شارك الدكتور محمد فريد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة المالية، نائب رئيس المنظمة الدولية لهيئات الرقابة على أسواق المال، رئيس لجنة الأسواق النامية والناشئة «GEMC»، في فعاليات اجتماعات مجلس إدارة المنظمة «الأيوسكو - IOSCO»، في اجتماع مجموعة عمل الاستقرار المالي ولجنة التمويل المستدام وذلك بالعاصمة الإسبانية مدريد.

وذكرت الهيئة العامة للرقابة المالية، في بيان، أن الفعاليات تشهد مشاركة الدكتور فريد في عدة اجتماعات على هامش اجتماع مجلس إدارة المنظمة، تتناول وتسلّط الضوء على أهم القضايا والمسائل اللازمة لتطوير وتنمية أسواق رأس المال وتعزيز دورها في التنمية الاقتصادية، ومنها التمويل المستدام والتكنولوجيا المالية وأسواق الكربون وبناء القدرات والاستقرار المالي، من بينها اجتماع تسيير أعمال لجنة التمويل المُستدام «STF»، وحضوره اجتماع لمناقشة خطة عمل اللجنة لعام 2025، الذي تضمن مجموعة من الأولويات التي تهدف إلى تعزيز فعالية التنظيم المالي في سياق الاستدامة.

وأشارت الهيئة، إلى أن اجتماع مجموعة الاستقرار المالي، شهد استعراض المُستجدات على صعيد الأسواق، بما في ذلك التطورات الجيوسياسية التي يشهدها العالم وما تفرضه من تحديات قد تقوض جهود التطوير والتنمية اللازمة للأسواق، وكيفية معالجة التحديات وإدارة المخاطر وفق سياسات وبرامج عمل تراعي كافة المتغيرات وتعزز من مرونة وتنافسية الأسواق لتحقيق مستهدفاتها.

وأشارت إلى أنه تم التطرق إلى إدارة مخاطر السيولة والرافعة المالية للشركات المالية غير المصرفية، بالإضافة إلى رصد المخاطر النظامية للمؤسسات المالية غير المصرفية والتطورات التي تطرأ على صعيد السياسات، وتظل اعتبارات السياسة الاحترازية الكلية مسألة تحظى باهتمام المجموعة المشاركة في الاستقرار المالي.

وركز الاجتماع على التحديات ذات الصلة بالبيانات، مع استمرار تقييم أوجه الضعف التي تواجه المؤسسات المالية غير المصرفية، إلى جانب المرونة التشغيلية.

وشملت المناقشات في الاجتماع، أولويات المجموعة المشاركة في الاستقرار المالي، بجانب مرونة صناديق أسواق النقد وأسواق التمويل قصير الأجل، وإدارة مخاطر السيولة لصناديق رأس المال المفتوح، والممارسات المرتبطة بالهوامش، والرافعة المالية للشركات المالية غير المصرفية، والأعمال ذات الصلة بالبيانات، علاوة على سيولة سوق السندات، والتطورات التي تشهدها السوق.

وشارك الدكتور فريد في اجتماع لجنة التمويل المستدام، والتي شهدت مشاركة عدد من النقاط الرئيسية منها خطة استمرار العمل على تحليل سوق السندات المُستدامة، وتقييم المخاطر المرتبطة بمؤشرات الأداء البيئي والاجتماعي، والتركيز على أسواق الكربون من خلال التعاون مع البنك الدولي لمساعدة الهيئات الرقابية على التكيف مع هذا المجال المعقد، بالإضافة إلى دعم تنفيذ المعايير الصادرة عن مجلس معايير الاستدامة الدولية (ISSB)، وتبادل المعرفة حول تقنيات التصنيف البيئي والاجتماعي، إلى جانب تعزيز التواصل مع الأطراف المعنية مثل مجلس المعايير الدولية للمراجعة والمحاسبة (IAASB) والهيئة الدولية لمعايير الأخلاقيات للمحاسبين (IESBA).

كما تطرح الخطة إمكانية البدء في أعمال جديدة تتعلق بالتمويل الانتقالي والتصنيفات الضريبية، وتحليل كيفية إدارة المخاطر البيئية والاجتماعية في الأسواق المالية، بما في ذلك الأداة الخاصة بالتعامل مع خطر "الغسل الأخضر" (Greenwashing).

وشهدت الاجتماعات التي انعقدت حتى الآن، تبادلاً للخبرات بشأن العديد من القضايا والمسائل المؤثرة والمرتبطة بأنشطة أسواق رأس المال عالمياً من منظور التنمية والرقابة، أهمها كيفية تكامل الجهود لتحقيق مستويات أكبر من الاستقرار المالي، وكذلك كيفية تعزيز أنشطة التمويل المستدام، وكيفية وضع أطر تنظيمية للتعامل مع كافة المستجدات المرتبطة بالتكنولوجيا المالية المرتبطة بطبيعة عمل أسواق رأس المال.

وأشار البيان إلى ترويج الهيئة للتمويل الأخضر، تطويراً لسياسات التمويل وللاستثمار في المشروعات الصديقة للبيئة، ويشمل ذلك إصدار السندات الخضراء، وتسهيل الوصول إلى التمويل الأخضر بإدخال تعريفات السندات الخضراء والاجتماعية وسندات الاستدامة. ولفت إلى انتهاء هيئة الرقابة المالية من تطوير الإطار التشريعي والتنظيمي المطلوب لتعزيز مستويات الاستدامة في الأنشطة المالية غير المصرفية، من خلال وضع التنظيم اللازم لتوفير أدوات ومنتجات تمويل مبتكرة تعزز من الاستثمارات البيئية.

وأكد فريد حرص الهيئة على تطوير التعاون، من خلال المركز الإقليمي للتمويل المُستدام، بهدف تعزيز الكفاءات ورفع الوعي فيما يتعلق بالتمويل المُستدام، يأتي ذلك بإطلاق برامج للتوعية وبناء القدرات وكذا لإجراء البحوث والدراسات حول التمويل المُستدام، وتشجيع القطاع الخاص على إصدار السندات الخضراء، والسندات الاجتماعية، وسندات الاستدامة وغيرها من أدوات التمويل الأخضر، بالإضافة إلى استكمال جهود تفعيل سوق تداول شهادات خفض الانبعاثات الكربونية الطوعي، ودعم جهود الدولة المصرية في تحقيق الحياد الكربوني، دعما لرؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المُستدامة.

وسلط رئيس الهيئة الضوء على أهمية سوق الكربون الطوعي، واصفاً إياه بأنه خطوة لدعم جهود تحقيق الحياد الكربوني ودعوة لانخراط القطاع الخاص في مواجهة تغير المناخ، حيث يتيح السوق فرصاً جديدة للاستثمار، ويشجع على تطوير منتجات التمويل المُستدام.

ونوّه بأن سوق الكربون الطوعي يُعد التزاماً بمعايير الحوكمة التي تضمن تعزيز مستويات النزاهة والشفافية، واستكمال لاستخدام الهيئة لنهج متعدد الأبعاد، يجمع في طياته بين التنظيم، والتوجيه، وتطوير السوق، موضحاً أن إفصاح المؤسسات المالية غير المصرفية الإجباري عن المخاطر المناخية من بين متطلبات الإفصاح الإلزامية، بما يتوافق مع المعايير الدولية للإفصاحات المالية المتعلقة بالتغيرات المناخية (TSFD)، ويتضمن ذلك الإبلاغ عن المخاطر والفرص المتعلقة بالمناخ وهياكل الحوكمة.

وأوضح رئيس هيئة الرقابة المالية أن سوق الكربون يتيح للمؤسسات المالية فرص الاستثمار في تداول شهادات الكربون، والتمويل الأخضر، والمشروعات الصديقة للبيئة، ما يساعد على توجيه رأس المال نحو المبادرات المُستدامة.

وبيّن أن الهيئة تعمل بالتعاون والتنسيق مع كافة الأطراف الفاعلة ذات الصلة على تهيئة البيئة المواتية لتسريع وتيرة عمل سوق الكربون الطوعي لدعم الجهود الدولية لتحقيق الحياد الكربوني، مؤكدا أهمية تعزيز جهود بناء القدرات وتوفير المساعدة التقنية والتدريب وتبادل المعرفة اللازمة لتمويل العمل المناخي.

وأشار إلى أن النقاشات وتبادل الآراء من خلال منظمة (الأيوسكو)، تعزز من الدور الذي تقوم به أسواق رأس المال في دعم جهود التنمية الاقتصادية في المجتمعات لما توفره من حلول متنوعة استثمارية وتمويلية للشركات للتمويل والنمو وخلق الوظائف مع مراعاة كافة الأبعاد المرتبطة بأنشطة الاستدامة والحوكمة والبيئة وإعداد التقارير المرتبطة بذلك وفق المعايير الدولية.

كانت مصر قد فازت، مُمثلة في الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، بمنصب رئيس لجنة الأسواق النامية والناشئة، Growth and Emerging Markets Committee (GEMC)، التابعة للمنظمة الدولية للهيئات الرقابية على أسواق المال (IOSCO) خلال الفترة من 2024 وحتى 2026، للمرة الثالثة على التوالي.

وتُعد لجنة الأسواق النامية والناشئة، أكبر لجان المنظمة الدولية للهيئات الرقابية على أسواق المال، حيث تمثل أكثر من 75% من أعضاء المنظمة، وتتألف عضوية اللجنة من 90 عضواً و24 عضواً مشاركاً ليس لديهم حق التصويت، بما في ذلك الاقتصادات الأسرع نمواً في العالم و10 من أعضاء مجموعة العشرين.

يذكر أن منظمة الأيوسكو هي الأهم عالمياً في وضع أسس وقواعد عمل الأسواق المالية والمعايير التي تسعى كل دولة للالتزام بها بهدف ضمان عدالة وشفافية وكفاءة الأسواق وإدارة المخاطر المرتبطة بها، وتشمل عضوية المنظمة نحو 95% من مراقبي أسواق الأوراق المالية في العالم.

اقرأ أيضاً«الرقابة المالية» تضع إطارا تنظيميا لسوق الكربون وتدعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر

الرقابة المالية تنظم التعامل في الأوراق والأدوات المالية الحكومية بالسوق الثانوي

الرقابة المالية تطور ضوابط مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بالمؤسسات المالية غير المصرفية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسبانيا الرقابة المالية أسواق المال الدكتور محمد فريد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة المالية اجتماعات المنظمة الدولية هيئات الرقابة رئيس لجنة الأسواق النامية والناشئة المالیة غیر المصرفیة التمویل المستدام الاستقرار المالی الرقابة المالیة أسواق رأس المال سوق الکربون أسواق المال على أسواق من خلال

إقرأ أيضاً:

الرقابة المالية: تراجع طفيف في قيمة التعويضات التأمينية خلال سبتمبر الماضي

أظهرت أحدث التقارير الصادرة من الهيئة العامة للرقابة المالية عن شهر سبتمبر 2024، تراجع طفيف في التعويضات المدفوعة لعملاء شركات التأمين في مصر بنسبة 0.4%، على أساس سنوي.

وأوضحت أحدث التقارير الصادرة عن الهيئة العامة الرقابة المالية حول الأنشطة المالية غير المصرفية خلال شهر سبتمبر 2024، أن شركات التأمين دفعت تعويضات تأمينية بقيمة 3.972 مليار جنيه خلال سبتمبر الماضي مقابل 3.989 مليار جنيه خلال نفس الشهر من العام السابق، بانخفاض 0.4%.

التعويضات المدفوعة لنشاط تأمينات الممتلكات والمسئوليات

وبلغت قيمة التعويضات المدفوعة لعملات نشاط تأمينات الممتلكات والمسئوليات نحو 1.896 مليار جنيه خلال شهر سبتمبر 2024 مقارنة 2.902 مليار جنيه بتراجع 34.7% خلال نفس الشهر من العام 2023.

الرقابة المالية: 60.6 مليار جنيه أقساط التأمين التجاري بمصر في 9 أشهرالرقابة المالية: قطاع التأمين يسجل نموا كبيرا خلال 9 أشهر

التعويضات المدفوعة لنشاط تأمينات الأشخاص وتكوين الأموال

وارتفعت قيمة التعويضات المدفوعة لنشاط تأمينات الأشخاص وتكوين الأموال بنسبة 91.1%، لتسجل 2.076 مليار جنيه في سبتمبر 2024، مقارنة 1.086 مليار جنيه في سبتمبر  2023، وفق الهيئة العامة للرقابة المالية.

تعويضات التأمين التجاري

وأظهرت تقارير هيئة الرقابة المالية أن تراجع تعويضات  التأمين التجاري إلى 3.524 مليار جنيه خلال سبتمبر 2024 مقابل 3.781 مليار جنيه خلال شهر سبتمبر 2023، بمعدل تراجع 6.8%، على أساس سنوي.

تعويضات التأمين التكافلي 

فيما ارتفعت التعويضات المدفوعة لعملاء نشاط التأمين التكافلي بنحو 116%، لتسجل 448.4 مليون جنيه خلال سبتمبر  2024 مقارنة 207.2 مليون  جنيه خلال نفس الشهر من العام الماضي، بحسب الهيئة العامة للرقابة المالية.

تعريفات 

تأمينات الممتلكات والمسئوليات يقصد بها التأمين على الممتلكات ضد الأخطار، مثل الحريق أو السرقة والتأمين على المنازل والسيارات والمخازن والبضائع وغيرها من الأصول. 
 

فيما يقصد بتأمينات الأشخاص وتكوين الأموال تأمينات الحياة أو التأمين في حالة الوفاة أو التأمين ضد الحوادث الجسدية وغيرها من أنواع التأمين المختلفة.

مقالات مشابهة

  • "الكوربيه تحقق في عدم ضم الرقابة المالية والبورصة للجنة الطروحات
  • السوداني يؤكد أهمية رفع مستوى جودة الرقابة حفاظاً على المال العام
  • الدولية للهجرة: الأمطار تفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة على النازحين بغزة
  • المنظمة الدولية للهجرة: الأمطار تفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة على النازحين بغزة
  • الرقابة المالية: تراجع طفيف في قيمة التعويضات التأمينية خلال سبتمبر الماضي
  • المنظمة الدولية للهجرة: الأمطار ودرجات الحرارة المنخفضة تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
  • الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية ” إيغاد” تؤكد دعمها للسودان نحو السلام
  • مصر.. المصادقة على الاكتتاب في زيادة رأس المال مؤسسة التمويل الدولية.. وخبير يوضح السبب
  • استئنافية الدار البيضاء تؤجل محاكمة الوزير الأسبق محمد مبديع إلى الخميس المقبل
  • قرار جمهوري بالموافقة على اكتتاب مصر في زيادة رأس المال في مؤسسة التمويل الدولية