لماذا تجلى الله تعالى على جبل الطور؟
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية أنه قد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَرْبَعَةُ أَجْبَالٍ مِنْ أَجْبَالِ الْجَنَّةِ، وَأَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، فَأَمَّا الْأَجْبَالُ: فَالطُّورُ، ولُبْنَانُ، وطورُ سَيْنَاءَ، وطورُ زَيْتًا، وَالْأَنْهَارُ مِنَ الْجَنَّةِ: الْفُرَاتُ، وَالنِّيلُ، وَسَيْحَانُ، وَجَيْحَانُ» أخرجه الطبراني.
وتابعت الإفتاء أن اختصاص الله تعالى لأيِّ مخلوق من مخلوقاته بفضيلة أو ميزة، هو محضُ فضلٍ وتكرُّمٍ من الله تعالى، فهو سبحانه يفضل ما يشاء ويختار، واختصاص جبل الطور بالتجلي دون بقية البقاع الطاهرة من باب هذا التَّفضُّل والتكرم والتذكير بما وقع فيها من الآيات.
وقد جعل الله لجبل الطور فضائل متعددة كالآتي:1) جبل الطور من جبال الجنة.
2) جبل الطور حرز يحترز به عباد الله المؤمنين من فتنة يأجوج ومأجوج.
3) جبل الطور من البقاع التي حرَّمها الله على الدجال.
4) جبل الطور تواضع لله فرفعه الله واصطفاه.
5) الجبل الوحيد الذي وقع عليه تكليم الله لنبيه موسى عليه السلام.
تحريم جبل الطور على الدجالحدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن الأعمش ومنصور عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية الأزدي قال ذهبت أنا ورجل من الأنصار إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر في الدجال ولا تحدثنا عن غيره وان كان مصدقا قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أنذرتكم الدجال ثلاثا فإنه لم يكن نبي قبلي الا قد أنذره أمته وانه فيكم أيتها الأمة وانه جعد آدم ممسوح العين اليسرى معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار ومعه جبل من خبز ونهر من ماء وانه يمطر المطر ولا ينبت الشجر وانه يسلط على نفس فيقتلها ولا يسلط على غيرها وانه يمكث في الأرض أربعين صباحا يبلغ فيها كل منهل ولا يقرب أربعة مساجد مسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد الطور ومسجد الأقصى وما يشبه عليكم فان ربكم ليس بأعور) قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح ،مسند الإمام أحمد :5/435 حديث رقم : 23735.
وورد أن مسجد الطور (منطقة الطور كلها مسجدا سواء كانت جبلا مسجدا وهي لا يدخلها الدجال كما اخبر بذلك النبي ) بسَيْناء الجنوبية بمصر وإلى الآن تحتفظ بهذا الاسم في مصر (مدينة الطور ) وهي منطقة جبلية وعرة يُقال: أن هناك نسلاً لآبي هريرة
جبل الطور المذكور بالقرآنذكر الله تعالى جبل الطور في كتابه الكريم، فقد قال تعالى: ( وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) من سورة التين، ومن هنا فقد كان لهذا الجبل العظيم أهمية دينية كبيرة جداً. يعرف جبل الطور الذي ورد ذكره في كتاب الله العظيم بأسماء متعددة منها – على سبيل المثال -: طور سيناء أو جبل موسى.
أين يقع جبل الطوريقع جبل الطور في سيناء من أرض مصر، وأكثر المفسرين على أنَّ المقصود بطور سيناء هو جبل الطور بخصوصه، لا كل أرض سيناء. قال شيخ المفسرين الإمام الطبري في تفسيره (جامع البيان في تأويل القرآن): قوله: {تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ} يقول: تخرج من جبل يُنبِت الأشجار.
ويقع جبل الطور في شبه جزيرة سيناء بالقرب من كل من دير سانت كاترين وجبل كاترين، التي تعتبر حاليا جزءاً من جمهورية مصر العربية، ويقع تحديداً في جنوب سيناء، يرتفع هذا الجبل عن سطح البحر حوالي 2290 متر.
ارتبط هذا الجبل العظيم برسول الله موسى، فموسى هو واحد من الأهم الرسل الذين أرسلهم الله تعالى إلى البشرية ليخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ويحرر شعبه بني إسرائيل مما لحق بهم من ظلم وطغيان وتجبر فرعوني، فقد استعبدهم فرعون استعباداً كبيراً لا نظير له، فأصبحوا مهانين في الأرض.
ومن هنا ارتبط هذا الجبل بهذا الرسول العظيم، فهذا الجبل هو ذات الجبل الذي صعد عليه موسى وكلم ربه وتلقى عنه ما عرفت بالوصايا العشر، وهي الوصايا ذاتها والتي توجد عند كل ديانة من الديانات الإبراهيمية، اليهودية والمسيحية والإسلام. ومن هنا كان هذا الجبل واحداً من أفضل الجبال الموجودة على الأرض عند الله تعالى، وهذا واضح من ذكره وتعظيم شأنه في كتاب الله تعالى القرآن الكريم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطور جبل الطور الله الله تعالى صلى الله علیه وسلم الله تعالى جبل الطور هذا الجبل
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الإيمان بالكتب السماوية هو الركن الثاني من أركان الإيمان
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن إيماننا بالكتب السماوية –وهو الركن الثاني من أركان الإيمان- فالكتب السماوية هي مظهر عناية الله بالبشرية، ومظهر ربوبية الله لخلقه، فربنا أنزل إلينا كتبًا، وأمر رسله بتبليغ تلك الكتب، وعلى المسلم أن يؤمن بالكتب السماوية إجمالاً؛ بمعنى أنه يعتقد أن الله أنزل كتبًا سماوية على الناس تعرفهم به سبحانه، وتعلمهم كيف يعبدونه، فربنا سبحانه وتعالى أنزل القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنزل من قبله كتباً كما قال تعالى : {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ﴾
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه كما يجب على المسلم كذلك أن يؤمن بما جاء في الشرع الشريف من أخبار عنها، فيؤمن أن الله أنزل على إبراهيم عليه السلام صحفًا، كما قال تعالى : ﴿ إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴾، وقال سبحانه ﴿ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴾، وقال تعالى : ﴿ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى ﴾.
ونؤمن كذلك أن الله كتب لموسى في الألواح من كل شيء موعظة وآتاه التوراة، قال تعالى: ﴿ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ * وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ﴾، وقال تعالى : ﴿ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴾، وقال سبحانه : ﴿ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ﴾.
ونؤمن كذلك أن الله أنزل على داود عليه السلام الزبور، قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴾، وقال سبحانه ﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴾.
ونؤمن بأن الله أنزل على عيسى بن مريم عليه السلام الإنجيل، قال سبحانه : ﴿وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾، وقوله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ﴾.