تمثل زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدولة الكويت الشقيقة، محطة جديدة وهامة في مسار تعزيز العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين، والدفع بها نحو آفاق جديدة من التعاون المثمر في المجالات كافة، بما يرسخ الشراكة الإستراتيجية بينهما.
وترتبط الإمارات والكويت بعلاقات وثيقة على الأصعدة المختلفة، يجسدها الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم، واللقاءات على أعلى المستويات بين البلدين، والاجتماعات الوزارية والحكومية المستمرة بصورة تبرهن مدى الاهتمام الكبير الذي يوليانه لتطوير العلاقات الثنائية بينهما.


وفي هذا الإطار، جاءت زيارة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، إلى دولة الإمارات، في مارس الماضي، التي صدر في ختامها بيان مشترك أكد على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين واستمرار دفعها إلى الأمام لما فيه الخير وتحقيق مصالحهما المشتركة.
كما قام سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بزيارة رسمية إلى دولة الكويت الشقيقة في 8 أكتوبر الماضي، وذلك بعد نحو شهر تقريبا على الزيارة الرسمية التي قام بها معالي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية في دولة الكويت الشقيقة، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويجمع البلدين تاريخ غني من العلاقات الأخوية والروابط الاجتماعية والاقتصادية الممتدة لسنوات طويلة، وقد كانت الكويت من أوائل الدول التي أقامت علاقات رسمية ودبلوماسية مع الإمارات بعد قيام اتحاد الدولة في عام 1971، وتم افتتاح سفارة الدولة لدى الكويت في عام 1972، كما تم افتتاح سفارة دولة الكويت في أبوظبي في العام ذاته.
وتجسد اللجنة العليا المشتركة بين دولة الإمارات والكويت، مدى التزام البلدين الشقيقين بتطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التقارب والتنسيق في المجالات المختلفة، وقد شهدت أعمال الدورة الخامسة من اللجنة التي ترأسها سمو الشيخ عبدالله بن زايد

آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ومعالي عبدالله علي عبدالله اليحيا، وزير الخارجية في دولة الكويت الشقيقة، التوقيع على 8 مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية بين البلدين في مجالات البنية التحتية، والاتصالات وتقنية المعلومات، وأنشطة التقييس، والتربية، والرياضة، والثقافة، والأمن السيبراني، إضافة إلى المشتريات والصناعات الدفاعية.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً على مدى العقود الماضية، وتضمن التعاون بينهما عدة مجالات بارزة شملت السياسي، والاقتصادي والتجاري، والعسكري والأمني، والعلاقات الثقافية والتعليمية، ما أسفر عن عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة.
– التعاون السياسي.
ويحرص البلدان على التنسيق العالي المستوى حيال جميع القضايا الثنائية والعربية والدولية، بما يخدم مصلحة الجانبين ويعزز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي عموما.
ويتشارك البلدان رؤية مشتركة للسلام والاستقرار في المنطقة، ويؤديان دورا نشطًا في تشجيع الحوار الدبلوماسي، حيث تدعو كل من دولة الإمارات ودولة الكويت إلى إيجاد سبل دبلوماسية لحل النزاعات الإقليمية، والحفاظ على موقف يتماشى مع القوانين الدولية، ومنع أي تصعيد إضافي في المنطقة، كما تلعب الإمارات والكويت دوراً فعالاً في دعم الحلول السلمية للصراعات الراهنة في المنطقة، بالتعاون مع المجتمعين الإقليمي والدولي.
– التعاون الاقتصادي والتجاري.
تواصل الإمارات والكويت توسيع آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية بينهما، واستثمار الفرص المتاحة في البلدين، واستكشاف وتطوير الفرص الاقتصادية في ضوء رؤية “نحن الإمارات 2031″ و”رؤية الكويت 2035” التنمويتين.
ويؤمن البلدان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك وضرورة تفعيله عبر زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في المجالات الصناعية والتجارية والاستثمارية على الصعيدين الخاص والعام.
وبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 12.198 مليار دولار في العام 2023 بنمو 2% مقارنة بالعام 2022 و16% مقارنة بالعام 2021.
وتحتل الإمارات المرتبة الأولى عالميا كأكبر مستقبل لصادرات الكويت غير النفطية مستحوذة وحدها على 22% من الصادرات الكويتية إلى العالم، وفي الوقت نفسه تأتي الإمارات في المركز الثالث لأهم أسواق الواردات الكويتية بعد الصين والولايات المتحدة.
وبلغ حجم الاستثمارات المتدفقة من دولة الإمارات إلى الكويت في الفترة من 2019 إلى 2023 نحو 1.087 مليار دولار، بينما بلغت الاستثمارات المتدفقة من دولة الكويت إلى الإمارات خلال الفترة المذكورة نحو 194.7 مليون دولار.
وشكل “معرض وملتقى الشركات الإماراتية” الذي عقد في إبريل الماضي بدولة الكويت، فرصة مثالية لالتقاء الشركات والمؤسسات الاستثمارية في البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون بينها.
وفي المجال السياحي، بلغ عدد السياح الكويتيين الذي أقاموا في فنادق الدولة في عام 2023 أكثر من 381 ألف سائح مقارنةً بـ 250 ألف سائح في عام 2022، بينما بلغ عدد السياح الإماراتيين في الكويت 42 ألفا و236 خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2024.
وبلغ عدد الرحلات الجوية للناقلات الوطنية إلى دولة الكويت خلال النصف الأول من العام الجاري، 122 رحلة أسبوعيا بينما بلغ إجمالي رحلات الجانب الكويتي إلى الإمارات 53 رحلة أسبوعيا.
– التعاون الثقافي والتعليمي.
يجسد التعاون في مجالات الثقافة والتعليم حجم التقارب والقواسم المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وترجمة لهذا التقارب أبرمت الإمارات والكويت العديد من الاتفاقيات الثنائية في مجال الثقافة والتربية والتعليم والفنون، بغرض تبادل الخبرات وتطوير التعاون المشترك بما يصب في مصلحة البلدين.
وبلغ عدد الطلبة الكويتيين الذين يدرسون في الجامعات الإماراتية 1725 طالباً، وقد أصدرت الكويت قرارات شجعت الطلبة أكثر على الدراسة في الإمارات، ما سيسهم في تعزيز التعاون في مجال التعليم.
– الكويت في “COP28”.
شاركت دولة الكويت بفعالية في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ “COP28” الذي عقد في مدينة إكسبو دبي، من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، وطرحت عدة مبادرات في مجال تطوير مشروعات منخفضة الكربون لدعم الاستدامة البيئية العالمية.
وقدم الصندوق الكويتي للتنمية عدة مشروعات في مجالات الطاقة المتجددة، والمياه، والزراعة المستدامة، ونظم محاضرات حول التغير المناخي.
ولعب التمثيل الكويتي دورًا مهمًا في مؤتمر “COP28” بدعم المبادرات البيئية لحقيق أهداف وتطلعات المؤتمر، كما انضمت الكويت لتحالف القرم من أجل المناخ الذي أطلقته دولة الإمارات.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: دولة الکویت الشقیقة الإمارات والکویت دولة الإمارات بین البلدین الکویت فی إلى دولة فی عام

إقرأ أيضاً:

‎إماراتيون: علاقاتنا مع الكويت تاريخية وشراكتنا استراتيجية

‎تشهد العلاقات الإماراتية الكويتية على مر السنين تطورًا ملحوظًا وتعاونًا متينًا، يجسّد عمق الروابط التاريخية والاجتماعية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.

‎وأكد مواطنون إماراتيون، أن العلاقات الإماراتية الكويتية مثال للتضامن الخليجي الذي يجمع بين الأخوة والمصالح المشتركة، ويعكس عمق التفاهم والرغبة الصادقة في تحقيق مستقبل مشترك ومستقر لكلا البلدين والشعبين الشقيقين. أواصر تاريخية وأوضح يوسف جمعان، أن "العلاقات التي تجمع بين الإمارات والكويت نموذج متميز بين دولتين شقيقتين ترتبطان بأواصر تاريخية وعادات أصيلة، ونرى التعاون والشراكات في أعلى المستويات بهدف تطوير العمل المشترك".
من جانبه، قال سعود عبدالعزيز السبهان، إن "الروابط التاريخية القوية بين الإمارات و الكويت نموذج فريد قائم على مجموعة من الثوابت الراسخة كالعادات والتقاليد المشتركة المنبثقة من تاريخ الدولتين، فيما تعززت بفضل المصير المشترك ومبادئ حسن الجوار والموروث الثقافي والتاريخي الذي يجمع البلدين الشقيقين". روابط عميقة

‎بدوره، أكد أحمد المنصوري، على "عمق الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين، وأن هذه العلاقة تتجاوز الحدود الجغرافية وتستند إلى قيم الإخاء والتضامن".
كما عبر المنصوري عن تقديره للمواقف المشتركة بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية، مؤكداً أن "هذه العلاقات لا تقتصر على المصالح الاقتصادية والسياسية، بل تمتد لتشمل أبعادًا اجتماعية وثقافية تعزز من روح الوحدة بين الشعبين".

#الإمارات و #الكويت.. علاقات أخوية راسخة وتعاون مثمر#الكويت_ترحب_بمحمد_بن_زايد#زيارة_محمد_بن_زايد_للكويت https://t.co/OnJIpbfHiF pic.twitter.com/72r99vLWum

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) November 9, 2024

مقالات مشابهة

  • وزير الإسكان يلتقى نظيره السعودى لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين فى مجال التنمية العمرانية
  • منصور بن زايد وعبدالله الثاني يبحثان العلاقات الثنائية بين الإمارات والأردن
  • الإمارات والكويت.. حفاوة تجسد متانة العلاقات
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الجيبوتي تعزيز التعاون بين البلدين في عدة مجالات
  • ‏رئيس دولة الإمارات يبحث مع أمير الكويت مسارات تطوير التعاون بين البلدين
  • الشراكة الاقتصادية بين الإمارات والكويت نموذج يحتذى إقليمياً وعالمياً
  • أمير الكويت ورئيس الإمارات يجريان جلسة مباحثات رسمية لتعزيز العلاقات بين البلدين
  • ‎إماراتيون: علاقاتنا مع الكويت تاريخية وشراكتنا استراتيجية
  • محمد بن زايد يبدأ اليوم زيارة دولة إلى الكويت
  • الإمارات والكويت.. علاقات تاريخية راسخة ومصير مشترك