تدمير ممنهج لقرى الجنوب.. ضرب لبيئة حزب الله...ومحو للذكريات والتاريخ
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
شكل التقرير الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" عن تعرض 5 آلاف و858 بناية في المنطقة الحدودية للدمار الكامل، استناداً إلى تحليلها لصور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو، صدمةً للبنانيين بعدما تأكدوا أن نحو 25% من جميع المباني في 25 بلدة على طول الحدود مع إسرائيل قد محيت.
منذ اكثر من عام والجيش الاسرائيلي يدك قرى الجنوب اللبناني بشتى انواع القذائف عابثاً بالحجر والبشر ، وادت الحملة العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان إلى دمار كبير في أكثر من 12 بلدة وقرية حدودية حتى تحول العديد منها إلى مجموعات من الحفر الرمادية.
هذه السياسة التي تتبعها اسرائيل جنوب لبنان كما حصل في غزة، تؤكد وجود نهج "متعمد" يسعى إلى تدمير البنية التحتية المدنية. فما هي الاهداف الاسرائيلية من الناحيتين العسكرية والنفسية؟
حمادة: المطلوب تدمير بيئة الحزب
من الناحية العسكرية، اعتبر العميد خليل حمادة ان تطور الاعمال العسكرية في الجنوب اللبناني، على الرغم من انها مستمرة لاكثر من سنة، اتخذ خلال الشهر الماضي منحىً اكثر تصعيداً نحو عمليات تدمير لمجموعة من القرى في الشريط الحدودي اللبناني وفي عمق يتراوح في حده الاقصى 3 كيلومترات، مشيراً الى وجود العديد من النظريات والاهداف وراء هذا التدمير الممنهج الذي يقوم به العدو الاسرائيلي لهذه القرى
واعتبر في حديث عبر "لبنان 24" أن مفهوم المنطقة العازلة او الارض المحروقة لم يعد يتناسب مع الاهداف الاسرائيلية المعلنة، لأن هذه المنطقة لا تشكل اي هامش حيطة او هامش امان لشمال اسرائيل لأن الصواريخ التي تطال شمال اسرائيل او تل ابيب لا تتأثر بهذا الشريط الذي تزعم اسرائيل انها السبب الاساسي لشن هذه الحرب، مشدداً على ان الاهداف الاسرائيلية التي اصبحت معلنة، هي اكثر واقعية وتتناسب مع الجهد التدميري الذي يقوم به العدو الاسرائيلي، هو لتدمير بنية "حزب الله" ومن هنا يأتي القصف على الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب.
وقال: "لا نظرية المنطقة العازلة قادرة على تغطية هذا العنف وهذا الدمار ولا حتى نظرية الارض المحروقة لتسهيل احتلالها، لأن ما يقوم به الجيش الاسرائيلي هو تدمير ممنهج، يستجيب لهدف واحد وهو تدمير مقومات البيئة التي نشأ فيها الحزب واقام هذه البنية العسكرية فيها والتي تحولت الى حاضنته الجغرافية ".
وتابع: "بالتالي فإن تدمير هذه المدن هو لتدمير البيئة ومقومات حياتها وتدمير اقتصادها وبالتالي استهداف البيئة الحاضنة للحزب بكل مقوماتها الاجتماعية والاقتصادية والعقائدية بالاضافة الى المقومات العسكرية التي جعلت من حزب الله لاعباً اقليمياً".
وشدد على ان "هذا المشروع او الهدف لا يقتصر على لبنان بل سيذهب إلى كامل المنطقة لاستهداف كامل الاذرع الايرانية سواء في سوريا او اليمن ".
عويني: تدمير الذكريات اصعب من تدمير الحجر
"هنا كان لنا بيت ترعرعنا فيه، بناه والديّ بأحلامهم وبحب كثير.. هنا بقيت كل ذكرياتنا وعطر من أحببنا.. هنا دفنّا والدينا لكي يناما نوماً أبدياً هانئاً.." من عبارة الموسيقار لبنان البعلبكي ينطلق الاستاذ في كلية التربية والعلوم الاجتماعية في الجامعة الاميركية في لبنان الدكتور أحمد العويني، معتبراً أن تهديم 25% من الابنية ليس رقماً نهائياً خصوصاً وان الحرب مستمرة وهي لم تصل الى ذروتها وهذا عنصر مقلق.
ولفت في حديث عبر "لبنان 24" الى ان الناس لا تسأل فقط عن ممتلكاتها بل تسأل ما الذي ينتظرها في المستقبل وهل ستعود الى منازلها وقراها وهل سيكون لديهم القدرة على اعادة الاعمار؟
وقال: "هذا اكبر من الاحساس بالخسارة لأن هناك اموراً لا يمكن تعويضها بالمال كالذكريات والمشاعر فاضافة الى حزن اللبنانيين على خسارة منازلهم، يبقى هاجس المستقبل اكبر قلق لديهم."
وتابع: "الكثير من النماذج في لبنان تدعو الى القلق سواء النموذج الفلسطيني او النموذج السوري، وهذان النموذجان لا يعتبران مثالاً للعيش الكريم، والخوف من ان يتحول النازحون اللبنانيين الى مثال ثالث هو اكبر قلق لدى اللبنانيين، هذا فضلاً عن الالم والحزن الكبير الذي يرافق جميع اللبنانيين الذين خسروا كل شيء".
في ظل كل هذه الكوارث التي تعصف مرة واحدة بالبلد يبقى الامل ان تنتهي الحرب اليوم قبل الغد على وقع سؤال واحد: من سيعيد الاعمار في ظل الازمة التي تعصف بالبلاد، على ان نعود ونراكم ذكريات اجمل من الماضي؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المنطقة العسكرية الثالثة تدشن العام التدريبي والقتالي والمعنوي 2025
شمسان بوست / سبأنت-مأرب
دشنت المنطقة العسكرية الثالثة، في محافظة مأرب، اليوم الثلاثاء، العام التدريبي والقتالي والعملياتي والإعداد المعنوي 2025م، بحضور رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز.
وخلال تدشين العام التدريبي، الذي أقيم تحت شعار (الكفاءة والتدريب بوابة النصر) ألقى رئيس هيئة الأركان العامة، كلمة نقل من خلالها لمنتسبي المنطقة العسكرية الثالثة تحيات القيادة السياسية والعسكرية، وتهانيها بالعام الجديد.
وأشاد الفريق بن عزيز، بثبات وصمود أبطال القوات المسلحة في المنطقة العسكرية الثالثة، واستبسالهم وهم يؤدون واجبهم الوطني في معركة استعادة الدولة..مثمناً تضحياتهم التي قدموها خلال هذه المعركة في مقارعة مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الايراني.
وأكد أن تدشين المرحلة الأولى من العام التدريبي 2025م يأتي بينما يخوض أبطال قواتنا المسلحة معارك العزة والحرية والكرامة ضد المليشيات الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني..مشدداً على بذل مزيد من الجهود والتدريب للوصول بمنتسبي القوات المسلحة إلى أعلى درجات الجاهزية القتالية.
وثمّن الفريق بن عزيز، الجهود التي تقوم بها المنطقة العسكرية الثالثة في مختلف الأصعدة، ولا سيما الجهود المتعلقة بالتدريب والتأهيل لمنتسبيها..مشيراً إلى أن القيادة السياسية والعسكرية لن تتوانى في تقديم كافة أوجه الدعم للارتقاء بالقوات المسلحة في مجالي التدريب والتأهيل.
من جانبه، ألقى نائب رئيس هيئة التدريب والتأهيل اللواء الركن أحمد العابسي، كلمة أشاد فيها بجهود قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مجال التدريب والتأهيل لمنتسبيها..متمنياً أن تستمر في أدائها بنفس الوتيرة من الأداء والكفاءة.
وأكد اللواء العابسي، أن تدشين العام التدريبي والقتالي والمعنوي 2025م، يأتي بعد عام تدريبي كان حافلا بالعطاء، شهد تدريباً ناجحاً في مختلف التخصصات التدريبية والقتالية والعملياتية..متمنياً أن يكون العام التدريبي الجديد عاماً حافلاً بالتدريب والتأهيل النوعي لمنتسبي المنطقة.
وشدد على أهمية التدريب والتأهيل لمنتسبي القوات المسلحة في المنطقة العسكرية ليكونوا في أتم الاستعداد والجاهزية العسكرية القتالية لدحر مليشيات الحوثي الإرهابية الإجرامية المدعومة من النظام الايراني، التي عاثت وبغت ومارس أشد أنواع التنكيل والطغيان بحق أبناء الشعب اليمني.
بدوره، استعرض رئيس أركان حرب المنطقة العسكرية الثالثة العميد الركن عبدالرقيب دبوان، أبرز الانجازات التي حققتها المنطقة في العام التدريبي والقتالي المنصرم، وكذلك الخطط والبرامج المطلوب تنفيذها في العام التدريبي والقتالي والإعداد المعنوي للعام القتالي 2025م.
وأشار إلى أن قيادة المنطقة العسكرية الثالثة ممثلة بقائد المنطقة اللواء الركن منصور بن عبدالله ثوابه، تولي الجانب التدريبي والتأهيلي لمنتسبيها أعلى درجات الاهتمام، وذلك باعتبار التدريب الركيزة الأساسية لبناء قوات قادرة على خوض غمار المعركة وتحقيق النصر المؤزر لليمن واليمنيين.
تخلل التدشين عرض عسكري مهيب قدمته وحدات رمزية من منتسبي قوات المنطقة العسكرية الثالثة عكس الجاهزية العالية والمهارات التدريبية لمنتسبي المنطقة.
وفي ختام التدشين، طاف رئيس هيئة الأركان، ومعه رئيس هيئة الإسناد اللوجستي اللواء الركن عبدالعزيز الفقيه، ونائب رئيس هيئة التدريب والتأهيل اللواء الركن أحمد العابسي، ورئيس أركان المنطقة العسكرية الثالثة العميد الركن عبدالرقيب دبوان، على الوحدات الرمزية والآليات العسكرية للتفتيش، مهنّئًا الجميع بمناسبة تدشين المرحلة الأولى من العام التدريبي 2025م.