محمد إقبال.. شاعر هندي غنت له أم كلثوم ووفاته كانت بمثابة كارثة للهند
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
يتمتع الشاعر الهندي محمد إقبال، الذي وُلد في التاسع من نوفمبر عام 1877، بمكانة بارزة في عالم الشعر الإسلامي، ولا يزال اسمه مرتبطًا بالوصف كشاعر وفيلسوف. يثير اهتمام كيف احتل هذا المكان المرموق، ولماذا اكتسب كل هذه الشهرة؟
محمد إقبالوقد أطلق على محمد إقبال لقب "شاعر الإيمان والحب والطموح"، حيث كان شِعره مليء بالمعاني الدينية القوية، مشتعلاً بالحماسة، وكان يدافع بشغف عن حقوق وأوضاع المسلمين في الهند.
إقبال هو ابن الشيخ نور محمد، وتعود أصوله إلى أسرة براهمية في كشمير، حيث اعتنق أحد أجداده الإسلام في عهد السلطان زين العابدين بادشاه. نزح جده إلى سيالكوت، حيث نشأ إقبال وتلقى تعليمه هناك بالإضافة إلى دراسة اللغة الفارسية والعربية بجانب لغته الأردية.
بدأ إقبال كتابة الشعر في سن مبكرة، حيث كان يكتب بالبنجابية في البداية، إلا أن أستاذه توجه به نحو النظم بالأردو. كان يرسل قصائده إلى ميرزا داغ دهلوي، شاعر الأردو البارز، للحصول على آرائه وتوجيهاته.
نجح إقبال في اجتياز امتحان الكلية الحكومية في عام 1891 وتخرج منها بشهادة الآداب في عام 1897، ثم حصل على درجة الماجستير في عام 1899. درس الفلسفة بتوجيه من توماس أرنولد، وأصبح أستاذًا في الفلسفة الحديثة والآداب العربية والعلوم الإسلامية في جامعة لندن.
رغم انشغاله بالدراسة وعمله كعميد لقسم العربية في كلية الشرقية بجامعة البنجاب، كان إقبال يشارك في فعاليات أدبية وجلسات شعرية.
أثرى إقبال التراث الشعري بعدد من الأعمال والديوانات مثل "أسرار خودي"، و"بيام مشرق"، و"أرمغان حجاز"، و"ضرب كليم"، و"رسالة المشرق"، و"زبور العجم" وغيرها. يعد قصيدة "حديث الروح" واحدة من أشهر قصائده، حيث قدمها لأم كلثوم وقامت بغنائها ونشرت في ديوانه "صلصلة الجرس".
ترجم العديد من الأدباء العرب إبداعات إقبال إلى اللغة العربية، نظرًا لمهارته في كتابة الشعر بالفارسية والأردية، مثل عبد الوهاب عزام والشيخ الصاوي شعلان ومحمد حسن الأعظمى وغيرهم.
وفي كتابه "روائع إقبال"، وصف المفكر الإسلامي أبو الحسن الندوي إقبال بأنه شاعر في الطموح والحب والإيمان، مشيرًا إلى تأثره الشديد بشعره وقدرته على إثارة العواطف وإيصال المعاني بشكل قوي.
توفي محمد إقبال في 21 إبريل 1938 في تمام الساعة الخامسة صباحًا، فأغلقت المتاجر أبوابها وتعطلت المصالح الحكومية، واندفع الناس إلى بيته، ونعاه قادة الهند وأدباؤها من المسلمين والهندوس على السواء، فقال عنه الشاعر الكبير طاغور: "لقد خلفت وفاة إقبال في أدبنا فراغًا أشبه بالجرح المثخن الذي لا يندمل إلا بعد أمد طويل، إن موت شاعر عالمي كإقبال مصيبة تفوق احتمال الهند التي لم ترتفع مكانتها في العالم".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمد إقبال الهند طاغور ام كلثوم محمد إقبال
إقرأ أيضاً:
حيث يلتقي السحر بالهوية| إقبال سياحي كبير على «قرية التراث» بشرم الشيخ.. شاهد
شهدت قرية التراث البدوي اليوم في مدينة شرم الشيخ إقبالًا ملحوظًا من الوفود السياحية منذ بدء تشغيلها، حيث حرص الزوّار من مختلف الجنسيات على استكشاف تفاصيل الحياة البدوية الأصيلة، والتعرّف على التراث الثقافي الغني للمنطقة من خلال العروض الحية، والحرف اليدوية، والمأكولات التقليدية.
ووثّقت الصور تفاعل السياح مع الفعاليات، وانبهارهم بجمال التصميمات المعمارية المستوحاة من البيئة المحلية، ما يعكس مستقبل المشروع في أن يصبح نقطة جذب سياحي جديدة تُعزّز من مكانة المدينة التراثية على خريطة السياحة الثقافية.
ويُعدّ التشغيل التجريبي خطوة أولى نحو التشغيل الكامل لقرية التراث البدوي، على أن يستمر المعرض في استقبال الجمهور أسبوعيًا يومي الجمعة والسبت، لحين الانتهاء من إجراءات الطرح والتعاقد مع شركة إدارة محترفة لضمان التشغيل المستدام للقرية وفق أفضل المعايير.
وقال الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، إنه سيتم طرح تشغيل قرية التراث بشرم الشيخ لشركة متخصصة لتحقيق الاستدامة والإدارة الاحترافية.
جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات معرض التراث السيناوي بقرية التراث في شرم الشيخ، وذلك في إطار جهود الدولة للحفاظ على التراث المصري الأصيل، وخاصة التراث السيناوي البدوي، وتشجيع أبناء البدو على تطوير صناعاتهم الحرفية الفريدة والمساهمة في تسويقها، بالتعاون بين محافظة جنوب سيناء ووزارة التضامن الاجتماعي، وتنفيذًا لتوجيهات اللواء دكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء.
وقد تم صباح أمس السبت الافتتاح التجريبي لقرية التراث البدوي بمنطقة السفاري بمدينة شرم الشيخ.
ويُقام داخل القرية معرض دائم مفتوح للجمهور، من المواطنين والسائحين من مختلف الجنسيات، وذلك يومي الجمعة والسبت من الساعة 11 صباحًا حتى 10 مساءً، على أن يُتاح للعارضين المشاركة بسعر رمزي مقابل الخدمات الإدارية داخل القرية.
وأكد اللواء الدكتور خالد مبارك أن هذا الافتتاح التجريبي يُعدّ خطوة أولى نحو التشغيل الكامل للقرية، موضحًا أن المعرض سيستمر في استقبال الجمهور أسبوعيًا، لحين الانتهاء من إجراءات الطرح والتعاقد مع شركة متخصصة لإدارة المشروع وفق أفضل معايير التشغيل المستدام.
ويُجرى حاليًا التنسيق مع شركات السياحة لوضع المعرض ضمن برامج الزيارات السياحية ودمجه في الخريطة السياحية للمحافظة، مع تنفيذ حملات ترويجية للمنتجات على هامش كافة الفعاليات الدولية والمحلية، لما تتمتع به القرية من موقع فريد في قلب الجبل بمنطقة السفاري، حيث يلتقي التراث بالفن والجمال في أجواء ساحرة.
وأشار المحافظ إلى أن قرية التراث البدوي تمثّل منصة حقيقية لدعم وتمكين الحرفيين من أبناء المحافظة، ونافذة لتسويق منتجاتهم الفريدة، مشددًا على أن المحافظة تضع على رأس أولوياتها الحفاظ على الهوية الثقافية للبدو ودمجهم في المشروعات التنموية، بما يُعزز من فرص العمل ويدعم الاقتصاد المحلي.
ويُشارك في المعرض عدد من الجهات، من بينها مديرية التضامن الاجتماعي، المجلس القومي للمرأة، مديرية الثقافة، مديرية العمل، مديرية الشباب والرياضة بالمحافظة، وممثلو المبادرات الرئاسية لتمكين مشروعات الشباب، وتتنوع المعروضات ما بين الأشغال اليدوية، والمشغولات الجلدية، والملابس البدوية، والعطور، والمجسمات الخشبية، والأعشاب الطبية، والشنط، وغيرها من المنتجات البدوية الفريدة التي تعكس ثراء التراث السيناوي.