الفيدرالي الأمريكي وترامب.. علاقة متوترة لا مفر منها
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
تهرب رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول خلال مؤتمره الصحفي ، من الأسئلة التي حاولت أن تستكشف أفكار رئيس البنك المركزي حول الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لكنه لن يستطيع أن يتهرب لمدة طويلة من مواجهة مشاريع ساكن البيت الأبيض الجديد.
ولكن في مرحلة ما، سيحتاج صناع السياسات والاقتصاديون والمحللون في الفدرالي إلى وضع في الاعتبار ما يحتمل أن يكون أجندة اقتصادية طموحة، ناهيك عن سياسية، من الجمهوريين المثيرين للجدل.
كان لدى ترامب نظرة قاتمة تجاه الفدرالي باول خلال فترة ولايته الأولى في منصبه، حيث وصف صناع السياسات بأنهم "أغبياء" وشبه باول ذات مرة بلاعب غولف لا يستطيع رمي الكرة.
وتجاهل باول، الذي رشحه ترامب في نوفمبر 2017 وتولى منصبه في فبراير التالي، الانتقادات إلى حد كبير في ذلك الوقت، وتراجع مرة أخرى يوم الخميس.
وقال باول خلال المؤتمر الصحفي بعد أن سُئل ست مرات على الأقل عن فوز ترامب وتداعياته: "لن أخوض في أي من الأمور السياسية هنا اليوم، لكن شكرًا لك". قطع باول الجلسة قبل دقائق قليلة من الموعد المعتاد بعد جولة الأسئلة السياسية الثقيلة.
ومع ذلك، فإن التعامل مع تداعيات رئاسة ترامب سيكون أمراً لا مفر منه تقريباً بالنسبة لرئيس الفدرالي.
ومن بين المبادرات السياسية المتوقعة على الطريق التخفيضات الضريبية الحادة، والإنفاق الحكومي التوسعي، والرسوم الجمركية الصارمة التي تهدف إلى تكافؤ الفرص العالمية. كما هدد ترامب بالترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، وهو أمر يمكن أن يغير مشهد سوق العمل.
حتى الآن، من غير الواضح كيف ستتطور العلاقة بين ترامب وباول في ولاية الرئيس الجديدة، تنتهي فترة ولاية باول كرئيس في فبراير 2026، ولكن من المرجح أن تضيف مأزقاً آخر إلى التوازن الدقيق الذي يحاول الفدرالي الأميركي التعامل معه من خلال السياسة النقدية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البيت الأبيض البنك المركزي دونالد ترامب الرسوم الجمركية تكافؤ الفرص المبادرات سياسات باول الفدرالي الأميركي رئيس الفدرالي رئيس البنك المركزي
إقرأ أيضاً:
في أول قرار له يخالف ترامب.. الفيدرالي الأمريكي يثبت سعر الفائدة عند 4.25%-4.5%
الولايات المتحدة – قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في أول اجتماع له عام 2025، الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%، في قرار جاء مخالفا لرغبة الرئيس دونالد ترامب.
وكان ترامب قد دعا الفيدرالي في وقت سابق إلى ضرورة خفض أسعار الفائدة، معربا عن ثقته في قدرته على خفض التضخم. وقال إنه “سيطلب تخفيض أسعار الفائدة فورا”، على الرغم من أن الرئيس لا يملك سلطة مباشرة على قرارات البنك المركزي إلا في تعيين أعضاء مجلس الإدارة.
وأشار بيان لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) إلى أن القرار بالإبقاء على سعر الفائدة جاء بعد ثلاثة تخفيضات متتالية منذ سبتمبر 2024، بلغ مجموعها نقطة مئوية كاملة.
وأوضح البيان أن اللجنة اتخذت هذا القرار وسط مشهد اقتصادي وسياسي محفوف بالتحديات، مع تطلع البنك المركزي إلى تقييم تأثير التخفيضات السابقة على الاقتصاد.
وأظهر البيان نظرة أكثر تفاؤلا بشأن سوق العمل، حيث أشار إلى أن “معدل البطالة استقر عند مستوى منخفض في الأشهر الأخيرة، وظلت ظروف سوق العمل قوية.” ومع ذلك، أقر البيان بأن “التضخم لا يزال مرتفعا بعض الشيء”، متجاهلا إشارة سابقة في بيان ديسمبر 2024 التي أشارت إلى أن التضخم أحرز تقدما نحو هدف البنك المركزي البالغ 2%.
وانخفض التضخم بشكل حاد عن ذروته التي بلغها في منتصف 2022، لكنه لا يزال أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2%. وأظهر المقياس المفضل للبنك المركزي لقياس الأسعار ارتفاع التضخم الشامل إلى 2.4% في نوفمبر 2024، وهو الأعلى منذ يوليو، بينما بقي التضخم الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) عند 2.8%.
وأكد البيان أن الاقتصاد الأمريكي “واصل التوسع بوتيرة قوية”، مع استمرار إنفاق المستهلكين في الأداء الجيد خلال عام 2024. ويقدر الاحتياطي الفيدرالي أن الناتج المحلي الإجمالي ينمو بوتيرة سنوية تبلغ 2.3% في الربع الرابع من العام.
وتشير توقعات الأسواق إلى أن معدل الفائدة سيصل إلى حوالي 3.9% بنهاية عام 2025، مما يعني احتمالا بنسبة 61% لتخفيضين بمقدار ربع نقطة مئوية هذا العام، وفقا لبيانات مجموعة CME ولا يتوقع المتداولون تخفيضا آخر في أسعار الفائدة قبل يونيو 2025.
وجاء قرار الفيدرالي على خلفية مشهد سياسي متقلب، حيث وقع ترامب مئات الأوامر التنفيذية منذ توليه المنصب الأسبوع الماضي، بما في ذلك إجراءات لدعم الرسوم الجمركية وموجة ترحيلات ضد من يعبرون الحدود بشكل غير قانوني، وإلغاء القيود التنظيمية.
وأشارت تصريحات ترامب الأخيرة إلى علاقة محتملة التوتر مع الفيدرالي، تشبه تلك التي كانت موجودة خلال ولايته الأولى.
ويتابع المستثمرون الآن المؤتمر الصحفي لرئيس الفيدرالي، جيروم باول، للحصول على مزيد من التلميحات حول الميول المستقبلية للسياسة النقدية، خاصة في ظل التحسن الواضح في اتجاه التضخم نحو المستهدف.
المصدر: وكالات