدام لمقومات الحياة الأساسية
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
حذر مسؤولون فلسطينيون، اليوم السبت، من وضع كارثي يهدد شمال قطاع غزة، في ظل حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من شهر.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية، إن "علامات المجاعة بدأت بالظهور بسبب الحصار ونقص الغذاء والماء والدواء في محافظة شمال غزة، والتي تشهد إبادة وتطهيرا عرقيا إسرائيليا منذ أكثر من شهر".
وأضاف أبو صفية في تصريح صحفي، أن "الوضع كارثي بشمال غزة؛ الحصار مستمر، وعلامات المجاعة بدأت تظهر على الأطفال والكبار جراء انعدام المقومات الأساسية للحياة من طعام ودواء ومياه".
وتابع قائلا: "نقبل على أيام صعبة في مواجهة موجة من حالات سوء التغذية والأمراض المرتبطة بها".
وبشأن مخزون الأدوية والكوادر الطبية، أشار أبو صفية إلى أن "مخزون الأدوية وصل إلى صفر ولا توجد وفود طبية متخصصة تتناسب مع طبيعة الإصابات التي تصل المشفى"، منوها إلى أنه "كل يوم يتوفى جرحى بسبب نقص الإمكانيات، وعدم وجود وفود طبية جراحية متخصصة".
وأردف: "القصف الإسرائيلي لا يتوقف في أي مكان، نحن نعيش حالة إبادة حقيقية"، مطالبا بضرورة فتح ممر إنساني لإدخال وفود طبية متخصصة ومستلزمات طبية وسيارات إسعاف، لتقديم الخدمات اللازمة للجرحى.
وناشد أبو صفية دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان بـ"الوقوف إلى جانب المنظومة الصحية في غزة، والعمل على إدخال الوفود والمستلزمات الطبية لتقديم الخدمات في ظل استمرار الإبادة".
وفي 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحا بريا شمال قطاع غزة؛ بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة الاحتلال المجاعة الحصار غزة الاحتلال الحصار المجاعة حرب الابادة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أبو صفیة
إقرأ أيضاً:
نقص شديد في الغذاء وتعاظم خطر المجاعة.. ماذا يأكل الغزيون الآن؟
يعاني كل قطاع غزة بشماله وجنوبه، بعدما عمل الاحتلال الإسرائيلي على تقسيمه منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى جزئين، من مجاعة شديدة تزامنا مع استمرار حرب الإبادة منذ 13 شهرا، ووصول عدد الشهداء والجرحى إلى أكثر من 146 ألف فلسطيني.
وأصدرت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إنذارا أعربت فيه عن قلقها إزاء "الاحتمال الوشيك والكبير لحدوث المجاعة، بسبب الوضع المتدهور بسرعة في قطاع غزة".
وقال مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية لدى برنامج الأغذية العالمي جان مارتن باور: إن "هناك احتمالا قويا أن المجاعة تحدث أو أنها وشيكة في أجزاء من شمال غزة نتيجة للنزوح على نطاق واسع، وانخفاض التدفقات التجارية والإنسانية إلى غزة، وتدمير البنية الأساسية والمرافق الصحية والوضع الصعب المتعلق بعمل الأونروا".
وأكد باور أن برنامج الأغذية العالمي شهد "انخفاضا كبيرا في عدد الشاحنات التي تدخل غزة في أواخر تشرين الأول/أكتوبر"، مشيرا إلى أن 58 شاحنة فقط تدخل يوميا، مقارنة بنحو 200 شاحنة خلال الصيف، ومعظم الشاحنات التي دخلت كانت تحمل مساعدات إنسانية.
ويستمر خطر المجاعة في أنحاء قطاع غزة خلال فصل الشتاء ما لم تتوقف حرب الإبادة وتصل المساعدات الإنسانية إلى الأسر، وذلك وفق تقييم حديث للأمن الغذائي في القطاع توقع أن 1.95 مليون شخص في غزة (91 بالمئة من السكان) سيواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي (المرحلة 3 أو أسوأ من بين 5 مراحل لتصنيف الأمن الغذائي).
وصلني صورة من خالي لطعامهم
في شمال غزة
لا بارك الله فيكم ولا في عروبتكم ????????
حسبي الله ونعم الوكيل ???? #مجاعة شمال غزة ???? pic.twitter.com/NEKnJ45UND — Mohammed/gaza ???????? (@AYYAD0145426353) November 9, 2024
وتستند الأمم المتحدة إلى وكالتيها: برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة، اللتين تعتمدان على هيئة تقنية تعرف بنظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، ويحلل هذا النظام شدة انعدام الأمن الغذائي على نطاق يرتكز على معايير علمية دولية.
ويعرّف التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المجاعة بأنها "مواجهة السكان سوء تغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء".
يؤكد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن المجاعة هي المرحلة الأخطر في مقياس انعدام الأمن الغذائي الحاد، الذي يتكون من 5 مراحل.
وتمثل المرحلة الأولى الحد الأدنى من الضغوط المرتبطة بالأمن الغذائي أو عدم الإبلاغ عن أي ضغوط، والمرحلة الثانية هي أن بعض الأشخاص يواجهون ضغوطا في العثور على الطعام، والمرحلة الثالثة تتمثل بأزمة الغذاء.
وتأتي المرحلة الرابعة لتعكس حالة الطوارئ، والمرحلة الخامسة لتكون انعكاسا لــ "الوضع الكارثي أو المجاعة"، وتم بلوغها بعد استيفاء ثلاثة معايير وهي: أن 20 بالمئة على الأقل من السكان في منطقة معينة يواجهون مستويات شديدة من الجوع، وأن 30 بالمئة من الأطفال في المكان نفسه يعانون من الهزال أو النحافة الشديدة بالنسبة لأطوالهم.
والمعيار الثالث يكون بـ"تسارع الوفيات"، وحينها تكون الأرقام المتاحة محدودة، كما الحال عادة في مناطق النزاع.
ماذا عن الآن؟
تقول رانية (26 عاما) إن الحصول على الخضروات ليس الفواكه هو بمثابة المعجزة مستحيلة التحقق تقريبا بالنسبة للغالبية العظمى من سكان شمال قطاع غزة، وذلك بسبب ندرتها الكبيرة وارتفاع أسعارها بشكل ضخم لا يصدقه العقل.
وتضيف رانية لـ"عربي21": إنها تتذكر خلال الحرب الحالية أخبار المنوعات التي كانت تتحدث عن "أغلى بيضة أو قطعة لحم أو غيرها من مختلف المنتجات" وتتساءل في نفسها "من يمكن أن يشتري هذه المنتجات التي سعرها مئات الدولارات؟".
شمال غزة مجاعة تفتك بارواح الاهالي ولا مجيب ولا مستمع من احرار العالم والامة pic.twitter.com/7y2NtMY7MU — Dr. Zaid Alsalman (@ZaidAlsalman6) October 29, 2024
وتوضح "لم أكن أتخيل يوما أن أوضع في هذه الخانة وأشتري خضروات يصل سعر الكيوغرام الواحد منها إلى مئات الدولارات، وهي مجرد خضروات عادية وليست منتجات رفاهية مثل التي كنت أتابعها خلال أخبار المنوعات".
وتشير إلى أن الغذاء الذي يعتمد عليه سكان غزة حاليا يتكون بشكل أساسي من الخبز، وإعداد "البسكويت" من الدقيق الأبيض بأي طريقة متوفرة ولا تستهلك الكثير من الموارد سواء من المكونات أو حتى الخطب والأخشاب التي تستخدم من أجل إشغال النار.
وتشرح أنه تتوفر أحيانا بعض البقوليات التي تأتي مع طرود المساعدات حال توفرها، وفيها العدس الأرز والمعكرونة والصلصة والفول والحمص المعلب، إلا أنها تباع بأثمان عالية جدا نظرا لعدم وجود مساعدات أو طرود أخرى.
وتقول إنه حال توفر الغذاء فإن إعداده مسألة معاناة أخرى بسبب عدم توفر أي وقود أو غاز للطبخ، ولذلك يتم استعمال الزيت المحروق والأقمشة البالية والعلب البلاستيكية وغيرها من المواد القابلة للإشتعال، مؤكدة "نعرف أننا نسمم طعامنا بأنفسنا لكن لا يوجد أي حل آخر".
ماذا ينتظر العالم وجميع المؤشرات تاكد ان قطاع غزة يعيش مجاعة حقيقية، وان حرب الابادة تتجلى بجميع تفاصيلها — Mustafa Ibraheam (@mustafaibr) November 11, 2024
من ناحية أخرى، يقول محمود (35 عاما)، وهو نازل من مدينة غزة تجاه الجنوب (بعد محور نتساريم الذي يقسم قطاع غزة لجزئين): إنه تواصل مع أحد أصدقائه في مدينة غزة يشاوره كيف يدبر أمور الغذاء نظرا لخبرته في الصمود والنجاة في شمال غزة.
ويضيف محمود لـ"عربي21" أن صديقه رد عليه بقائمة طويلة من خيارات إعداد الطعام حسب المكونات المتوفرة وجاء فيها إعداد "العدس وفتة العدس، ولانشون (لحوم مصنعة معلبة) مع بهارات شاورما، ومنها يتم إعداد فطيرة.
وتضمنت القائمة إعداد طبق "الفول أو الفول بالصلصة، وفتة الحمص، وحمص والفلافل، وإعداد طبخة البازلاء أو الفاصولياء، أو استخدام "لحمة اكسترا" (معلبة)، ضمن طبق الفتة الغزاوية (طبق بالأصل يتكون من خبز رقيق وأرز ومرق لحم ولحم وبعض المكسرات).
أما حاليا تم إعداد هذا الطبق بالخبز الرقيق والأرز فقط، أما إذا أضيف له "لحمة اكسترا"، فيصف محمود ذلك بأنه نوع من "الرفاهية التبذير".
في غزة كارثة مجاعة تفتك بأرواحهم
والحكام العرب في غفلة
جنود الاحتلال انتقلوا لسياسة التجويع وحرمانهم من الطعام وإبادتهم بصمت .!
اللهم إنا نبرأ إليك مما يحصل ضد اخواننا في غزة من حصار وتنكيل وابادة عرقية للفلسطينيين .
حسبنا الله ونعم الوكيل #غزة_ابادة_جماعية pic.twitter.com/GJAkNZY25c — صقر اليماني (@saqr_yemeni) November 8, 2024
واختتمت القائمة طبعا بالزعتر ز"الدُقة" التي تتكون من القمح والكزبرة والسماق والملح والسمسم وغيرها من المكونات الجافة، التي يتم طحنها بشكل ناعم لتصبح في قوامها النهائي تشبه مختلف أنواع البهارات المطحونة.
وقال صديق محمود في النهاية أنه طالما يتوفر الخبز "فلا يوجد خوف على أمنك الغذائي".
وعن هذا يقول سامر (40 عاما) إنه طالما "ما رجعنا لأكل أعلاف الحيوانات وطعام العصافير وغيرها من سبل النجاة التي لجأنا إليها في السابق فنحن بخير الحمد لله".
ويضيف سامر الذي قضى أكثر نحو عامٍ من الحرب في شمال قطاع غزة لـ"عربي21" أنه يعتبر نفسه من أكثر الناس التي رأت الأمرين في الحرب، مؤكدا أنه "طحن أعلاف الحيوانات في شمال غزة وصنع منها الخبز اليابس، وفي الجنوب اضطر إلى استخدام الطحين المسوس والمدود (دقيق أبيض فاسد من الديدان والسوس).
ويوضح "عندي أولاد وعائلة ولم يتوفر في السوق لدينا إلا هذا الطحين لفترة طويلة.. فأكلته، وسابقا أكلت ما يأكله الحمار والخروف والدجاج لذلك الطحين المدود هو بمثابة تحسن".
واضطر سامر للنزوح إلى الجنوب بعد بدء العملية البرية الواسعة والمستمرة حاليا ضد مخيم جباليا والعديد من المناطق في شمال مدينة غزة.