شبكة انباء العراق:
2025-02-02@18:54:23 GMT

الوعي العربي .. عقل عراقي وقلب مصري !

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

لا وعي براسي ..
وما اجترحت من منزع ..
فالتاريخ ينقش بأبرة ..
على راسي ..
كث كنت ام اصلع !
سالته : اهلا باخي وزميلي الفرعوني !
فقال : وحبا يعترني اليك أيها الرافديني!
تفحصت العبارتين فوجدت فيها تفسيرا لنص تاريخي يؤكد : ان القلب العربي في مصر كما ان العقل الواعي في العراق .
فأُحكية اكتشاف الكتابة المسمارية بمصب النهرين في الاهوار وتلك الصورية على ضفاف النيل تضع فهما لما اكتنف رحلة سيدنا إبراهيم من جنوب النهرين حتى النيل .

. وربما تشرح ضمنا – لمن يجيدون قراءة النصوص غير البهيمية – شعار من النيل حتى الفرات – ضمن هذا السياق .
منذ بواكير الوعي الذي بتلتني به السماء اذ ان امي وابي رحمهما الله .. كانا أُميين لا يعوا غير البيت والرزق الحلال والمسجد وقد عاشا اكثر استقرارا واقدر على الفهم بايمانهم التسليمي المطمئن حيث امنا بمقولة – ضعها براس عالم واخرج منها سالم – مستريحين حتى لقيا الله جل وعلا : ( يا أيها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية ) .
تلك الابتلاءات مع ما اكتنفها من غرور لم اع منه شيئا برغم شيب الراس والإحباط المرافق فرض أسئلة حبلى عن ماهية السياسات والسلوكيات المناقضة والمناهضة على طريقة الرفض او التفكر الذي حبتنا به السماء كنعمة لا يتذوقها الا من سار وبذل المهج على طريق الباحثين .. وان فجعت نهايتهم بمذبح كربلائي او كاس سم سقراطي .
قال محدثي المصري : ( في مصر نعيش محنة غير مسبوقة فقد تم احتلالنا انترنيتيا كاخطر ما تعرضت له مصر عبر التاريخ .. لدرجة اني مع حملي مقود الوعي المعززة بالشهادة العليا وحسن النوايا وشرف المهنية والانتماء .. لم استطع استيعاب ما يجري لنا حيث لم نعد ننتمي الى السلف الصالح فضلا عن كوننا لا نمثل انموذج الخلف بمعزل ان كان خائبا او فالحا .. لقد اصبحنا هجين او شبح عجينة لا تنتمي الى الجين الفرعوني ولا يمكن نسبها الى رحم الابداع حيث رخامة صوت ام كلثوم وكوميديا عادل امام ولا منفلوطية الادب ولا يمكن اتساقها مع تراتيل عبد الباسط او نداءات أبو تريكة الممررة بين السطور ) .
فقلت : ( في العراق ابتلينا بذات الداء حيث مكتبتي تحوي خمسة الاف عنوان منها ثلاثون من تاليفي بالرياضة والاعلام والاجتماع والادب .. لم تحرك ساكنا باولادي الخريجين لمجرد الالتفات لتفحص عنوان واحد منها ) .
ذلك يدعونا .. ليس الى إعادة صياغة قراءة التاريخ كما يزعم ( د. عبد الله النفيسي ) بمرثية ( ياخور الغنم العربي ) .. بل هي دعوة لتغيير سبل التفكير وهدم الاصنام المتحجرة بعقولنا .. لا لأغراض نوبة مخملية او قيادة جماهيرية لثورة تجتاحنا بغتة دون معرفة شيء عنها لأننا سنكون في الحمام كما يقول عادل امام .. بل لفهم وادارك معنى كتم العقل في الشرق العراقي واعتصار القلب والوجدان في الغرب المصري ..
ثم ختمت قائلا :
لم يعد للوقت قيمة ..
واي وجهة لها امشي ..
كسائق ظل الطريق ..
احقا هاج بالعروق حسي ..
ام (حكحكة) دغدغها مسي ..
تلك مسمارية حروف ستبقى عصية التفسير ومحالة فك شفرات التصوير … خشية سوقنا نحو المقاصل بتوقيع فاجر .. او يضحك على ذقوننا ابن زانية المتاجر !

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

هل يُؤسر الوعي؟!

يُعرفُ عن الوعي بأنه الإدراك، وهو حالة ذهنية؛ مطلقة؛ تنبثق عن جملة من القناعات التي يصل إليها الفرد، فيتخذ منها مواقف، ويصدر من خلالها آراء، وممارسات على أرض الواقع، وبالتالي فمجمل هذه المواقف والآراء والممارسات «تُقَيَّمْ من قبل الآخرين» على أنها مستويات من الوعي لدى هذا الفرد أو ذاك، وإن اتسعت الدائرة فيشار في ذلك إلى المجموع، وهذا الأمر لا ينفي أن يسبق تَكوّن هذا الوعي وتشكله مجموعة من المغذيات، وهذه المغذيات هي مجموع ما تنتجه البيئة الحاضنة من أحداث ومواقف، وتصادمات وتفاهمات، ومحتوى الحاضنة نفسها هو الذي يحدد نوع هذا الوعي، فالدول التي تعيش صراعات عسكرية، أو صراعات ثقافية، أو صراعات دينية، أو صراعات اقتصادية، سوف ينعكس ذلك حتما على وعي الفرد، فيصب كل ذلك في خانة الوعي عند الفرد، ويضاف إلى ذلك مجموعة من التجارب الشخصية التي يمر بها، وهو في حاضنته الاجتماعية؛ القريبة منها أو البعيدة، ومن هنا يقاس مستوى الوعي بين الأفراد على اعتبار سنوات العمر التي قطعوها في حياتهم، وبالتالي فلا يمكن أن ينظر إلى وعي من هو في العقد الأول من العمر، مثل من هو في العقد الرابع أو الخامس، وهنا أفرق بين اكتساب المعرفة «التخصص» وبين مكتسبات الوعي المتعمق في قضايا الحياة، ومعنى هذا أن هناك من يكون في العقد الثاني أو الثالث، ويملك مستوى من المعرفة المتقدمة، بينما لا يملكها من هو في العقد الرابع أو الخامس، وهذا أمر مسلم به، ولا يحتمل جدالا سفسطائيا مملا، فهذه حقيقة، ومعنى هذا أن الوعي شيء، واكتساب المعرفة شيء آخر، نعم؛ قد يزيد اكتساب المعرفة من مستويات الوعي، وليس العكس.

هذه البسطة في المقدمة عن الوعي لا تذهب إلى الإجابة عن السؤال الذي يحمله العنوان (هل يُؤْسَر الوعي؟)، بقدر ما تقدم توصيفا بسيطا للفكرة العامة في هذه المناقشة، والإجابة عن هذا السؤال: نعم؛ يُؤْسَر الوعي، وهذا الأسر لا يتوقف عند تحييده عن اتساع دائرته التأثيرية؛ فقط، بل يصل الأمر إلى تعطيل الدور الذي يقوم به، وتأثيره على الواقع المحيط، ولأن المسألة مرتبطة بالفرد، فإن وسائل التحييد تظل كثيرة، وفي مقدمتها الدعاية الإعلامية «البروباجندا» التي تسعى إلى أسر الوعي لدى المتلقي، وتوجيهه نحو الرسالة التي يبعثها المرسل من خلال رسالته فقط، دون أن تترك لهذا المتلقي حرية القبول أو الرفض، كما هو في حال الإعلانات التجارية؛ كمثال بسيط؛ وهذا ما أثبتته نظرية «الرصاصة الإعلامية» السائدة في مطلع القرن العشرين المنصرم، وإن ظهرت نظريات فيما بعد، عطلت هذه النظرية، ومنها نظرية «التعرض الانتقائي» التي أعطت الفرد المتعرض للرسالة حرية الاختيار والانتقاء لهذه الرسالة أو تلك.

وأسر الوعي؛ يمارس على نطاق واسع، وتتسع دائرته في الحاضنة الاجتماعية، عندما يعمد المجتمع، سواء عبر الممارسات الأسرية، التي تحتكر الكثير من المعلومات عن أبنائها؛ بحجة أنهم صغار لا يفهمون، أو عبر مؤسسات ، يعمد أفرادها إلى عدم إعطاء الجمهور الصورة الكاملة لكثير من أنشطتها؛ بحجة أن ذلك ليس مهما، بقدر ما تهم النتائج المترتبة على تنفيذ البرامج والخطط، كل ذلك حتى لا تقابل تلك البرامج والخطط بشيء من النقد، أو التعديل، أو محاولة الإفصاح عن حقيقتها الموضوعية، والمادية، ومآلات نتائجها، حيث يجد الجميع أنفسهم أمام واقع غير جديد، ويحدث هذا حتى على مستوى المؤسسة نفسها؛ في كثير من الأحيان، سواء أكانت مؤسسة عمل، أو مؤسسة أسرية، وخطورة هذه المسألة أن ممارستها أصبحت ضمن المعتاد، وتتوارثها الأجيال، وكأن الأمر عادي بالمطلق.

مقالات مشابهة

  • هي الأولى عالميًا..فريق طبي يمني ينجح في إجراء عملية زراعة كلى وقلب مفتوح
  • فريق طبي عراقي ينجح في عملية معقدة لطفل حديث الولادة مصاب بمرض نادر
  • بعد الخسارة أمام بيرميدز.. نجم الزمالك يوجّه رسالة للجمهور «موّتنا نفسنا لآخر دقيقة»
  • كشف تفاصيل شجار صيني - عراقي داخل معمل جنوبي البلاد
  • هل يُؤسر الوعي؟!
  • أبرزها قمر الثلج وقلب الأسد.. 15 ظاهرة فلكية مميزة في سماء فبراير
  • انتخابات تشرين 2025.. مجهول يطارد سانت ليغو ومقعد لكل 100 ألف عراقي
  • وزير المجاهدين ينعي المجاهد بلعربي العربي
  • الشرع رئيسًا لسوريا.. تأييد سني عراقي وتحفظ شيعي
  • نتحلى بالصبر.. موقف عراقي غائب بعد تنصيب الشرع رئيساً لسوريا