مازال طوفان الأقصى يثير الكثير من التساؤلات: كيف لحماس المحاصرة منذ 2007، أن تشن هجومها على إسرائيل؟ وكيف لم تستطع إسرائيل أن تمنعها و تردعها حتى عن مجرد التفكير فيه؟ وكيف تهاوت ركائز القوة الإسرائيلية وعقيدتها الأمنية منذ الانتفاضة الأولى وحتى الآن؟ وهل فوجئت إسرائيل بهجوم السابع من أكتوبر أم أصابها العمى الاستراتيجي، ففشلت في منعه رغم التفارير وتوافر المعلومات المؤكدة لحدوثه؟

نجد الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها في دراسة البروفيسور أفرايم كارش، المدير السابق لمركز بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية، في دراسته المنشورة بمجلة شئون إسرائيل ISRAEL AFFAIRS، في 9 أكتوبر 2024، وعنوانها: "من أوسلو إلى بئيري: كيف أدى وهم السلام الذي دام 30 عاما إلى مذابح حماس في 7 أكتوبر"، والتي تكشف عن جوانب ضعف خطيرة في العقلية والنفسية الإسرائيلية على كافة المستويات.



ونقدم في هذه القراءة عرضا موجزا لها:

النبوءة التي تحققت

في 11 أكتوبر تشرين الأول 1947، هدد الأمين العام لجامعة الدول العربية عبد الرحمن عزام، بأن قرار الأمم المتحدة بإنشاء إسرائيل سيؤدي إلى "حرب إبادة ومذابح خطيرة كمذابح المغول أو الحروب الصليبية". لم يتحقق هذا التهديد آنذاك؛ لكن بعد 76 عاما بالضبطـ، في 7 أكتوبر تشرين الأول 2023، هاجم آلاف من مقاتلي حماس مستوطنات غلاف غزة، وقتلوا 1300 إسرائيلي في أكبر مذبحة لليهود منذ المحرقة.

بُني سلام أوسلو، على وهم أن الفلسطينيين تحولوا إلى شريك سلام حقيقي. المشكلة في هذا المنطق هي أن السلام يُصنع مع الأعداء الذين هُزموا بشكل شامل، أو خاب أملهم في استخدام العنف: وليس مع أولئك المتشبثين بالمقاومة والهدف الاستراتيجي: فلسطين من النهر إلى البحر. وقد قُتل السنوات التي تلت أوسلو، أي أربعة أضعاف متوسط عدد القتلى قبلها. ثم جاء 7 أكتوبر، فضاعف هذه التكلفة البشرية بضربة واحدة.كيف وقعت إسرائيل في نفس حيلة استخدام يوم يهودي مقدس لشن هجوم شامل في الذكرى الخمسين لهجوم يوم الغفران عام 1973؟ كيف فشلت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في اكتشاف عملية بهذا الحجم كانت قيد الإعداد لسنوات؟ أين كان الجيش بقدارته الهائلة خلال هذا اليوم؟ في هجوم السابع من أكتوبر، لم يتم رؤية طائرة واحدة لساعات، على الرغم من أن الهجوم وقع على مرمى حجر من بعض القواعد الجوية؛ فقط حاولت بضع طائرات هليكوبتر هجومية يائسة وقف الطوفان الحمساوي.

العمى الاستراتيجي وشلل في التفكير والتصرف

في 7 أكتوبر، في الساعة الرابعة صباحا، وقبل الغزو بساعتين ونصف، تمت استشارة هاتفية طارئة شارك فيها رئيس الأركان، وقائد الجبهة الجنوبية، ورئيس العمليات، ورئيس الشاباك. نوقش فيها مؤشرات اللحظة الأخيرة على غزو حماس الوشيك، لا سيما التشغيل المتزامن للعديد من بطاقات الهاتف المحمول الإسرائيلية من قبل مقاتلي حماس، ونقل القيادة إلى مخابئ تحت الأرض. انتهت المشاورة بقرار مواصلة استكشاف الأمر في الصباح. ولم يتم تنبيه أحد إلى الخطر الوشيك: لا قائد فرقة غزة، ولا قائد سلاح الجو، ناهيك عن وزير الدفاع أو رئيس الوزراء. وكان الإجراء الاحترازي البسيط الوحيد الذي تم اتخاذه هو إرسال فرقة صغيرة لمكافحة الإرهاب تابعة للشاباك إلى جنوب إسرائيل.

لغز بلا إجابة

غاب عن هذه المكالمة التشاورية رئيس الموساد، الذي كان في عطلة عائلية في إيلات رغم أن مساعده أيقظه الساعة الثالثة صباحا، وأبلغه بالمؤشرات المتواترة على هجوم وشيك لحماس، فرفضها فورا، وأستأنف نومه. لا يزال لغزا لماذا لم يصر رئيس الأركان على مشاركة رئيس الموساد في المشاورة؟ ربما كان يعلم أن هذا لن يحدث فرقا كبيرا، أو ربما لم يثق في رأيه، أو ربما أغلق رئيس الموساد هاتفه لمنع المزيد من التطفل عليه في إجازته رغم أنه كان على علم بخطة غزو حماس لأكثر من عام.

كيف يمكن للمستويات الأمنية العليا في إسرائيل أن تخون بهذه القسوة المجتمعات الحدودية والجنود المكلفين بحمايتهم، الذين قُتل منهم الكثير في أَسرتهم؟ كيف يمكن أن يفشلوا في تنبيه رؤسائهم السياسيين إلى خطر واضح على الأمن القومي الإسرائيلي؟

الرفض العنيد لقبول الواقع

إن الفهم الكامل للعقلية الكامنة وراء هذا التقصير الهائل في أداء الواجب يتطلب تتبع تطور هذا التقصير على مدى ثلاثين عاما منذ أوسلو وحتى اليوم، وخصوصا في العام الذي سبق السابع من أكتوبر. إنه الرفض العنيد لقبول الواقع رغم كل الأدلة المتاحة.

وقد ساهم في إنتاج هذه العقلية:

ـ الإذعان لتحويل الضفة الغربية وقطاع غزة إلى كيانات مقاومة لا يمكن القضاء عليها، مما تسبب في قتل ألفي إسرائيلي، وبلغت ذروتها في 7 أكتوبر. ولولا هذا العمى المتعمد ما حدثت هذه الكارثة.

ـ إضعاف الجيش، واستبدال روحه الهجومية بنهج رد الفعل بعيدا عن السعي التقليدي لتحقيق النصر، وتجاهل أو التقليل من التهديدات التي تواجه إسرائيل لتجنب اللجوء إلى تدابير وقائية.

ـ موجة عارمة من العصيان المدني في 2023 بين اليهود الإسرائيليين، والتي هددت بتقويض القدرات العملياتية للجيش الإسرائيلي وتمزيق النسيج الاجتماعي والسياسي الإسرائيلي. وقد ساعد ذلك في إقناع حماس بأن الوقت قد حان لتنفيذ "عملية طوفان الأقصى" التي خططت لها منذ فترة طويلة.

وهم قاتل

بُني سلام أوسلو، على وهم أن الفلسطينيين تحولوا إلى شريك سلام حقيقي. المشكلة في هذا المنطق هي أن السلام يُصنع مع الأعداء الذين هُزموا بشكل شامل، أو خاب أملهم في استخدام العنف: وليس مع أولئك المتشبثين بالمقاومة والهدف الاستراتيجي: فلسطين من النهر إلى البحر. وقد قُتل السنوات التي تلت أوسلو، أي أربعة أضعاف متوسط عدد القتلى قبلها. ثم جاء 7 أكتوبر، فضاعف هذه التكلفة البشرية بضربة واحدة.

عيون مغلقة تماما

إن قدرة الفلسطينيين على مواصلة خداع السلام قد تعززت بسبب التعب المتزايد للمجتمع الإسرائيلي وتوقه إلى الحياة الطبيعية التي من شأنها أن تسمح له بالتمتع بثرائه المكتسب حديثا. حتى رابين، الذي كان معروفا على نطاق واسع باسم "سيد الأمن"، كان مدفوعا إلى عملية أوسلو بسبب الخوف من أن المجتمع الإسرائيلي قد فقد القدرة على تحمل وخوض صراع طويل الأمد.

بيريز، الذي دفع رابين إلى عملية السلام مع الفلسطينيين، لم ينظر إلى أوسلو على أنها نهاية الصراع فحسب، بل على أنها الطريق لـ "شرق أوسط جديد يكون نقطة محورية روحية وثقافية للعالم بأسره.

حتى شارون بعد انسحابه الأحادي الجانب من غزة، ادعى أنه في أواخر الثمانينيات كان مؤيدا لحل الدولتين عندما حاول إقناع رئيس الوزراء إسحاق شامير بالحاجة إلى تسوية إقليمية: "لا نريد حكما إلى أجل غير مسمى على ملايين الفلسطينيين الذين يضاعفون أعدادهم كل جيل".

أما أولمرت، أحد أكثر السياسيين تشددا في الليكود، فقد تحول بعد أوسلو إلى "صانع سلام"، وقال: "لقد تعبنا من القتال، وسئمنا من هزيمة أعدائنا. نريد أن نعيش في بيئة مختلفة تماما من العلاقات مع جيراننا".

إضعاف الجيش.. خيال "الجيش الصغير الذكي"

سببت الانتفاضة الأولى إرهاقا متزايدا للمجتمع الإسرائيلي، وتوقا إلى الهدوء والحياة الطبيعية. وبدا رابين مقتنعا بمحدودية القوة العسكرية الإسرائيلية. وقال رئيس الأركان دان شومرون بعد عام من بدء الانتفاضة: "لا يوجد شيء اسمه القضاء على الانتفاضة، لأنها في جوهرها صراع قومي". إذن، فقد استبعد قائد الجيش فعليا فكرة النصر، وحدد دور الجيش في شراء الوقت للحكومة لإيجاد حل للصراع.

اكتسبت هذه العقلية الانهزامية زخما كبيرا في عهد إيهود باراك كرئيس للأركان، مع عواقب وخيمة على القدرات والروح القتالية للجيش. فقد جعل مفهوم "الجيش الصغير والذكي" السمة المميزة لفترة ولايته، واستخدم عملية أوسلو نقطة انطلاق لتحقيق هذه الفكرة. وأدى هذا المنطق إلى تخفيض مطرد للقوات البرية لصالح الاعتماد الساحق على القوة الجوية والأسلحة المتطورة التي يُنظر إليها على أنها الحاجز النهائي أمام التهديد الوجودي الوحيد المتبقي: سعي طهران للحصول على أسلحة نووية. وترافق ذلك مع انخفاض مماثل في التشكيلات القتالية للجيش من 16 فرقة عام 1991 إلى 12 فرقة في 2013، وانخفاض القوات المدرعة من 12 فرقة عام 1991 إلى 7 فرق في 2013. واستمرت هذه العملية على قدم وساق في فترة الربيع العربي حيث بدا أن خطر نشوب حرب متعددة الجبهات قد انحسر أكثر بعد الاضطرابات الإقليمية الناجمة عن "الربيع العربي". وفي أواخر عام 2011، تنبأ وزير الدفاع بإضعاف قدرة إيران وحزب الله على محاربة إسرائيل. وردد هذا التوقع وزير الشؤون الاستراتيجية، الذي قال: بدلا من السعي إلى إحباط حصول حزب الله على الصواريخ والقذائف، يجب على إسرائيل ألا تفعل شيئا وتسمح لهذه الترسانة الضخمة "بالتعفن".

إن قدرة الفلسطينيين على مواصلة خداع السلام قد تعززت بسبب التعب المتزايد للمجتمع الإسرائيلي وتوقه إلى الحياة الطبيعية التي من شأنها أن تسمح له بالتمتع بثرائه المكتسب حديثا. حتى رابين، الذي كان معروفا على نطاق واسع باسم "سيد الأمن"، كان مدفوعا إلى عملية أوسلو بسبب الخوف من أن المجتمع الإسرائيلي قد فقد القدرة على تحمل وخوض صراع طويل الأمد.وفي الوقت الذي استمر فيه الحشد العسكري لحزب الله وحماس على قدم وساق؛ تم تقليص سلاح المدرعات، وتسريح مائة ألف من جنود الاحتياط، وتقصير الخدمة الإلزامية للرجال. وتم التركيز على أنظمة أسلحة عالية التقنية.

بحلول 7 أكتوبر 2023 ، كان الجيش الإسرائيلي يتألف من 1300 دبابة فقط، منها 600 دبابة فقط من ميركافا 4، أقل من ثلث قوتها عند إطلاق عملية أوسلو، مجمعة في 5 فرق مدرعة مقارنة ب 12 فرقة في عام 1991. هذا في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تصدر مئات الدبابات المنتجة ذاتيا إلى الجيوش الأجنبية، ولا سيما التي تم الاتفاق مؤخرا على بيع 200 ميركافا MkII/III إلى المغرب.  ونتيجة لذلك، لم تتمكن إسرائيل في الحرب الحالية من تنفيذ عمليات هجومية متزامنة على أكثر من جبهة، وهي نكسة استراتيجية لم يحدث مثلها حتى في حرب 1948.

وقد تفاقم هذا المأزق العملياتي بسبب النقص الرهيب في الذخيرة الأسلحة الذي رافق الانحطاط المطرد للصناعات العسكرية الإسرائيلية "منخفضة التقنية" في عهد أوسلو. وأدى إغلاق خطوط إنتاج الذخيرة والعتاد الحربي إلى النقص الذخائر في الحرب الحالية والاعتماد الشديد على الإمدادات الأمريكية.

التحول من خيول راكضة إلى ثيران كسولة

في مناقشة النجاح في حرب السويس 1956، والتي دمرت فيها الجيش المصري في سيناء واحتلت شبه جزيرة سيناء في 10 أيام، أشاد رئيس الأركان موشيه ديان بحظه في الاضطرار إلى كبح جماح الخيول الراكضة بدلا من حث الثيران الكسولة.

بعد أربعين عاما، تحولت معظم خيول الجيش الإسرائيلي الراكضة إلى ثيران كسولة بسبب الوهم الهائل بأن عملية أوسلو قد بشرت بعصر سلام لم تعد فيه إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا من جيرانها الفلسطينيين والعرب، بل مجرد تهديد يمكن التحكم فيه من المنظمات المتطرفة. ونتيجة لذلك، امتلأت هيئة الأركان بضباط مطيعين ومتواضعين، وتخلى الجيش عن سعيه الدائم لتحقيق نصر سريع، والاكتفاء باستراتيجية "جز العشب" التي سعت إلى احتواء هذه المنظمات وإنهاكها والقضاء الصبور على قدراتها. وتأجيل الحريق التالي لأطول فترة ممكنة. اكتسبت هذه الاستراتيجية زخما بسبب الاعتقاد بأن هذه المنظمات تمثل مثلا قومية أو إسلامية عميقة الجذور ولا يمكن هزيمتها بقوة السلاح.

في 24 أيار/مايو 2000، كان رئيس الوزراء باراك مدفوعا بنفس المنطق، فأسرع بالانسحاب من جانب واحد من جنوب لبنان تاركا وراءه أسلحة ثقيلة ومعدات عسكرية. كان ينظر إلى هذه الخطوة في العالم العربي على أنها هزيمة للجيش الإسرائيلي القوي من قبل قوة حرب عصابات صغيرة ولكنها مصممة وساعدت في إشعال "انتفاضة الأقصى". إذ لم تستطع إسرائيل تحمل 20-25 قتيلا سنويا في القتال ضد حزب الله، وهو عدد أقل من عشر عدد القتلى على طرقها.

مكن هذا الانسحاب من ازدياد وتوسع قوة حزب الله إلى أبعاد هائلة، وتعزيز قبضته على لبنان، وتحويل جنوب لبنان إلى معقل له ونقطة انطلاق للهجمات على الأراضي الإسرائيلية، وسخر أمينه العام من إسرائيل ووصفها بأنها "أضعف من شبكة العنكبوت".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب دراسة الفلسطينيين دراسة احتلال فلسطين طوفان الاقصي كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس الأرکان عملیة أوسلو فی 7 أکتوبر الذی کان على أنها

إقرأ أيضاً:

“إسرائيل” تغرق برسائل الجيش لإيقاف حرب غزة

يمانيون

شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا في الكيان الصهيوني في الأصوات الداعية إلى وقف الحرب في غزة والتوصل إلى صفقة تبادل جديدة لاستعادة الأسرى في القطاع، حتى لو كان الثمن هو إنهاء القتال، كما عبّر جنود يخدمون حاليًّا وسابقًا في وحدات مختلفة من الجيش “الإسرائيلي”، إلى جانب مسؤولين في أجهزة أمنية أخرى مثل “الموساد”، عن دعمهم لما يُعرف بـ”رسالة الطيارين”، والتي تدعو بوضوح لإتمام صفقة التبادل، وفقًا لما نقلته محللة الشؤون العسكرية في هيئة البث الرسمية “كان” كارميلا مناشِه.

وأشارت المحللة إلى رسالة نُشرت، صباح أمس (الاثنين)، وقّعها أكثر من 1,600 جندي من جنود الاحتياط والسابقين في وحدة المظليين، عبّروا من خلالها عن موقف مماثل. لاحقًا، انضمّت مجموعات أخرى من خريجي وحدة “8200”، برنامج “تلبيوت”، ووحدات النخبة مثل “شلداغ”، بالإضافة إلى نحو 1,500 من مقاتلي سلاح المدرعات، ومسؤولين سابقين في “الموساد” من بينهم رؤساء أقسام ونواب رؤساء، وجميعهم وقّعوا على رسائل تدعو لوقف القتال.

احتجاج واسع النطاق داخل المؤسسة الأمنية
ليئور زيلر، ضابط احتياط برتبة رائد وأحد الموقّعين على الرسالة، قال في مقابلة إذاعية: “وقّعت دون تردد لأنّ رد فعل الجيش بدا غير متناسب. توقيعنا لا يحمل أي دلالة سياسية، إنّه نابع من رغبة حقيقية في استعادة “المختطفين” (الأسرى). لو لم يهددنا الجيش، لكان الوضع مختلفًا. أنا أحاول التأثير كـ”مواطن” (مستوطن)، وسأعود للخدمة إن اُستدعيت”.

سلاح البحرية ينضم للحملة
في أعقاب نشر “رسالة الطيارين”، بدأ ضباط في سلاح البحرية بجمع تواقيع على عريضة مشابهة، وقد وُجهت الرسالة إلى رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، وأعضاء الكنيست، وقيادة الجيش، و”الجمهور الإسرائيلي”، وجاء فيها: “أهداف الحرب – استعادة “المختطفين” (الأسرى) واستعادة الأمن – لم تتحقق. نحن نحمِّل العبء، لكن المسؤولية عليكم. أوقفوا القتال”.

شعبة الاستخبارات العسكرية أيضًا
ضباط احتياط وعناصر نشطون وسابقون في وحدات جمع المعلومات التابعة لشعبة الاستخبارات (أمان) وقّعوا أيضًا على رسالة احتجاج، جاء فيها: “نحن نعتقد أنّ “الحرب” (العدوان) في هذه المرحلة تخدم مصالح سياسية وشخصية وليس أهدافًا أمنية. استمرار القتال لن يحقق أيًّا من أهدافه المُعلنة، بل سيؤدي إلى وفاة “مختطفين” (أسرى) وجنود و”مدنيين” (مستوطنين). كما نشعر بقلق من تآكل حافز جنود الاحتياط وارتفاع نسب الغياب، وهي ظاهرة مقلقة للغاية”.

رسالة من عناصر سابقين في “الموساد”
نحو 250 عنصرًا سابقًا في جهاز “الموساد”، من بينهم 3 رؤساء سابقين، أصدروا بيان دعم لرسالة الطيارين، عبروا فيه عن دعمهم الكامل لرسالة الطيارين التي تعكس قلقهم العميق على مستقبل الكيان. ودعوا للتوصل فورًا إلى اتفاق يُعيد جميع الأسرى الـ59، حتى ولو كان الثمن هو وقف القتال.

مظليون ومشاة سابقون: هذه ليست دعوة للعصيان
نحو 1,500 مقاتل ومُقدّم سابق في وحدة المظليين نشروا عريضة دعوا فيها إلى صفقة تبادل ووقف الحرب، مؤكدين: “لقد خدمنا سنوات طويلة، ولا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي. دعوتنا ليست للجيش أو قيادته، وليست عصيانًا. إنها دعوة لإنقاذ الأرواح. كما أثبت التاريخ، لا شيء يعيد “المختطفين” (الأسرى) سوى اتفاق”.

سلاح المدرعات ينضم أيضًا
في رسالة وقّعها حوالي 1,500 من جنود سلاح المدرعات السابقين، عبّروا عن دعمهم الكامل لرسالة الطيارين، وعن قناعتهم بأن على الحكومة “الإسرائيلية” أن تفعل كل ما بوسعها لإعادة الأسرى الصهاينة، حتى لو كان الثمن وقف القتال، معتبرين أنَّ هذا ليس عصيانًا بل تعبيرًا شرعيًا عن رأي مستوطنين لا يخدمون حاليًا في الجيش.

الجامعات تدخل الخط
نحو 2,000 من أعضاء الهيئة التدريسية في مؤسسات التعليم العالي وقّعوا على عريضة دعم لرسالة الطيارين، جاء فيها: “في هذه المرحلة، الحرب تخدم مصالح سياسية وشخصية، لا أمنية”.

“رسالة الطيارين” التي أشعلت الجدل
قبل أسبوع، كشفت قناة “كان” عن رسالة أثارت زلزالًا في قيادة سلاح الجو، وقّعها عدد من الطيارين يدعون فيها لوقف القتال في غزة. أكدوا فيها أنّ الحرب الحالية تخدم مصالح سياسية لا أمنية، واستمرارها سيؤدي إلى مقتل أسرى وجنود ومستوطنين، ويُضعف دافعية جنود الاحتياط. ورغم أنّ الرسالة لا تتضمن تهديدًا بالعصيان، إلّا أنّ قائد القوات الجوية تومر بار حذّر الموقّعين من أنّهم لن يُسمح لهم بمواصلة الخدمة في سلاح الجو.

جهاز “الشاباك” أيضًا: “القطيعة مع الجمهور تتعمق”
كذلك، انضم عناصر سابقون في جهاز الأمن العام “الشاباك” للاحتجاج، وكتبوا: “رسائل زملائنا من الطيارين، و”الموساد”، وسلاح المدرعات تعكس أزمة ثقة عميقة في الحكومة الحالية. حكومة الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر تتجاهل المصلحة الوطنية لصالح حسابات ائتلافية ضيقة، فقدت ثقة “الجمهور” وتسللت عناصر خارجية إلى مركز اتخاذ القرار، وطرد المحتجين من الاحتياط لن يُعيد الثقة، بل العكس تمامًا”.

رسالة من جنود وحدة المتحدث باسم الجيش
جنود حاليون وسابقون في وحدة المتحدث باسم الجيش وقعوا أيضًا على رسالة طالبوا فيها بإعادة الأسرى فورًا ووقف الحرب، معتبرين أنَّ وقف القتال ليس تنازلًا بل ضرورة، لأن الحرب اليوم لا تخدم إلّا المصالح السياسية والشخصية، واستمرارها يعني موت المزيد من الأسرى والجنود والمستوطنين. وأضافوا في ختام الرسالة: “أوقفوا الحرب وأعيدوا “المختطفين” (الأسرى) الآن. كل يوم تأخير يُهدد حياتهم”.

نتنياهو يرد بعنف: “حفنة من الأعشاب الضارة”
نتنياهو هاجم الرسائل التي صدرت عن جنود الاحتياط، قائلًا: “”الجمهور” (المستوطنون) لم يعد يصدق هذه الدعاية. هذه الرسائل لم تُكتب باسم جنودنا، بل كُتبت من قبل حفنة صغيرة من الأعشاب الضارة، تُموَّل من جمعيات أجنبية هدفها إسقاط حكومة اليمين. هم مجموعة متقاعدين صغيرة، ضوضائية، فوضوية ومنفصلة عن الواقع – ومعظمهم لا يخدم منذ سنوات”.

وأضاف: “هؤلاء الأعشاب الضارة يحاولون إضعاف “إسرائيل” والجيش، ويبعثون برسائل ضعف لأعدائنا، ولن نسمح لهم بذلك. “المواطنون” (المستوطنون) فهموا الدرس، العصيان هو عصيان مهما كان اسمه. كل من يحرّض على العصيان سيُطرد فورًا”.
* المادة نقلت حرفيا من موقع العهد الاخباري

مقالات مشابهة

  • ‏أمير قطر: إسرائيل لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه سابقا في غزة
  • بينهم 16 طفلاً.. استشهاد 23 فلسطينيًا في غارة للاحتلال استهدفت خيام النازحين بغزة
  • دراسة جديدة تظهر فعالية دواء تجريبي في علاج مرض ألزهايمر
  • قنابل خارقة أمريكية تصل إسرائيل.. و"حماس" تدعو إلى شد الرحال للمسجد الأقصى
  • رئيس القابضة للكهرباء يصدر حركة تغيرات بشركات توزيع كبرى
  • هل يمكن لمشروبك اليومي أن يزيد خطر إصابتك بالسرطان؟ دراسة جديدة تجيب
  • “إسرائيل” تغرق برسائل الجيش لإيقاف حرب غزة
  • المعجزة والكرامة والإهانة
  • ياسر برهامي يكشف سبب تغير موقف الدعوة السلفية من عملية طوفان الأقصى - فيديو
  • عون: الجيش اللبناني يقوم بدوره كاملاً في مناطق انسحاب إسرائيل