مسؤول إيراني: هكذا سيؤثر فوز ترامب على إستراتيجية طهران للأمن القومي
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
طهران- يعتقد المعاون الأسبق لشؤون السياسة الخارجية في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حسين موسويان أن العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان ينذر بحرب إقليمية طويلة المدى بين طهران وتل أبيب قد تؤدي إلى تغيير عقيدة الجمهورية الإسلامية للأمن القومي والمشهد السياسي في المنطقة.
وفي مقال بعنوان "تأثير فوز ترامب على إستراتيجية الأمن القومي الإيراني" بصحيفة "اعتماد" الناطقة بالفارسية، كتب موسويان أن الحروب المدمرة التي تشنها إسرائيل على غزة ولبنان إلى جانب دوامة المواجهات المتقابلة بين طهران وإسرائيل قد دفعت الشرق الأوسط نحو الانفجار وزادت من احتمالات مواجهة إقليمية شاملة.
وبرأيه، فإن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يعود للبيت الأبيض في حين أضحت إيران على وشك تغيير عقيدتها للأمن القومي، وذلك للمرة الثالثة منذ انتصار ثورتها عام 1979، موضحا أن ثمة تطورات قادتها إلى إحداث تغييرات أساسية في عقيدتها.
موسويان يعتقد أن العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان ينذر بحرب إقليمية طويلة المدى (الصحافة الإيرانية) منعطفشكلت الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) منعطفا في عقيدة طهران للأمن القومي -وفق موسويان- فقد خضعت الجمهورية الإسلامية "الفتية" حينذاك لعقوبات دولية في حين حظي العراق، "الطرف الذي استخدم الأسلحة الكيماوية"، بدعم إقليمي وعالمي، حسب تعبيره.
ويقول إن تطورات هذه الحرب دفعت طهران إلى تبنّي إستراتيجية "الاكتفاء الذاتي في المجال الدفاعي" وإعطاء الأولية للصناعات العسكرية ومنها الصواريخ الباليستية، إلى جانب التوجه إلى تعزيز الردع خارج الحدود.
ويتابع الكاتب الإيراني أن التجارب التي اكتسبتها بلاده خلال الحرب التي استمرت 8 سنوات مع ما تجرعته جراء العقوبات والضغوط الغربية الرامية إلى تغيير النظام في طهران؛ قادتها إلى دعم فصائل المقاومة في لبنان وغزة واليمن في مسعى لتعزيز عمقها الإستراتيجي.
أما التغيير الثاني في الإستراتيجية الإيرانية للأمن القومي، فقد جاء ردا على انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، وذلك على الرغم من التزام طهران بجميع تعهداتها فيه.
ويوضح موسويان أن طهران ردت على عودة العقوبات الأميركية وفرض حزمة جديدة عليها بتعزيز برنامجها النووي ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم وتبني سياسة التوجه نحو القوى الشرقية، حتى أكملت انضمامها في بعض المنظمات الدولية مثل شنغهاي وبريكس.
تغيير العقيدةولدى إشارته إلى موقف المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي من التفاوض مع الولايات المتحدة عقب انسحابها من الاتفاق النووي، يعتقد المعاون الأسبق لشؤون السياسة الخارجية أن بلاده اتخذت سياسة "لا حرب ولا تفاوض" حيال واشنطن والقوى الغربية خلال السنوات القليلة الماضية.
وكان خامنئي قد أكد، بعد مضي 4 أشهر على انسحاب ترامب من الاتفاق، أنه "لن تكون هناك حرب ولا مفاوضات مع الولايات المتحدة بسبب عدم التزامها بتعهداتها"، مضيفا "حتى لو افترضنا جدلا أننا سنجري مفاوضات مع أميركا فلن تكون مع الإدارة الحالية".
ويرى موسويان أنه في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل بضوء أخضر من واشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) على لبنان وغزة، وتمادي إسرائيل في تنفيذ الاغتيالات بحق قادة حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والحرس الثوري الإيراني، فإن الأرضية أمست متوفرة لتغيير طهران عقيدتها للأمن القومي بناء على العناصر الستة التالية:
تحول الناتو إلى عدو: في ضوء تقديم الحلف شتى أنواع السلاح لإسرائيل لمهاجمة كل من غزة ولبنان من جهة، ومطالبته طهران بضبط النفس من جهة أخرى، فإن إيران ترى في اصطفافه إلى جانب المعتدي عدوا لها. مسألة الردع النووي: تظهر استطلاعات الرأي أن 70% من الإيرانيين يدعمون تحول بلادهم إلى قدرة نووية في ظل تهديدها بعمليات عسكرية مباشرة من جانب إسرائيل والناتو. تعزيز قدرات محور المقاومة: بعد الاغتيالات الإسرائيلية والنفوذ الأمني في الأجهزة الأمنية التابعة لإيران وحلفائها في محور المقاومة، فإن الإصلاحات وإعادة صياغة الأجهزة الأمنية والإدارية واردة خلال المرحلة المقبلة. التحالف مع القوى الشرقية: الدعم العسكري الذي يقدمه الناتو لإسرائيل قد يدفع طهران إلى عقد تحالف عسكري طويل المدى مع القوى الشرقية انطلاقا من تعاونها الراهن مع بكين وموسكو. التوصل إلى أنظمة جوية حديثة: على الرغم من إنجازات طهران في برنامجها الصاروخي فإنها بحاجة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة الصواريخ الإسرائيلية ومقاتلات إف-35 الأميركية، وقد يتحقق ذلك عبر حصولها على مقاتلات سوخوي 35 وأنظمة إس-400 الروسيتين. تغيير إستراتيجية "لا حرب ولا تفاوض" السابقة إلى إستراتيجية "الحرب والسلام": فقد أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده لا ترغب في تصعيد التوتر والحرب لكنها لا تخشاها وأنها مستعدة لشتى الاحتمالات، وبذلك ستكون طهران جاهزة للحرب على غرار استعدادها للسلام. خفض التوترويعتقد موسويان أن استمرار العدوان الإسرائيلي يهدد باندلاع حرب إقليمية شاملة قد تكون واشنطن وإسرائيل وإيران أكبر الخاسرين فيها، ويرى في الدبلوماسية خيارا وحيدا لمنع المنطقة من الانزلاق إلى مرحلة يصعب خلالها احتواء التوتر، ويقدم تصورا من 4 خطوات يمكّن ترامب من وضع حد لدوامة التوتر بالشرق الأوسط، وفق التالي:
أولا: وقف الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل. ثانيا: وقف إطلاق النار بين إسرائيل من جهة ولبنان وغزة من جهة أخرى. ثالثا: تبادل السجناء بين إسرائيل وحماس وتطبيق القرارات الأممية بشأن حل الدولتين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. رابعا: تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط من خلال وضع حد للعداء المتواصل بين إيران والعالم الغربي.ويختم الكاتب موسويان مقاله مطالبا ببدء مفاوضات شاملة وجادة بين إيران والقوى الغربية بما يرفع من حظوظ ترامب للتوصل إلى اتفاق كبير مع الجمهورية الإسلامية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العدوان الإسرائیلی للأمن القومی غزة ولبنان من جهة
إقرأ أيضاً:
«جندي سابق في القوات الخاصة» من هو مايك والتز الذي اختاره ترامب مستشارا للأمن القومي؟
طلب دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب من النائب الجمهوري مايك والتز وهو جندي سابق في القوات الخاصة خدم في أفغانستان والشرق الأوسط وإفريقيا أن يكون مستشاره للأمن القومي وهو منصب يعد أحد أكثر المناصب قوة في البيت الأبيض وهو منصب يعينه الرئيس ولا يحتاج إلى تصديق من مجلس الشيوخ.
وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، يتولى مستشار الأمن القومي التنسيق بين كل وكالات الأمن القومي، وهو مكلف بإحاطة الرئيس بشأن هذه الأمور، وتنفيذ سياساته، ومن المعروف عن والتز البالغ من العمر 50 عام بمواقفه المتشددة تجاه الصين كما انه من منتقدي حلف الناتو، وهو عضو بمجلس النواب عن الحزب الجمهوري ويمثل الدائرة السادسة بولاية فلوريدا منذ 2019 شوهد عدة مرات في منتجع مارالاجو المملوك لترامب في فلوريدا.
بدأ مايك والتز مسيرته العسكرية بعد تخرجه بمرتبة الشرف من معهد فيرجينيا العسكري، حيث التحق بالجيش الأمريكي، وخدم 27 عاماً في الجيش والحرس الوطني، وانضم إلى القوات الخاصة "القبعات الخضراء"، وشارك بمهام قتالية في أفغانستان والشرق الأوسط وإفريقيا، حصل خلالها على أربع ميداليات برونزية، اثنتان منها لشجاعته في القتال.
من أبرز مساهمات مايك والتز العسكرية قيادة فرق البحث عن الجندي الأمريكي الهارب بو بيرجدال في أفغانستان، حيث كان والتز من أوائل من اعترضوا علناً على تصنيف الرئيس باراك أوباما لبيرجدال كبطل، معتبراً أن هروبه عرض حياة العديد من الجنود للخطر.
بعد خدمته في الميدان، انتقل إلى العمل كمستشار في السياسات الدفاعية، حيث عمل مديراً لسياسات الدفاع في البنتاجون تحت إشراف وزيرا الدفاع حينها دونالد رمسفيلد وروبرت جيتس، وقدم المشورة بشأن قضايا الدفاع والسياسات العسكرية. كانت مساهماته في هذا الدور حيوية، حيث عمل على تنفيذ سياسات الدفاع التي اعتمدتها إدارة الرئيس جورج بوش.
وفي عام 2019، تم انتخاب مايك والتز عضواً في الكونجرس عن ولاية فلوريدا، ليصبح أول عضو من قوات القبعات الخضراء يدخل الهيئة التشريعية، وشارك بعدة لجان منها لجنة القوات المسلحة، ولجنة الاستخبارات، ولجنة الرقابة والمساءلة، ما أتاح له دوراً هام في السياسة الدفاعية والأمنية للولايات المتحدة.
وركز مايك والتز في الكونجرس على قضايا تعزيز الجاهزية العسكرية ودعم المحاربين القدامى، وقاد تشريعات تهدف إلى تقليل اعتماد أميركا على الصين في الموارد الحيوية وحماية الجامعات الأميركية من التجسس الصيني، كما كان عضواً في فريق العمل المعني بالصين في مجلس النواب، حيث قاد جهود التنسيق بين المشرعين لوضع سياسات قوية تجاه الصين.
اقرأ أيضاًشاهد لحظة قيادة وزير خارجية أفغانستان دراجة نارية وسط كابل
ترامب: أنفقنا المليارات على أفغانستان ثم تركناها للصين
أفغانستان: مصرع وإصابة 40 شخصا بسبب الفيضانات خلال 3 أيام