تسخين الأجواء بين الكوريتين.. حرب الـجي بي إس تهدد استقرار المنطقة
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
شهدت العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية توترًا متصاعدًا في الآونة الأخيرة، حيث اشتدت المواجهات على عدة جبهات، أبرزها الهجمات المتبادلة باستخدام "الجي بي إس" (نظام تحديد المواقع العالمي)، في أحدث حلقة من الصراع المستمر بين الجارين.
ففي الأيام الماضية، نفذت كوريا الشمالية سلسلة من عمليات التشويش على النظام، ما أدى إلى اضطرابات في حركة السفن والطائرات المدنية في كوريا الجنوبية.
هذه التحركات تأتي في سياق تدهور مستمر للعلاقات بين البلدين، التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من التوتر في ظل تهديدات واتهامات متبادلة.
ففي الساعات الأخيرة من يومي الجمعة والسبت، أعلنت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي عن تعرض نظام الـ "جي بي إس" في كوريا الجنوبية لهجمات تشويش نفذتها كوريا الشمالية.
وقد تم تنفيذ الهجمات في منطقتين رئيسيتين، هما هايجو وكايسونغ، مما أدى إلى اضطرابات كبيرة في عمليات النقل الجوي والبحري في المنطقة، وتسببت الهجمات في تعطيل تشغيل عدة سفن وطائرات مدنية كانت تعبر الأجواء والمياه الجنوبية.
من جانبه، وصف الجيش الكوري الجنوبي هذه الحوادث بأنها "استفزازات" تهدد استقرار الأوضاع في المنطقة، وأكد أن كوريا الشمالية تسعى لتصعيد الأمور بشكل خطير.
وكان لهذه الهجمات تداعيات مباشرة على الملاحة الجوية والبحرية، وهو ما يشير إلى تعمق الأزمة بين البلدين.
وتتسلسل هذه الهجمات ضمن سلسلة من التوترات التي بلغت ذروتها الشهر الماضي، عندما تصاعدت المناوشات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية بشأن استخدام الطائرات المسيرة (المسيّرات) في عمليات استخباراتية عبر الحدود.
وكان آخرها في 16 أكتوبر، حين أعلنت كوريا الشمالية عن تطوع أكثر من مليون شاب للانضمام إلى الجيش بعد اتهامها لجارتها الجنوبية بإرسال مسيّرات إلى مجالها الجوي.
وهذه التطورات جاءت بعد تفجير بعض الطرقات ذات الرمزية التاريخية، وإغلاق محطات قطارات حيوية بين البلدين، مما دفع بيونغ يانغ لإصدار تهديدات خطيرة باستهداف أي تحليق للمسيّرات باعتباره "إعلان حرب".
كما شهدت العلاقات بين الجارين توترًا إضافيًا في أغسطس، حيث أطلقت كوريا الشمالية بالونات محمّلة بالقُمامة عبر الحدود إلى الجنوب في حادثة وصفها العديد من المراقبين بأنها "حرب نفايات".
إضافة إلى ذلك، عادت كوريا الجنوبية لإجراء تدريبات عسكرية بالقرب من المنطقة المنزوعة السلاح، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني.
وفي ظل تصاعد هذه الهجمات والتهديدات المتبادلة، تبقى منطقة شبه الجزيرة الكورية على شفير أزمة أمنية قد تتطور إلى صراع أوسع.
وتشير المؤشرات إلى أن كلا البلدين يسيران نحو مزيد من التصعيد، وهو ما يثير القلق على المستوى الإقليمي والدولي.
وتبقى الجهود الدبلوماسية محدودة في تهدئة هذا التوتر، خاصة في ظل غياب اتفاق سلام رسمي بعد الحرب الكورية (1950-1953)، مما يجعل الوضع هشًا وقابلًا للانفجار في أي لحظة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استفزازات استقرار المنطقة اضطرابات استخدام الأيام الماضية الجمعة والسبت التطورات الجيش الكوري الجنوبي الساعات الاخيرة الجيش الكوري الطائرات المدنية
إقرأ أيضاً:
زعيم كوريا الشمالية يطالب الجيش بـالاستعداد للحرب
سول"د. ب. أ": طالب زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون جيش بلاده بأن يركز كل جهوده على إكمال الاستعدادات للحرب، حسبما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الرسمية اليوم الاثنين.
وذكرت الوكالة أن كيم وصف شبه الجزيرة الكورية بأنها "أكبر نقطة ساخنة في العالم"، وذلك في كلمة ألقاها إلى قادة الكتائب في بيونج يانج يوم الجمعة.
كما اتهم كيم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بالتسبب في وصول التوترات في شبه الجزيرة "إلى أسوأ مرحلة في التاريخ"، وفقا لوكالة الأنباء الكورية الشمالية.
وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية قد ذكرت السبت، نقلا عن مصادر، أن كوريا الشمالية تدعم الآن روسيا في حربها ضد أوكرانيا ليس فقط بالجنود والذخيرة ولكن أيضا بالمدفعية الثقيلة.
وفي سياق آخر ، قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الولايات المتحدة والغرب يستخدمان الجيش الأوكراني كـ"قوات صدمة" لمحاربة روسيا ويخاطران بإشعال صراع عالمي، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية اليوم الاثنين.
واتهمت سول وواشنطن بيونج يانج بإرسال أكثر من 10 آلاف جندي إلى روسيا للمشاركة في القتال.
ونفت بيونج يانج إرسال جنودها، ولم يذكر كيم ذلك في خطاب أمام قادة الكتائب نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية.
وقال كيم إن الولايات المتحدة والغرب يستخدمان الصراع في أوكرانيا "لتوسيع نطاق تدخلاتهما العسكرية على مستوى العالم".
وأضاف أنهما يحاولان أيضا "تعزيز خبرتهما القتالية، مع استخدام أوكرانيا كقوات صدمة" ضد روسيا.
ورأى أن "المساعدة العسكرية المستمرة من واشنطن لأوكرانيا... تثير مخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة".
وتعهد كيم بأن تعزز بلاده دفاعها عن الأسلحة النووية "دون حدود".
والأسبوع الماضي، صادقت كوريا الشمالية على معاهدة دفاعية غير مسبوقة مع روسيا مكرسة تقاربهما.
ويخشى الغرب أن تقدم روسيا لكوريا الشمالية دعما تكنولوجيا يعزز برنامجها النووي مقابل هذا الدعم.
وأجرت الدولة المعزولة مؤخرا اختبارات عسكرية شملت تجربة لصاروخ بالستي عابر للقارات جديد يعمل بالوقود الصلب.
والأسبوع الماضي، أكدت أجهزة استخبارات كوريا الجنوبية الأربعاء "مشاركة" جنود كوريين شماليين في "العمليات القتالية" في كورسك الروسية، بعدما تحدثت الولايات المتحدة عن انخراط بيونغ يانغ في الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
ويرى هونغ مين، المحلل البارز في معهد كوريا للتوحيد الوطني، إن "كيم على الأرجح يضع في اعتباره إمكانية نشر قوات إضافية لدعم حرب روسيا في أوكرانيا".