الإمارات والكويت..شراكة استراتيجية تنشد التنمية والازدهار للشعبين
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
تمثل زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، لدولة الكويت، محطة جديدة وهامة في مسار تعزيز العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين، والدفع بها نحو آفاق جديدة من التعاون المثمر في المجالات كافة، بما يرسخ الشراكة الإستراتيجية بينهما.
وترتبط الإمارات والكويت، بعلاقات وثيقة على الأصعدة المختلفة، يجسدها الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم، واللقاءات على أعلى المستويات بين البلدين، والاجتماعات الوزارية والحكومية المستمرة بصورة تبرهن مدى الاهتمام الكبير الذي يوليانه لتطوير العلاقات الثنائية بينهما.
وفي هذا الإطار، جاءت زيارة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، إلى الإمارات، في مارس (آذار) الماضي، التي صدر في ختامها بيان مشترك أكد على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين واستمرار دفعها إلى الأمام لما فيه الخير وتحقيق مصالحهما المشتركة.
كما أجرى الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، زيارة رسمية إلى الكويت في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وذلك بعد نحو شهر تقريباً على الزيارة الرسمية التي أجراها الشيخ فهد يوسف سعود الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية في الكويت، إلى الإمارات. علاقات تاريخية
ويجمع الإمارات والكويت، تاريخ غني من العلاقات الأخوية والروابط الاجتماعية والاقتصادية الممتدة لسنوات طويلة، وكانت الكويت من أوائل الدول التي أقامت علاقات رسمية ودبلوماسية مع الإمارات بعد قيام اتحاد الدولة في 1971، و افتتحت سفارة الدولة لدى الكويت في 1972، كما افتتت سفارة الكويت في أبوظبي في العام ذاته.
وتجسد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، مدى التزامهما بتطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التقارب والتنسيق في المجالات المختلفة، وشهدت أعمال الدورة الخامسة من اللجنة التي ترأسها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وعبدالله علي عبدالله اليحيا وزير الخارجية في الكويت، التوقيع على 8 مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية بين البلدين في مجالات البنية التحتية، والاتصالات وتقنية المعلومات، وأنشطة التقييس، والتربية، والرياضة، والثقافة، والأمن السيبراني، إضافة إلى المشتريات والصناعات الدفاعية.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً على مدى العقود الماضية، وتضمن التعاون بينهما عدة مجالات بارزة شملت السياسي، والاقتصادي والتجاري، والعسكري والأمني، والعلاقات الثقافية والتعليمية، ما أسفر عن عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة.
#محمد_بن_زايد يزور #الكويت غداً الأحدhttps://t.co/WdoqJ3G02M pic.twitter.com/8HnQgCKGJq
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) November 9, 2024 التعاون السياسي ويحرص البلدان على التنسيق العالي المستوى حيال جميع القضايا الثنائية والعربية والدولية، بما يخدم مصلحة الجانبين ويعزز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي عموماً.ويتشارك البلدان رؤية مشتركة للسلام والاستقرار في المنطقة، ويؤديان دوراً نشطاً في تشجيع الحوار الدبلوماسي، حيث تدعو كل من الإمارات ودولة الكويت إلى إيجاد سبل دبلوماسية لحل النزاعات الإقليمية، والحفاظ على موقف يتماشى مع القوانين الدولية، ومنع أي تصعيد إضافي في المنطقة، كما تلعب الإمارات والكويت دوراً فعالاً في دعم الحلول السلمية للصراعات الراهنة في المنطقة، بالتعاون مع المجتمعين الإقليمي والدولي. التعاون الاقتصادي
وتواصل الإمارات والكويت توسيع آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية بينهما، واستثمار الفرص المتاحة في البلدين، واستكشاف وتطوير الفرص الاقتصادية في ضوء رؤية "نحن الإمارات 2031" و"رؤية الكويت 2035" التنمويتين.
ويؤمن البلدان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك وضرورة تفعيله عبر زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في المجالات الصناعية والتجارية والاستثمارية على الصعيدين الخاص والعام.
وبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 12.198 مليار دولار في 2023، بنمو 2% مقارنة بـ2022 و16%، مقارنة بـ2021.
وتحتل الإمارات المرتبة الأولى عالميا كأكبر مستقبل لصادرات الكويت غير النفطية مستحوذة وحدها على 22% من الصادرات الكويتية إلى العالم، وفي الوقت نفسه تأتي الإمارات في المركز الثالث لأهم أسواق الواردات الكويتية بعد الصين والولايات المتحدة.
وبلغ حجم الاستثمارات المتدفقة من الإمارات إلى الكويت في الفترة من 2019 إلى 2023، نحو 1.087 مليار دولار، بينما بلغت الاستثمارات المتدفقة من الكويت إلى الإمارات خلال الفترة المذكورة نحو 194.7 مليون دولار.
وشكل "معرض وملتقى الشركات الإماراتية" الذي عقد في أبريل (نيسان) الماضي بدولة الكويت، فرصة مثالية لالتقاء الشركات والمؤسسات الاستثمارية في البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون بينها.
وفي المجال السياحي، بلغ عدد السياح الكويتيين الذي أقاموا في فنادق الدولة في 2023 أكثر من 381 ألف سائح مقارنةً بـ250 ألف سائح في 2022، بينما بلغ عدد السياح الإماراتيين في الكويت 42 ألفاً و236، خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) حتى سبتمبر (أيلول) 2024.
وبلغ عدد الرحلات الجوية للناقلات الوطنية إلى دولة الكويت خلال النصف الأول من العام الجاري، 122 رحلة أسبوعياً بينما بلغ إجمالي رحلات الجانب الكويتي إلى الإمارات 53 رحلة أسبوعياً.
ويجسد التعاون في مجالات الثقافة والتعليم حجم التقارب والقواسم المشتركة بين البلدين والشعبين، وترجمة لهذا التقارب أبرمت الإمارات والكويت العديد من الاتفاقيات الثنائية في مجال الثقافة والتربية والتعليم والفنون، بغرض تبادل الخبرات وتطوير التعاون المشترك بما يصب في مصلحة البلدين.
وبلغ عدد الطلبة الكويتيين الذين يدرسون في الجامعات الإماراتية 1725 طالباً، وقد أصدرت الكويت قرارات شجعت الطلبة أكثر على الدراسة في الإمارات، ما سيسهم في تعزيز التعاون في مجال التعليم.
وشاركت الكويت بفعالية في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ "COP28" الذي عقد في مدينة إكسبو دبي، من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) 2023، وطرحت عدة مبادرات في مجال تطوير مشروعات منخفضة الكربون لدعم الاستدامة البيئية العالمية.
وقدم الصندوق الكويتي للتنمية عدة مشروعات في مجالات الطاقة المتجددة، والمياه، والزراعة المستدامة، ونظم محاضرات حول التغير المناخي.
ولعب التمثيل الكويتي دوراً مهماً في مؤتمر "COP28" بدعم المبادرات البيئية لحقيق أهداف وتطلعات المؤتمر، كما انضمت الكويت لتحالف القرم من أجل المناخ الذي أطلقته الإمارات.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الكويت الإمارات والکویت إلى الإمارات بین البلدین الکویت فی
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يبحث مع نظيره الجيبوتي تعزيز التعاون بين البلدين في عدة مجالات
التقى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، اليوم الأحد، محمود علي يوسف وزير خارجية جيبوتي، على هامش أعمال الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية غير العادية الذي يعقد بالعاصمة السعودية الرياض.
تعزيز التعاون بين مصر وجيبوتيوأكد وزير الخارجية، خلال اللقاء، حرص مصر على تعزيز التعاون الثنائي مع جيبوتي في المجالات كافة، بما يتماشى مع العلاقات التاريخية والروابط الوثيقة بين البلدين، مشيرا إلى أهمية تكثيف الجهود المشتركة لدفع التعاون الاقتصادي والسياسي، في ضوء ما تشهده العلاقات بين مصر وجيبوتي من تطور ملحوظ في السنوات الأخيرة، مؤكدا أن الاتصال الهاتفي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، في 30 أكتوبر 2024، يؤكد على التوافق الكامل بين قيادتي البلدين والتواصل المستمر على المستويات كافة.
وتوافق الوزيران على مزيد من تعزيز وتعميق علاقات التعاون الأخوية بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية واللوجستية، ومزيد من تعزيز العلاقات بين القطاع الخاص في البلدين.
متابعة الأوضاع في منطقة القرن الإفريقيوشهد اللقاء مناقشة آخر التطورات على الساحة الإقليمية، خاصة الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، وأكد الوزيران توافقهما على ضرورة احترام سيادة الدول ووحدتها الإقليمية وضمان حرية الملاحة الدولية، كما اتفقا على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في المنظمات الإقليمية، خاصة داخل الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.