أحداث أمستردام مستفزة|هتافات عنصرية لـ الصهاينة ضد العرب وتمزيق الأعلام الفلسطينية
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
وقعت حوادث اعتداء على مشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي في أمستردام ليلة 8 نوفمبر، بعد انتهاء مباراة مع فريق أياكس، وتظهر مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جماهير مكابي تل أبيب وهم يمزقون الأعلام الفلسطينية المعلقة على المباني المحيطة بالملعب، مما أدى إلى تفجر اشتباكات.
أحداث أمسترداموأعلنت شرطة أمستردام، يوم الجمعة، عن إصابة 5 أشخاص واعتقال 62 آخرين بسبب أعمال الشغب التي حدثت بعد المباراة، وجرى إرسال طائرة من إسرائيل إلى أمستردام لإجلاء مشجعي الفريق، وبلغ عددهم نحو 2700 شخص.
من جانبه، قال أيمن الرقب، المحلل السياسي، إن ما حدث في أمستردام لم يكن مجرد تصرفات عابرة، بل هو نتيجة مباشرة للاستفزازات المستمرة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد العرب والفلسطينيين، مؤكدا أن الفيديوهات التي تم تداولها أظهرت أن عددًا من الإسرائيليين الذين حضروا المباراة في المدينة قاموا بالهتافات الاستفزازية ضد العرب، وكانوا يتعمدون تأجيج المشاعر ضد كل من هو عربي، وهذه التصرفات ليست جديدة، بل هي امتداد لسياسة الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يتوقف عن استفزاز المواطنين العرب في شتى أنحاء العالم.
وأضاف “الرقب” لـ صدى البلد، أن الردود التي حدثت في أمستردام كانت ردود فعل طبيعية لأناس يرون بأن ما يجري في غزة ليس مجرد صراع سياسي، بل هو إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين، ومن الطبيعي أن تكون هناك مشاعر غضب بين الجاليات العربية في أوروبا تجاه كل ما يحدث، مشيرا أن هذه الأحداث لم تكن موجهة ضد اليهود بشكل عام، كما يحاول البعض تصويرها، بل كانت ضد المتطرفين الإسرائيليين الذين قاموا بالهتافات العنصرية ضد العرب، والعرب في أوروبا يميزون بين اليهود كدين وبين الصهاينة كفكر سياسي متطرف، والمشكلة ليست مع الديانة اليهودية، ولكن مع هؤلاء الذين يعتقدون أن بإمكانهم فرض سياسة الاحتلال والتطهير العرقي على الآخرين.
وأكد أن التصعيد المستمر في غزة، والقتل اليومي للفلسطينيين، لا بد وأن يثير مشاعر الغضب لدى أي شخص عاقل، بغض النظر عن مكانه أو جنسيته، بالاضافة إلى أن هناك تخوف من أن هذه الممارسات الاستفزازية قد تزداد في مناطق أخرى من أوروبا إذا لم يتم وضع حد لها، و الجاليات العربية في أوروبا رغم معاناتها، هي مستعدة لقبول استمرار هذه الاستفزازات، ولذلك سيكون من المهم أن تتم معالجة هذا الوضع بمنهجية وعقلانية، بعيداً عن التصعيد أو العنف.
وفي سياق ردود الفعل، وصف رئيس الوزراء الهولندي ديك شخوف الاعتداءات التي تعرض لها المشجعون الإسرائيليون بأنها "غير مقبولة"، مشيرًا إلى أنه تواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعبَّر عن قلقه من الأحداث، وطمأن نتنياهو على سلامة المواطنين الإسرائيليين هناك، وكشف عن توجّه طائرات لإعادتهم، بما في ذلك المصابين.
في هذا السياق، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الاعتداءات على رمزية العلم الفلسطيني والهتافات المعادية للعرب، ودعت السلطات الهولندية للتحقيق ومحاسبة مرتكبي الشغب، وتلك التصرفات تعكس تصاعد الفكر العنصري وتدعو إلى مواجهة هذه الظواهر.
وجاء في بيان للخارجية الفلسطينية على منصة «إكس»: «تدين وزارة الخارجية والمغتربين في دولة فلسطين الهتافات المعادية للعرب، والأعمال الهمجية التي قام بها جمهور من المشجعين المُبتَعثين المناصرين لأحد أندية كرة القدم العنصرية الإسرائيلية في العاصمة الهولندية أمستردام على مدار ثلاثة أيام متواصلة، والتي تضمنت الاعتداء على رمزية العلم الفلسطيني وإنزاله عن بعض الأماكن التي ترمز إلى دعم الحق الفلسطيني في وجه جرائم الاحتلال والإبادة المستمرة في قطاع غزة».
وحذرت الوزارة في بيانها «من تصاعد الفكر والممارسات العنصرية التي تحاول تمريرها هذه المجموعات العنصرية وهو ما يشكل عداء للهوية والرمزية الفلسطينية (Anti Palestinianism) وتدعو جهات الاختصاص إلى رفضها ومواجهتها».
وتعتبر هولندا وجهة هامة للمهاجرين العرب، حيث يشكلون جزءًا كبيرًا من المجتمع الهولندي المتنوع، وتعود الهجرة العربية إلى الستينيات، حينما حضر عمال من شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وتشتهر مناطق مثل "دي بايلمر" في أمستردام و"لاهاي الجنوبية" بكثافتها السكانية العربية، حيث تتركز فيها المتاجر والمراكز الثقافية التي تعكس الهوية العربية، وتتكون الجالية العربية من جنسيات متعددة، أبرزها المغرب ومصر ولبنان وسوريا وفلسطين، حيث تختلف أعدادها، ولكن الجالية المغربية تعد الأكبر، وتساهم الأجيال الجديدة من العرب الهولنديين في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وتُعد الجالية المغربية الأكبر بين المهاجرين العرب، حيث تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 400,000 مغربي يعيشون في هولندا، أما المهاجرون السوريون، فقد شهد عددهم زيادة ملحوظة منذ عام 2015 نتيجة الحرب في سوريا، حيث بلغ عددهم أكثر من 100.000 شخص.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مكابي أمستردام تل أبيب فريق مكابي شرطة امستردام أحداث أمستردام نتنياهو أحداث أمستردام فی أمستردام فی أوروبا ضد العرب
إقرأ أيضاً:
الغدر والمكر والخيانة طبع اليهود الصهاينة
سالم البادي (أبو معن)
أُمة بني إسرائيل هي أشد الأمم عداوة للإسلام والمسلمين وأشهرها في الخيانة والغدر ونقض العهود والمواثيق، فلا يعاهدون عهدا إلا نقضوه، ولا يسالمهم قوم إلا غدروا بهم، وقد قال الله تعالى عنهم: " أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ" (البقرة: 100)، وحالهم مع أنبيائهم: "كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ" (المائدة: 70).
الخيانة رذيلة اليهود على مر الأزمنة والعصور، وما نشاهده اليوم على أرض الواقع من سلوكيات الصهاينة الإسرائيليين مع كل شعوب أهل الأرض لتؤكد بأنهم قومُ خيانةٍ وغدر ولا عهد لهم، وأنهم قد جُبلوا على هذه الرذائل.
وما يفعلونه في أهل غزة اليوم من تنكيل ودمار وإبادة وتدمير لكل مظاهر الحياة فيها، وعدم التزامهم بالعهود، ومراوغتهم ومكرهم في تنفيذ اتفاقياتهم لوقف الحرب في غزة لأكبر دليل على بشاعة حقيقتهم القذرة وأكبر دليل يمكن أن يشاهده المسلم الواعي لدينه والمتمسك بكتاب ربه، منهجًا له في حياته، وتعاملاته مع بني صهيون.
أغلب شعوب العالم أدركت خساسة اليهود ومكرهم وغدرهم وخبثهم؛ لذلك فهم يدفعونهم في بلادهم للهجرة إلى فلسطين للتخلص منهم، وفي نفس الوقت يحاربون بهم الإسلام والمسلمين، وليشعلوا الحروب في بلاد المسلمين وينهبوا ثرواتهم بحجة الحفاظ على استقرار الأوضاع في بلاد المسلمين.. ألا لعنة الله عليهم أجمعين.
إنّ من يتأمَّل ويقرأ التاريخ جيدا على طول مداه وما احتواه، ويتأمل في أحوال الأمم وأخلاقها ومعاملاتها وسلوكياتها يجد أن أسوء الأمم خُلقا وأشرَّها معاملة أمةُ اليهود تلك الأمة الغضبية الملعونة، أمّة الكذب والطغيان والفسوق والعصيان والكفر والإلحاد، أمّةٌ ممقوتة لدى العالم لفظاظة قلوبهم وشدّة حقدهم وحسدهم ولعِظم بغيهم وطغيانهم، أهل طبيعة وحشية وهمجيّة لا يباريهم فيها أحد، كلّما أحسوا بقوةٍ ونفوذٍ وتمكنٍ وقدرة هجموا على من يعادونه هجوم السبع على فريسته، لا يرقبون في أحد ولا ذمة، ولا يعرفون ميثاقًا ولا عهدا، لا يُعرف في الأمم جميعها أمةٌ أقسى قلوبا ولا أغلظ أفئدة من هذه الأمة، قد التصق بهم الإجرام والظلم والعدوان والجور والبهتان من قديم الزمان؛ حيث يقول الله تعالى: "فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً" (المائدة: 13)، ويقول الله تعالى: "ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً" (البقرة: 74).
ولا غرابة أن كان عداء اليهود للإسلام شديدًا؛ فالإسلام جاء هادمًا لكل ما لديهم من زيف وبهتان وباطل، ومناقضا لكل ما عندهم من جنوح وانحراف وضلال؛ فالإسلام جاء ليدعو إلى الإيمان والتوحيد والإخلاص، واليهود يدعون إلى الكفر والإلحاد والتكذيب والإعراض، وجاء الإسلام يدعو إلى مُثُلٍ عليا وقِيم رفيعة وإلى الرحمة والخير والإحسان، بينما اليهود يدعون إلى القسوة والإجرام والوحشية والعدوان والظلم والبهتان.
الإسلام يحفظ الحقوق ويحترم المواثيق ويحرِّم الظلم، واليهود لا يعرفون حقّا ولا يحفظون عهدًا ولا ميثاقًا ولا يتركون الظلم والعدوان، والإسلام يحرِّم قتل النفس بغير الحق ويحرِّم السرقة والزنا، واليهود يستبيحون سفك دماء غير اليهود وسرقة أموالهم وانتهاك أعراضهم.
لقد نقضوا ميثاقهم مع الله... قتلوا أنبياءهم بغير حق، وبيتوا نية القتل والصلب لعيسى عليه السلام "وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا" (النساء: 157)، وهو آخر أنبيائهم، وحرفوا كتابهم- التوراة- ونسوا شرائعها فلم ينفذوها، ووقفوا من خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام موقفًا لئيمًا ماكرًا عنيدًا، وخانوا مواثيقهم معه، فباءوا بالطرد والخسران.
القرآن الكريم هو منهج هذه الأمة ومرشدها ورائدها على طول الطريق يكشف لها عن حال أعدائها معها، وعن جبلتهم وعن تاريخهم مع هدى الله كله، ولو ظلت هذه الأمة ترجع لقرآنها؛ وتسمع توجيهاته؛ وتقيم قواعده وتشريعاته في حياتها، ما استطاع أعداؤها أن ينالوا منها في يوم من الأيام كما يحدث في زماننا هذا.. والله المستعان على ما تصفون.
يجب أن يدرك جميع العرب والمسلمين والعالم أنَّ عدوان اليهود على "قطاع غزة والضفة الغربية" في فلسطين المحتلة ليس مجرد نزاعٍ على أرض، وأن ندرك أن قضية فلسطين قضيةٌ إسلامية يجب أن يؤرِّق أمرها بال كل مسلم، ففلسطين موطن أنبياء ورسل الله وفيها ثالث الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين الأولى، وهي مسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وليس لأحدٍ فيها حقّ إلا الإسلام وأهله؛ والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.
ويجب أن ندرك أنَّ تغلب هذه الشرذمة الصهيونية المرذولة والفئة المخذولة الخبيثة النتنة وتسلطهم على المسلمين إنما هو بسبب الذنوب والمعاصي وإعراض كثير من المسلمين عن دينهم الذي هو سبب عِزهم وفلاحهم ونجاحهم ونصرهم ورفعتهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" (الشورى: 30).
ولا بُد من عودةٍ صادقة وأوبة حميدة إلى الله جلّ وعلا فيها تصحيحٌ للإيمان وصلةٌ بالرحمن وحفاظ على الطاعة والإحسان، وبُعدٌ وحذرٌ من الفسوق والعصيان لينال المؤمنون الصادقون العزّة والتمكين والنصر والتأييد من الله سبحانه وتعالى.
اللهم انصر إخواننا المستضعفين من المسلمين في فلسطين وفي كل مكان، اللهم داو جرحاهم، وعافِ مبتلاهم، وارحم شهداءهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم اخذل اليهود الغاصبين، وأنزل غضبك ومقتك عليهم، وأرنا فيهم يومًا أسود، واشفِ صدور قومٍ مؤمنين، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.
رابط مختصر