الأزهر يدعو للصبر والتأمل في حكمة الله عبر حملة (أنت علينا غال)
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية:إذا وضعك الله سبحانه في اختبار من اختبارات الدنيا، فاحرص على تجاوزه ببذل ما استطعت من الأسباب، ولكن لا تتعلق بها، وانظر لحكمة الله تعالى في كل محنة.
الأزهر يدعو للصبر والتأمل في حكمة الله
وتابع المركز ضمن حملته (أنت غال علينا) عبر صفحته الرسمية على الموقع الإلكتروني (الفيسبوك)، أنه يجب عليك عندما يضعك الله في اختبار من اختبارات الدنيا أن تكون عند مراد الله منك.
وأضاف: واعلَم أن الله تعالى أرحم من أن يضيق على عبده دون غاية؛ فعنْ عَبْدِ اللَّهِ، أن رسول الله ﷺ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا». [ أخرجه البخاري]
حملة "أنت علينا غال"حملة "أنت علينا غال" هي مبادرة أطلقها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بهدف التوعية بأهمية الحفاظ على النفس البشرية وتقدير قيمة الحياة، ومحاربة الأفكار السلبية والمعتقدات المحبطة التي قد تدفع البعض نحو اليأس أو الإحباط.
وجاءت الحملة في إطار جهود المركز لتعزيز الصحة النفسية، وتشجيع التواصل الإيجابي والدعم بين أفراد المجتمع، وذلك من خلال نشر رسائل محبة وأمل وتأكيد على أن كل فرد له قيمة ودور مهم في الحياة.
وتسعى الحملة أيضًا إلى توعية الناس بأهمية الدعم النفسي والاجتماعي، وتعزيز ثقافة الرعاية الذاتية والعناية بالصحة النفسية والبحث عن المساعدة عند الحاجة.
أحاديث قدسية تُظهر رحمة الله تعالىوردت العديد من الأحاديث القدسيّة التي بيّن الله -عز وجل- فيها عظم رحمته ومغفرته، ومنها ما يأتي:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فِيما يرويه عَنِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: (يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ).
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فِيما يرويه عَنِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: (قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ، إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ منكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ أنَّك أتيتَني بقُرَابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشركْ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرةً).
قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: (إذا تَحَدَّثَ عَبْدِي بأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فأنا أكْتُبُها له حَسَنَةً ما لَمْ يَعْمَلْ، فإذا عَمِلَها، فأنا أكْتُبُها بعَشْرِ أمْثالِها، وإذا تَحَدَّثَ بأَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، فأنا أغْفِرُها له ما لَمْ يَعْمَلْها، فإذا عَمِلَها، فأنا أكْتُبُها له بمِثْلِها).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر الله رسول الله مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ع ب اد ی
إقرأ أيضاً:
جمعة: على المسلم أن يطهر قلبه ليتنزل عليه أنوار الله ورحمته
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بيّن في حديثه الشريف قيمة قلب المؤمن وأثره في علاقة الإنسان بربه، حيث قال: «إن لله تعالى آنيةً من أهل الأرض، وآنيةُ ربكم قلوب عباده الصالحين، وأحبُّها إليه ألينها وأرَقُّها» (رواه الطبراني). وأكد فضيلة المفتي السابق أن الله سبحانه وتعالى خلق قلب الإنسان ليكون إناءً للطاعة والإيمان، وأوصى بأن يكون هذا القلب نقيًا خاليًا من الصفات الذميمة.
أنوار الله إلى القلوب
وأوضح جمعة أن الله عز وجل قد منع أنواره عن القلوب التي تحمل حب الدنيا وأهوائها، مستدلًا بآية من كتاب الله عز وجل: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ المَآبِ}، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا أن نطهر قلوبنا من تعلقها بهذه الدنيا الفانية، وأن نوجه قلوبنا إلى الله، الذي هو مصدر الأمان والراحة.
وأكد فضيلته أن الطريق إلى ذلك يبدأ باليقظة، ويجب على المسلم أن يعي حقيقة الدنيا وأنها إلى زوال، وأن يبدأ بتصحيح مسيرته مع الله.
تخلي القلب عن الدنياوأوضح فضيلة المفتي السابق أن «تخلي القلب عن الدنيا» لا يعني الانكفاء عن الدنيا تمامًا أو تدميرها، بل يعني عدم تعلق القلب بها، مشيرًا إلى قول السلف الصالح: "اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا". فهذا الدعاء يعكس التوازن المطلوب بين الاستفادة من الدنيا في حدود ما يرضي الله، وبين عدم جعلها همًّا أولًا وأخيرًا.
وتابع جمعة أن على المسلم أن يسعى لملء قلبه بالمحبة والطاعة لله، حتى يكون قلبه بيتًا لله يتنزل عليه نور الله ورحمته، ويتحلى بمكارم الأخلاق.
تربية النفسوأكد أن هذا يحتاج إلى تربية مستمرة للنفس وتدريبها على ترك الشهوات والاهتمامات الدنيوية، وذكر الله عز وجل بالليل والنهار. مستشهدًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن بُسر رضي الله عنه، حيث قال: "إن شرائعَ الإِسْلاَمِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَنْبِئْنِي مِنْهَا بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ به، قال: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» [رواه الترمذي].
في ختام حديثه، شدد الدكتور علي جمعة على أهمية الذكر المستمر لله، حيث يعد من أهم الوسائل التي تساعد المسلم في تطهير قلبه وجعله مستعدًا لاستقبال أنوار الله وبركاته.