سواليف:
2025-02-01@16:32:41 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. رائحة التعب

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

#رائحة_التعب ..
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 27 / 11 / 2007
لأن الشمس رفيقة كدّنا ،تقصر وقت الغروب سراجها الذهبي لتغفو بطمأنينة مثل هدهد على جذع مرتفع ..
آخر النهار ، يتضاءل حفيف الاشتباك بين الأيدي والأغصان ،تودّع الأوراق الثمر المسافر الى المجهول، ينزل الواقفون على السلالم المنصوبة والبراميل المبعوجة ، يبدأون بجمع ما سقط سهواً من تسبيح الاصابع ، يجمعونه بعناية وكأنهم يؤدون شعيرة دينية، يتسابق الأولاد على تفريغ»تنكاتهم» بفرحة وتنافس ،تطوى قطع الحصير، وتجمع المقتنيات المرافقة ؛ إبريق الشاي المنكفىء و»الكاسات»المغبرة ،»الخلويات» ، و»زبدية العوامة الفارغة» تجمع جميعها في ايدي العائدين.

.لتنسحب شيئاً فشيئاً الضحكات وادوات المناداة من بين الأغصان والممرات الترابية غائبة في العتمة النيئة…
شامخة أذرع الزيتون حتى وهي تتجرّد من حليها الأسود وأقراط فروعها الشاهقة ..شامخة مثل امهاتنا ، فلا يهتزّ لها جذع او يرف لها غصن في الوداع..فزينتها لن «تغلى» على «قسط «محمد أو جهاز «جميلة»..و لا «دينات» ابو يحيى..يااااه ما أبرّ الأرض وما أعقنا!!!..
ندخل البيت، معطرين برائحة التعب، وأنفاس الزيتون تدخل في تفاصيل ثيابنا العتيقة..نغتسل على عجل ، نستريح ، نتشافى قليلاً من جروح طفيفة انتجها «جدل العيش»..هذا يجلس على الوسائد يدهن يديه «بالفازلين/ دهن القشب سابقاً» وذاك يخرج من القطرميز «مقدوستين» ويمضي بهما الى غرفة «القعدة» وثالث يضع ابريق شاي على الغاز، وآخر العنقود يغفو وبيده «خيارة»، ..»فردة حفاية» في صدر البيت ، وبنطلون مشلوح في المطبخ…ومن صوبة الفوجيكا يتصاعد الفوج الأول من الدخان الممزوج برائحة الكاز..يا الله ما أشهى رائحة الكاز المحترق بعد الغروب..أما صحن رايب «فمستقر بسلام» قرب الصوبة ينتظر كسرة خبز محمصة.
موسم الزيتون..يا سلم العيش المركون على سياج الرضا..تمهّل قليلاً ..لأحب نفسي ومن حولي قليلا..

#130يوما

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

مقالات ذات صلة البنك المركزي يخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس 2024/11/09

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحرية لأحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

وفاة الكاتب والروائي الكبير محمد جبريل عن عمر 87 عاما

أعلنت الكاتبة الدكتورة زينب العسال عبر صفحتها على فيسبوك وفاة زوجها الكاتب محمد جبريل، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 87 عاما.

محمد جبريل مولود بالإسكندرية في 17 فبراير 1938، بدأ حياته العملية سنة 1959م، محررا بجريدة الجمهورية، ثم عمل بعد ذلك بجريدة المساء، وعمل خبيرا بالمركز العربي للدراسات الإعلامية للسكان والتنمية والتعمير، وفاز بجائزة الدولة التقديرية في الآداب في 2020.

أعمال محمد جبريل

أعمال محمد جبريل تخطت الـ50 كتابا، أبرزها رواية «رباعية بحري، وإمام آخر الزمان، من أوراق أبو الطيب المتنبي، قاضي البهار ينزل البحر، الصهبة، قلعة الجبل، النظر إلى أسفل، اعترافات سيد القرية، زهرة الصباح، رجال الظل، المدينة المحرمة، زمان الوصل»، وغيرها.

مقالات مشابهة

  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. بَرَكَةُ التوقيت
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي ..غيم في سن التقاعد
  • ندوة نقدية لــ “حديث الزيتون” في النادي الثقافي
  • صناعة الطابوق.. مهنة شاقة مستمرة بسواعد عراقية لأجل العيش (صور)
  • رائحة القهوة السعودية تصدح في معرض البستنة بألمانيا وتجذب الزوار إلى جناح “ريف السعودية”
  • رحيل الكاتب محمد جبريل عن عمر يناهز 87 عامًا
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. شتاء تحت الإقامة الجبرية
  • طريقة عمل العيش الفلاحي الطري في البيت .. ألذ وأسرع وصفة
  • عبد الرحيم علي ينعى الكاتب محمد جبريل
  • وفاة الكاتب والروائي الكبير محمد جبريل عن عمر 87 عاما