عربي21:
2024-12-22@06:44:14 GMT

ليبيا.. التوقعات بخصوص انتخاب ترامب رئيسا لأمريكا

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

منذ إطلاق الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية الأمريكية والعالم يترقب نتائجها باهتمام، وما أن ظهرت النتائج حتى اتجه النقاش والتحليل إلى أثر فوز دونالد ترامب على مجريات الأحداث في مناطق عدة في العالم، وباعتبار أن ليبيا تشهد تدافعا محليا وإقليميا وحتى دوليا، فمن الطبيعي أن يتجه الحوار حول تأثير قدوم ترامب للبيت الأبيض على الوضع في البلاد.



ينبغي التأكيد على أنه من المبكر توقع خيارات تفصيلية للسياسة الأمريكية تتعلق بالأزمة الليبية، إلا أنه يمكن الوقوف على جملة من المحددات قد تيسر عملية التحليل والتوقع التي يمكن أن تقود إلى ملامح عامة للسياسة الأمريكية في العهد الثاني لترامب تجاه ليبيا، ويمكن إجمال تلك المحددات فيما يلي:

ـ سياسة ترامب التي تقوم على الاهتمام بالداخل الأمريكي، وعلى انتهاج خيار اللاحروب، والتركيز على الأزمات والقضايا الكبرى في العالم، هذا يجعل الاهتمام بليبيا في مستوى أولوي متأخر بالنسبة للبيت الأبيض.

ترامب أثبت أنه خارج السياق الروتيني في وضع السياسات واتخاذ القرارات، إلا أنه يظل محكوما بالمصالح التقليدية للولايات المتحدة، وبرؤية وتقدير المؤسسات الأساسية الصانعة للسياسة الخارجية والمؤثرة بشكل أو آخر في اختيارات البيت الأبيض في علاقة أمريكا بالعالم الخارجي، وهناك يظهر دور الخارجية والدفاع والأمن القومي والمخابرات.ـ برغم إمكانية التقارب بين واشنطن وموسكو في عهد ترامب، إلا أن هذا التقارب لن يكون بإطلاق يد الكرملين في ليبيا والذي يتبنى استراتيجية للتوغل في أفريقيا وتغيير الخارطة الجيوسياسية فيها، وليبيا حاضرة ضمن هذه الاستراتيجية.

ـ يمكن أن يظهر الاهتمام بليبيا بمدى قربها وبعدها من الحرب الدائرة في المنطقة (غزة، جنوب لبنان)، وهذا قد يكون نتيجة لتطور هذه الحروب لصالح الكيان الإسرائيلي، والتقدم خطوات بل ربما قفزات في مشروع التطبيع.

ـ "استراتيجية أفريقيا" التي اعتمدتها الإدارة الأمريكية في عهد ترامب الأول يمكن أن تستمر وهي تقوم على محورين رئيسيين هما: الأمن والاقتصاد، والأمن يتضمن احتواء التوسع الروسي في القارة، والاقتصاد يهدف إلى مكافأة الثقل الصيني في أفريقيا بعد أن تفوقت بكين على واشنطن وحلفائها الأوروبيين في حجم التبادل التجاري والشراكة الاقتصادية مع دول القارة الأفريقية.

ـ الرئيس الأمريكي يضع الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية، وترامب أثبت أنه خارج السياق الروتيني في وضع السياسات واتخاذ القرارات، إلا أنه يظل محكوما بالمصالح التقليدية للولايات المتحدة، وبرؤية وتقدير المؤسسات الأساسية الصانعة للسياسة الخارجية والمؤثرة بشكل أو آخر في اختيارات البيت الأبيض في علاقة أمريكا بالعالم الخارجي، وهناك يظهر دور الخارجية والدفاع والأمن القومي والمخابرات.

ـ معادلة التدافع الإقليمية تغيرت بشكل كبير عما كانت عليه في عهد ترامب الأول، فالصراع الإقليمي المحموم على ليبيا والذي تطور إلى مواجهة مسلحة يمكن وصفها بحرب الوكالة العام 2019م، انتهى أطرافها الإقليميون إلى تقارب قد يأخذ منحى استراتيجيا كما هو الوضع بين تركيا ومصر، أهم لاعبين إقليميين في الأزمة الليبية.

ـ محليا، وبرغم استمرار حالة النزاع والانقسام، إلا أن الأوضاع مشبعة بالتوجهات السلمية والتحول إلى الإعمار كوسيلة لكسب الرأي العام بديلا عن استخدام القوة، حتى صار خيار فرض الإرادة بقوة السلاح بين الاطراف المتصارعة مرجوحا.

أمام هذه المحددات يمكن القول إن الاهتمام الأمريكي بليبيا قد يتأخر بالنظر إلى القضايا الكبرى الساخنة التي تعهد ترامب بحلها، وأن السياسة الأمريكية ستتأثر بالدور الروسي في الأزمة الليبية واتخاذ ليبيا كمنطلق للمضي صوب أفريقيا، لذا ربما لن تتغير خيارات البيت الأبيض فيما يتعلق بالموقف من الوجود الروسي في البلاد، وسيتأثر موقفه من أطراف النزاع الليبي بناء على مواقفهما من المشروع الروسي، وهذا سيكون دافعا للضغط على أنقرة ووجود قواتها على الأراضي، ومن المعلوم أن ترامب ليس صديقا لأردوغان.

برغم إمكانية التقارب بين واشنطن وموسكو في عهد ترامب، إلا أن هذا التقارب لن يكون بإطلاق يد الكرملين في ليبيا والذي يتبنى استراتيجية للتوغل في أفريقيا وتغيير الخارطة الجيوسياسية فيها، وليبيا حاضرة ضمن هذه الاستراتيجية.أما فيما يتعلق بالتفاصيل الأخرى المتعلقة بالداخل الليبي، والتي منها اختيار رئيس البعثة الأممية والذي هو محل خلاف مستمر بين واشنطن وموسكو، والموقف من رئاسة الحكومة والخلاف الجاري حوله، والخلاف حول إدارة الموارد المالية، فمن المبكر جدا توقع اتجاه السياسة الأمريكية حيالها، ومن المهم الوقوف على خيارات ترامب لمن سيكون على رأس الخارجية والأمن القومي والدفاع، ومعاونيهم الرئيسيين، فهؤلاء سيكون لهم تأثير على خيارات ترامب وقراراته، لكن سيظهر أثر المحددات السابقة الذكر بشكل أو آخر.

من سيكون على رأس البعثة الأممية أمر مهم بالنسبة لواشنطن، ولنتذكر أن البيت الأبيض في عهد ترامب الأول هو من طلب تعيين ستيفاني ويليامز مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة لليبيا، وفي عهدها تم الاتفاق بين أطراف النزاع، وهو الاتفاق الذي جاء بالمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية الحاليين. ففي حال استمرار ستيفاني خوري في منصبها كملف بالبعثة، فمن المتوقع أن يقع تطور في المسار السياسي الليبي ونشهد اتفاقا جديدا خلال العام 2025م، كاتفاق الصخيرات واتفاق تونس ـ  جينيف.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب الرأي امريكا رأي أولويات ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة عالم الفن سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البیت الأبیض فی فی عهد ترامب إلا أن

إقرأ أيضاً:

يوم أمسك ترامب وماسك بالسياسة الأمريكية

تتجه الحكومة الأمريكية نحو إغلاق جزئي خلال موسم الأعياد بعد تدخل متأخر من الرئيس المنتخب دونالد ترامب وإيلون ماسك أدى إلى إحباط الجهود الرامية إلى تمرير مشروع قانون ضخم لتمويل نهاية العام في الكونغرس.

ورُفض مشروع قانون منقح في اللحظة الأخيرة اقترحه الجمهوريون في مجلس النواب ليلة الخميس من قبل الديمقراطيين وعشرات الجمهوريين، الذين وافقوا قبل أيام فقط على صفقة إنفاق موسعة لإبقاء الأضواء مضاءة طوال العام الجديد.

وتقول صحيفة "التايمز" البريطانية إنه مع بقاء 24 ساعة حتى نفاد ميزانية الحكومة، فهذا يعني أن ما يقرب من مليون عامل فيدرالي أمريكي قد يظلون بدون أجر خلال عيد الميلاد إذا أُجبرت الوكالات على الإغلاق.

وتم إنتاج مشروع القانون الجديد على عجل بعدما هاجم ترامب وماسك اقتراح التمويل الحزبي الأصلي يوم الأربعاء في سلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، متهمين الديمقراطيين بالتنازل عن المال دون وجه حق. 

Republicans allowed unelected billionaire Elon Musk to run the government after years of falsely saying Democrats let billionaire George Soros run the government.

"My phone was ringing off the hook,” said Rep. Barr, R-Ky. “The people who elected us are listening to Elon Musk.” pic.twitter.com/kBgPRcfeeQ

— Fly Sistah ???? (@Fly_Sistah) December 19, 2024

ومن المربك بالنسبة للمشرعين الجمهوريين، أن مطالب الرئيس المنتخب وأغنى رجل في العالم لم تكن منسجمة تمامًا، حيث دفع ماسك من أجل تخفيضات عميقة وطالب ترامب بموافقة إضافية على الاقتراض - وهو الاقتراح الذي أثبت أنه أكثر مما يستطيع الجمهوريون المحافظون تحمله.

وقال تشيب روي، وهو جمهوري من تكساس، في قاعة مجلس النواب: "أشعر بالاشمئزاز التام من الحزب الذي يخوض حملاته الانتخابية على أساس المسؤولية المالية".

لقد علق مشروع القانون المنقح حد اقتراض البلاد خلال أول عامين من ولاية ترامب وأسقط عناصر أخرى كانت مدرجة في الحزمة الأصلية، مثل زيادة رواتب المشرعين وقواعد جديدة لمديري استحقاقات الصيدلة.

التمويل الحكومي

لكن من نواح كثيرة، كان يشبه إلى حد كبير النسخة السابقة التي ساعد ماسك وترامب في نسفها. فقد مدد التمويل الحكومي حتى مارس(آذار) وقدم 100 مليار دولار كمساعدات في حالات الكوارث و10 مليارات دولار في شكل مدفوعات مباشرة للمزارعين.

وانضم نحو 38 جمهورياً إلى 197 ديمقراطياً في رفض الاقتراح. ولو كان قد مر، لكان قد انتقل إلى مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، حيث من المرجح أن يتم التصويت ضده. 

Republicans voted for a kleptocracy led by billionaire immigrant Elon Musk who is now in effect the CEO of America Inc. Let the looting begin, right #Maga? https://t.co/AzjZEdrDEk

— Suzanne Trimel (@STrimel) December 19, 2024

ويعد مشروع قانون "القرار المستمر" سمة من سمات حياة واشنطن في نهاية العام للحفاظ على تمويل الإدارات الحكومية، وهو مليء بالتنازلات والمشاريع الخاصة لكسب الدعم الواسع النطاق. وبدونه، ستبدأ وظائف الحكومة الفيدرالية في الإغلاق اعتباراً من يوم السبت مع نفاد الأموال لدفع الفواتير والرواتب.
وبعد التصويت الذي جرى في وقت متأخر من ليلة الخميس، قال ماسك إن الإغلاق الحكومي الوشيك "يقع على عاتق" زعيم الأقلية الديمقراطية حكيم جيفريز، الذي وصف مشروع قانون الجمهوريين بأنه "مضحك".

في وقت سابق، اتهم البيت الأبيض الجمهوريين الذين هاجموا الاتفاق الأصلي بأنهم "ينفذون أوامر محسنيهم المليارديرات على حساب الأمريكيين المجتهدين".

الاتفاق الحزبي

وحض تشاك شومر، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جونسون على العودة إلى الاتفاق الحزبي الذي أمكن التوصل إليه في وقت سابق من هذا الأسبوع. وقال: "من الجيد أن مشروع القانون فشل في مجلس النواب، والآن حان الوقت للعودة إلى الاتفاق الحزبي الذي توصلنا إليه".

وكان جونسون، الذي كان من بين الذين صدمتهم معارضة ترامب وماسك، قد تلقى تحذيراً من أنه سيواجه منافساً على منصبه من شخص أكثر ولاء ما لم يتخلص من كل الهدر الذي يصل إلى مليارات الدولارات من الإنفاق والتدابير التشريعية الأخرى المحملة في الحزمة.

وغرد ماسك على "أكس": "أي عضو في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ يصوت لصالح مشروع قانون الإنفاق الفاحش هذا يستحق التصويت على إقالته في غضون عامين!"، وذلك  كجزء من سلسلة من المنشورات بصفته المدير المشارك لإدارة كفاءة الحكومة الجديدة لترامب (Doge).

وقال: "لا ينبغي تمرير أي مشاريع قوانين في الكونغرس حتى 20 يناير (كانون الثاني)، عندما يتولى منصبه. لا شيء. صفر."

 وأضاف ماسك: "إغلاق الحكومة (الذي لا يوقف في الواقع وظائف حيوية بالمناسبة) أفضل بكثير من تمرير مشروع قانون فظيع".

وعلى الرغم من أن دوج لم يبدأ العمل رسمياً، إلا أن زميل ماسك في الإدارة، فيفيك راماسوامي، نشر تحليله الخاص لزيادة الضغط على الممثلين المنتخبين.

وكتب على أكس: "هذه وجهة نظري: إنه مليء بالإنفاق المفرط، والهبات الخاصة. إذا أراد الكونغرس أن يتعامل بجدية مع كفاءة الحكومة، فعليه التصويت بـ"لا"، إن إبقاء الحكومة مفتوحة حتى 14 مارس سيكلف حوالي 380 مليار دولار في حد ذاته، لكن التكلفة الحقيقية لهذا القرار الشامل أكبر بكثير بسبب الإنفاق الجديد. تجديد قانون المزارع لمدة عام إضافي: حوالي 130 مليار دولار. الإغاثة من الكوارث: 100 مليار دولار. حافز للمزارعين: 10 مليارات دولار".

مقالات مشابهة

  • عمال أمازون وستاربكس يضربون عن العمل.. فهل هم في سباق مع الزمن قبل دخول ترامب البيت الأبيض؟
  • من يخسر بانتخاب جوزف عون رئيساً؟
  • البيت الأبيض: انقطاع التمويل الحكومي قد يعيق انتقال السلطة إلى ترامب
  • ما حجم النفط الذي يمكن أن يضخَّه ترامب؟
  • يوم أمسك ترامب وماسك بالسياسة الأمريكية
  • ما القضايا التي ستلاحق ترامب في المحاكم رغم عودته إلى البيت الأبيض؟
  • «أسوشيتد برس»: فصل جديد لأمريكا مع الذكاء الاصطناعي
  • الخارجية الأمريكية: روسيا تسعى لتعميق وجودها في ليبيا واستخدامها قاعدة لزعزعة استقرار المنطقة
  • ترامب يعارض اتفاقا لتجنب الإغلاق الحكومي والبيت الأبيض يحذر
  • انتخاب كركي رئيساً للجمعية العربية للضمان الاجتماعي