لبنان ٢٤:
2024-11-12@21:14:32 GMT

هل يحمل هوكشتاين خلطة سحرية لوقف الحرب؟

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

عندما يكون المدفع "شغّالًا" تتعطل لغة الحوار. وعندما تُراق الدماء يوميًا على مذبح الوطن لا يُطلب من أهل الضحية المسامحة والغفران. وعندما يكون المصير على المحكّ لا تعود تنفع الوساطات غير العادلة وغير المتكافئة وغير الواقعية وغير "السحرية". وعندما توجّه النصائح إلى الذين يرون أن ما بنوه على مدى سنين طويلة ينهار أمام أعينهم برمشة عين بضرورة التروي والتعاطي مع المعطيات الميدانية بواقعية لا يمكن توقّع أن يصدر عنهم مواقف غير تلك التي يسمعها اللبنانيون كل يوم وقد امتلأت شاشات التلفزة بالمحللين والمنظّرين، الذين ينتمون إلى محوري "المعارضة" و"الممانعة"، وكلٌ منهم يغنّي على ليلاه، فيما الحقيقة غائبة أو مغيّبة لكثرة دخان القذائف الصاروخية الذي يغطي سماء لبنان، من جنوبه إلى بقاعه وضاحيته الجنوبية، والذي يعمي البصر والبصيرة، فتصبح الرؤية مشوشة وغير واضحة المعالم.


وقد تبدو مواقف البعض بعيدة عن الواقع الميداني المغاير لمحاولات التلطي وراء ما يُعتبر تمويها للحقائق أو تشويه مضامينها، مع الإصرار على عدم رؤية ما يمكن أن يحّل بلبنان من كوارث تتعاظم وتتراكم مع كل قذيفة تسقط على رؤوس اللبنانيين، الذين لم تكن لديهم الرغبة في الوصول إلى ما وصلوا إليه. فمع انقضاء كل يوم حرب تزداد معاناة لبنان، وتتكاثر هموم اللبنانيين، وتتلبد الغيوم السوداء، التي تنذر بعواصف قد لا تُبقي حجرًا على حجر، وقد تطيح بكل مبادرات الربع الساعة الأخير، التي تحاول الإدارة الأميركية بنسختها "الديمقراطية" القيام بها قبل تسليم مقاليد الحكم إلى الإدارة "الجمهورية" في الفترة الفاصلة، والتي تُعتبر بالمفهوم الإداري الأميركي الداخلي الحصري "فترة ميتة"، من حيث فاعلية ما يمكن أن يُتخذ من قرارات وإجراءات داخلية أو خارجية، وهي في حكم تصريف الأعمال.
وعلى رغم تسليم الجميع بهذا الواقع الأميركي فإن ثمة معلومات تشير إلى أن موفد الرئيس جو بايدن إلى المنطقة آموس هوكشتاين سيعود إلى تل أبيب في محاولة أخيرة لإيجاد تسوية مغايرة لما تضمنتّه "المسودّة الإسرائيلية" من أفكار لا "تركب على قوس قزح"، ولا يمكن لعاقل أن يقبل بها مهما كانت ظروف الميدان ضاغطة وحرجة.
وفي المعلومات غير الرسمية والمستقاة من تجارب سابقة فإن ما يمكن أن يطرحه هوكشتاين في زيارته المرتقبة وغير المؤكدة حتى الآن، هو "خلطة سحرية" يمكن أن تجمع ما بين القرار 1701 وبعض بنود الهدنة الموقعة بين لبنان وإسرائيل في 23 آذار من العام1949 في رأس الناقورة، وبين القرار 1559 وما ورد في وثيقة اتفاق الطائف لجهة بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها من دون أن يشاركها أحد في تحمّل مسؤولية قرار الحرب والسلم.
فما جاء في المادة الأولى والمادة الثالثة من اتفاقية الهدنة قد يصلح لأن يكون أرضية صالحة للانطلاق منها نحو تسوية شاملة. فقد جاء في المادة الأولى: يتعهد الجانبان اللبناني والإسرائيلي من الآن فصاعداً بالتقيد بدقة بالأمر الصادر عن مجلس الأمن بعدم اللجوء إلى القوة العسكرية لتسوية قضية فلسطين، وبامتناع الجانبين عن اتخاذ أي عمل عدائي ضد شعب الجانب الآخر أو قواته، أو إعداد مثل هذا العمل أو التهديد به. كما تنص على أن يُحترَم احتراما كاملا حق كل طرف في أمنه وحريته من الخوف من هجوم تشنه عليه قوات الجانب الآخر المسلحة.
أمّا ما جاء في المادة الثالثة فهو مكّمل للمادة الأولى، وفيها أن الجانبين يتعهدان بألا يرتكب أي عنصر من القوات البرية أو البحرية أو الجوية العسكرية لكل منهما - بما فيها القوات غير النظامية (وهذا اعتراف بوجود قوات غير نظامية)- عملا من الأعمال الشبيهة بالأعمال الحربية أو عملا عدوانيا ضد قوات الجانب الآخر، أو ضد المدنيين في الأراضي الخاضعة للجانب الآخر، أو يعبر أو يتخطى -لأي سبب من الأسباب- خط الحدود في إطار الهدنة الدائمة، كما هو مبين في المادة الخامسة، أو يدخل المجال الجوي للطرف الآخر، أو يمر عبره أو يدخل أو يمر عبر المياه على مسافة ثلاثة أميال من ساحل الجانب الآخر.
فهذه "الخلطة" وما فيها من سحر كفيلة بوقف الحرب وعدم العودة إليها تحت أي ظرف، خصوصًا أن لبنان لم يكن مهيأ لها ولا يريدها، وقد دفع ثمن توريطه بها أثمانًا باهظة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجانب الآخر فی المادة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

ماكرون مُصر على التواصل مع نتنياهو لوقف الحرب!

كتبت رندة تقي الدين في "النهار":   تعود رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على الإساءة لزوار الدولة العبرية عندما تكون علاقته برئيس دولتهم متوترة، فقد واجه وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو إساءة الشرطة الإسرائيلية الى عناصر أمنه الخاص خلال زيارته اسرائيل، الأمر نفسه  الذي حصل للرئيس الراحل جاك شيراك خلال زيارته إسرائيل والأراضي الفلسطينية عام 1996 عندما تعرض آنذاك الى سوء تعامل حرس الحدود الإسرائيلي في القدس الشرقية خلال جولته في شوارع المدينة. بارو اراد زيارة كنيسة" ايليونا" في جبل الزيتون في القدس الشرقية وهي أرض فرنسية تديرها فرنسا منذ 160 عاما ليفاجأ لدى وصوله الى قرب الكنيسة بوجود رجال شرطة إسرائيليين مسلحين في داخل الكنيسة، فرفض الوزير الدخول احتجاجا على دخول العناصر من دون اذن وايقافهم عنصرين من الدرك الفرنسي مسوؤلين عن أمنه.     ويذكر الحادث بوقوف شيراك امام كنيسة "سانت آن" في القدس، وهي أيضا موقع فرنسي، رافضا الدخول لأن الشرطة الإسرائيلية كانت داخل الكنيسة وقد انتظر اجبارها على الخروج ليدخل بعد ذلك.   وفي فترة شيراك كانت العلاقة متدهورة جداً بين نتنياهو والرئيس الفرنسي الذي كان يسعى مع رئيس السلطة الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات من اجل سلام عادل فيما كان نتنياهو نفسه يعرقل كل مساعي شيراك.   واليوم، والعلاقة متوترة جدا بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونتنياهو يعود المشهد نفسه، أولا لأن الدولة العبرية تريد القول لفرنسا ان القدس أرض إسرائيلية وان أي أرض، حتى المواقع التي تقع تحت مظلة دبلوماسية اجنبية، تخضع لحكومة إسرائيل. وذلك بعد فترة كانت العلاقة الفرنسية- الإسرائيلية تبدو كأنها ودية، لا سيما بعد ما سارع ماكرون بعد عملية "طوفان الاقصى"الى القول، مثل كل زعماء الغرب، ان من حق إسرائيل ان تدافع عن نفسها، وشجعها على الانتقام من "حماس"، قبل أن يتحول هذا الانتقام الإسرائيلي الى حرب وحشية على الشعب الغزاوي ما زالت مستمرة منذ اكثر من سنة وتوسعت الى لبنان حيث قتلت إسرائيل قيادات "حزب الله" ودمرت قرى كثيرة في الجنوب وبعلبك وضاحية بيروت وتسببت بنزوح أكثر من مليون شخص. وقد تحول موقف ماكرون الى التنديد بهذه الحرب مطالبا بوقف اطلاق النار وساعياً مع الرئيس الاميركي الحالي جو بايدن الى وقف اطلاق النار، لكن من دون جدوى .   ونتنياهو كان ينتظر وصول صديقه دونالد ترامب الى الرئاسة الأميركية لانه مقتنع بأنه سيحصل منه على ما يشاء رغم أن بايدن لم يحرمه من كل ما طلبته إسرائيل من دعم بالسلاح والمال للاستمرار في الحرب بموازاة ادعائه انه مع وقف اطلاق النار.   لكن دعوة  ماكرون الشهر الماضي الى وقف تصدير السلاح الى إسرائيل، في إشارة الى الولايات المتحدة،  ثم إصراره على وقف اطلاق النار وعدم توسيع الحرب على لبنان أديا الى غضب نتنياهو.   ورغم ان ماكرون بقي يتواصل مع نتنياهو مقتنعا بأنه ربما يضغط عليه لوقف الحرب واسترجاع الرهائن وعدم التعرض لليونيفيل في الجنوب اللبناني ومنع توسيع الحرب في لبنان، سعى نتنياهو الى إذلال فرنسا كما فعل مع شيراك. ومع كل ذلك يبدو ماكرون عازماً على التواصل مع نتنياهو، حتى انه امتنع حتى الآن عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية كي لا يفقد قدرته على التحاور معه. لكن الأخير لا يسمع لأحد، وربما حتى لصديقه ترامب، فهو لا يعرف الا الانتقام.     ولتذكير بما حصل مع شيراك أثناء زيارته القدس،  روى أحد عناصر الامن الذين تولوا أمن زيارتي الرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران ولاحقا زيارة شيراك لـ"النهار" ان إسرائيل سهلت بشكل كبير زيارة ميتران، فكل المعاملات كتأشيرات الدخول كانت تطبع على ورقة مستقلة عن الجواز وغيرها من متطلبات الامن. وآنذاك كانت علاقة ميتران بالحكومة الإسرائيلية مميزة  وهو الرئيس الذي استطاع اخراج عرفات من لبنان.   اما في زيارة شيراك، فقال المسوؤل الأمني، إن التحضيرات للزيارة الرئاسية كانت  بالغة الصعوبة لأن الإسرائيليين عقدوا كل شيء. فمثلا طلب شيراك التجول في شوارع القدس الشرقية وارادت الحكومة الاسرائيلية ان تفرض عليه مواكبة رئيس بلدية القدس الغربية جولته، وقد رفض  شيراك ذلك مؤكداً انه سيتجول وحده، فقررت حكومة نتنياهو ارسال حرس الحدود لمواكبته وعرقلة جولته مع كل وفده، حتى جعلته يهدد بقطع الزيارة والعودة الى بلده، وقد تم عرض المشهد على كل تلفزيونات العالم. واعيد تكرار المشهد الخميس على شاشات تلفزيون فرنسا اثر تعرض الشرطة الإسرائيلية لعناصر أمن بارو في جبل الزيتون. لقد اراد نتنياهو توجيه الرسالة مجددا الى ماكرون بأنه غير راض عن ضغوطه  لوقف إسرائيل حربها على غزة وفي لبنان.   لكن الآن وبعد هذا الحدث مع بارو بالتزامن مع انتخاب دونالد ترامب رئيسا الولايات المتحدة، كيف تكون سياسة ترامب في لبنان وهل يستمع الى ماكرون الذي كان اول من هنأه من الأوروبيين، وهل يقبل  بالضغط على نتنياهو لوقف الحرب على لبنان؟ سبق لماكرون أن اقنع ترامب في عهده الأول بعد انفجار المرفأ في بيروت بحضور مؤتمر بالفيديو لمساعدة للبنان فحضر، ما اعطى الؤتمر أهمية اكبر وقتئذ. ثم حاول ماكرون ان يرتب لقاء بين ترامب والرئيس الإيراني السابق حسن روحاني في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة، وكان الرئيس الإيراني وافق على المبدأ  الى ان منعه في اللحظة الأخيرة المرشد علي خامينئي تاركا ماكرون مربكاً امام ترامب .     حصل ذلك في العهد الأول لرئاسة ماكرون. اما الآن فطبيعة ماكرون تشير الى أنه لن يستسلم للفشل مع نتنياهو وإيقاف الحرب في لبنان، بل سيبحث عن إيجاد سبل للعمل مع ترامب على الملف اللبناني.     وماكرون يدرك ان فرنسا وحدها لا يمكنها ان تنجح في مثل هذه المساعي، والحل اليوم لوقف الحرب في لبنان متعلق بالجانبين الإسرائيلي والإيراني، فمنذ مقتل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله استعاد الحزب جزءا من قدراته عبر تسلم الحرس الثوري الإيراني قيادته المباشرة . والجميع في الأوساط الفرنسية والاميركية المسوؤلة يعرفون ذلك . والسؤال اليوم هل يضغط ترامب على ايران للتخلي عن ذراعها المسلحة في لبنان، وربما عن أذرعتها في اليمن وسوريا والعراق، أم تشن اسرائيل هجوما على ايران قبل تسلم ترامب الرئاسة للاعداد لمرحلة إسرائيلية جديدة في المنطقة؟

مقالات مشابهة

  • هوكشتاين متفائل بإمكانية وقف إطلاق النار في لبنان قريباً
  • رعد: شددنا خلال الاجتماع على الآثار الكارثية للإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري وجددنا المطالبة بالرفع الفوري وغير المشروط لها
  • "الشعبية": بيان "قمة الرياض" مكرر وغير مجدي والمطلوب آليات تنفيذية لوقف العدوان
  • دعوات لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان في قمة الرياض
  • حزب الله يُنعش رهاناته وترامب يُقيّد هوكشتاين
  • إسرائيل توسّع الفظائع ولبنان لم يتبلغ زيارة هوكشتاين
  • إلهام أبو الفتح تكتب: ترامب هل يحمل مفاجآت ؟
  • الدين والنفط والمال.. الجانب الآخر لحركة ماغا الترامبية
  • هل يكون هذا المقترح هو الحلّ لوقف الحرب في لبنان؟
  • ماكرون مُصر على التواصل مع نتنياهو لوقف الحرب!