واجهت التعيينات الاخيرة انتقادات واسعة في وسائل التواصل الاجتماعية حيث اعتبرها الكثيرون ليست ذات تأثير على الوضع الإنساني الموصوف بانه الاسوأ على مستوى العالم. 

التغيير: أمل محمد الحسن

إعلان القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان لتعديلات وزارية شملت 4 وزراء لا تعتبر خطوة مفاجئة لجهة صدور إعلان قبل 4 أشهر عن قرب تشكيل حكومة جديدة، لكن المفاجئ أن التعيينات انحصرت في وزارات محدودة ولم تشمل تعيين رئيس وزراء يقوم باختيار أعضاء حكومته بنفسه.

مركزية القرار

وأصدر البرهان، يوم الاثنين الماضي، قرارا بتعيين 4 وزراء جدد، وهم السفير علي يوسف أحمد الشريف وزيرا للخارجية، وخالد الأعيسر وزيرا للثقافة والإعلام، وعمر بانفير وزيرا للتجارة والتموين، وعمر بخيت وزيرا للشؤون الدينية والأوقاف.

وأعاد القيادي بالمؤتمر السوداني مهدي رابح عدم تعيين البرهان لرئيس وزراء الى عدم قدرته على اتخاذ موقف سياسي معين بمنح المنصب لأحد الكيانات التي تقاتل معه وتدعمه لكنها في الوقت نفسه ليست على  قلب رجل واحد!

وقال رابح في مقابلة مع (التغيير) إن قائد الجيش يسعى لإضفاء الشرعية على موقعة عبر منح الانطباع بوجود حكومة لذلك يقوم بتعيين شخصيات لا تملك وزنا ولا تمثل كيانات كبيرة حتى لا يغضب أطراف أخرى.

مهدي رابح

مهدي رابح: التعديلات الوزارية محاولة من البرهان لإضفاء الشرعية على نفسه

واتهم القيادي بالمؤتمر السوداني قائد الجيش بأنه يسعى للمحافظة على منصبه رئيسا للبلاد غض النظر عن الثمن الذي يكون من دماء السودانيين وتشريدهم مشيرا إلى دخوله في تحالفات مع جهات ذات مصالح متقاطعة وكيانات بخلفيات اثنية والمركز العسكري للإسلامويين والحركات المسلحة “هؤلاء جميعا يسعون لاقتطاع جزء من كيكة السلطة وما يرتبط بها من ثروة عبر الانضمام لشبكة فساد ضخمة تحقق طموحاتهم بالثراء”

حكومة الدفع الذاتي

واجهت التعيينات الاخيرة انتقادات واسعة في وسائل التواصل الاجتماعية حيث اعتبرها الكثيرون ليست ذات تاثير على الوضع الإنساني الموصوف بانه الاسوأ على مستوى العالم. ومن جهته وصف خبير إدارة الأزمات محمد كباشي التعيينات بانها زوبعة إعلامية ليس لها تاثير في هياكل ومؤسسات الدولة التي تتحرك منذ الانقلاب العسكري ب”قوة الدفع الذاتي”.

ووصف كباشي التعيينات بأنها تغطية للعجز السياسي وقفز من المشكلات لجهة عدم توفر رؤية متكاملة مشيرا إلى انكشاف ضعف حكومة الأمر الواقع في حوادث الفيضانات الأخيرة “الجهد الشعبي كان فاعلا أكثر من الحكومي”

موازنات ومحاصصات

وقال خبير إدارة الأزمات لـ (التغيير) إن قرارات البرهان تكشف عن خضوعه لضريبة التوازنات والمشاركة في الحرب محذرا من انعكاس الأبعاد القبلية والعرقية

وشملت التكليفات الأخيرة تعيين وزيرين من إقليم شرق السودان الذي ظل يشكو من التهميش والابعاد من السلطة من جهة فيما اعترضت قيادات بعض المكونات العسكرية على تواجد الحركات المسلحة في الاقليم من جهة أخرى.

ووفق مقرر نظارات البجا عبد الله أوبشار جاءت هذه التعيينات بعد مناشدات متكررة كاشفا عن تعلل الحكومة سابقا بوجود خلافات بين مكونات شرق السودان الأمر الذي وصفه أوبشار بأنه ليس مبررا!

عبد الله أوبشار

مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا: تعيين وزراء من شرق السودان لن يزيل التهميش ويحل قضايا الشرق

وقطع أوبشار بأن تلك التعيينات لن تكون سببا لإزالة التهميش وحلحلة قضايا شرق السودان لجهة أن المناصب الوزارية محدودة بسقف محدد.

وقال أوبشار لـ (التغيير) إن الحل الجذري لقضايا شرق السودان يتمثل في وجود منبر تفاوضي يتم عبره انصاف إقليم شرق السودان بتوزيع عادل للسلطة والثروة والترتيبات الأمنية. “تظل قضية شرق السودان الرئيسة رفع التهميش والاقصاء بشكل مباشر”.

تأهيل وقدرات

شكك البعض في قدرات الوزراء الذين أعلنهم البرهان، وتسائل خبير إدارة الأزمات كباشي عن مؤهلات وزير الإعلام الذي لم يتدرج في الوزارة قاطعا بأن المؤسسات المدنية يستطيع تأهيلها من هم داخلها من أصحاب الخبرات الذين يجب أن تكون لهم أحقية الحصول على الترقيات بدلا من منح الوظائف لأسباب سياسية

وكشف كباشي لـ (التغيير)عن تخرج وزير الخارجية علي يوسف في العام 1972 مشيرا إلى أنه من الناحية القانونية ليس لديه صلاحية العمل في الخدمة المدنية فيما أكد مصدر دبلوماسي فضل حجب اسمه عن إكمال وزير الخارجية علي يوسف لكل فترات عمله ونزل إلى المعاش قبل 10 أعوام!

وتشير التوقعات إلى أن علاقته بالقاهرة هي أحد أسباب اختياره في هذا المنصب الذي قال هو بنفسه أنه تفاجأ لاختياره له في لقاء تلفزيوني.

وكشف المصدر الدبلوماسي لـ (التغيير)بتمتع وزير الخارجية المكلف بعلاقات دبلوماسية جيدة مع دولتي مصر والصين اثبتتها لقاءاته الأولى مع وزير الخارجية المصري التي خرجت بتأكيد تطابق رؤية البلدين حول قضايا المياه! ومسارعة السيد وانغ يي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية لجمهورية الصين الشعبية، لتهنئته بمناسبة تعيينه في موقعه الجديد وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سونا”.

حكومة موازية

قلل خبير الأزمات من تهديدات الدعم السريع بإنشاء حكومة موازية مشددا على أنه لن يذهب في هذا الاتجاه “الدعم السريع يعاني من فقدان البوصلة ولا يمتلك رؤية سياسية” وأضاف: تكوين حكومة يرتبط باشتراطات الاستقلال والاعتراف الدولي ترافقها متطلبات اقليمية ودولية تمنع الدعم السريع من القيام بردة فعل على قرارات البرهان بتشكيل حكومة موازية.

خبير إدارة الأزمات: قرارات البرهان تكشف خضوعه لضريبة التوازنات والمشاركة في الحرب وهي محاولة لتغطية عجزه السياسي

وقطع خبير إدارة الأزمات محمد إبراهيم كباشي بأن الدعم السريع رؤيته لا تتجاوز الميدان العسكري ويشترك مع قيادة الجيش في عدم امتلاك رؤية سياسية “هما شركاء ولا فرق كبير بينهما” مشيرا إلى أن خيار الدعم السريع بتشكيل إدارات مدنية لا يختلف كثيرا عن تعديلات البرهان الوزارية.

واضاف: “طرفا الصراع لا يملكان تصورات لإدارة مؤسسات الدولة وهو الأمر الواضح بانعدام الخدمات في مناطق سيطرتهما”

الوسومتعديلات وزارية خالد الأعيسر عبد الفتاح البرهان عبد الله أوبشار مهدي رابح

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: تعديلات وزارية خالد الأعيسر عبد الفتاح البرهان خبیر إدارة الأزمات وزیر الخارجیة الدعم السریع شرق السودان مشیرا إلى

إقرأ أيضاً:

تصريحات البرهان حول «اللساتك» تثير غضب ثوار ديسمبر في السودان

 

في خطاب أثار جدلاً واسعاً داخل الأوساط السودانية أعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان أنه «لا مجد بعد اليوم للساتك» في إشارة رمزية إلى الأسلوب الذي اتبعه الثوار خلال ثورة ديسمبر المجيدة التي أطاحت بنظام البشير في أبريل 2019 إذ كان المحتجون يحرقون إطارات السيارات المعروفة محليا بـ « اللساتك » لمنع تقدم القوات الأمنية نحو مواقع التجمعات السلمية للمواكب.

التغيير – كمبالا

هذا التصريح الذي أتى في وقت يشهد فيه السودان حرباً دامية منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع و الذي اعتبره العديد من السودانيين استفزازاً صريحاً لثورتهم التي ما زالوا يرونها حية في الوجدان وفي الميدان رغم تعقيدات الحرب وانقسام الجغرافيا والسياسة.

و عقب الخطاب اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي موجة من الغضب والرفض عبر خلالها العديد من النشطاء والمواطنين عن استيائهم من محاولة تقزيم رمزية نضالهم السلمي ومقايضته بالبندقية التي يعتبرونها سببا في إراقة دماء السودانيين وتدمير البلاد بسبب الحرب الحالية.

و كتب أمجد جعفر أحد نشطاء ثورة ديسمبر معلقاً: “عندما يقال إن المجد للبندقية وليس للساتك فهذه ليست مجرد عبارة بل إعلان صريح لانحياز كامل للعنف على حساب إرادة الناس فالساتك لم تكن أداة تخريب بل كان رمزية واضحة لاحتجاج شعبي سلمي في وجه الاستبداد و دخان اللساتك لم يكن عبثا بل صوتا مبحوحا ينادي بالعدالة والحرية أما البندقية فمكانها الطبيعي هو حماية الوطن لا حكمه”.

و من جانبها اعتبرت مها سليمان أن ربط المجد بالبندقية هو انقلاب على الإرادة الوطنية، مضيفة بحدة “إن البندقية التي لا ترجع لنا حلايب وشلاتين وأبورماد لا تمثلهم كشعب سوداني حر لأن البندقية التي توجه ضد المدنيين ليست بندقية مجد بل أداة قمع وإذلال”.

و في السياق ذاته ذكرت آنان محمد بأن اللساتك كانت وسيلة للبقاء قائلة :”لو لا الساتك ما كنا قادرين نقول كلامنا ونوصل صوتنا و من متى كان المجد للحرب؟ المجد دائما للسلام”.

أما وضاح الصديق ذهب إلى أبعد من ذلك معتبرا أن البرهان يستلهم خطابه من الرئيس المعزول عمر البشير وقال “إن عبارة المجد للبندقية هي اقتباس مباشر من خطابات المعزول الجماهيرية و يبدو أن البرهان مفتون بذات الخطاب الرجولي الذي استخدمه البشير في لحظاته الأخيرة”.

و وصف نور بابكر خطاب البرهان بأنه «سقوط القناع » وكتب قائلا “البرهان لا يخشى البندقية فهي لعبته وأداته لكنه يخشى صوت الجماهير لذلك يسعى لطمس رموز المقاومة السلمية و لكننا نقول الساتك ستعود والهتاف سيعود والمجد للشهداء”.

و في حين نوه كباكا محمد على تبعات العسكرة قائلا “سبعون عاما ونحن نحمل السلاح في وجه بعض ولم نجني سوى التراجع والدمار والانقسام فالمجد لا يكون بالبندقية بل بالعدالة والتنمية والتعليم ونهضة المواطن”.

بينما قال محمد كاربينوا  “إن البرهان الذي كان يناشد التفاوض أيام البدروم عاد اليوم ليمجد البندقية وهكذا دائما الطغاة يتحدثون عن الحرب وهم في مأمن بينما يدفع الشعب الثمن”.

و يرى مراقبون أن خطاب البرهان الأخير ليس فقط محاولة لتحوير سردية ثورة السودانين بل يعكس عمق الأزمة داخل المؤسسة العسكرية في السودان إذ تحاول استعادة زمام المبادرة في وقت يتسع فيه نطاق الحرب وتزداد فيه الضغوط الإقليمية والدولية.

و على الرغم من محاولات التشويه والتقليل من رموز الحراك السلمي يرى كثير من السودانيين أن ثورة ديسمبر لم تكن لحظة عابرة بل ميلادا لوعي جديد يصعب قمعه حتى في ظل الحرب.

الوسومالبرهان البندقية الثورة المجد للساتك

مقالات مشابهة

  • البرهان.. حديث “البندقية و”اللساتك”
  • بين لساتك الدقير وبندقية البرهان..!
  • البرهان يعين "الحاج" رئيسًا جديدًا للحكومة في السودان
  • البرهان يجري تعديلا وزاريا
  • البرهان يعيّن وزيرين لمجلس الوزراء وللخارجية  
  • حكومة التغيير والبناء: على العدو البريطاني أن يحسب حساب ورطته وأن يترقب عواقب عدوانه (إنفوجرافيك)
  • تصريحات البرهان حول «اللساتك» تثير غضب ثوار ديسمبر في السودان
  • البرهان وثورة اللساتك .. !! .
  • حكومة التغيير للعدو البريطاني : عليكم ترقب عواقب عدوانكم
  • حكومة التغيير والبناء للعدو البريطاني : عليكم ترقب عواقب عدوانكم