بعد أكثر من أسبوعين..الخارجية السودانية تتحدث عن “مذبحة الهلالية” شرق الجزيرة واجتياح قوات الدعم السريع وكشف إحصائيات كارثية جديدة.. وفاة كل نصف ساعة تسمم وحصار وفرض أموال ضخمة للخروج
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
متابعات – تاق برس- كشفت الخارجية السودانية، مقتل 120 سودانيا على مدار اليومين الماضيين في “مذبحة” جديدة في مدينة الهلالية، بولاية الجزيرة، على يد قوات الدعم السريع و”مليشيا الجنجويد”.
وقال بيان الخارجية السودانية إن ضحايا تلك المعارك بلغ عددها حتى الآن 120، قتلا بالرصاص أو نتيجة للتسمم الغذائي، إضافة إلى افتقاد مئات المدنيين من رجال ونساء وأطفال تحتجزهم الميليشيا رهائن في مواقع مختلفة من المدينة للرعاية الطبية.
وأوضحت الخارجية السودانية، أن قوات الدعم السريع ارتكبت تلك “الجريمة البشعة”، بينما تتواصل بيانات الإدانة الدولية للمذابح التي نفذتها الأسبوعين الماضيين في قرية السريحة و58 قرية أخرى و6 مدن في شرق ولاية الجزيرة، وقتل خلالها المئات من المدنيين.
وشدد البيان على أن قوات الدعم السريع تشن “حملات انتقامية مروعة على يد من اسماهم البيان “مرتزقة الجنجويد علي الأبرياء العزل” بعد انشقاق عدد من قادة “الميليشيا” وعناصرها.
وأوضحت الخارجية السودانية، أن تلك العمليات تتزامن مع حملة “انتقامية وحشية مشابهة” ضد القرويين العزل في شمال دارفور، بعد فشل هجماتها المتكررة على الفاشر، حيث حرقت خلالها أكثر من 40 قرية في الولاية.
وشدد البيان، على أن التصعيد الممنهج ضد المدنيين يهدف استدعاء التدخل العسكري الدولي في السودان، تحت ذريعة حماية المدنيين، بما يمكن من اسماها البيان “المليشيا” من تجنب الهزيمة العسكرية، والاحتفاظ بالمواقع التي تحتلها، بما فيها مئات الآلاف من منازل المواطنين بالعاصمة وعدد من المدن الأخرى، وكذلك مواصلة احتجاز آلاف المدنيين رهائن في معتقلات سرية.
وطالبت الخارجية السودانية المجتمع الدولي بتصنيف قوات الدعم السريع كـ”جماعة إرهابية” بدلا من الاستجابة لابتزازها، وملاحقة قياداتها وعناصرها كمطلوبين للعدالة الدولية، واعتبار كل من يساعد أو يدعم المليشيا أو يستضيف قياداتها والمتحدثين باسمها راعيا للإرهاب وشريكا في جرائم المليشيا وفق البيان.
موت بالتسمم والحصار..
وتدهورت الأوضاع الإنسانية والصحية في مدينة الهلالية شرقي ولاية الجزيرة وسط السودان إثر حصار تفرضه قوات الدعم السريع منذ أيام على المواطنين فيها.
وكشفت منصة “مؤتمر الجزيرة” -المختصة بأخبار الولاية- عن طحن الدعم السريع قمحا مُسمدا (يحتوي على أسمدة) وتوزيعه على المحتجزين في الهلالية مما أدى إلى وفيات على رأس كل نصف ساعة، ويتم تحديث قوائم الوفاة على مدار الساعة.
وقال الأمين العام للمنصة المُبر محمود إن حالات الوفاة بالتسمم بلغت حوالي 97 حالة، وأكثر من 13 قتيلا رميا برصاص الدعم السريع، إلى جانب تدمير القوات أكثر من 10 آبار مياه تدميرا كُليا وقطع أسلاك الكهرباء والمحولات، حيث يعيش سكان الهلالية الآن في ظلام دامس دون ماء وكهرباء.
شبكة أطباء السودان (غير حكومية) قالت أن قوات الدعم السريع منعت الكوادر الطبية من إسعاف المصابين وهددت الممرضين بالقتل إذا لم يستجيبوا لتوجيهاتها، مع فرض حصار كامل على المنطقة. وطالبت المنظمات الأممية بفتح جسر إنساني لإنقاذ المدنيين من الحصار وإجلائهم من المنطقة.
ونددت الخارجية السودانية بما وصفته بالمذبحة في مدينة الهلالية حيث بلغ عدد القتلى 120 بالرصاص، أو بسبب التسمم الغذائي.
مخاوف التدخل الدولي
وقالت إن “التصعيد الممنهج للمذابح والفظائع من الدعم السريع ضد المدنيين يهدف لاستدعاء التدخل العسكري الدولي في السودان تحت ذريعة حماية المدنيين، بما يمكن هذه القوات من تجنب الهزيمة العسكرية، والاحتفاظ بالمواقع التي تحتلها، بما فيها مئات الآلاف من منازل المواطنين بالعاصمة الخرطوم وعدد من المدن الأخرى”.
بدورها، أفادت منصة “مؤتمر الجزيرة” بأن أكثر من 30 ألف مدني محاصرون في الهلالية من بين 100 ألف من سكانها والنازحين إليها.
وقال الأمين العام للمنصة إنه تم تسجيل أكثر من حالة عنف جنسي ضد الفتيات في الهلالية بعضهن ما زلن محتجزات في المدينة، كما نهبت قوات الدعم السريع أكثر من 18 طاحونة دقيق ورحلتها إلى أماكن أخرى.
وتفرض “الدعم السريع” رسوما تبلغ مليون جنيه (500 دولار) نظير الخروج من الهلالية إلى منطقة أم ضوابان بولاية الخرطوم التي تقع أيضا تحت سيطرتها، و”تبتز” ماليا النازحين الذين تجاوز عددهم 20 ألفا بطلب فدية مقابل المغادرة، في ظل عدم وجود تدخل لأي منظمات إنسانية في مناطق سيطرتها.
وكشفت منصة “مؤتمر الجزيرة” عن تهجير سكان أكثر من 400 قرية من شرق الجزيرة، بينها 115 تم تهجيرها جُـزئيا، بينما بلغ أعداد النازحين الذين تم رصدهم أكثر من 400 ألف نازح.
ونفذت قوات الدعم السريع هجمات انتقامية على مدن وقرى شرق الجزيرة منذ 21 أكتوبر الماضي، ردًا على انشقاق قائدها في الولاية، أبو عاقلة كيكل، وانضمامه للجيش، وتُعتبر المناطق المستهدفة مناطق نفوذه وعشيرته.
وحسب منصة مؤتمر الجزيرة فرضت قوات الدعم السريع رسومًا مالية بلغت مليون جنيه- حوالي 500 دولار- لترحيل الفرد الواحد من المحتجزين إلى منطقة”أم ضوا بان” في شرق النيل بالخرطوم.
الخارجية السودانيةالدعم السريعمذبحة الهلالية
المصدر: تاق برس
كلمات دلالية: الخارجية السودانية الدعم السريع الخارجیة السودانیة قوات الدعم السریع مؤتمر الجزیرة أکثر من
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع توسع هجماتها في ولاية الجزيرة.. ومستشفيات الخرطوم تكتظ بالجثث
ارتفعت حصيلة ضحايا هجمات قوات الدعم السريع المستمرة منذ الثلاثاء على قرية ود عشيب في ولاية الجزيرة إلى 70 قتيلا.
ونددت منصة نداء الوسط الحقوقية، باستمرار حصار “الدعم السريع” لقرية ودعشيب شرقي ولاية الجزيرة، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى الجرحى وسط المدنيين.
وخلال اليومين الماضيين، هاجمت القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي ” قرية ودعشيب، ما أسفر عن مقتل 42 شخصا رميا بالرصاص، ليرتفع عدد القتلى الخميس إلى 70، بالإضافة إلى نهب وترويع السكان وفرض حصار محكم عليهم.
كما أن القوات المهاجمة، أجبرت النساء والأطفال وكبار السن على الخروج من منازلهم، ما اضطرهم للتجمع على شاطئ نهر النيل الأزرق في ظل ظروف صحية وبيئية سيئة، وفق منظمات سودانية، التي أمدت أن هجوم الدعم السريع وصل إلى قرى “التكلة رفاعة، بيضاء والقريقريت” في الجزيرة، حيث هجرت قسريا كافة المواطنين عقب نهب ممتلكاتهم الخاصة.
ولفتت المنصة إلى أن أهالي وحدة الشبارقة الإدارية شرق مدينة ود مدني يعيشون أوضاعا مأساوية للغاية بعد تخريب الدعم السريع أنظمة الطاقة الشمسية الخاصة بآبار المياه، فضلا عن منع المواطنين من الخروج من المنطقة التي باتت تعاني شحا في المواد الغذائية وانعدام للأدوية المنقذة للحياة.
وحذرت من انتشار الأمراض في الشبارقة وتعمد “الدعم السريع” تجفيف المنطقة من جميع الغذاء والدواء ومحاصرة أهلها مما خلق كارثة إنسانية لا تقل عن تلك التي حلت بمدينة الهلالية والقرى المحاصرة الأخرى في الجزيرة.
وتجددت الاشتباكات بين "الدعم السريع" والجيش السوداني بولاية الجزيرة في 20 تشرين الأول / أكتوبر الماضي، على خلفية انشقاق القيادي بقوات الدعم أبو عاقلة كيكل، وهو من أبناء الولاية، وإعلان انضمامه إلى الجيش.
وفي كانون الأول / ديسمبر 2023، سيطرت "الدعم السريع" بقيادة كيكل، على عدة مدن بالجزيرة بينها "ود مدني" مركز الولاية.
وتسيطر "الدعم السريع" حاليا على أجزاء واسعة من الولاية عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
وفي الخرطوم، حذرت غرفة طوارئ جنوب الخرطوم، من اكتظاظ مشرحة مستشفى بشائر بالجثث، مشيرة إلى مقتل 200 شخص على الأقل في المنطقة خلال الشهرين الماضيين.
وكشفت “الغرفة” عن اكتظاظ مشرحة مستشفى بشائر في المنطقة بعدد من الجثامين في انتظار ذويها لاستلامها، مشيرة إلى أن أحياء جنوب الحزام تشهد ترديا مريعا في الخدمات الصحية وانعدام لأدوية الأمراض المزمنة والمنقذة للحياة.