شبكة انباء العراق:
2025-03-15@08:03:45 GMT

هتافات مستنسخة طبق الأصل

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

ما الذي تغير في هتافات الشعوب العربية المرغمة على موالاة السلطات الحاكمة، والمرغمة على التغني بأمجاد الزعماء منذ منتصف القرن الماضي وحتى يومنا هذا. .
اذكر في الستينيات لما كنا في مرحلة الدراسة الابتدائية. كان المعلمون في مدارس البصرة يقودون التلاميذ كما الخراف الصغيرة، ولكل مدرسة مساحتها المخصصة لها على ناصية الطريق المؤدي إلى المطار القديم لكي يرحبوا بقدوم السيد الرئيس الذي لا يعرفون اسمه ولا رسمه (ربما كان عبد السلام أو عبد الرحمن)، فيرددون هتافات ببغاوية مكتوبة سلفا، من مثل: (اهلاً بالقائد كل البصرة ترحب بيه)، أو: (حياك يا سيدي يا منور البصرة).

.
وكانت تلك السياقات سائدة ومنتشرة في العراق وسوريا ومصر وليبيا وتونس والسودان والجزائر. .
يتناول الدكتور توفيق الحكيم في كتابه (عودة الوعي) كيفية تنظيم التصفيق والهتافات التي ترددها الحشود البشرية لاستقبال جمال عبدالناصر عند عودته من رحلة خارجية. لم يكن التصفيق عفويا ولم يكن حضورهم طوعياً. فيقول: (قابلت ذات يوم رجل اعرفه من اهل الريف، سألته عن سبب وجوده في القاهرة ؟، فقال: ان عناصر الاتحاد الاشتراكي هم الذين اجبروه على الحضور من الريف بواسطة القطارات، وبتذاكر جرى توزيعها عليهم للاحتشاد في استقبال القائد الضرورة، وكانت إقامة المتظاهرين القادمين من الريف على نفقة الدولة، ويتعين عليهم ان يهتفوا طبقا للشعارات المطبوعة والموزعة عليهم). .
وفي مصر أيضاً ظل لسان الشاعر الكبير (احمد فؤاد نجم) حادا سليطا في انتقاد سياسات الرؤساء العرب، ولم تمنعه السجون من جلدهم ونتف ريشهم. .
وانتقد الكاتب السوري الكبير (محمد الماغوط) الاجواء السلطوية أو الخديوية التي كان يعيشها معظم الزعماء العرب في مسرحيته الكوميدية: (كاسك يا وطن)، وللكاتب نفسه مسرحية اخرى بعنوان: (شقائق النعمان). يقول في احد فصولها: (عمرها ما كانت مشكلتنا مع الله، مشكلتنا مع الذين يعتبرون أنفسهم بعد الله). .
وفي العواصم العربية الأخرى كانت الحافلات الحكومية تجوب الشوارع وتقتحم الأسواق والمجمعات السكنية، وترغم الناس على ركوب الباصات عنوة، ثم تنقلهم إلى ملعب كرة القديم من اجل سماع خطاب السيد الرئيس المفدى، ومن اجل ترديد الهتافات المكتوبة، إرضاءً لغروره حفظه الله ورعاه، وهو يعلم علم اليقين ان الحشود التي امتلأت بهم الساحات حضروا إلى هنا بالقوة. .
منذ سنوات والجماهير العربية تهتف للزعماء الذين ظلوا يكررون الخطابات نفسها. لا فقيرنا شبع، ولا مريضنا تماثل للشفاء. ولا الشخص المناسب ارتقى إلى المكان المناسب. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

السوداني يوجه بملاحقة الذين يقومون بمهاجمة السوريين في العراق

مارس 12, 2025آخر تحديث: مارس 12, 2025

المستقلة/-وجه القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة من يهاجم العمال السوريين في العراق واصفا ذلك بـ”الأفعال غير القانونية التي لا تمتّ لأخلاق العراقيين بصلة”.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية صباح نعمان، ” تداولت بعض منصّات وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر أعمال عنفٍ مُشينة بحق عدد من الأشقاء السوريين العاملين في العراق، من قِبَل مجموعة مُلثمة تُنسب إلى فصيل يُطلق على نفسه اسم “تشكيلات يا علي الشعبية”.

وأضاف “على الفور، وجه القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة من يرتكب هذه الأفعال غير القانونية التي لا تمتّ لأخلاق العراقيين بصلة”.

وأكد أن “هذه الأفعال هي اعتداءات مُدانة بحكم القانون، وتخالف جميع القيم الإنسانية والأخلاقية، كما تمثل انتهاكاً لكرامة الإنسان وحقوقه”، مشيرا الى “عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين العراقي والسوري، وأن القانون سيطبق كاملاً على كل من يثبت تورطه في ارتكاب هذه الاعتداءات، دون أي تساهل أو تمييز، تأكيداً على مبدأ سيادة القانون وحماية الأمن المجتمعي”.

من جانبها قالت وزارة الخارجية السورية، اليوم الأربعاء، إن “هذه الافعال تشكل انتهاكاً لحقوق الانسان والقانون الدولي”، مطالبة الحكومة العراقية بـ”محاسبة مرتكبي هذه الجرائم، واتخاذ التدابير اللازمة كافة لضمان أمن وسلامة السوريين المقيمين في العراق”.

وأشارت الوزارة في بيان اصدرته، الى أنها “ستعمل على التواصل مع الحكومة العراقية للعمل عن كثب لمعالجة هذه الانتهاكات، واتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لمنع أي تجاوزات إضافية”.

وأكدت ثقتها “بقدرة الحكومة العراقية على فرض سيادة القانون، وحماية جميع المجتمعات ضمن أراضيها”.

وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مجموعات ملثمة تطلق على نفسها اسم “تشكيلات يا علي” وهي تقتحم مطاعم وأماكن عمل يديرها سوريون في العراق، وتهاجم العاملين بالضرب، متهمة اياهم بتأييد الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية احمد الشرع.

مقالات مشابهة

  • دراسة: المراهقين الذين ينامون أقل من 8 ساعات يتعرضون لمخاطر صحية
  • العرفي: مبادرة الكوني لم تأت بجديد لأن ليبيا تأسست في الأصل على 3 أقاليم تاريخية
  • مكسيكي الأصل.. من هو إيفان إسبينوزا رئيس نيسان الجديد؟
  • ناس قاعدين وسط الجنجويد في معاقلهم ومن أهلهم ينكروا عليهم المنكر
  • وزارة النفط تناقش التحديات التي تواجه الشركات النفطية في البصرة لرفع كفاءة عملها
  • النفط تناقش التحديات التي تواجه الشركات النفطية العاملة في البصرة
  • السوداني يوجه بملاحقة الذين يقومون بمهاجمة السوريين في العراق
  • ضبط أحد المحكومين عليهم الهاربين وبحوزته سلاح نارى بالقاهرة
  • كل الذين أحبهم رحلوا
  • تنمية الريف المصري الجديد تطلق مبادرة مزرعتك في مصر.. لتعزيز استثمار ومشاركة المصريين بالخارج.. ونواب: نأمل أن تعطينا مردودا سريعا على قطاع الزراعة