نائب محافظ الأقصر يشهد ختام أسبوع "أهل مصر" للأطفال بقصر الثقافة
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
شهد الدكتور هشام أحمد أبو زيد نائب محافظ الأقصر، فعاليات ختام الأسبوع الثقافي الرابع والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية، بمشروع "أهل مصر" المقام بمحافظة الأقصر، برعاية د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، الذى أقيم خلال الفترة من 1 إلى 8 نوفمبر الحالي.
وشهد حفل الختم حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث ورئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، لاميس الشرنوبي، رئيس إقليم القاهرة وشمال الصعيد الثقافي والمدير التنفيذي لمشروع أهل مصر (أطفال)، عماد فتحي رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي.
ومن جانبه، أعرب نائب المحافظ عن سعادته باستضافة الملتقى في الأقصر، وتواجد القوافل الثقافية لوزارة الثقافة بفعالياتها كافة، ونقل تحية المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر للحضور وللمشاركين، وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع وزير الثقافة لتوفير أشكال الدعم كافة للثقافة، قائلا: نسعى إلى إحياء جميع المشروعات الثقافية على أرض الأقصر.
كما أبدى "أبو زيد" سعادته برؤية شباب وفتيات من شمال وجنوب سيناء، مطروح، البحر الأحمر، أسوان، والوادي الجديد، وكذلك من القاهرة، أي من كافة أنحاء مصر، وأضاف: يكفينا في هذا الحدث العظيم أننا تمكننا من جمع أطفال مصر هنا، ليشاركوا في مشروعات مهنية وحرفية وفنية ولكن الهدف الأسمى هو تحقيق الدمج الحقيقي وتوفير فرص تفاعل وتعارف بينهم. واختتم كلمته بتقديم الشكر للوزارة والهيئة ولكل فريق العمل.
وقالت د. حنان موسى: نحن نهتم بأبناء المحافظات الحدودية فهم خط الدفاع الأول، وتحديد هدف واقعي ومناسب يعتبر خطوة أساسية نحو النجاح، والأهم أن يكون هدفا يمكن تحقيقه.
وقالت لاميس الشرنوبي: بذلنا جهدا متواصلا من أجل بناء الإنسان وتقديم الدعم الثقافي اللازم لأطفالنا، الهدف الرئيسي من المشروع هو تمكين الطفل وبناؤه ثقافيا من خلال أنشطة تدعم الهوية الثقافية وتحمي أبناءنا من الغزو الفكري والثقافي.
وتفقد الحضور المعرض الفني لنتاج الورش الفنية والحرفية والتراثية التي نفذت خلال الأسبوع الثقافي وهي: ورش الخرز، الخيامية، الأركت، إعادة التدوير، شنط الخرز، شنط الشبك، التصميم الفني.
والأسبوع الرابع والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية أقيم ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي، وفرع ثقافة الأقصر، وتضمن الأسبوع 12 ورشة فنية وحرفية، بالإضافة إلى زيارات ميدانية لأشهر الأماكن السياحية والأثرية بالأقصر ومنها معابد الأقصر والكرنك والدير البحري ومتحف التحنيط وقرية حسن فتحي وغيرها
يشار إلى أن مشروع "أهل مصر" هو أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة لأبناء المحافظات الحدودية، ضمن برامج العدالة الثقافية، ويهدف إلى تعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية ودعم الموهوبين، ويستهدف ثلاث فئات وهي المرأة والشباب والأطفال.
حضر حفل الختام كلا من د. أحمد محيي عميد كلية الفنون الجميلة، د محمود النوبي عميد كلية الألسن، د. سمر سعيد عميد معهد الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر، د. محمد الفرماوي بالمعهد الفنون الشعبية، حسين النوبي مدير فرع ثقافة الأقصر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محافظة الأقصر الاقصر الأسبوع الثقافي حفل الختام مشروع أهل مصر نائب محافظ الاقصر وزارة الثقافة مشروعات وزارة الثقافة ختام الأسبوع المحافظات الحدودية
إقرأ أيضاً:
سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (2)
تعددت أشكال الحروب الثقافية؛ المسألة أكثر تعقيداً من جمع تفاصيلها فى مجرد مقال أو حتى عشرات المقالات، لكن نستطيع أن نعرج على بعض التفاصيل التى تكشف حقيقة تلك الحرب. وربما تصبح باباً لمن يريد أن يتعمق بشكل أكبر.
سبق أن تحدثنا، فى مقال الأسبوع الماضى، عن السينما وهوليوود. واليوم أردت أن أعود بالتاريخ إلى السبعينات، مع ظهور أشرطة الكاسيت، والتى كانت المتنفس الأهم فى العمل الدعوى لجماعات الإسلام السياسى مجتمعة، بعد أن استلهموا التجربة الإيرانية وانتشار أفكار ثورة الخومينى من خلال أشرطة الكاسيت. وفى السبعينات بالتحديد عرف الإخوان أشرطة الكاسيت، لكن فى مقالى اليوم لن أتحدث عن المحاضرات والخطب الدينية وتداولها عبر تلك الأشرطة، فقد تناولها العديد من الباحثين والمهتمين برصد تاريخ الحركة الإسلامية، إنما سأتحدث عن النشيد الإسلامى وأثره فى نفوس الأطفال، ومع ظهور الكاسيت أصبح تداوله أمراً مهماً لنشر الأفكار الدعوية بعيداً عن منابر المساجد والأشكال التقليدية للدعوة!
الأناشيد الموجهة للأطفال من خلال تلك القنوات دشن لها فى سبعينات القرن الماضى شاب سورى يُدعى «رضوان خليل عنان»؛ كان ابن الخامسة عشرة فى حينها مغرماً بالأغنيات الوطنية التى يصدح بها المطربون العرب فى الإذاعات المختلفة، تأثر بالنغمة القومية التى أغنت الكلمات المغناة فى تلك المرحلة، فعمل على تلحين وغناء أناشيد إسلامية حديثة ممزوجة بروح الأغنية الوطنية واللحن الحماسى اختلفت عن شكل النشيد الدينى القديم، ليصبح ذلك الشاب الصغير فى أدبيات الجماعات الإسلامية رائداً لما اصطلح على تسميته بـ«النشيد الحركى»، أو «النشيد الإسلامى الحديث»، واشتهر على إثر ذلك بين أبناء الصحوة الإسلامية فى العالم باسم «أبومازن».
فى الثامنة عشرة من عمره كان أبومازن قد انتهى من تسجيل تسعة أشرطة تضمنت أناشيد حركية كتب أشعارها سيد قطب وأحمد حسن الباقورى وعبدالحكيم عابدين وإبراهيم عزت ومحمد إقبال.
ورغم أن النشيد الدينى معروف وموجود تاريخياً منذ عهد النبوة إلا أن رغبة جماعات الإسلام السياسى فى أسلمة تفاصيل الحياة على طريقتهم الخاصة دفعتهم لتدشين النشيد الإسلامى الحديث، المعتمد على الإنشاد الحماسى والكلمات الرسالية، والقائم على ألحان أشبه بنسق المارشات العسكرية والأناشيد الوطنية.
مع موجات الربيع العربى وانفتاح عالم الفضاء المرئى والمسموع أمام جماعات الإسلام السياسى انتشرت العديد من القنوات الموجهة للأطفال والتى تمتزج برامجها بمناهج التربية المعتمدة لتلك الجماعات، فبعد أن كانت المناهج التربوية للنشء داخل الجماعات الدينية مقتصرة على من يحضرون الأسر والتجمعات المغلقة أصبح من السهل إيصال محتوى أى جماعة عن طريق نشيد إسلامى أو فيلم كارتون أو برنامج دينى موجه للأطفال. وتخصصت قنوات أخرى فى النشيد الإسلامى الموجه للطفل؛ مع إدراكهم لقوة النشيد فى إيصال الرسائل المطلوبة بشكل أفضل وأسرع
رصد نشأة النشيد الحركى وتتبع تطوره تاريخياً وصولاً إلى انتشار قنوات الأطفال التى تنشر تلك الأناشيد داخل كل بيت، إلى جانب ذلك الأثر التى تركته فى نفوس أعضاء جماعات الإسلام السياسى، يطرح سؤالاً مهماً عن الأبواب الخلفية التى تنتهجها الجماعات لنشر أفكارها والوصول لأكبر قدر من معتنقى أفكارها، حتى وإن كانت مجرد قناة للأطفال تقدم أناشيد دينية لا تجد الأسر أى غضاضة فى أن يستمع لها أطفالهم، فهى فى عرف الأسر أولاً وأخيراً مجرد أناشيد إسلامية! يدندنها الأطفال، ولا ضير من بعض المرح واللعب، وفى النهاية هم لا يزالون أطفالاً، وللأسف تلك النظرة هى الأخطر فى التعامل مع الحروب الثقافية، فالطفولة هى البذرة الأولى والأهم فى تشكل ثقافتنا!