وكالات الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: نحو 70% من القتلى في غزة من النساء والأطفال
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
(CNN)-- دقت العديد من وكالات الأمم المتحدة ناقوس الخطر مرة أخرى بشأن التدهور السريع للظروف الإنسانية في غالبية أنحاء قطاع غزة، وعدد القتلى المدنيين بعد مرور أكثر من عام من العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وفي تقرير مفصل بشأن التحقق من عدد الوفيات في غزة في الأشهر الستة الأولى من الصراع، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OHCHR) إنه "وجد أن ما يقرب من 70% من القتلى هم من الأطفال والنساء، مما يشير إلى انتهاك منهجي للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي" من جانب الجيش الإسرائيلي.
وأضاف التقرير أن استمرار هذه الهجمات "يظهر عدم اكتراث واضح بوفاة المدنيين وتأثير وسائل وأساليب الحرب المتبعة".
وأوضح التقرير أن من بين الوفيات المؤكدة، سقط 80% من القتلى في المباني السكنية أو مساكن مشابهة، 44% منهم أطفال و26% نساء.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إنه وجد نمطا يظهر أن "عددا كبيرا من الأطفال الرضع والأطفال الصغار والنساء وكبار السن والأسر الذين قُتلوا معا في المباني السكنية".
وقال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن التقرير أظهر أن الخسائر في صفوف المدنيين كانت "نتيجة مباشرة للفشل في الامتثال للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي- وهي مبادئ التمييز والتناسب واتخاذ الاحتياطات خلال الهجوم".
وأضاف تورك أن هذا النمط استمر "دون هوادة، بعد أكثر من عام من بدء الحرب".
وتواصلت شبكة CNN مع الحكومة الإسرائيلية للحصول على رد على تقرير "أوتشا".
ومن جانبها، قالت وكالة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الجمعة، إن "64 هجوما على الأقل ضد المدارس- ما يقرب من هجومين كل يوم- تم تسجيلها في قطاع غزة الشهر الماضي".
وأضافت اليونيسف أن ما يقدر بنحو 128 شخصا قُتلوا في الضربات، بينهم العديد من الأطفال.
وأوضحت اليونيسف أنه وفقا لأحدث التقديرات، فإن ما يقرب من نصف الهجمات التي تم تسجيلها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقعت في شمال غزة، "حيث يدفع القصف المكثف المتجدد والنزوح الجماعي ونقص المساعدات الكافية الأطفال إلى حافة الهاوية".
وزعم الجيش الإسرائيلي باستمرار أن حماس تستخدم المدارس وغيرها من المرافق المخصصة للمدنيين النازحين كغطاء لعملياتها.
وقالت اليونيسف أيضا إنه منذ بداية الأعمال العدائية، تم تدمير أكثر من 95% من المدارس في غزة جزئيا أو كليا.
وخلص تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول توافر الغذاء في غزة، الجمعة، إلى أن هناك "احتمالا قويا بحدوث مجاعة وشيكة بمناطق داخل شمال قطاع غزة"، حيث تركزت العديد من العمليات الإسرائيلية الأخيرة.
وقال التقرير "تتزايد المجاعة وسوء التغذية وزيادة الوفيات بشكل سريع بسبب سوء التغذية والمرض في هذه المناطق. وربما تم تجاوز عتبات المجاعة بالفعل أو سيتم تجاوزها في المستقبل القريب".
واستشهد التقرير ببيانات الأمم المتحدة التي تشير إلى أن عدد شحنات المساعدات إلى قطاع غزة، أصبح الآن أقل من أي وقت مضى خلال العام الماضي. وقال إن الرصد الذي أجراه برنامج الغذاء العالمي كشف أنه في النصف الثاني من شهر أكتوبر، انخفض متوسط عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة إلى 58 شاحنة فقط يوميا، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.
وقبل بدء الحرب، كانت حوالي 500 شاحنة تجارية ومساعدات تدخل غزة يوميا.
كما أشار تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أن أسعار المواد الغذائية في غزة ارتفعت بنسبة 312% منذ بداية الصراع.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، السبت، إن التقرير "مقلق للغاية". وفي منشور على موقع "إكس"، قال: "ندعو إلى زيادة فورية وتوفير الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية- وفي المقام الأول الغذاء والأدوية بسبب سوء التغذية الحاد- في غضون أيام وليس أسابيع".
وقالت الوكالة الإسرائيلية التي توافق على شحنات المساعدات إلى غزة، السبت، إن 713 شاحنة مساعدات وصلت إلى شمال قطاع غزة، عبر معبر إيريز منذ بداية أكتوبر.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية اليونيسيف حركة حماس غزة منظمة الصحة العالمية الأمم المتحدة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
دوجاريك: حياة أطفال غزة على المحك والقطاع على وشك الانهيار
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يؤكد أنه لم تدخل أي شاحنة غذاء أو وقود أو دواء إلى قطاع غزة منذ أوائل شهر مارس/آذار الماضي، محذرا من أن مخزونات الغذاء انخفضت بشكل خطير على مدى 50 يوما، وتناقصت الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية.
وأضاف المسؤول الأممي أن سيارات الإسعاف اضطرت لتقليص خدماتها المنقذة للحياة بسبب نفاد الوقود، بينما اضطرت المخابز للإغلاق، كما نفدت الخيام اللازمة للنازحين من مخازن الأمم المتحدة ومخازن شركائها في المجال الإنساني.
وأكد دوجاريك أن الأمم المتحدة لا تتمكن من الوصول لبعض مستودعاتها داخل غزة بسبب أوامر التهجير القسري.
بدورها، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقالت إنّ بقاء الأطفال على قيد الحياة يعتمد على ذلك.
وأضافت المنظمة الأممية أنّ المستشفيات التي تعالج الأطفال وحديثي الولادة في قطاع غزة تفتقر للمعدات الطبية وتعمل في ظروف بالغة الصعوبة، وطالبت بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة مجددًا.
إعلان تحذيرات صحيةفي السياق نفسه، قال فادي المدهون المدير الطبي لدى منظمة "أطباء بلا حدود"، للجزيرة إن النظام الصحي في كل أرجاء قطاع غزة شمالا وجنوبا وفي الوسط شبه منهار تماما، وسط تفش كبير للأمراض.
وأضاف المدهون أن نحو 50 ألف مريض وجريح بغزة يحتاجون إلى عمليات جراحية سريعة، وحذر من أن آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية بسبب نقص الإمدادات الغذائية.
كما كشف الدكتور منير البرش، المدير العام بوزارة الصحة في غزة أن هناك زيادةً في عدد الوفيات بين الأطفال في القطاع نتيجة سوء التغذية وعدم توفر العلاج.
وأضاف في لقاء مع الجزيرة، أن فحوصا طبية أُجريت لعدد من المتبرعين بالدم في مستشفيات القطاع أظهرت إصابتهم بفقر الدم.
من جهته، شدد مدير الإغاثة الطبية في غزة الدكتور محمد أبو عَفَش أنه في حال لم يتمّ إدخال المساعدات الطبية إلى غزة، فالقطاع برمته على شفا انهيار كامل للعمل الإنساني، وأكد أن السماح بدخول الوفود الطبية ضرورة ملحة لإنقاذ حياة عدد كبير من المصابين.