كاتبتان متخصصتان: القصص آلة زمن تنقل الأطفال إلى جذورهم وتربطهم بأوطانهم
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
الشارقة - الرؤية
"تبقى القصص وسيلة لإلغاء المسافات بين الطفل وجذوره، خاصة لمن يعيشون بعيداً عن أوطانهم"... عبارة أجمعت عليها المتحدثات في جلسة "جذور وأجنحة: زرع الهوية من خلال كتب الأطفال"، التي نظمتها "مجموعة كلمات"، خلال فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يستمر حتى 17 نوفمبر المقبل في مركز إكسبو الشارقة، وتحدثت خلالها الكاتبتان المتخصصتان في أدب الطفل ميثاء الخياط، ولينا أبو سمحة، وأدارتها الكاتبة سامية عايش.
اللغة أساس الهوية
وأوضحت ميثاء الخياط، أن شغفها باللغة العربية بدأ منذ تفاعلها مع أطفالها، حيث أدركت قلة الكتب التي تعكس الهوية الإماراتية بعمق. وأشارت إلى أن الشعور بالمسؤولية الثقافية دفعها لتقديم قصص تعبِّر عن التراث الإماراتي بأسلوب بسيط ومحبب للأطفال، مثل قصتها "أحب لحية أبي الطويلة" و"حين يشتري الجمل اللقيمات".
وحول دور اللغة في الهوية الثقافية لدى الأطفال، أوضحت ميثاء أن اللغة العربية هي أساس الهوية الوطنية، فهي تسهم في تشكيل شخصية الطفل وغرس القيم الإماراتية الأصيلة مثل الكرم، الضيافة، والعادات والتقاليد، وجميعها تبرز في قصصها بشكل يحاكي عالم الطفل واهتماماته.
القصص آلة زمنية للأطفال
وأضافت ميثاء الخياط أن القصص تمثل أداة فعالة لنقل عناصر التراث القديم إلى الأطفال بطريقة مرحة وجذابة، حيث تعد القصص أشبه بآلة زمنية تعيدهم إلى الماضي بعيداً عن الدراسة التقليدية التي تقتصر على سرد أسماء الأدوات والملابس والمأكولات التراثية، والتي أصبحت بعيدة عن حياتنا اليومية بفعل التطور.
كما أكدت الخياط على أهمية الرسومات في تعزيز قيمة التراث في القصص، مستشهدة بقصتها "أصطاد فطوري" التي استلهمتها من تجربة مع ابنها، حيث تضمنت رسومات توضح عناصر التراث بشكل دقيق، ما يتيح للأطفال التعرف عليها.
الحكايات والملابس والعادات تروي قصص الأوطان
بدورها، تحدثت الكاتبة لينا أبو سمحة عن تجربتها مع الكتابة للأطفال، مشيرة إلى أن كتابها "غرزة غرزة تروى الحكاية" يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعنوان الجلسة، وعلاقتها بتعزيز اتصال الأجيال الجديدة بتراثهم. وأوضحت أنها كابنة لأب وأم فلسطينيين، نشأت وهي تتعرف على وطنها فلسطين من خلال الحكايات، والزخارف المطرزة على الملابس التقليدية.
وحول بداياتها في الكتابة لهذا الغرض، أوضحت لينا أنها بدأت الكتابة للأطفال لإجابة تساؤلاتهم، ولكن كتابها الأخير جاء كمحاولة للإجابة عن تساؤلاتها الخاصة حول التراث الفلسطيني، خاصة في ظل محاولات محوه من الذاكرة. وأشارت إلى أن القصة تروي حكاية التطريز الفلسطيني ورموزه، إلى جانب الأغاني الشعبية ودلالاتها، مما يتيح للأطفال التعرف على جذورهم الثقافية بطريقة شيقة وملهمة.
أهمية توثيق التاريخ في قصص الأطفال
وأوضحت لينا أنها تسعى من خلال كتاباتها إلى خدمة التاريخ إلى جانب التراث، حيث تحمل قصصها للأطفال رسائل بسيطة عن حياة الفلسطينيين في الماضي وارتباطهم بأرضهم وزراعتهم وعاداتهم. وبيّنت أن تعزيز الهوية يبدأ من العائلة ويمتد إلى المدرسة والمجتمع، وصولاً إلى العالم الافتراضي الواسع، مما يشكّل دوائر متداخلة تؤثر في تكوين الهوية لدى الأطفال.
ومن وحي تخصصها في الكتابة للأطفال ذوي الإعاقة، أوضحت أبو سمحة أنها تعمل على تكريس كتاباتها لتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وغرس فكرة أنهم ليسوا فقط بحاجة لدعم الآخرين، بل هم قادرون على العطاء وتحمل المسؤولية، مهما كانت إعاقتهم، مما يجعلهم أفراداً فاعلين ومسؤولين مثل أقرانهم من الأصحاء.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
في يوم الطفل الإماراتي.. الدولة تواصل جهودها لتوفير بيئة صحية متكاملة لأطفالها
تواصل دولة الإمارات جهودها الداعمة لحقوق الأطفال ورعايتهم في مختلف جوانب حياتهم بما في ذلك الجوانب الصحية وذلك بتوجيهات القيادة الرشيدة بشأن أهمية الاستثمار في صحة الأطفال بوصفهم ركيزة أساسية لبناء مجتمع قوي ومستدام عبر توفير بيئة صحية متكاملة لهم من خلال مبادرات ومشاريع تهدف إلى ضمان الرعاية الطبية المتقدمة لهم. تشمل أبرز الخدمات المقدمة للأطفال في الدولة الرعاية الصحية الأولية، التغذية السليمة، الرعاية النفسية، التطورات الطبية، التطعيمات والوقاية، الابتكار في الرعاية الصحية إضافة إلى برامج التوعية الصحية. وإلى جانب ذلك تكثف الدولة استثماراتها الكبيرة في تطوير البنية التحتية الصحية لضمان بيئة صحية آمنة تضمن سلامة الأطفال ونموهم السليم.وقالت سعادة الدكتورة نورة الغيثي وكيل دائرة الصحة أبوظبي بمناسبة يوم الطفل الإماراتي: «نؤكد مجددًا التزامنا الراسخ بحماية صحة ورفاه أطفالنا فهم في صميم مسيرتنا نحو التقدم والازدهار والأساس الذي يقوم عليه مستقبل وطننا».
وأضافت أنه في دائرة الصحة - أبوظبي نواصل العمل لضمان حصول كل طفل على رعاية صحية عالمية المستوى وأفضل المعايير الطبية التي تكفل لهم حياة صحية وسليمة ونواصل جهودنا أيضا لتطوير حلول صحية وقائية وشخصية تلبي الاحتياجات الفريدة لكل طفل من خلال الابتكار الطبي المتقدم والمبادرات الصحية الاستباقية والتعاون مع مختلف الشركاء.
وأشارت إلى أن الدائرة تعمل على بناء مستقبل يتمتع فيه الأطفال بأفضل فرص الرعاية الصحية مما يتيح لهم النمو والازدهار والإسهام بفعالية في مجتمعهم. من جانبها سلطت مدينة الشيخ خليفة الطبية التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» الضوء على جهودها المستمرة في تقديم رعاية صحية متكاملة للأطفال.
وأكدت الدكتورة شذى الطائي استشارية طب الأطفال لـ(وام) التزام المدينة بتقديم أعلى معايير الجودة في التشخيص والعلاج في مجال صحة الأطفال مشيرة إلى أن مدينة الشيخ خليفة الطبية مستشفى رائد في رعاية صحة الأطفال وفق أعلى معايير الجودة في كل من التشخيص والعلاج مع التركيز على توفير بيئة مريحة وداعمة للأطفال وعائلاتهم. وأوضحت أن المستشفى يتمتع بفريق طبي متخصص في جميع مجالات طب الأطفال من الطب الباطني والجراحة إلى طب الطوارئ والعناية المركزة للأطفال إضافة إلى العيادات المتخصصة في التخصصات المختلفة مثل أمراض الأورام وأمراض الدم وأمراض الكلى.
أخبار ذات صلةوأشارت إلى أن مدينة الشيخ خليفة الطبية تقدم مجموعة من الخدمات المتخصصة التي تشمل أول وأشمل مركز لزراعة الكلى في الإمارات وأكبر برنامج لطب قلب الأطفال والبرنامج الوحيد لجراحة القلب للأطفال في أبوظبي إلى جانب توفر وحدة عناية مركزة للأطفال مجهزة بأحدث التقنيات لتقديم أفضل رعاية للأطفال في حالات الطوارئ أو العمليات الجراحية.ونوهت الدكتورة هدى الغفلي استشارية أمراض الجهاز الهضمي للأطفال في مدينة برجيل الطبية إلى البنية التحتية المتطورة التي توفرها الجهات الصحية في الدولة لدعم صحة الطفل مشيرة إلى أن الصحة البدنية والنفسية الجيدة تسهم في تأسيس شباب واعد للمستقبل.وقالت إن مدينة برجيل الطبية تستخدم أحدث التقنيات في تشخيص وعلاج الأطفال مثل أجهزة الأشعة المتطورة وفحوصات الدم المتقدمة موضحة أن أطباء الأطفال في مدينة برجيل الطبية يقدمون استشارات شاملة للأطفال من جميع الأعمار.
فيما قالت الدكتورة لمياء ناصر علي الصبيحي استشارية طب أعصاب الأطفال في مدينة برجيل الطبية، إن المدينة تعد واحدة من أبرز المؤسسات الصحية في الدولة التي تقدم مجموعة واسعة من الخدمات الطبية المتخصصة من بينها طب أعصاب الأطفال وطب الجهاز الهضمي للأطفال وطب الرئة والقلب للأطفال والطب التأهيلي للأطفال والرعاية المركزة، إضافة إلى طب الطوارئ للأطفال وأمراض الدم والأورام وزراعة نخاع العظم إضافة إلى الطب النفسي والسلوكي للأطفال.
المصدر: وام