سودانايل:
2025-02-01@17:14:36 GMT

كلية الخرطوم الجامعية (1951-1956)

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

أحمد إبراهيم أبوشوك

 (1)

شكَّلت كلية الخرطوم الجامعية المرحلة الثانية لتطور كلية غردون التذكارية، التي أُنشئت تخليدًا لذكرى الجنرال تشارلس غردون، حكمدار عام السُّودان (1884-1885م)، الذي قُتل في 26 يناير 1885م، أثناء حصار أنصار الإمام المهدي لمدينة الخرطوم. واعتبر السير رتشارد تمبل (1826-1902م) قتله "مُصِيبةً كُبرى"؛ لأن فيه تحدِّيًا لكبرياء الإمبراطورية البريطانية؛ ولذلك أوصى بضرورة استرجاع المدينة المحررة (الخرطوم)، ووصف عمليَّة الاسترجاع بأنها "عمل مرغوب فيه بشدة.

.. ولذلك يصعب رسم خطٍ فاصلٍ بين المنفعة العاجلة والضرورة". تؤكد هذه الدعوة لاسترجاع الخرطوم أنَّ حكومة صاحبة الجلالة كانت لا تحكمها معايير أخلاقيَّة في سبيل تحقيق أهدافها الاستراتيجية، كما أنَّها توضِّح أنَّ حكومة السير وليام غلادستون (1880-1885) في لندن كانت تخشى من أصداء انتصارات الثورة المهديَّة في أرجاء الإمبراطوريَّة الواسعة؛ لأنها كانت تعتقد أنَّ صدى الانتصارات سيجيش الشعوب الشرقية ضد سيادتها الاستعماريَّة. ولذلك من أوائل الأعمال التي قام بها اللورد كتشنر، أول حاكمٍ عامٍ للسودان الإنجليزي-المصري (1899)، بعد القضاء على الدولة المهدية (1885-1898)، أنّه نادى بإنشاء كلية تعليمية باسم غردون، تخليدًا لسيرة الجنرال واحتفاءً بانتصار الإمبراطورية العسكري على "دولة الدراويش". تبرع البريطانيون في إنجلترا، وأستراليا، وكندا، ونيوزيلندا، وجنوب أفريقيا، ومصر، والهند بسخاء لإنشاء الكلية، التي وضع اللورد كُرومر (Lord Cromer)، المندوب السامي البريطاني في القاهرة، حجر أساسها في 5 يناير 1899م، وافتتحها اللورد كتشنر في 8 نوفمبر 1902م، واكتملت مبانيها عام 1903. وعُين السير جيمس كري (James Currie) أول عميدٍ لكلية غردون التذكارية، إلى جانب وظيفته مديرًا لمصلحة المعارف (1900-1914) ، وكانت سياسته التعليمية ترمي إلى تحقيق الأهداف الآتية:

خلق طبقة من الحرفيين المهرة.
نشر قدر من التعليم بين سواد الناس، يكفي لتمكين المستفيدين منه من إدراك عمل الجهاز الحكومي، ولا سيما فيما يختص بعدالة القضاء وحياديته.
تكوين كادر إداري صغير، قادر على ملء الوظائف الحكومية ذات الطابع الإداري والتقني.

(2)

في ضوء هذه الأهداف التعليمية، نُقلت مدرسة الخرطوم الأوليَّة ومعهد تدريب نظَّار المدارس والقضاة الشرعيين والمدرسة الصناعية بأم درمان إلى مباني كلية غردون التذكارية، ثم أُسست ورشة صناعية لتعليم النجارة والمساحة ومبادئ الهندسة الميكانيكية داخل مباني الكلية، وحصلت الكلية أيضًا على مختبر لأبحاث المناطق المدارية، تبرَّع به السير هنري ويلكم (Henry Wellcome). وفي عام 1905 أنشأت الكلية قسمًا للتعليم الثانوي؛ لاستيعاب خريجي المدارس الابتدائية (الوسطى بعد عام 1933). وتفرع القسم الجديد إلى شعبة المساحين التي كانت مدة الدراسة فيها عامين، وشعبة مساعدي المهندسين والملاحظين التي كانت مدة الدراسة فيها أربعة أعوام، وخُصص جناح في مباني الكلية لتدريس طلبة مدرسة الخرطوم العسكرية. وفي العام 1906 أُسس قسم لتدريب معلمي المرحلة الابتدائية لمدة أربع سنوات.

(3)

وبعد وفاة اللورد كتشنر، الذي غرقت سفينته في 5 يونيو 1916 غربي جزر أوركني (Orkney) الإسكتلندية، دعت الحكومة الاستعمارية إلى تأسيس مدرسة طبية باسمه. وكان أول المساهمين في إنشاء مدرسة كتشنر الطبية أحمد هاشم البغدادي، الذي أوقف بعض عقاراته في أم درمان والخرطوم لدفع المصاريف الدراسية للطلبة المتميزين-المحتاجين، وذلك إلى جانب التبرعات الداخلية والخارجية الأخرى، والدعم المالي الذي قدمته حكومة السُّودان لإنشاء المدرسة الطبية. وفي 29 فبراير 1924 اُفتتحت مدرسة كتشنر الطيبة، مسترشدةً بمناهج الكليات الطبية في المملكة المتحدة. كما أُنشئت في العام نفسه ستةُ أقسام ثانوية مهنية، شملت قسم القضاء الشرعي، وقسم الهندسة، وقسم العرفاء، وقسم الكتبة، وقسم المحاسبين، وقسم العلوم. وكانت الدراسة في خمسة أقسام منها لمدة أربع سنوات، بينما بلغت مدة الدراسة في قسم القضاء الشرعي خمس سنوات. وبناءً على توصيات لجنة دو لاوار (De La Warr)، حُوِّل القسم الثانوي إلى مدرستي وادي سيدنا وحنتوب الثانويتين، وخُصصت كلية غردون التذكارية لمجموعة من المدارس الثانوية العليا (Post-secondary Higher Schools)، التي شملت مدرسة الحقوق (1936)، ومدرسة الزراعة (1938)، ومدرسة العلوم البيطرية (1938)، ومدرسة العلوم (1939)، ومدرسة الهندسة (1939)، ومدرسة الآداب (1940)، ومدرسة الإدارة (1940). ثم وُضعت جميع هذه المدارس تحت إدارة واحدة عام 1945، وعُين دكتور ج. د. توتهيل (J. D. Tothill)، أول مديرٍ لها، ويعاونه السيد س. و. م. كوكس (C.W.M. Cox)، العميد الأسبق لكلية غردون التذكارية (1937-1940).

(4)

وفي عام 1951 صدر قانون كلية الخرطوم الجامعية، الذي ضمَّ مدرسة كتشنر الطيبة إلى الكلية الجامعية، وفي تلك الفترة كان مدير كلية الخرطوم الجامعية ل. س. ويلشر (1947-1956)، وبموجب ذلك حدثت توأمة بين كلية الخرطوم الجامعية وجامعة لندن، إذ أضحت جامعة لندن تصدر شهادات الخريجين المتفوقين من كلية الخرطوم الجامعية، وبقية الخريجين يحصلون على شهادات دبلوم محلية تصدرها كلية الخرطوم الجامعية. وبعد أن نال السودان استقلاله عام 1956، تمَّ تغيير اسم كلية الخرطوم الجامعية إلى جامعة الخرطوم، وبذلك أصبحت أول جامعة مستقلة تمنح شهاداتها الخاصة دون ارتباط بجامعة لندن، وعُين مايكل غرانت (Michael Grant) أول مدير لها، وظل في منصبه إلى أن سَوْدَنَ الوظيفة الأستاذ نصر الحاج علي عام 1958م، بوصفه أول مدير سوداني لجامعة الخرطوم.

(5)

قائمة مديري جامعة الخرطوم (1956-2024)






















































































































رقم الاسم الفترة الزمنية
1. بروفيسور مايكل غرانت (Michael Grant) مارس 1956- يونيو 1958
2. الأستاذ نصر الحاج علي يوليو 1958- أبريل 1962
3. بروفيسور النذير دفع الله أبريل 1962- يونيو 1968
4. بروفيسور عمر محمد عثمان يوليو 1968- أغسطس 1971
5. بروفيسور مصطفى حسن إسحاق أغسطس 1971- يوليو 1974
6. بروفيسور عبد الله الطيب المجذوب يوليو 1974- نوفمبر 1975
7. بروفيسور عبد الله أحمد عبد الله نوفمبر 1975- فبراير 1977
8. بروفيسور علي محمد فضل فبراير 1977- فبراير 1981
9. بروفيسور عمر محمد بليل فبراير 1981- أبريل 1985
10. بروفيسور يوسف فضل حسن أبريل 1985- أبريل 1990
11. بروفيسور مدثر الدرديري التنقاري أبريل 1990- يناير 1992
12. بروفيسور مأمون محمد علي حميدة يناير 1992- يناير 1994
13. بروفيسور هاشم محمد الهادي يناير 1994- مارس 1998
14. بروفيسور الزبير بشير طه  مارس 1998- يناير 2000
15. بروفيسور عبد الملك محمد عبد الرحمن يناير 2000- أبريل 2004
16. بروفيسور إبراهيم أحمد غندور أبريل 2004- سبتمبر 2004
17. بروفيسور محمد أحمد علي الشيخ سبتمبر 2004- أبريل 2009
18. بروفيسور مصطفى إدريس البشير أبريل 2009- يناير 2011
19. بروفيسور الصديق أحمد المصطفى حياتي يناير 2011- فبراير 2015
20. بروفيسور أحمد محمد سليمان محمد فبراير 2015- أكتوبر 2019
21. بروفيسور فدوى عبد الرحمن علي طه أكتوبر 2019 – أبريل 2022
22. بروفيسور عماد الدين الأمين الطاهر عرديب أبريل 2022 - الآن

 

ahmedabushouk62@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدراسة فی

إقرأ أيضاً:

ضباط وطلبة كلية الشرطة يشاركون المواطنين الاحتفال بعيد ‏الشرطة الـ73‏

يواصل رجال الشرطة مشاركة المواطنين الاحتفال بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة بمختلف محافظات الجمهورية.

ويأتي ذلك حرصا من أجهزة وزارة الداخلية على مشاركة الاحتفال بهذه المناسبة مع جميع أطياف المجتمع، كونها ذكرى راسخة فى أذهان المصريين، ولا تنسب فقط إلى الشرطة بل إلى جموع الشعب.

ونظم ضباط وطلبة كلية الشرطة زيارات لعدد من المستشفيات على مستوى الجمهورية، وغلبت على هذه الزيارات أجواء ومشاعر الفرحة والبهجة التى تخللها توزيع هدايا على المرضى بهذه المستشفيات ساهمت فى رفع روحهم المعنوية.

وشهدت الاحتفالات تنظيم زيارات لدور رعاية المسنين، وامتدت الاحتفالات إلى تنظيم زيارات لعدد من الجامعات والمدارس فى إطار الحرص على التعريف بالدور الوطنى لرجال الشرطة وغرس القيم الوطنية لدى شباب المستقبل ومشاركتهم الاحتفال بهذه المناسبة الخالدة فى وجدان كل مصرى.

وتضمنت الزيارات للأندية الرياضية التعريف بدور رجال الشرطة خاصة الحماية المدنية فى حماية الأرواح والممتلكات، كما استقبلت المواقع الشرطية زيارات من طلبة الجامعات وطلبة المدارس لتقديم التهنئة بعيد الشرطة، وكانت فرصة لهم للتعرف على الدور الوطنى لرجال الشرطة فى حفظ ممتلكات وأرواح المواطنين.

وحرصت وزارة الداخلية على تنظيم احتفالات بأندية الشرطة لذوى الهمم التي تقدم الوزارة لهم دعماً متواصلاً على مدار العام وتحرص على الاحتفال معهم بكافة المناسبات.

وشهدت الاحتفالات أجواء من البهجة والسعادة، وحرص الجميع على تبادل التهنئة بهذه المناسبة التى تعكس تقديراً كبيراً لرجال الشرطة.

وشملت الاحتفالات اصطحاب الأطفال الأيتام إلى المتحف المصرى الكبير وتم اصطحاب هؤلاء الأطفال للعاصمة الإدارية الجديدة لمشاهدة معالمها المختلفة.

ولاقت تلك المبادرات والفعاليات المختلفة التى نظمتها الوزارة قبولاً واستحساناً من قبل المواطنين، الذين أثنوا على حرص وزارة الداخلية بالمشاركة المجتمعية فى العديد من المناسبات، وأعربوا عن خالص تقديرهم لجهاز الشرطة ودوره فى تحقيق رسالة الأمن، وتضحيات الشهداء الأبرار لحفظ الوطن وصون مقدراته.

اقرأ أيضاًمنها الترجمة لـ25 لغة.. خدمات قدمتها وزارة الداخلية بقطاع الأحوال المدنية

إقبال كبير على خدمات وزارة الداخلية بحرم المدينة الجامعية بعين شمس

مقالات مشابهة

  • ضباط وطلبة كلية الشرطة يشاركون المواطنين الاحتفال بعيد ‏الشرطة الـ73‏
  • الجيش يواصل تقدمه بالخرطوم .. وحميدتي يقر بالخسائر
  • سعيد الطاير: اكتسبا قدرات قيادية في مدرسة محمد بن راشد
  • السفير حسام زكي: العراق تستضيف القمة العربية في أواخر أبريل
  • تأمين احتياجات المستشفيات الجامعية وتجهيز مستشفى 500500
  • وزير التعليم العالي يناقش تأمين احتياجات المستشفيات الجامعية
  • انطلاقة بطولة الاتحاد السعودي للرياضة الجامعية للتايكوندو بجامعة تبوك
  • مؤسسات محمد بن خالد آل نهيان تنظم فعاليات بيئية وثقافية
  • دبي.. افتتاح "ند الشبا مول" في أبريل المقبل
  • وزير التعليم العالي يناقش مع رئيسة الروتاري تعزيز التعاون مع المستشفيات الجامعية