السودان: تعيينات وزارية جديدة بين المحاصصات والفاعلية
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
واجهت التعيينات الاخيرة انتقادات واسعة في وسائل التواصل الاجتماعية حيث اعتبرها الكثيرون ليست ذات تأثير على الوضع الإنساني الموصوف بانه الاسوأ على مستوى العالم.
التغيير: أمل محمد الحسن
إعلان القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان لتعديلات وزارية شملت 4 وزراء لا تعتبر خطوة مفاجئة لجهة صدور إعلان قبل 4 أشهر عن قرب تشكيل حكومة جديدة، لكن المفاجئ أن التعيينات انحصرت في وزارات محدودة ولم تشمل تعيين رئيس وزراء يقوم باختيار أعضاء حكومته بنفسه.
وأصدر البرهان، يوم الاثنين الماضي، قرارا بتعيين 4 وزراء جدد، وهم السفير علي يوسف أحمد الشريف وزيرا للخارجية، وخالد الأعيسر وزيرا للثقافة والإعلام، وعمر بانفير وزيرا للتجارة والتموين، وعمر بخيت وزيرا للشؤون الدينية والأوقاف.
وأعاد القيادي بالمؤتمر السوداني مهدي رابح عدم تعيين البرهان لرئيس وزراء الى عدم قدرته على اتخاذ موقف سياسي معين بمنح المنصب لأحد الكيانات التي تقاتل معه وتدعمه لكنها في الوقت نفسه ليست على قلب رجل واحد!
وقال رابح في مقابلة مع (التغيير) إن قائد الجيش يسعى لإضفاء الشرعية على موقعة عبر منح الانطباع بوجود حكومة لذلك يقوم بتعيين شخصيات لا تملك وزنا ولا تمثل كيانات كبيرة حتى لا يغضب أطراف أخرى.
مهدي رابحمهدي رابح: التعديلات الوزارية محاولة من البرهان لإضفاء الشرعية على نفسه
واتهم القيادي بالمؤتمر السوداني قائد الجيش بأنه يسعى للمحافظة على منصبه رئيسا للبلاد غض النظر عن الثمن الذي يكون من دماء السودانيين وتشريدهم مشيرا إلى دخوله في تحالفات مع جهات ذات مصالح متقاطعة وكيانات بخلفيات اثنية والمركز العسكري للإسلامويين والحركات المسلحة “هؤلاء جميعا يسعون لاقتطاع جزء من كيكة السلطة وما يرتبط بها من ثروة عبر الانضمام لشبكة فساد ضخمة تحقق طموحاتهم بالثراء”
حكومة الدفع الذاتيواجهت التعيينات الاخيرة انتقادات واسعة في وسائل التواصل الاجتماعية حيث اعتبرها الكثيرون ليست ذات تاثير على الوضع الإنساني الموصوف بانه الاسوأ على مستوى العالم. ومن جهته وصف خبير إدارة الأزمات محمد كباشي التعيينات بانها زوبعة إعلامية ليس لها تاثير في هياكل ومؤسسات الدولة التي تتحرك منذ الانقلاب العسكري ب”قوة الدفع الذاتي”.
ووصف كباشي التعيينات بأنها تغطية للعجز السياسي وقفز من المشكلات لجهة عدم توفر رؤية متكاملة مشيرا إلى انكشاف ضعف حكومة الأمر الواقع في حوادث الفيضانات الأخيرة “الجهد الشعبي كان فاعلا أكثر من الحكومي”
موازنات ومحاصصاتوقال خبير إدارة الأزمات لـ (التغيير) إن قرارات البرهان تكشف عن خضوعه لضريبة التوازنات والمشاركة في الحرب محذرا من انعكاس الأبعاد القبلية والعرقية
وشملت التكليفات الأخيرة تعيين وزيرين من إقليم شرق السودان الذي ظل يشكو من التهميش والابعاد من السلطة من جهة فيما اعترضت قيادات بعض المكونات العسكرية على تواجد الحركات المسلحة في الاقليم من جهة أخرى.
ووفق مقرر نظارات البجا عبد الله أوبشار جاءت هذه التعيينات بعد مناشدات متكررة كاشفا عن تعلل الحكومة سابقا بوجود خلافات بين مكونات شرق السودان الأمر الذي وصفه أوبشار بأنه ليس مبررا!
عبد الله أوبشارمقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا: تعيين وزراء من شرق السودان لن يزيل التهميش ويحل قضايا الشرق
وقطع أوبشار بأن تلك التعيينات لن تكون سببا لإزالة التهميش وحلحلة قضايا شرق السودان لجهة أن المناصب الوزارية محدودة بسقف محدد.
وقال أوبشار لـ (التغيير) إن الحل الجذري لقضايا شرق السودان يتمثل في وجود منبر تفاوضي يتم عبره انصاف إقليم شرق السودان بتوزيع عادل للسلطة والثروة والترتيبات الأمنية. “تظل قضية شرق السودان الرئيسة رفع التهميش والاقصاء بشكل مباشر”.
تأهيل وقدراتشكك البعض في قدرات الوزراء الذين أعلنهم البرهان، وتسائل خبير إدارة الأزمات كباشي عن مؤهلات وزير الإعلام الذي لم يتدرج في الوزارة قاطعا بأن المؤسسات المدنية يستطيع تأهيلها من هم داخلها من أصحاب الخبرات الذين يجب أن تكون لهم أحقية الحصول على الترقيات بدلا من منح الوظائف لأسباب سياسية
وكشف كباشي لـ (التغيير)عن تخرج وزير الخارجية علي يوسف في العام 1972 مشيرا إلى أنه من الناحية القانونية ليس لديه صلاحية العمل في الخدمة المدنية فيما أكد مصدر دبلوماسي فضل حجب اسمه عن إكمال وزير الخارجية علي يوسف لكل فترات عمله ونزل إلى المعاش قبل 10 أعوام!
وتشير التوقعات إلى أن علاقته بالقاهرة هي أحد أسباب اختياره في هذا المنصب الذي قال هو بنفسه أنه تفاجأ لاختياره له في لقاء تلفزيوني.
وكشف المصدر الدبلوماسي لـ (التغيير)بتمتع وزير الخارجية المكلف بعلاقات دبلوماسية جيدة مع دولتي مصر والصين اثبتتها لقاءاته الأولى مع وزير الخارجية المصري التي خرجت بتأكيد تطابق رؤية البلدين حول قضايا المياه! ومسارعة السيد وانغ يي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية لجمهورية الصين الشعبية، لتهنئته بمناسبة تعيينه في موقعه الجديد وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سونا”.
حكومة موازيةقلل خبير الأزمات من تهديدات الدعم السريع بإنشاء حكومة موازية مشددا على أنه لن يذهب في هذا الاتجاه “الدعم السريع يعاني من فقدان البوصلة ولا يمتلك رؤية سياسية” وأضاف: تكوين حكومة يرتبط باشتراطات الاستقلال والاعتراف الدولي ترافقها متطلبات اقليمية ودولية تمنع الدعم السريع من القيام بردة فعل على قرارات البرهان بتشكيل حكومة موازية.
خبير إدارة الأزمات: قرارات البرهان تكشف خضوعه لضريبة التوازنات والمشاركة في الحرب وهي محاولة لتغطية عجزه السياسي
وقطع خبير إدارة الأزمات محمد إبراهيم كباشي بأن الدعم السريع رؤيته لا تتجاوز الميدان العسكري ويشترك مع قيادة الجيش في عدم امتلاك رؤية سياسية “هما شركاء ولا فرق كبير بينهما” مشيرا إلى أن خيار الدعم السريع بتشكيل إدارات مدنية لا يختلف كثيرا عن تعديلات البرهان الوزارية.
واضاف: “طرفا الصراع لا يملكان تصورات لإدارة مؤسسات الدولة وهو الأمر الواضح بانعدام الخدمات في مناطق سيطرتهما”
الوسومتعديلات وزارية خالد الأعيسر عبد الفتاح البرهان عبد الله أوبشار مهدي رابحالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: تعديلات وزارية خالد الأعيسر عبد الفتاح البرهان خبیر إدارة الأزمات وزیر الخارجیة الدعم السریع شرق السودان مشیرا إلى
إقرأ أيضاً:
السودان.. هبوط أول رحلة تجارية منذ اندلاع الحرب في مطار كسلا
أفاد مصدر سوداني بهبوط أول رحلة تجارية منذ اندلاع الحرب في مطار كسلا قادمة من مطار بورتسودان.
وذكر المصدر لـ"الشرق" أن الرحلات من مطار كسلا شرق السودان تشمل رحلات أسبوعية لمطار بورتسودان.
في سياق آخر؛ أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، أنه لن يذهب باتجاه وقف إطلاق نار ما لم يصحبه انسحاب قوات الدعم السريع من المدن والقرى وتجمعها في أماكن معلومة.
وقال البرهان، خلال مؤتمر في بورتسودان لمناقشة تداعيات الحرب على الاقتصاد، إن السودان لم يكن موافقا على مشروع القرار البريطاني أمام مجلس الأمن لأنه "معيب ويخدش السيادة" و"لم يلبِّ مطالب السودان".
وشدد قائد الجيش السوداني على "رفض أي تدخل خارجي أو فرض حلول مستجلبة إلى السودان وشدد على أن الحرب تمضي إلى نهاياتها".
وأضاف البرهان أن النظر في الشأن السياسي بالعودة للفترة الانتقالية وتشكيل حكومة من المستقلين بالتوافق مرهون بوقف الحرب في السودان.
وأكد أن "المقاتلين في الميدان لا ينتمون لأي جهة، لا المؤتمر الوطني ولا غيره، بعكس مزاعم بعض القوى السياسية".
وتابع: "يجب أن تتوقف الحرب أولا ثم ننظر في الشأن السياسي بالعودة للفترة الانتقالية، وتشكيل حكومة من المستقلين بالتوافق"، معتبرا أن "الوقت مبكر على خلط المسارين الأمني والسياسي، وبعد الحرب يجب الاتجاه لحوار سوداني حول كيفية إدارة البلاد".
كما استخدمت روسيا حق النقض "فيتو" ضد مشروع قرار لمجلس الأمن، يدعو الطرفين المتحاربين في السودان إلى وقف الأعمال القتالية على الفور وضمان توصيل المساعدات الإنسانية.
وصوتت كل الدول الأخرى في المجلس، الذي يضم 15 عضوًا، لصالح مشروع القرار الذي صاغته بريطانيا وسيراليون.
وكان البرهان قد وافق، على مقترحات قدمها المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة السودانية، خلال لقاء جرى بينهما، في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.
واندلعت الحرب في أبريل 2023 بسبب صراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قبل انتقال كان مقررًا للحكم المدني، ما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نصف عدد سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات مع انتشار الجوع في مخيمات النازحين، وفرار 11 مليون شخص من ديارهم، منهم أكثر من 3 ملايين غادروا إلى دول أخرى.