جنود إسرائيليون: القتال في لبنان أصعب من غزة
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
أعلن مسؤولون إسرائيليون أنّهم نجحوا في إضعاف البنية القيادية لـ"حزب الله"، وقتل الآلاف من مقاتليها وتفكيك بنيتها التحتية على طول الحدود الجنوبية.
إلّا أن صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت اليوم السبت عن جنود إسرائيليين على الأرض إن "حزب الله لا يزال يقاوم، إذ يستخدم تكتيكات حرب العصابات - وهو أسلوب من الحرب يتدرّبون عليه ويستعدّون له - لإلحاق الخسائر بالإسرائيليين وإبقاء الحرب مستمرّة.
وقال جندي احتياطي إسرائيلي عن مواجهة حيث كان مسلّح ينتظر القوّات العسكرية للعودة إلى منزل قاموا بمداهمته: "لم يكن الأمر أشبه بمقاتلة جيش".
منذ بدأت إسرائيل عملية برّية ضد "حزب الله" في لبنان الشهر الماضي، قُتل 35 من جنودها هناك. وهذا جعل شهر تشرين الأول (أكتوبر) واحداً من أكثر الشهور دموية بالنسبة للجيش الإسرائيلي في العام الذي خاضت فيه الحرب.
ولفتت الصحيفة إلى أنّه "في الشهر الأول من غزو إسرائيل لغزة العام الماضي، قُتل ما يقرب من ضعف هذا العدد من الجنود الإسرائيليين. يقول المسؤولون العسكريون الإسرائيليون إن ذلك كان نوعاً مختلفاً من الهجوم، حيث شق الجنود طريقهم إلى المناطق الحضرية المكتظة بالسكّان والتي كانت تدافع عنها جماعة حماس المسلّحة. وفي لبنان، استخدمت إسرائيل مجموعات أصغر من الجنود ووزّعت غزوها على طول الحدود الإسرائيلية التي يبلغ طولها 80 ميلاً مع جارتها".
وذكر مسؤولون إسرائيليون أن "إسرائيل حدت من معظم عملياتها إلى نحو ثلاثة أميال داخل لبنان. وفي 14 قرية على الأقل على طول الحدود، تخلّى مسلّحو حزب الله إلى حد كبير عن مواقعهم وأسلحتهم، ودمّرت القوات الإسرائيلية أسلحة وتحصينات تحت الأرض".
وأشار المسؤولون إلى أنّهم "عطّلوا الاستعدادات التي وضعها حزب الله على مدى سنوات لغزو شمال إسرائيل والتي يقولون إنها كانت لتكون أكبر وأكثر تطوّراً من الهجوم الذي شنّته حماس في السابع من تشرين الأول من العام الماضي"، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة الأميركية أن "الخسائر المتزايدة والعدو المرن العنيد يستحضران في إسرائيل ذكريات حربها التي استمرت شهراً ضد حزب الله في لبنان في عام 2006 والتي أسفرت عن مقتل 120 جندياً إسرائيلياً. وقد اعتبرت إسرائيل هذا الصراع، الذي انتهى بسرعة جزئياً بسبب ارتفاع عدد القتلى، بمثابة فشل. ومنذ ذلك الحين، اكتسب حزب الله المزيد من الخبرة في ساحة المعركة في سوريا وعزّز إمداداته من الأسلحة الروسية والصينية. والآن، مع استنفاد ترسانته وتفكّك سلسلة القيادة، يُظهِر المسلّحون أنّهم ما زالوا قادرين على ضرب جيش إسرائيل الأكبر والأفضل تجهيزاً".
وقال رئيس الاستخبارات في شركة الاستشارات "لو بيك إنترناشيونال" ومقرّها إسرائيل مايكل هورويتز: "ما زال الأمر أشبه بهجمات التمرّد أو حرب العصابات. لا يزال بإمكانه أن يكون فعالاً".
وفقاً لروايات جنود الاحتياط التي نقلتها "وول ستريت"، "إن مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان يمرّرون الرسائل الآن في الغالب من خلال ملاحظات مكتوبة بخط اليد وأوامر شفهية شخصية. وهم يستخدمون الاتصالات الإلكترونية فقط قبل الهجمات مباشرة لتجنّب إخطار إسرائيل بوجودهم في وقت مبكر جدّاً".
وذكر أن قادة الحزب الجدد الذين حلّوا محل من اغتالته إسرائيل أقل دراية بالتضاريس ومقاتليهم. وينشر "حزب الله" وحدات مصمّمة للعمل بشكل مستقل وفقاً للخبراء في ديناميكيات الجماعة. وقد سمح هذا الهيكل للحزب بامتصاص الضربات الضخمة في الشهرين الماضيين وتوجيه اللكمات الخاصة به ومواصلة القتال.
وتابعت الصحيفة: "ينتظر مقاتلو حزب الله، المنظّمون في وحدات صغيرة ذاتية الحكم، داخل المنازل والأنفاق المنتشرة في جميع أنحاء منطقة الحدود. ويظلون مختبئين لأيام أو حتى أسابيع قبل شن هجمات خاطفة على القوّات الإسرائيلية، التي وقعت وفياتها وإصاباتها في لبنان بشكل رئيسي في مثل هذه العمليات على غرار حرب العصابات، كما يقول المسؤولون العسكريون والجنود الاحتياطيون".
وفقاً لجنود الاحتياط الإسرائيليين، "إن التكتيكات مماثلة لتلك التي تستخدمها حماس في غزة، لكن يقولون إن القتال في لبنان أصعب".
وقال جندي احتياطي إسرائيلي يعمل كجزء من فريق إخلاء طبي عمل في لبنان: "حزب الله أقوى بكثير، وأكثر تدريباً، والظروف الجغرافية أصعب بكثير من غزة".
وذكر جندي احتياطي آخر أنه واجه 4 معارك نارية مع مسلحي حزب الله في أسبوع واحد. وفي إحدى هذه المعارك، أشار الجندي الاحتياطي إلا أن ثلاثة جنود فوجئوا أثناء مرورهم بمنزل.
وأضاف: "كان الرجل يختبئ في المنزل. وظهر فجأة من النافذة. وأطلق رشقة من الرصاص، وأصاب رجلاً في وجهه وآخر في ركبته وآخر في ظهره". ولم يُقتل أحد في تلك الحادثة.
وبحلول هذا الأسبوع، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده استولوا على أكثر من 66 ألف قطعة سلاح تابعة لـ"حزب الله"، بما في ذلك ما يقرب من 6 آلاف عبوة ناسفة وأكثر من 3 آلاف صاروخ مضاد للدبابات.
وقال جنود ومسؤولون عسكريون إسرائيليون إن المعدّات كانت جديدة نسبياً، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات روسية متطوّرة ونظارات رؤية ليلية جديدة ومجموعات طبية.
وفقاً لمسؤولين عسكريين إسرائيليين، تدهورت ترسانة "حزب الله" من الصواريخ والقذائف إلى الحد الذي جعل المجموعة بحاجة إلى أن تكون اقتصادية في استخدامها.
وأشاروا إلى أن إسرائيل قتلت 1500 مقاتل من "حزب الله" في جنوب لبنان منذ بدء الهجوم البري، وهو الرقم الذي يشمل أولئك الذين قتلوا في غارات جوية بعيداً عن خطوط المواجهة.
وكشف "حزب الله" عن مقتل أكثر من 500 مقاتل على مدار العام الماضي لكنّه توقّف عن إعطاء بيانات منذ بد العملية البرية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن دولة الاحتلال الإسرائيلي اشتكت إلى اللجنة التي تقودها الولايات المتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار في لبنان، من أن إيران تقوم بتمويل حزب الله عبر حقائب مليئة بالنقود.
وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤول دفاعي أمريكي وأشخاص مطّلعين على الشكوى، إن دبلوماسيين إيرانيين وغيرهم يسافرون من طهران إلى بيروت حاملين عشرات الملايين من الدولارات نقدًا لدعم حزب الله.
وأضافت أن الشكوى الإسرائيلية تضمنت أيضا ادعاءات بأن مواطنين أتراك استخدموا لنقل الأموال من إسطنبول إلى بيروت جوا.
وأشار مسؤول في لجنة وقف إطلاق النار إلى أن اللجنة قامت بنقل الشكوى إلى الحكومة اللبنانية، موضحا أن دور اللجنة لا يشمل البتّ في الانتهاكات المحتملة. وتضم اللجنة ممثلين عن الولايات المتحدة، فرنسا، الأمم المتحدة، لبنان ودولة الاحتلال.
ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولين في بعض الحكومات المشاركة في اللجنة اعتبروا المزاعم الإسرائيلية ذات مصداقية أو قالوا إنهم كانوا على علم باستخدام إيران لمطار بيروت في عمليات تهريب الأموال.
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن اتفاق وقف إطلاق النار يلزم لبنان بتأمين موانئه ومنع تدفق الأسلحة والمواد ذات الصلة إلى الجماعات المسلحة، لكنه لا يتطرق تحديدا إلى مسألة تهريب الأموال.
ورغم محاولات الصحيفة للحصول على تعليق، لم ترد الحكومة اللبنانية أو الجيش اللبناني على المزاعم، كما لم يعلّق كل من البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة أو ممثلو حزب الله.
من جانبه، صرّح الدبلوماسي الإيراني في بيروت، بهنام خسروي، لوسائل إعلام رسمية في بلاده بأن “طهران لا تستخدم طائرات الركاب لتهريب الأموال إلى لبنان”. كما قال مسؤولون أتراك إن مطار إسطنبول مجهّز بأجهزة فحص متطورة قادرة على كشف أي مبالغ نقدية كبيرة، مضيفين أنه "لم يتم العثور على أي حالات تهريب مماثلة".
وحذّرت دولة الاحتلال من أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قدراته العسكرية، مهددة بضرب مطار بيروت إذا تم استخدامه لنقل مساعدات مالية أو عسكرية للجماعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات اللبنانية قامت، في 2 يناير/كانون الثاني، بتفتيش ركاب طائرة تابعة لشركة ماهان للطيران الإيرانية بعد تقارير إعلامية تحدثت عن تهريب أموال لحزب الله عبرها. لكن دبلوماسيًا إيرانيًا على متن الطائرة رفض الامتثال للتفتيش، فيما أكدت إيران أن الحقائب التي كان يحملها تحتوي على "وثائق وأموال لعمليات السفارة".
وبحسب التقرير، فإن حزب الله يسعى إلى تأمين التمويل لدفع رواتب مقاتليه وتعويض العائلات المتضررة من الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وسط مؤشرات على صعوبات مالية يواجهها نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المستمر لمصادر تمويله.
وكشف ماثيو ليفيت، نائب مساعد وزير الخزانة الأمريكي السابق، أن حزب الله خسر خلال الأشهر الأخيرة "قدرا كبيرا من المال" بسبب الضربات الإسرائيلية، مؤكدًا في الوقت نفسه أن إيران لن تتخلى عن تمويل الجماعة رغم أزماتها الاقتصادية.
في المقابل، نفى شخص مطّلع على شؤون حزب الله وجود أي "أزمة سيولة"، مشيرا إلى أن الحزب "لا يزال قادرا على دفع تعويضات للمتضررين، كما أصدر شيكات بقيمة 500 مليون دولار عبر بنك القرض الحسن"، وهو المصرف الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات بسبب صلاته بالحزب.
ورغم ذلك، نوّه التقرير إلى أن الضغوط على حزب الله تزايدت بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، ما أضعف أحد أهم طرق التهريب التي استخدمتها إيران لدعمه. كما فرض الجيش اللبناني إجراءات أمنية مشددة في مطار بيروت لضمان عدم وصول تمويل جديد إلى الجماعة المسلحة، وفقًا لمسؤول أمني لبناني كبير.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن المسؤولين الأمريكيين، الذين غادروا مناصبهم عقب تغيّر الإدارة في واشنطن، أعربوا عن قلقهم من احتمال استغلال حزب الله لنفوذه داخل لبنان للالتفاف على القيود الأمنية في المطار، مما قد يسمح باستمرار تدفق الدعم الإيراني إليه.