ترى المحللة السياسية الروسية تاتيانا ستانوفايا، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبدو وكأنه رجل محظوظ في الأشهر الأخيرة. فالدعم الغربي لأوكرانيا في ضعف مستمر، ولم تعد المفاوضات المباشرة مع روسيا فكرة هامشية، ويستمر تحول السياسات الغربية صوب اليمين بوتيرة سريعة مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفي تقرير نشره موقع "كارنيجي للسلام الدولي" قالت ستانوفايا، إنه بعد مرور قرابة 3 أعوام من القتال في أوكرانيا، يشكك عدد قليل فقط، في أن لروسيا اليد العليا في ساحة القتال.
https://t.co/Hk6eFNmVgE
— Tatiana Stanovaya (@Stanovaya) November 7, 2024 بوتين ينتصروتحرز القوات الروسية بشكل تدريجي تقدماً، بفضل الأسلحة والجنود، وتضغط أيضاً على كييف بمهاجمة البنية التحتية الحيوية في البلاد. ويبدو أن فرص شن هجوم أوكراني مضاد آخر ضئيلة، ولا إشارة إلى أزمة سياسية في روسيا. وببساطة، يمكن القول أن بوتين يحقق انتصاراً.
وأضافت ستانوفايا أن كثيرين يتوقعون أن يؤدي فوز ترامب إلى استئناف اتصالات عالية المستوى بين واشنطن وموسكو، وخفض المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، وخلافات داخل حلف شمال الأطلسي ناتو. ومع ذلك، فإن هذا لا يزيد فرص انتصار الكرملين.
وتتمثل المشكلة في أنه ليس لأي زعيم غربي، بما في ذلك ترامب، خطة لإنهاء الحرب ستلقى الحد الأدنى من القبول من جانب بوتين. ولم يقترب أي من الحلول التي طرحت من تلبية الطلبات الروسية، وهي ألا يقبل ناتو أوكرانيا عضواً، أو أن تكون الحكومة في كييف موالية لروسيا.
ورغم أن هناك عدة مسارات يمكن أن يجربها بوتين ويسلكها لتحقيق هذه الأهداف، لا يبدو أن من المرجح أن يكلل أي منها بالنجاح. ومن الواضح أن المسار الأول هو المسار العسكري. ولكن خبراء يؤكدون أن ليس لديه ما يكفي من الجنود أو المعدات للاستيلاء على مدن أوكرانية. وأن كل ما تستطيع موسكو عمله هو دفع الجبهة ببطء نحو الغرب بينما تتكبد معدلات عالية من الخسائر البشرية.
"He [Donald Trump] will push us all to spend more on defence."
Sky's @tamcohen speaks to NATO's Secretary General Mark Rutte about what Donald Trump's win means for Ukrainehttps://t.co/N8hEjvdkEM
???? Sky 501 pic.twitter.com/C1fX0OKpT5
والمسار الثاني هو استسلام كييف، وبعبارة أخرى، استبدال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ليحل محله زعيم مشكوك في شرعيته، مستعد لتسليم البلاد لبوتين على طبق من ذهب. ولن يستلزم هذا النوع من الاستسلام الكامل ببساطة وقفاً لإطلاق النار، بل موافقة أوكرانيا على كل طلبات الكرملين، بما في ذلك وضع محايد، وتخفيضات دراماتيكية في حجم جيشها، وإعادة صياغة الدستور لإعطاء الأفضلية للجماعات الموالية لروسيا، وبالطبع التنازل عن الأرض.
وفي الواقع، تحاول موسكو إقناع الأوكرانيين والغرب بالتخلص من زيلينسكي، واختيار زعيم أكثر مرونة. ومع ذلك ورغم كل المشاكل التي تواجه الحكومة في كييف، لا يوجد تحرك ملحوظ في هذا الاتجاه. ويبدو أن هناك فرصة ضئيلة لتغيرات سياسية في كييف تؤدي إلى ظهور حكومة مستعدة لتبحث بشكل جدي طلبات بوتين.
ويتمثل المسار الثالث في تغييرات سياسية كبيرة في الغرب من شأنها أن تؤدي إلى ضغط الزعماء الغربيين على أوكرانيا لتشكيل حكومة، تكون مقبولة من موسكو. ويعتقد كثيرون أن هذا هو السيناريو الذي يعول عليه الآن الكرملين. ومع ذلك، فإنه إذا نظرت بالفعل إلى ما يقوله الزعماء الغربيون، بما في ذلك ترامب، من الواضح أن لا أحد منهم قريب حتى من الضغط لتغيير الحكومة في كييف. وحتى الذين يشعرون فيما يبدو بالسعادة لرؤية مفاوضات، لا يريدون استسلام أوكرانيا أو تنصيب نظام دمية في كييف.
وأعد الكرملين الروس لهجوم نهائي، على أمل تحقيق اختراق استراتيجي يؤدي إلى مفاوضات على استسلام أوكرانيا. وإذا لم يحدث هذا قريباً، ستضطر روسيا لعملية تعبئة مع كل المخاطر السياسية التي تنطوي عليها، وتسعى لمزيد من التصعيد في ميدان القتال.
ويعني كل هذا أن انتخاب ترامب يضع الكرملين في موقف صعب. ومثلما قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين، سيراقب المسؤولون الروس أفعال الرئيس المنتخب عن كثب. ويرغبون في رؤية الخطوات الأولى التي سيتخذها ترامب ليفهموا على نحو أفضل إذا كان الحديث عن "نافذة فرصة" سيصل إلى أي شئ.
بعد فوز ترامب.. هل تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها دون الولايات المتحدة؟https://t.co/FQAUol7Wby
— 24.ae (@20fourMedia) November 7, 2024 لعبة الانتظارومن الناحية النظرية، قد تعني "لعبة الانتظار" هذه أن تمتنع روسيا عن مزيد من التصعيد. ويخفض الكرملين الضغط على كييف في إشارة إلى أنه منتفح لأفكار جديدة.
ولكن هناك أيضاً الكثير من المسؤولين الروس الذين يدفعون بالقول إنه ليس على روسيا أن تفقد تفوقها الحالي في ميدان القتال مقابل تعهد أجوف بمحادثات مع واشنطن. ووفقاً لمنطقهم، فإن الصقور في المؤسسة السياسية الأمريكية هم الذين لديهم دائماً اليد العليا.
واختتمت ستانوفايا تقريرها بالقول إنه في التحليل النهائي، تعتمد استراتيجية روسيا لتحقيق النصر، مثل استراتيجية أوكرانيا، على عملية لا تسيطر عليها.
ونتيجة لذلك، تتأرجح موسكو بين احتمال وقف لإطلاق النار، والمزيد من التصعيد العسكري. وستنطوي أي خطوة خاطئة من موسكو على مخاطر كبيرة، تتضمن إرغامها على جولة جديدة من التعبئة، واتخاذ المزيد من الإجراءات الراديكالية للاحتفاظ بالسيطرة في الداخل، ومواجهة جنود ناتو بشكل مباشر .
ورغم الذهول الحالي من فوز ترامب ، لا يزال للغرب دور حاسم في تحديد مستقبل أوكرانيا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بوتين موسكو تغييرات سياسية هجوم نهائي أفعال الرئيس مزيد من التصعيد جولة جديدة الحرب الأوكرانية عودة ترامب روسيا فوز ترامب فی کییف ومع ذلک
إقرأ أيضاً:
بعد تهديد ترامب بالعقوبات .. الكرملين: روسيا مستعدة لحوار متساوٍ مع أميركا
سرايا - رداً على تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لروسيا بفرض عقوبات بحال لم يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، علق الكرملين، اليوم (الخميس)، بأنه لا يرى أي جديد بشكل خاص في التهديد.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن ترمب فرض عقوبات على روسيا كثيراً في ولايته الأولى بصفته رئيساً.
وأكد أن روسيا مستعدة لـ"حوار متساوٍ" ومحترم مع الولايات المتحدة.
وقال ترمب، في منشور على موقع "تروث سوشيال"، أمس الأربعاء: "من دون اتفاق، ليس لدي خيار آخر سوى فرض مستويات عالية من الضرائب والرسوم الجمركية والعقوبات على أي شيء تبيعه روسيا للولايات المتحدة والكثير من الدول المشاركة الأخرى".
وأضاف: "أوقفوا هذه الحرب السخيفة! لن يزداد الأمر إلا سوءاً".
وكان ترمب قد صرح مراراً بأنه سيعمل على إنهاء هذه الحرب في يوم واحد.
فرض رسوم جمركية
وقال ترامب في تصريحاته: "أنا لا أسعى لإلحاق الأذى بروسيا، فقد كانت علاقتي مع الرئيس بوتين دائمًا جيدة. ومع ذلك، إذا لم نتوصل إلى تسوية قريبًا، سأضطر إلى فرض رسوم جمركية مرتفعة وضرائب على الصادرات الروسية إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تأثيرات سلبية أخرى على التجارة بين البلدين". وأضاف ترامب أن هذه الخطوات ستكون ضرورية لممارسة الضغط على روسيا في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
التحذير من استمرار الحرب
شدد ترامب على أن الحرب "غير مبررة" وأكد أن تسويتها بسرعة هي الحل الأفضل لوقف المزيد من المعاناة البشرية. وأضاف: "إذا كنت رئيسًا لما كانت هذه الحرب قد بدأت. الحرب تؤدي إلى تدمير اقتصاداتنا جميعًا وتؤثر سلبًا على الشعب الروسي والشعب الأوكراني والعالم بأسره". وأشار إلى أن المفاوضات العاجلة تعتبر الحل الأمثل لتجنب تصاعد الأزمات الإنسانية والاقتصادية.
تأتي هذه التصريحات في وقت حاسم، حيث يعاني الاقتصاد الروسي من تداعيات شديدة بسبب الحرب، في حين أن الاقتصاد العالمي بأسره يتأثر بتصاعد النزاع. بينما يرى العديد من المحللين أن تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية قد يكون له آثار اقتصادية كبيرة على مستوى العالم، خاصة في ظل الوضع الحالي الذي يعاني فيه الاقتصاد العالمي من تذبذب في أسواق الطاقة والتجارة الدولية.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#العالم#ترامب#الوضع#أسواق#اليوم#الله#الشعب#أوكرانيا#بوتين#الرئيس
طباعة المشاهدات: 1540
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-01-2025 01:52 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...