تحمل الكثير من المتناقضات.. كُتُب تكشف شخصية الرئيس الأمريكي الجديد ترامب
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، واحدة من أبرز المحطات التي ستشكل ملامح السياسة العالمية خلال السنوات المقبلة، في وقت يشهد العالم فيه تحولا سياسيا كبيرا، حيث التوترات الإقليمية والدولية على أشدها، من الحرب الروسية الأوكرانية إلى التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على معظم دول العالم.
وتأتي عودة دونالد ترامب إلى الساحة السياسية لتثير الكثير من النقاشات والجدل، خاصة أنه شخصية تحمل الكثير من المتناقضات فخلال فترته الرئاسية الأولى وبالطبع، خلال رئاسته الثانية، ستكون منطقة الشرق الأوسط ضمن أولويات الرئيس الأمريكي العائد، في ظل الصراعات المستمرة بين الدول الكبرى والتصعيد في غزة ولبنان.
وكان في حملته الانتخابية قد أعرب عن رغبته في استعادة الاستقرار في هذه المنطقة، وهو ما يعكس تغييرات محتملة في سياسة واشنطن تجاه عدد من القضايا الإقليمية.
من أبرز القضايا الدولية الساخنة التي ستظل تلاحق ترامب بعد فوزه هي الحرب الروسية الأوكرانية فترامب كان قد عبر مرارا عن استيائه من استنزاف الولايات المتحدة لمواردها في هذه الحرب؛ مشيرا إلى أن أمريكا دفعت ثمنا باهظا، فهل ستكون عودة ترامب إلى البيت الأبيض بداية النهاية لهذه الحرب؟ البعض يعتقد أن ترامب قد يتبنى نهجا أكثر مرونة في التعامل مع روسيا، في مقابل البحث عن حلول اقتصادية تتماشى مع سياسة أمريكا أولا".
في المقابل؛ يعتبر البعض أن ترامب قد يعمل على ضغط أكبر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف العمليات العسكرية، وهو ما قد يؤدي إلى تغيير جذري في السياسة الأمريكية تجاه النزاع.
ومن المواضيع الأخرى التي ستستمر في الضغط على ترامب هي السياسة الأمريكية تجاه الصين، التي تصاعدت بشكل غير مسبوق خلال ولايته الأولى، حيث فرض ترامب رسوما جمركية على صادرات الصين إلى الولايات المتحدة، في محاولة للحد من العجز التجاري الهائل وتحقيق "توازن تجاري" مع بكين.
في قلب هذه التحولات السياسية، يظل دور المثقفين والكتاب في تشكيل الرأي العام تجاه شخصية ترامب وأسلوبه في إدارة الملفات العالمية، فشخصية ترامب، بما تحمله من تضاربات وأسلوب حاد في اتخاذ القرارات، أثارت الكثير من الجدل بين المثقفين في مختلف أنحاء العالم.
هذا الانقسام في الآراء حول شخصية ترامب يعكس التحديات التي قد يواجهها العالم بعد عودة "الرجل المثير للجدل" إلى البيت الأبيض. فطريقة تفكير ترامب وقراراته المتعلقة بمسائل استراتيجية مثل الأمن القومي، الاقتصاد، والسياسة الخارجية ستحدد كيف ستتطور الأمور في السنوات المقبلة.
في السطور المقبلة، نسلط الضوء حول آراء كونها عدد من الكتاب حول شخصية دونالد ترامب وطريقة تفكيره التي من الممكن أن تجعلنا نستطيع قراءة عقله وطريقة تفكيره وكيف ستكون إدارته؟
الكتاب لم يتركوا فرصة للنيل من حياته وسياساته، باعتباره شخصية جدلية تتمتع بكاريزما شعبية بين المجتمع الأمريكى.
كتب ومؤلفات تناولت حياة وسياسة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
كتاب "فن العودة"
كتاب فن العودةالكتاب، يكشف كيف واجه ترامب حقيقة وضعه واستطاع العودة بتلك القوة، فقال ترامب: "سياستى هى الاستفادة من الماضى والتركيز على الحاضر والمستقبل فأنا أومن جدا بالتعلم من المحن وفى أغلب الأحيان قد تتحول أحلك الأوقات إلى منفعة وحياتى مثال على ذلك" فهذا يدل على أنه يتعلم من الأخطاء.
كتاب "الاعتقاد الكبير والضربة القاسية فى الأعمال والحياة"
يكشف الكتاب أن ترامب رجلا ناجحا يتم الاعتماد عليه، تحدث عنه رجل الأعمال بيل زانكير رئيس ومؤسس شركة ليرنينج آنيكس العالمية الذي عبر فيه عن التغيير الكبير والنجاح الذى حدث لشركته عندما التقى بترامب.
أيضا الكاتبة ماجي هابرمان في كتابها "رجل الثقة" كشفت بعض الحقائق عن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأنه دائما يخشى الموت حتى إنه كان لديه تخوف كبير من الموت بسبب كورونا، إلى جانب أن شخصيته تبين أنه شخص غامض، حتى إن تصريحاته العلنية عكس ما يفعله، منها مثلا: اعتراف ترمب بأن فيروس كورونا شيء مميت خلافاً لتهوينه من أمره في بياناته العلنية وتبريره ذلك بأنه لم يرد أن يتسبب في ذعر.
إنه لا يثق في أحد لدرجة أنه أراد إقالة ابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر، وكلاهما كانا من أبرز مستشاري البيت الأبيض.
يكشف الكاتب الأمريكي بوب ودورد في كتابه "الحرب" عن أن الرئيس دونالد ترامب "مخادع"، بعدما سرد قصصا تبين تلك الصفة الموجودة فيه منها أن دونالد ترامب أرسل لنظيره الروسي فلاديمير بوتين أجهزة اختبار كوفيد لاستخدامه الشخصي في عام 2020 وقد تبادل ترامب وبوتين ما يصل إلى سبع مكالمات هاتفية خاصة منذ ترك ترامب منصبه.
وقصة أخرى لمساعد طُلب منه مغادرة مكتب ترامب في منتجعه مار الاغو في فلوريدا حتى يتمكن من الاتصال ببوتين، ويزعم "ودورد" أن المساعد، الذي لم يذكر اسمه، قال إنه كانت هناك مكالمات متعددة بين الجانبين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الامريكية التوترات الإقليمية دونالد ترامب فن العودة دونالد ترامب الکثیر من
إقرأ أيضاً:
أمريكا والفوضى القانونية
تنطوي الأهداف المعلنة لسياسة إدارة الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" الخارجية على التركيز على الأمن من خلال مكافحة الإرهاب فى الخارج، وتعزيز الدفاعات الحدودية، ووضع ضوابط للهجرة، وتوسيع القوات المسلحة الأمريكية، وانتهاج مبدأ "أمريكا أولا" فى التجارة والدبلوماسية التى يصبح الأعداء القدامى بموجبها أصدقاء.
ولا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه اليوم اختبارا وطنيا جديدا لا يقل خطورة عن محطات مفصلية مرت بها سابقا مثل الحرب الأهلية والكساد الكبير وغيرهما. وهذا التحدى لا يأتى من الخارج بل من داخل البيت الأبيض نفسه، حيث يتصرف الرئيس "دونالد ترامب" بطريقة تهدد الدستور والمؤسسات والمجتمع المدنى. والنموذج كان فى لقاء "ترامب" مؤخرا برئيس السلفادور فى البيت الأبيض. فلقد أظهر المشهد أن اللقاء بين الرجلين كان دافئا، إذ يتقاسمان معا تجاهل حقوق الإنسان. ولهذا ناقشا فى لقائهما بلا اكتراث حالة "أبريغو غارسيا"، وهو أب لثلاثة أطفال ومتزوج من أمريكية. ورغم صدور قرار قضائى فى عام 2019 بمنع ترحيله من الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن إدارة "ترامب" قامت بإبعاده إلى السلفادور، وهو القرار الذى تم وصفه لاحقا بالخطأ الإداري. واليوم يحتجز فى سجن قاس رغم أنه لا يملك أي سجل جنائى خلافا للرئيس "ترامب" نفسه.
ولهذا نظر لموقف الادارة الأمريكية على أنه يمثل مسارا للفوضى القانونية، وقد يؤدى إلى وضع تستطيع فيه الحكومة الأمريكية ترحيل أى شخص إلى السجن دون محاكمة. وفى الوقت الذى يتباهى فيه "ترامب" كثيرا بإطلاق سراح رهائن أمريكيين من سجون أجنبية عز عليه إعادة رجل قامت إدارته بترحيله بشكل غير قانوني. الجدير بالذكر أن واشنطن تمول فى الواقع سجون فى السلفادور يحتجز فيها مبعدون مثل "غارسيا". كما أن تحقيقا كشف أن معظم المرحلين إلى السلفادور لم يرتكبوا أي جرائم، ولم يثبت وجود أي صلات لهم بالعصابات. وثبت أن قرارات الترحيل استندت إلى مؤشرات سطحية مثل الوشوم وسوء تفسيرها.
إن ما يراه المرء اليوم فى الولايات المتحدة الأمريكية يذكر بأنظمة استبدادية من الصين وروسيا وفنزويلا وكوريا الشمالية، فهناك يسحق التفكير الحر، وتحاصر الجامعات، ويجبر المثقفون على ترديد خطاب السلطة وعدم الخروج عنه. بل إن إدارة الرئيس الأمريكى " دونالد ترامب" فى سعيها للانتقام تدمر جانب حماية البحث العلمى. ولقد تجسد النموذج فى قرار إدارة "ترامب" بتجميد تمويل قيمته مليارى ونصف المليار دولار، وهو المبلغ الذى كان مخصصا لمشاريع علمية في جامعة "هارفارد"، بعضها يعالج أمراضا خطيرة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب.
واليوم نقول إن تعطش " دونالد ترامب" للسلطة والانتقام ممن ينافسه قد يقاس مستقبلا بعدد الأرواح التي ستفقد بسبب تعطيل البحث العلمى. ولهذا يقال إن ما يجري اليوم فى الولايات المتحدة الأمريكية ليس فقط استبدادا سياسيا بل تخريب مشروع وطنى بأكمله. وهذا الظرف يعد اختبارا لقدرة العالم على الدفاع عن عظمة الولايات المتحدة الأمريكية بعيدا عن رئيسها "دونالد ترامب"، أو كما جاء فى صحيفة "نيويورك تايمز": (بأنه حان الوقت لحماية أمريكا من رئيسها).