الكشف عن قرية عمرها 4 آلاف سنة في السعودية بالاستشعار عن بعد
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
اكتشف فريق من علماء الآثار قرية أثرية في شمال غرب شبه الجزيرة العربية، وتحديدا في واحة خيبر التي تحيط بها صحراء شاسعة، وسميت "النطاة"، وتم تقدير عمرها بنحو 4 آلاف عام.
وفي دراسة منشورة في دورية "بلوس وان" -التي أشرف عليها باحثون سعوديون وفرنسيون- تكشف الدراسة عن مفاجآت حول حياة العرب في العصور القديمة، وتسلط الضوء على التحولات الحضرية التي كانت تمر بها المنطقة خلال العصر البرونزي المبكر.
تعد التحديات التي واجهها علماء الآثار في دراسة موقع القرية كبيرة، وتضاهي في صعوبتها التحصينات البازلتية المحيطة بالموقع، فقد كانت البلدة مغطاة بصخور بركانية سوداء منحتها حماية طبيعية من عوامل الزمن وصدّت عنها لصوص الآثار، كما لم يتمكن الفريق البحثي من اكتشاف مسارات وأساسات القرية إلا باستخدام تقنية المسح عن بعد.
وتعد هذه التقنية حاسمة في كشف العديد من المواقع الأثرية، إذ اعتمد الباحثون على التصوير الجوي عالي الدقة لرصد المعالم المخفية تحت أكوام الصخور البازلتية السوداء والتي يصعب اكتشافها من الأرض.
وباستخدام الطائرات المسيّرة والتصوير الفوتوغرافي بدقة تصل إلى 1.5 سنتيمتر لكل بكسل تمكن الفريق من وضع خريطة مفصلة للموقع ساعدته في تحديد مواقع الحفر بدقة كبيرة.
ومكّن هذا المنظور الجوي -إلى جانب العمل الميداني الدقيق- أعضاء الفريق البحثي من تحديد مواقع الحفر بشكل جيد، ومع بدء عمليات التنقيب اكتشفوا أن الأساسات الحجرية كانت قوية بما يكفي لدعم مبانٍ متعددة الطوابق، مما يشير إلى مجتمع أتقن تقنيات معمارية متقدمة تلائم الحياة المستقرة والدائمة.
وقد كشفت الحفريات الأولية عن أسلحة معدنية، مثل الفؤوس والخناجر، وأحجار زينة من العقيق وفخار بسيط وأنيق، مما يعكس صورة مجتمع كان يتمتع بوسائل دفاع متطورة ويميل إلى الفن والزينة.
وإلى جانب هذا المسح قدمت 8 عمليات دراسة ميدانية معلومات قيمة عن نوع وتسلسل تطور الموقع (المساكن والشوارع والأسوار).
ويعد العمل الجاري في القرية الأثرية جزءا من مشروع خيبر الأثري طويل الأمد الذي انطلق في عام 2020، وقد وثق الباحثون نحو 20 ألف معلم أثري في منطقة الواحة، مستخدمين أحدث تقنيات الاستشعار عن بعد ومنهجيات العمل الميداني المنظمة رغم صعوبة البيئة بسبب طبيعة الحجارة البازلتية القاسية التي تعيق رسم المخططات المعمارية بسهولة.
استقرار بين سفوح الجبال البركانيةيُنظر إلى قرية النطاة على أنها كانت موطنا لنحو 500 نسمة قبل نحو 2400 سنة قبل الميلاد، وتتميز بموقعها الإستراتيجي ضمن واحة خيبر الخصبة.
وعلى خلاف الاعتقاد السائد الذي يتناول حال العرب قديما في شبه الجزيرة العربية فإن هذا الاكتشاف والاكتشافات الأخرى خلال الـ15 سنة الأخيرة تقدم تصورا مغايرا للحياة النمطية للعرب البادية التي يتخللها الكثير من الترحال والتنقل.
ويؤكد الباحثون أن الفترة التي أُسست فيها القرية قد تزامنت مع فترة ازدهار العمران والحياة الحضرية في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط في بداية العصر البرونزي.
وتبلغ مساحة قرية النطاة الأثرية نحو 26 ألف متر مربع، وتضم قرابة 50 منزلا مشيدا على تلة مرتفعة بين الأراضي الخصبة لواحة خيبر التي تحيط بها الجبال البركانية، كما أن القرية يمر بجانبها جدار ضخم يبلغ طوله 14.5 كيلومترا، ويعتقد الباحثون أن المدينة قد هُجرت بعد نحو ألف عام، لكن السبب وراء هذا الترحيل لا يزال مجهولا.
وتعزى هذه الجهود البحثية الكبيرة إلى الاكتشاف الأثري السابق في واحة تيماء المجاورة، مما شجع علماء الآثار على تكثيف عمليات البحث لاستكشاف واحات ومواقع أثرية مشابهة.
ويرى الباحثون أن القرية مثل الواحات المجاورة لها كانت تمثل نقطة حيوية على طرق التجارة القديمة التي تربط بين بلاد الشام واليمن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
19 لقمة دجاج أسبوعيا قد تؤدي إلي الوفاة المبكر
أميرة خالد
حذر فريق من الباحثين الإيطاليين من الإفراط في تناول الدجاج، مشيرين إلي أنه يؤدي إلي زيادة خطر الوفاة المبكر.
ووفقا لصحيفة ديلي ميل، كشفت دراسة نشرت في مجلة Nutrients، قام الباحثون بالمعهد الوطني لأمراض الجهاز الهضمي في إيطاليا، عن نتائج تربط بين الإفراط في تناول الدجاج وزيادة خطر الوفاة المبكرة، خاصة بسرطانات الجهاز الهضمي.
وتوصل الباحثون، أنه برغم أن الدجاج يُروّج له عادة كخيار صحي مقارنة باللحوم الحمراء، نظرا لانخفاض محتواه من الدهون المشبعة والكوليسترول، لكن استهلاك كميات كبيرة منه قد يكون ضارا أكثر مما يُعتقد.
وأظهرت الدراسة، أن الأشخاص الذين يتناولون أكثر من 300 غرام من الدجاج أسبوعيا (ما يعادل حوالي 19 لقمة أو 4 حصص) معرضون لخطر الموت لأي سبب بنسبة 27% أكثر مقارنة بمن يستهلكون أقل من 100 غرام أسبوعيا.
وأوضحت الدراسة، أن الصلة أكثر وضوحا لدى الرجال، حيث ارتفع خطر الوفاة بسبب سرطانات الجهاز الهضمي إلى 2.6 مرة مقارنة بالرجال الذين يستهلكون كميات أقل.
واعتمدت الدراسة على متابعة صحة 4869 بالغا على مدى 19 عاما، حيث قدّم المشاركون بيانات شاملة عن أنظمتهم الغذائية ونمط حياتهم وحالتهم الصحية، من خلال مقابلات واستبيانات مفصّلة. كما تم توثيق الطول والوزن وضغط الدم، وتحليل العادات الغذائية المختلفة، بما في ذلك استهلاك اللحوم الحمراء والبيضاء.
ولم يتمكن الباحثون من تحديد السبب الدقيق وراء هذا الرابط المقلق، لكنهم طرحوا عدة تفسيرات محتملة، من بينها:
طريقة الطهي، حيث قد تؤدي درجات الحرارة العالية أو الشواء إلى تكوين مواد “مطفّرة”، وهي مركبات قد تسبب تغيرات ضارة في الحمض النووي.
أساليب التربية والتغذية، تشير دراسات سابقة إلى أن لحوم الدواجن قد تحتوي على بقايا مبيدات حشرية أو هرمونات في العلف، ما قد يساهم في زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
وأشارت الدراسة أنه خلال فترة المراقبة، توفي 1028 مشاركا، وكان استهلاكهم الأسبوعي من اللحوم يتوزع بين 41% لحوم بيضاء (منها 29% دواجن)، والبقية لحوم حمراء.
واستبعد الباحثون بعد استخدام التحليل الإحصائي، أثر عوامل مثل العمر والجنس والحالة الصحية، لتأكيد وجود صلة مباشرة بين استهلاك كميات كبيرة من الدجاج وزيادة الوفيات.
وكشف التحليل أن الرجال الذين تناولوا كميات كبيرة من الدواجن كانوا أكثر عرضة للوفاة بسرطانات الجهاز الهضمي من النساء.
ورجّح الباحثون أن الهرمونات الجنسية، وتحديدا هرمون الإستروجين، قد تؤثر في طريقة استقلاب العناصر الغذائية، ما يفسر التفاوت بين الجنسين، ومع ذلك، شددوا على أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه الفرضيات.
وأظهرت الدراسة أن من توفوا بسبب سرطانات أخرى غير هضمية كانوا أكثر استهلاكا للحوم الحمراء، التي شكّلت 64% من إجمالي لحومهم الأسبوعية، ما يعيد التأكيد على المخاطر الصحية المعروفة للحوم الحمراء.
وأقر الفريق البحثي رغم أهمية النتائج، بوجود عدد من القيود في دراستهم، أبرزها:
عدم التمييز بين أنواع قطع الدجاج المختلفة أو طرق الطهي.
غياب بيانات عن ممارسة الرياضة، وهي عامل مؤثر في الصحة العامة.
الاعتماد على استبيان ذاتي لتحديد العادات الغذائية.
كما أكدوا أن هذه دراسة رصدية، لا تثبت علاقة سببية مباشرة بين الدجاج والوفاة، بل تشير فقط إلى ارتباط محتمل.
وبالرغم من أن نتائج الدراسة تثير القلق، فإنها تنضم إلى سلسلة من الأبحاث المتضاربة حول العلاقة بين استهلاك اللحوم البيضاء والصحة، ما يعكس الحاجة الماسّة لمزيد من الدراسات الدقيقة لفهم التأثير الحقيقي للدواجن على المدى الطويل.