كشف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن القصة الكاملة لإنشاء المبنى الإداري الجديد للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذي بدأ التفكير في إنشائه عقب أحداث الهجوم على الكاتدرائية المرقسية في 2013، خلال فترة حكم جماعة الإخوان.

القصة الكاملة لإنشاء المقر الإداري الجديد

وقال البابا تواضروس في عظته خلال القداس الأول بكنيسة القديسين مار مرقس الرسول والبابا كيرلس السادس، بالمقر الإداري والخدمي الجديد للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بمنطقة مثلث الأمل، بالقاهرة الجديدة، إن هذا اليوم مهم في تاريخ الوطن والكنيسة، مشيرًا إلى أنه التفكير في المقر جاء عقب تنفيذ جماعة الإخوان الإرهابية أحداث عنف وهجوم على الكاتدرائية المرقسية والتسبب في إصابات كثيرة، ووفاة شخص، فضلًا عن مجاورة الكاتدرائية المرقسية لمحطة وقود، الأمر الذي سبب العديد من التلفيات.

وأضاف البابا في أنه اقترح عليه بعض المسؤولين في الدولة أن ينقل هذا المكان والمقر إلى مكان آخر وأوسع، وكان ذلك خلال الفترة الصعبة التي مرت بها البلاد في عام 2013، وكذلك توجه الدولة لإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، بحيث يتم الخروج من القاهرة المزدحمة، وبالفعل في نهاية عام 2013 تقدمت الكنيسة لرئيس الوزراء في ذلك الوقت المهندس إبراهيم محلب بطلب بمساحة تلك الأرض والتي تبلغ 30 فدانًا، وهي ضعف المساحة الكاتدرائية المرقسية في العباسية التي أصبحت منطقة مزدحمة بالخدمات والسكان.

البابا تواضروس: سيسجل التاريخ اهتمام الدولة المصرية منذ 30 يونيو بجميع المصريين دون تفرقة 

وتابع البابا صدر قرار الجمهوري برقم 170 لسنة 2015 يقضي بإعادة تخصيص الأرض لصالح بطريركية الأقباط الأرثوذكس المصرية، لإنشاء ملحق إضافي للكاتدرائية المرقسية عليها، وتم استلام الأرض من جهاز القاهرة الجديدة، التابع لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة  بموجب محضر استلام يوم 29 أبريل 2015 وفقا للإحداثيات المذكورة في المحضر والمحددة أركانها من خلال العلامات الحديدية الموضوعة المنطقة.

وأشار تواضروس أن التاريخ سيسجل أن الدولة المصرية في تلك السنوات منذ ثورة 30 يونيو تهتم بجميع المصريين دون تفرقه وتسعى دائما إلى المساواة ووجود هذا المقر هو صور لمصر في العالم حيث أن الكنيسة المصرية هي أحد أركان المجتمع المصري.

ولفت البابا إلى المقر الإداري الجديد من المقرر ان يتكامل مع المقر البابوي بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية التي وعد بها الرئيس عبد الفتاح السيسي وأصبحت مقر الاحتفالات والمناسبات فيما يضم المقر الإداري بالقاهرة الجديدة المؤسسات التعليمية والخدمية والإدارية.

وفي ختام كلمته أشاد البابا بقانون بناء الكنائس والذي تم بناءا عليه تقنين أوضاع العديد من الكنائس وأصبح هناك حالة من الاستقرار واختفت الفتنة الطائفية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البابا تواضروس الكنيسة الکاتدرائیة المرقسیة البابا تواضروس الإداری الجدید المقر الإداری

إقرأ أيضاً:

كنائس العالم تستعد للاحتفال بمرور 17 قرنا على المجمع المسكوني الأول.. والبابا تواضروس ينشر مقالا تاريخيا حول ملابسات الانعقاد الأول

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنه في عام 2025م نحتفل ويحتفل العالم المسيحي كله شرقًا وغربًا بمرور 17 قرنًا من الزمان على انعقاد المجمع المسكوني الأول في مدينة نيقية بآسيا الصغرى عام 325م.

ملابسات انعقاد المجمع المسكوني.. ظهور آريوس

وأضاف بابا الإسكندرية ، حسب ما نشرته الصفحة الرسمية للكنيسة منذ قليل ، وهو مقال لقداسته في مجلة الكرازة ، بان التاريخ يحكي لنا عن أن البداية كانت بسبب شخص لا نعلم عنه الكثير يدعى آريوس (256-336م) وهو ليبي المولد والمنشأ، جاء إلى الإسكندرية وتعلم فيها حتى ظهر عالمًا زاهدًا متقشفًا يجيد الوعظ والخطابة والإرشاد، حيث كوَّن شعبيته من الناس ومن بينهم عدد من عذارى الإسكندرية كن سببًا في نشر ما يقوله وما يُعلِّم به في ذلك الزمان.

واشار إلي إحدى سمات شخصية آريوس كانت هي “المراوغة”، حيث شايع في بداياته الأسقف المارق ملاتيوس (أسقف أسيوط) والذي عارض البابا بطرس البطريرك 17 في أمر توبة الجاحدين، وقد قطعه البابا وحرمه، ولكن آريوس تراجع بخبث حتى تمت سيامته شماسًا. ونال البابا بطرس إكليل الشهادة في خريف عام 311م، ثم لجأ آريوس إلى البابا أرشيلاوس البطريرك 18 الذي سامه كاهنًا، ثم وثق فيه البابا ألكسندروس البطريرك 19 فجعله خادم كنيسة بفكالس أي كنيسة الإسكندرية الرئيسية. 

السمات المتطرفة والمراوغة لآريوس

تابع" البابا تواضروس":  كان آريوس لسانيًا متطرفًا، جره تطرفه إلى الوقوع في خطأ عقيدي جسيم، واستمر فيه بسبب كبريائه وذاته العالية. كان ينادي بأن الآب وحده يستحق لقب الإله، أما الابن فإنه لم يكن سوى إله ثانوي منخفض في الرتبة والمنزلة مخلوق من العدم بإرادة الآب. كان هذا تعليمًا مخالفًا لما عاشته الكنيسة القرون الثلاثة الأولى من ميلاد السيد المسيح. ورغم اعتراض كثير من المؤمنين على هذا التعليم المخالف ثم اعتراض البابا ألكسندروس عليه أيضًا، والذي أمره أن يعلَّم بما استقر في الكنيسة ومنعه عما كان يعلم به، إلا أن آريوس إعتز بعلمه ورفض أمر سيده رئيس الكنيسة وامتنع عن الطاعة. فكان من البابا السكندري أن جمع مائة من الأساقفة في مـجمع مــحــلي بالإسكندرية وأطلعهم على بدعة آريوس، التي رفضها المائة أسقف ماعدا اثنين امتنعا عن الشجب، فقطع المجمع السكندري آريوس وهذين الأسقفين وعدد عشرة قساوسة وشمامسة الذين انحازوا إلى هذه الهرطقة التي بدأت تهدد سلام الكنيسة.

واستطرد “البابا تواضروس الثاني ” ، لكن آريوس بشخصيته المراوغة لجأ إلى فلسطين وتواصل مع يوسابيوس المؤرخ أسقف قيصرية فلسطين وحاول خداعه وكأنه ظُلم من البابا ألكسندروس، حتى انعقد مجمع محلي للنظر في قضية آريوس، وهذا المجمع المحلي أرسل إلى البابا ألكسندروس طالبًا رفع الحرم والعمل على قبول آريوس وجماعته في الشركة. وكتب آريوس نفسه رسالة منمقة لبقة قال فيها: “إنه لم يعلِّم غير ما علمه ألكسندروس وأنه (آريوس) حرم ما حرمه سيده ورئيسه”.

وتابع البابا تواضروس : لكن هذا التصرف لم ينطلِ على البابا ألكسندروس الذي هب مع أساقفته للدفاع عن الإيمان المستقيم ضد هذه الهرطقة التي بدأت في الانتشار في سنتها الأولى، وامتنع عن رفع الحرم عن آريوس الذي لجأ إلى عدد من أساقفة الشرق في أنطاكية وفلسطين الذين منحوه حق الرجوع إلى ممارسة الأسرار، وبسبب ذلك عاد آريوس متمردًا إلى الإسكندرية ونظم الأغاني والأناشيد حتى يرددها الناس من جميع طبقات الشعب في كل مكان.

سبب الدعوة لعقد المجمع المسكوني الأول 

وأضاف بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، بان هذه الاضطرابات وصلت إلى مسامع الإمبراطور قسطنطين، وقد حاول حل هذا الخلاف العقائدي حبيًا من خلال رسالة يحملها رسول الإمبراطور ولكنها لم تحقق القصد منها. ثم ظهرت فكرة عقد مجمع مسكوني ونادى بها البابا ألكسندروس. والبعض ينسب الفكرة إلى الإمبراطور ذاته الذي جمع الأساقفة من جميع أنحاء الإمبراطورية للتشاور وإبداء الرأي، وحدد مكان الاجتماع في نيقية بسبب مناخها اللطيف. وانعقد المجمع من 20 مايو 325 إلى 19 يونيو 325م، وحضر المجمع عدد 318 أسقفًا، وربما لم يحضر البعض كل الجلسات مما حدا في بعض المراجع أن الحضور كان 270 أسقفًا أو ثلاثمائة تقريبًا. وحرم الآباء المجتمعون آريوس وأتباعه وأيدهم الإمبراطور قسطنطين الذي حكم عليه بالنفي والإبعاد. الذي ظل فيه إلى خريف عام 334م حيث عاد ومثل أمام الإمبراطور وأكد على “أرثوذكسيته”؟!! وحاول إعادته من خلال بعض الأساقفة في القسطنطينية، ولكن أسقف القسطنطينية الشيخ الجليل ألكسندروس رفض تمامًا أمر الإمبراطور. ويقال إن آريوس عندما دخل الكنيسة عنوة اعتزل القوم لقضاء حاجته فاندلقت أحشاؤه ومات وكان ذلك عام 336م. هذه هي نهاية كل مراوغ أو منافق أو هرطوقي ومكتوب: “لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ” (رو 11: 20).

واختتم قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، ما قاله بهذه الكلمات : تجدر إشارة هامة من الناحية التاريخية أنه بعد عام واحد من انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول أي عام 326م، تم اكتشاف خشبة الصليب المقدس على يد الملكة هيلانه والدة الإمبراطور قسطنطين ويقال إنها أخذت مسامير الصليب وأذابتها في معدن خوذة ابنها وأيضًا في لجام حصانه.

مقالات مشابهة

  • "البوابة نيوز" تنشر تفاصيل المقر البابوي الإداري الجديد وتنفرد بالمستندات
  • الأنبا أنجيلوس يترأس القداس الإلهي بكنيسة العذراء
  • الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى رحيل البابا يوساب الثاني.. غدًا
  • البابا تواضروس يلقي العظة الأسبوعية من كنيسة العذراء وأبو سيفين بعزبة النخل
  • رسامة قمصين جديد في شيكاغو بتفويض من قداسة البابا تواضروس الثاني
  • بتكليف من البابا تواضروس.. رسامة قمصين جديدان في شيكاغو بيد الأنبا كاراس
  • كنائس العالم تستعد للاحتفال بمرور 17 قرنا على المجمع المسكوني الأول.. والبابا تواضروس ينشر مقالا تاريخيا حول ملابسات الانعقاد الأول
  • العمود الفقري للكنيسة الأرثوذكسية.. المجمع المقدس يؤكد همية الالتزام بتعاليمه لضمان وحدة الكنيسة واستقرارها
  • «المجمع المقدس».. كيف تُدار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؟
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تستذكر البابا بطرس الثالث البطريرك الـ 27