حذر تقرير صادر عن الأمم المتحدة، الاثنين، من أن تنظيم الدولة لا يزال يحتفظ بعدد مهم من مقاتليه، رغم الخسائر الفادحة التي منيت بها الجماعة وتراجع نشاطها في سوريا والعراق.

وبحسب التقرير، فإن التنظيم لا يزال يقود ما بين 5 و7 آلاف عنصر في معقله السابق في سوريا والعراق، معظمهم من المقاتلين، فيما الخبراء، الذين يراقبون العقوبات المفروضة على الجماعة، إن النصف الأول من العام الجاري، شهد تهديدا مرتفعا من التنظيم ظل في مناطق الصراع.



وأوضح الخبراء، في تقريرهم لمجلس الأمن، أن “الوضع العام لا يزال نشطًا”، ورغم الخسائر الفادحة التي مني بها التنظيم، وتراجع نشاطه في سوريا والعراق، إلا أن خطر عودته ما زال قائما.

وبحسب تقرير الخبراء، فقد كيّف التنظيم استراتيجيته والاندماج مع السكان المحليين، كما يتوخى الحذر في اختيار المعارك التي يتوقع أن تؤدي إلى خسائر، بالإضافة إلى قيامه بإعادة تنظيم صفوفه وتجنيد المزيد من المسلحين من المخيمات في شمال شرق سوريا ومن المجتمعات الضعيفة، بما في ذلك في الدول المجاورة.

وأشار الخبراء إلى التنظيم ما زال يحتفظ بعدد مهم من عناصره، خصوصا من المقاتلين، رغم تعمده خفض مستوى عملياته لتسهيل التجنيد وإعادة التنظيم.

وتابع التقرير الأممي بالقول إن "ما يقرب من 11 ألف مسلح يشتبه في أنهم من مقاتلي داعش شمال شرق سوريا محتجزون في منشآت تابعة لقوات سوريا الديمقراطية الكردية".

وحول تلك المخيمات، يقول الخبراء "إن مخيمي "الهول وروج" شرقي سوريا يضمان نحو 55 ألف شخص لهم صلات مزعومة أو روابط عائلية بتنظيم الدولة، ويعيشون تحت ظروف قاسية ومصاعب إنسانية كبيرة".

وأضاف الخبراء أن "ما يقرب من ثلثي سكان المخيم من الأطفال، بينهم أكثر من 11800 عراقي ونحو 16000 سوري وأكثر من 6700 شاب من أكثر من 60 دولة أخرى".

ونقل تقرير الخبراء عن مصدر لم يسمه قوله، إن "تنظيم الدولة لا يزال ماضيا في برنامجه أشبال الخلافة، لتجنيد الأطفال في مخيم الهول المكتظ".

وجاء التقرير بعد أيام قليل مقتل ما لا يقل عن 23 جنديا تابعا للنظام السوري وإصابة أكثر من عشرة آخرين بجروح، في هجوم يُعزى إلى مسلحي تنظيم الدولة في شرقي سوريا.

ويعدّ هذا الهجوم هو الأكثر دموية من جانب مسلحي تنظيم الدولة في هذا العام.

ورغم خسارة آخر معاقلهم في عام 2019، لا يزال مسلحو تنظيم الدولة يحتفظون بمخابئ في صحراء سوريا الشاسعة. وانطلاقا من تلك المخابئ، ينصب هؤلاء المسلحون كمائن، ويشنّون هجمات كرّ وفرّ.



وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، لقي عشرة جنود سوريين، فضلا عن مقاتلين موالين للنظام، مصرعهم في هجوم شنّه مسلحون تابعون لتنظيم الدولة في محافظة الرقة التي كانت معقلا لهم.

ولقي أبو الحسين القرشي، القيادي المشتبه به لدى تنظيم الدولة في سوريا، مصرعه بأيدي قوات تركية في نيسان/ أبريل الماضي، بحسب ما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

جدير بالذكر أن تنظيم الدولة كان ذات يوم يبسط سيطرته على نحو 88 ألف كيلو متر مربع من الأراضي الممتدة بين شمال شرقي سوريا وشمال العراق، وكان التنظيم يفرض نظام حُكم وحشيّ على نحو ثمانية ملايين إنسان يعيشون في تلك البقاع.

وقد استُعيدت آخر بقعة من أيدي تنظيم الدولة في عام 2019، غير أن الأمم المتحدة لا تزال تحذّر من تهديدات تشكّلها بقايا هذا التنظيم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات تنظيم الدولة سوريا العراق العراق سوريا تنظيم الدولة التحالف الدولي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا والعراق تنظیم الدولة فی لا یزال

إقرأ أيضاً:

حزب الله لا يزال قادرا على الانتقام من إسرائيل.. تقرير لـForeign Policy يكشف

ذكرت مجلة "Foreign Policy" الأميركية أنه "في اليوم عينه لعملية تفجير أجهزة البيجر التابعة لحزب الله من قبل إسرائيل، أعلنت وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "شين بيت" أنها أحبطت محاولة من جانب الحزب لاغتيال مسؤول دفاعي كبير في عمق تل أبيب. إن محاولة الاغتيال الفاشلة هذه تتناقض مع نجاح إسرائيل في اغتيال العديد من كبار قادة حزب الله على مدى الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك الأمين العام للحزب حسن نصر الله. ولكن على الرغم من أن هذا يرقى إلى ضربة شديدة لمعنويات مقاتلي الحزب، فإن المحللين يقولون إن حزب الله يحتفظ بالقدرة على شن رد يشبه، إن لم يكن يطابق، التكتيكات البعيدة التي تنتهجها إسرائيل، والتي تجمع بين القنابل التي يتم تشغيلها عن بعد والاستخبارات المحلية من العملاء على الأرض".
وبحسب المجلة، "قال إران ليرمان، نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، للمجلة إنه في حين أن حزب الله لديه عملاء "هنا وهناك"، فإنهم بعيدون كل البعد عن مخالب إسرائيل الاستخباراتية الواسعة وقدراتها على الحرب السرية. ولكن نيكولاس نوي، محرر مجلة "صوت حزب الله"، وصف الحزب بأنه قوة شديدة الصبر والانضباط، وأنه مارس ضبط النفس الاستراتيجي عمداً.وقال نوي إن التحفظ النسبي الذي تبناه الحزب حتى الآن لا ينبغي أن يُساء فهمه باعتباره افتقاراً إلى الطموح أو القدرات. إن القدرات السرية المحددة لحزب الله غير معروفة، لكن نظرة على مهماته السابقة ترسم صورة لما هو قادر عليه، حتى لو كان من غير المرجح أن يعتمد أيًا من هذه الخيارات وسط أزمة القيادة في الأمد القريب".
وتابعت المجلة، "كثيراً ما اتُهم حزب الله باستخدام السيارات المفخخة لقتل القادة في الداخل وضرب المصالح الإسرائيلية في الخارج. ويقال إن لديه فريق اغتيال مدرب يُدعى الوحدة 121،وشبكة عالمية من مؤيديه، ونقابة دولية تبلغ قيمتها مليار دولار، وفقاً لتحقيق أجرته بوليتيكو، وخبرة في اختطاف الرهائن؛ وتحالفات مع فصائل إقليمية يمكن أن تضر بمصالح إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة وتمنع التجارة الدولية عبر البحر الأحمر. ويحذر الخبراء من أن كل هذه الموارد يمكن استخدامها في حرب شاملة ضد إسرائيل".
وأضافت المجلة، "في تشرين الثاني الماضي، هدد نصرالله بأنه في حالة اندلاع حرب مع إسرائيل، فإن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة، ويمكننا اللجوء إليها في أي وقت". وقال خبير لبناني تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظراً للتوقيت الحساس إن هذا التعليق من المرجح أن يترجم إلى تبني الحزب لكل التكتيكات التي استخدمتها في الماضي، وأكثر من ذلك. وقال: "مع كل هذا التاريخ، فإن كل الخيارات مفتوحة". وأضاف: "من الاغتيالات إلى التفجيرات، لم ينكروا ذلك، بدءاً بتفجيرات سفارة مشاة البحرية الأميركية. فلماذا يمتنعون الآن عن ذلك عندما يقولون إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة؟"
وبحسب المجلة، "قال نوي إن "حزب الله يتمتع بنطاق عالمي من حيث نشر القوة العسكرية ضد الأهداف الإسرائيلية والمدنية". وأضاف: "ولكن هل هذا مفيد لحزب الله الآن؟ لا. هل يمكن أن يكون لاحقًا؟ نعم، بالتأكيد". بعد القصف الإسرائيلي هذا الشهر في الضاحية الجنوبية لبيروت، لا يزال مدى رد حزب الله غير واضح.وقال العديد من الخبراء والمطلعين العسكريين داخل لبنان للمجلة إن حزب الله قد ينتقم في الوقت الذي يختاره. قبل بضعة أسابيع، قال الجنرال إلياس فرحات، وهو ضابط متقاعد في الجيش اللبناني، للمجلة إن حزب الله يستخدم مزيجاً من الحرب المتناظرة وغير المتناظرة، وفي حالة الغزو الكامل، فمن المتوقع أن يتسبب في أضرار جسيمة في إسرائيل. وقال: "نحن لا نستبعد تقدم حزب الله في الجليل"، في إشارة إلى التسلل المقترح لوحدة رضوان النخبوية التابعة لحزب الله إلى شمال إسرائيل".
وتابعت المجلة، "كانت إسرائيل تستعد لمثل هذا الاحتمال منذ فترة.قال ليرمان إنه قبل السابع من تشرين الأول 2023، كانت إسرائيل تتوقع أن تقوم وحدة الرضوان بتسلل كبير، وليس النخبة، الوحدة الخاصة لحماس. ولتخفيف هذا التهديد، نجحت إسرائيل في القضاء على القائد الأعلى للرضوان، إبراهيم عقيل، ونائبه أحمد محمود وهبي، في هجوم في الضاحية ليلة 20 \أيلول. ومع ذلك، أظهر حزب الله في الماضي أنه يمكنه استبدال قادته بسلاسة بمجموعة جديدة".
وأضافت المجلة، "حتى لو كانت نقاط قوة حزب الله تبدو بدائية مقارنة بالبراعة التكنولوجية الإسرائيلية، فإن الحزب يحظى بالإشادة باعتباره واحداً من نوعه في العالم، حيث يمتلك مخزونات من الأسلحة التقليدية وإتقان تكتيكات الحرب غير النظامية. ويقول كثيرون إن قوته الحقيقية تكمن في حرب العصابات. واعترف ليرما بأن حزب الله يتمتع بخبرة لا مثيل لها كقوة حرب عصابات، وهو ما قد يحول أي غزو بري من جانب إسرائيل إلى استراتيجية مؤلمة.
وقال: "إنهم أقوى كثيراً من حماس كقوة حرب عصابات، وهم متغلغلون بعمق في تضاريس صعبة في جنوب لبنان". وأضاف نويأن الغزو البري من جانب إسرائيل قد يمنح حزب الله فرصة "لخوض حرب برية عادلة"، "يمكنهم شنها من الأنفاق والمخابئ، وإلحاق ضربات عسكرية شديدة بإسرائيل كما فعلوا في عام 2006"."
وبحسب المجلة، "من الممكن أن تكون قدرات حزب الله قد تدهورت بمرور الوقت وأن يؤدي اغتيال نصرالله إلى كسر الحزب، لكن أولئك الذين راقبوا الحزب لفترة أطول من الزمن حذروا من الاستهانة به. من الواضح أن إسرائيل كانت لها اليد العليا حتى الآن في موجة الهجمات الأخيرة، ولكن هذا لا يعني أنها قضت على الحزب، وما زال من غير الواضح ما إذا كانت قد سحقت إرادة حزب الله في القتال. وعلى الرغم من ممارسة ضبط النفس الاستراتيجي، فإن قادة حزب الله يرون في صواريخهم نجاحاً في إجبار أكثر من ثمانين ألف إسرائيلي على مغادرة منازلهم في شمال إسرائيل". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • اختيار 14 لاجئاً من سوريا والعراق للتدريب على فن صياغة الذهب بإيطاليا
  • إيطاليا وماضيها الاستعماري.. الدولة التي ابتكرت القصف الجوي
  • السويد : ومشكلة الاتحاد مازالت عندما يخسر الكرة وفي التنظيم الدفاعي .. فيديو
  • المنصف المرزوقي يدعو التونسيين لمقاطعة الانتخابات التي وصفها بـ المهزلة
  • تحذير حكومي عاجل بشأن تسوية أوضاع سيارات ذوي الهمم قبل التحويل للنيابة
  • منصور بن زايد: تشرفت بحضور افتتاح أعمال القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي التي تستضيفها قطر
  • محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • مسئول أممي وآخر محلي يكشفان عن وضع ميناء الحديدة بعد الغارات الإسرائيلية وما المواقع الحيوية التي استهدفت
  • 600 مليون دولار لإنشاء محطة طاقة شمسية شمال قنا
  • حزب الله لا يزال قادرا على الانتقام من إسرائيل.. تقرير لـForeign Policy يكشف