العمراني والأشعري يجتمعان في أمسية شعرية ويقرآن قصائد في الحرية والوطن والغربة
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
الشارقة - الرؤية
ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، استمتع الحضور بأمسية شعرية جمعت اثنين من كبار الشعراء المغاربة، الأستاذة الجامعية والشاعرة وفاء العمراني، والروائي والشاعر محمد الأشعري، فيما أدار الأمسية الشاعر مراد القادري، رئيس بيت الشعر في المغرب.
واستهل القادري الأمسية بتسليط الضوء على مكانة الشعر المغربي باعتباره جغرافيا شعرية قائمة بذاتها، وقال: "الشعر المغربي متجذر في تاريخ طويل يعود إلى القرن الخامس هجري، وتواصل بروح متجددة عبر العصور".
وفاء العمراني: حنين الوطن وعمق المشاعر
وأبدت وفاء العمراني سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث الأدبي البارز، وقدمت للجمهور باقة من قصائدها من دواوينها الشهيرة، مثل ديوان "تمطر غياباً" وديوان "ابن البلد"، مشيرة إلى أن قصائد هذا الديوان الأخير كُتبت بعيداً عن الوطن، مما أضفى عليها بعداً وجدانياً عميقاً. وقرأت العمراني من قصيدة "ابن البلد"، تقول فيها:
"أبداً
ما غِبتُ عنك
لا ولا نأيتْ
غيَّبني الغياب فيكَ
حتى اختفيتْ
طوّفتُ أمصار الترحال
حللتُ عقدتُ
ضفائر الانتظار
وما نسيت
ولا اشتفيت
كأني لم أغادرني
لُحيْظةً
إلا إليكَ
ازورَرْتُ كبرياءً عنك"
محمد الأشعري: نشيد المدينة وأفق الحرية
أما الشاعر والروائي محمد الأشعري، الذي يتميز شعره بالوفاء للحرية والانتصار للقيم الإنسانية، فقد كان له حضور أضاء الحفل بنبضه الإبداعي الذي يستمده من شغفه بالفنون التشكيلية والسينما والعمارة. وقدم الأشعري قصائد من ديوانه "جدران مائلة"، إضافة إلى "أحوال بيضاء"، الذي أشار إلى أنه "نشيد لمدينة الدار البيضاء" التي تأسره وتحرّره في آن واحد على حدّ قوله.
وقرأ الأشعري مقطعاً من قصيدة "تقاسيم"، حيث يصوّر فيها بحثه عن مدينة ضائعة، ليست هي المدينة التي ابتلعها البحر أو اندثرت منذ الأزمان، بل تلك المدينة التي تشاركه الحياة وتترك أثرها في قلبه. وفيها:
"رغبتي جامحة
في العثور على مدينة ضائعة
ليست المدينة التي ابتلعها البحر
وليست المدينة التي اندثرت
منذ عهود سحيقة
وليست مدينة المستقبل
التي يمشي فيها الناس
بأمخاخهم الحافية
بل المدينة التي كانت
تمشي معي
وكنت أُحسّ يدها دافئة في يدي
ثم فجأة تركت لي يدها
وانسحبت
ذهبت خلفها الأصوات والأشكال
وطوت قوة سحرية شوارعها
على شكل زرابيّ ملفوفة
ونزلت مآذنها من زرقة السماء"
وعاش الجمهور لحظات استثنائية مع شاعرين من رواد الشعر المغربي المعاصر، في أجواءٍ تسامت فيها الكلمات والأحاسيس، واستحضر فيها الحضور عالماً من الجمال والوجدان، محلقين على أجنحة الإبداع الذي يعبر حدود الزمان والمكان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الشعر المغربی المدینة التی
إقرأ أيضاً:
“الدين لله والوطن للجميع”: مظاهرة مدنية تهز ساحة الأمويين في دمشق
20 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: في خطوة لافتة وغير مسبوقة، خرج مئات السوريين إلى ساحة الأمويين في قلب العاصمة دمشق، رافعين شعارات تطالب بدولة مدنية ديمقراطية، في مظاهرة مثيرة للجدل. هذه الحركة تأتي بعد أيام قليلة من وصول ائتلاف الفصائل المتشددة بقيادة هيئة تحرير الشام إلى السلطة إثر الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.
المتظاهرون، الذين ضموا شابات وشباباً من خلفيات متنوعة، عبروا عن مطالبهم في هتافات مثل “الدين لله والوطن للجميع”، ورفعوا لافتات تدعو إلى “دولة المواطنة والقانون” و”العلمانية”. من بين اللافتات، برزت عبارة لافتة تقول: “نريد ديمقراطية وليس دينوقراطية”، في إشارة واضحة إلى رفض هيمنة أي تيار ديني على النظام السياسي.
رسائل مدنية وشهادات شخصية
أيهم عمر همشو، وهو أحد المشاركين في المظاهرة، وصف هذا الحراك بأنه “صرخة من الشعب السوري”، بعد عقود من الحكم الاستبدادي. همشو، الذي يعمل في مجال تصنيع الأطراف الاصطناعية، شدد على أن السوريين يتطلعون إلى بناء دولة تعتمد على صناديق الاقتراع وليس على الهيمنة الأيديولوجية.
فيما أكدت الممثلة رغدة الخطيب، التي كانت بين المتظاهرين، على ضرورة إشراك النساء في عملية بناء الدولة الجديدة، مشيرة إلى أن المرأة السورية كانت ولا تزال شريكة في النضال منذ اندلاع الصراع، ووصفت هذا التحرك بأنه “محاولة استباقية لقطع الطريق أمام أي مشروع متشدد”.
جدل واسع وردود أفعال
أثارت هذه التظاهرة تفاعلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسم السوريون بين مؤيد ومعارض. البعض وصفها بالتحرك “المشبوه” نظراً لتزامنها مع بداية عهد السلطة الجديدة، بينما رأى آخرون أنها تعكس الحق المشروع للسوريين في التعبير عن تطلعاتهم في أي وقت.
إلى جانب ذلك، واجهت المظاهرة انتقادات من الذين رأوا أنها ضمت شخصيات دعمت النظام السابق، مما أثار تساؤلات حول مصداقية هذه الدعوات.
تصريحات مثيرة من السلطة الجديدة
الجدل تضاعف بعد تصريحات عبيدة أرناؤوط، المتحدث باسم الإدارة السياسية للسلطة الجديدة، الذي اعتبر أن تمثيل المرأة في مواقع صنع القرار “سابق لأوانه”، وهو ما أثار استياء العديد من النساء المشاركات في المظاهرة.
هذا المشهد يعكس بوضوح التعقيدات التي تواجه سوريا في مرحلتها الانتقالية الجديدة، حيث تتداخل المطالب الشعبية مع التجاذبات السياسية في بلد لا يزال يبحث عن هويته المستقبلية بعد سنوات من الحرب والمعاناة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts