عربي21:
2025-04-26@10:38:59 GMT

أسباب توقيت إقالة غالانت

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

ما الذي يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ قرار إقالة وزير دفاعه يوآف غالانت وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس خلفاً لغالانت، ولماذا تحدث هذه التعيينات في وقت تشن فيه إسرائيل عدواناً واسع النطاق على فلسطين ولبنان تحديداً وتحتاج إلى شخصية عسكرية بخبرة غالانت؟
إقالة غالانت ليست مرتبطة بمعيار الكفاءة العسكرية ومسألة اقتراب أو ابتعاد إسرائيل عن تحقيق الإنجازات في مربعي غزة وجنوب لبنان، وإنما هناك خلاف سياسي عميق بين الرجلين بانت معالمه حينما اعترض وزير الدفاع المقال على التعديلات القضائية قبل أكثر من عام ونصف العام.



غالانت نفسه وبعظمة لسانه فسر قرار الإقالة بأنه مرتبط بثلاثة أسباب تتعلق بموقفه من ضرورة أن يؤدي «الحريديم» الخدمة الإلزامية في الجيش، والسرعة في إعادة الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم «حماس» في غزة، حتى لو كلف ذلك تقديم تنازلات مؤلمة.

السبب الثالث مرتبط بموقفه الداعي إلى تشكيل هيئة تحقيق رسمية في أحداث السابع من تشرين الأول 2023، وكل هذه الأسباب يرفضها نتنياهو جملةً وتفصيلاً ولا تخدم مصالحه ولا مصالح الحكومة المتطرفة التي يقودها.

في الأساس، لا يحب نتنياهو أن يكون في حكومته من يعانده ويعترض على قراراته، ولذلك نلحظ وجود مقربين منه كما هو الحال مع الوزير كاتس الذي عينه خلفاً لغالانت، مع أن الأول يفتقر إلى الحس الأمني والخبرة العسكرية في زمن الحرب والتأهب الإسرائيلي.

كما أن نتنياهو يرى في بقاء غالانت بالمنصب الحالي خطرا على مستقبله السياسي، لأن الأخير حاول إضعاف نتنياهو بتفنيد رواياته عن النصر المطلق في غزة، إلى جانب أن غالانت كان يرغب في دعم قرار وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

غالانت حينما كان في موقعه، لم يتسامح أبداً مع فكرة استبعاد «الحريديم» من الخدمة العسكرية، ولذلك استدعى حوالى 7000 منهم للالتحاق بالجيش في إطار العدوان الذي تشنه إسرائيل على فلسطين ولبنان والنقص المتزايد في الجنود.

بعد إقصاء غالانت من المشهد السياسي والعسكري، لا يوجد هناك من يعارض نتنياهو وخططه، إذ من الممكن أن يمرر قانوناً في الكنيست يعفي اليهود المتشددين من الخدمة في الجيش، لإرضاء أطراف كثر في حكومته المتطرفة وعلى رأسهم إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي.

كذلك يعارض نتنياهو القيادات الأمنية والعسكرية التي تنصحه الدخول في مفاوضات تحقق وقفاً لإطلاق النار وتسمح للأسرى الإسرائيليين في غزة بالعودة إلى منازلهم، ويريد أن يطيل فترة الحرب حتى يصفي حساباته مع كافة الأصوات التي تعارضه ويضمن إما استمرار منصبه كرئيس للوزراء أو ترتيب الخروج الآمن من السلطة بدون محاكمة.

نتنياهو يريد أن يحقق النصر العسكري لإسرائيل حتى لو كلفه التضحية بملف الأسرى الإسرائيليين، لأن ذلك سيعني شيئاً مهماً بالنسبة له، أنه فلت من أي نوع من العقاب وستسقط عنه كل التهم الموجهة سواء السابقة المتعلقة بالفساد أو أي تهم تتعلق بطريقة إدارته للحرب.

أما موضوع فتح تحقيق شامل كامل بخصوص أحداث السابع من تشرين الأول 2023، فهذا موضوع حسّاس قد يطال رأس نتنياهو، لأنه المسؤول الأول والأخير عن إسرائيل وأمنها، وأي فشل سياسي أو أمني سيتحمله هو في الأساس.

جيش الاحتلال سبق أن حقّق في أحداث عملية طوفان الأقصى، وخلص إلى إخفاقات أمنية وأخرى على صعيد صد هجوم مقاتلي حركة حماس، لكن حينما تنتهي الحرب سيتم فتح هذا النقاش من جديد، ولن يكون نتنياهو محمياً من القانون والانتقادات إلا إذا حقّق إنجازات سياسية وعسكرية تهدئ المعارضة والرأي العام الإسرائيلي.

قرار إقالة غالانت لم يكن ليحصل لو لم تستهدف إسرائيل قيادات ثقيلة من مستوى حسن نصر الله الأمين العام لـ»حزب الله» وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وإلى جانبهما قادة من الصف الأول والثاني في الحزبين.

منذ فترة طويلة ورئيس الحكومة يريد أن يعطي غالانت «شلوتاً» و«يطيره» من منصبه، لكن الظروف وقتها لم تكن تسمح، ولذلك يوظف نتنياهو كل الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش في شخصه، وهذا ما شجّعه لإصدار قرار الإقالة بحق غالانت.

وقد يأتي الدور على رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي الذي انتقد نتنياهو في السابق بشأن الحرب على محافظة رفح جنوب قطاع غزة وإصرار الأخير على البقاء في ممر فيلادلفيا، وعلى الأرجح أن رئيس الحكومة سيتحين الفرصة المناسبة لإقالة هليفي.

المختصر أن نتنياهو قد يستبعد ويصفي كل الأصوات الرسمية التي تختلف معه وتعارضه قبل أن يشرع بشكل جدي في إتمام صفقة تتضمن وقفاً لإطلاق النار، ففي النتيجة يرى أن خشبة خلاصه تكمن إما في تحقيق إنجاز عسكري يتباهى فيه أمام الجميع، أو ترويض معارضيه حتى يظل في الطليعة.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو غالانت الاحتلال نتنياهو الاحتلال غالانت مقالات مقالات مقالات صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة عالم الفن سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: نتنياهو دمّر إسرائيل وعهده المظلم يوشك على الانتهاء

تناولت صحف إسرائيلية وعالمية الخلاف المتزايد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الشاباك رونين بار، وقالت بعضها إن الحرب دمرت إسرائيل كما دمرت قطاع غزة.

ففي صحيفة هآرتس، كتب يوري مسغاف مقالا دعا فيه الإسرائيليين لعدم اليأس، قائلا "إن عهد نتنياهو المظلم يوشك على الانتهاء رغم حالة الانقسام".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إندبندنت: النظام الدولي يتفكك والتطبيع مع صور الإبادة تهديد للجميعlist 2 of 2محللون إسرائيليون يستبعدون توسيع الحرب أو التوصل لصفقة قريبةend of list

وأشار الكاتب إلى أن مكانة نتنياهو العالمية أصبحت في الحضيض، وشدد على ضرورة ملاحقته وداعميه في كل مكان، بسبب القتل العشوائي المستمر للمدنيين، مضيفا "أنه لم يُدمر قطاع غزة فحسب، بل دمّر إسرائيل أيضا".

وفي "تايمز أوف إسرائيل"، حذّرت أستاذة القانون سوزي نافوت من أن شهادة رئيس الشاباك "تمثل إنذارا خطيرا لمستقبل الديمقراطية في إسرائيل".

وأوضحت أن بار "لم يدافع عن منصبه، بل عن استقلال الجهاز"، وحذرت من محاولات إخضاع الشاباك للولاء الشخصي، واصفة الأمر بأنه "تهديد لسيادة القانون ومؤشر على انزلاق إسرائيل نحو حكم سلطوي وتقويض النظام الديمقراطي فيها".

المديح المنافق

أما صحيفة غارديان البريطانية، فنشرت مقالا للكاتب أوين جونز قال فيه إن البابا فرانشيسكو "تحلى بقيادة أخلاقية لموقفه من الحرب في غزة في زمن لا أخلاق فيه".

إعلان

وأضاف الكاتب أن التاريخ "سيُخلد شجاعة البابا في مواجهة واحدة من أكبر مآسي هذا العصر"، منتقدا موجة الإشادة الواسعة بالبابا فرانشيسكو، التي وصفها بـ"المديح المنافق"، خصوصا من شخصيات ووسائل إعلام كانت متورطة في السياسات التي عارضها البابا.

وفي شأن آخر، لفت تقرير في مجلة "تايم" إلى أن رفض طلب الإفراج المؤقت عن الناشط محمود خليل لحضور ولادة ابنه "يسلّط الضوء على ما يصفه بعض الخبراء بنمط من استخدام فصل الأسرة كوسيلة ضغط على مجتمعات محددة في الولايات المتحدة".

وأشار التقرير إلى أن سلطات الهجرة الأميركية كانت لديها سلطة تقديرية لمنح خليل إفراجا إنسانيا مؤقتا، وقال إنها "ممارسة تُستخدم بانتظام في ظروف مثل الولادات أو الوفيات العائلية، لكنها اختارت منعها عن الناشط الفلسطيني".

نووي إيران ومفاوضات أوكرانيا

وفي ما يتعلق بتطورات المفاوضات النووية مع إيران، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن معظم الخبراء "يرون أن المقترح الأميركي بشأن برنامج نووي مدني كحل وسط محتمل مع طهران، سيكون أمرا بعيد المنال".

ووفقا للصحيفة، فإن قبول هذا المقترح "سيجعل طهران تعتمد على مصادر وقود أجنبية، في حين سيعمق رفض المقترح مخاوف الغرب من سعي طهران للحفاظ على خيار تطوير أسلحة نووية".

وأخيرا، نشرت مجلة "ناشونال إنترست" الأميركية مقالا لجاكوب هيلبرون، الذي طرح تساؤلات عن "نية الرئيس دونالد ترامب التخلي عن أوكرانيا"، مشيرا إلى مقترح يمنح موسكو تنازلات كبرى.

وأشار الكاتب إلى أن أبرز هذه التنازلات يتمثل في رفع العقوبات عن روسيا، والاعتراف بسيادتها على شبه جزيرة القرم، ومنع انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

واعتبر هيلبرون أن هذا التوجه "يعكس ضعف واشنطن أمام قوى مثل روسيا والصين، مما قد يشكل سابقة خطيرة في السياسة الخارجية الأميركية". وحذر الكاتب من أن أوكرانيا "قد تكون أولى محطات فشل إدارة ترامب في تحقيق أهدافها الدولية".

إعلان

مقالات مشابهة

  • إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟
  • برلماني يكشف أسباب واقعة طرد سفير إسرائيل من الاتحاد الإفريقي
  • باراك: نتنياهو يقود “إسرائيل” نحو الهاوية.. وحربنا في غزة عبثية 
  • اليوم.. الخطيب يجتمع مع رمضان وقمصان لمناقشة أسباب الخروج الإفريقي
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • انقسامات وخلافات داخل إسرائيل تهدد نتنياهو
  • صحف عالمية: نتنياهو دمّر إسرائيل وعهده المظلم يوشك على الانتهاء
  • نتنياهو يطلب تأجيل تقديم تصريحه في قضية إقالة رئيس الشاباك إلى الأحد
  • نتنياهو يصر على إبادة غزة "ولو وقفت إسرائيل وحدها"
  • هذا هو البابا الفقير الذي تكرهه إسرائيل