عربي21:
2025-02-03@05:08:06 GMT

أسباب توقيت إقالة غالانت

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

ما الذي يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ قرار إقالة وزير دفاعه يوآف غالانت وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس خلفاً لغالانت، ولماذا تحدث هذه التعيينات في وقت تشن فيه إسرائيل عدواناً واسع النطاق على فلسطين ولبنان تحديداً وتحتاج إلى شخصية عسكرية بخبرة غالانت؟
إقالة غالانت ليست مرتبطة بمعيار الكفاءة العسكرية ومسألة اقتراب أو ابتعاد إسرائيل عن تحقيق الإنجازات في مربعي غزة وجنوب لبنان، وإنما هناك خلاف سياسي عميق بين الرجلين بانت معالمه حينما اعترض وزير الدفاع المقال على التعديلات القضائية قبل أكثر من عام ونصف العام.



غالانت نفسه وبعظمة لسانه فسر قرار الإقالة بأنه مرتبط بثلاثة أسباب تتعلق بموقفه من ضرورة أن يؤدي «الحريديم» الخدمة الإلزامية في الجيش، والسرعة في إعادة الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم «حماس» في غزة، حتى لو كلف ذلك تقديم تنازلات مؤلمة.

السبب الثالث مرتبط بموقفه الداعي إلى تشكيل هيئة تحقيق رسمية في أحداث السابع من تشرين الأول 2023، وكل هذه الأسباب يرفضها نتنياهو جملةً وتفصيلاً ولا تخدم مصالحه ولا مصالح الحكومة المتطرفة التي يقودها.

في الأساس، لا يحب نتنياهو أن يكون في حكومته من يعانده ويعترض على قراراته، ولذلك نلحظ وجود مقربين منه كما هو الحال مع الوزير كاتس الذي عينه خلفاً لغالانت، مع أن الأول يفتقر إلى الحس الأمني والخبرة العسكرية في زمن الحرب والتأهب الإسرائيلي.

كما أن نتنياهو يرى في بقاء غالانت بالمنصب الحالي خطرا على مستقبله السياسي، لأن الأخير حاول إضعاف نتنياهو بتفنيد رواياته عن النصر المطلق في غزة، إلى جانب أن غالانت كان يرغب في دعم قرار وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

غالانت حينما كان في موقعه، لم يتسامح أبداً مع فكرة استبعاد «الحريديم» من الخدمة العسكرية، ولذلك استدعى حوالى 7000 منهم للالتحاق بالجيش في إطار العدوان الذي تشنه إسرائيل على فلسطين ولبنان والنقص المتزايد في الجنود.

بعد إقصاء غالانت من المشهد السياسي والعسكري، لا يوجد هناك من يعارض نتنياهو وخططه، إذ من الممكن أن يمرر قانوناً في الكنيست يعفي اليهود المتشددين من الخدمة في الجيش، لإرضاء أطراف كثر في حكومته المتطرفة وعلى رأسهم إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي.

كذلك يعارض نتنياهو القيادات الأمنية والعسكرية التي تنصحه الدخول في مفاوضات تحقق وقفاً لإطلاق النار وتسمح للأسرى الإسرائيليين في غزة بالعودة إلى منازلهم، ويريد أن يطيل فترة الحرب حتى يصفي حساباته مع كافة الأصوات التي تعارضه ويضمن إما استمرار منصبه كرئيس للوزراء أو ترتيب الخروج الآمن من السلطة بدون محاكمة.

نتنياهو يريد أن يحقق النصر العسكري لإسرائيل حتى لو كلفه التضحية بملف الأسرى الإسرائيليين، لأن ذلك سيعني شيئاً مهماً بالنسبة له، أنه فلت من أي نوع من العقاب وستسقط عنه كل التهم الموجهة سواء السابقة المتعلقة بالفساد أو أي تهم تتعلق بطريقة إدارته للحرب.

أما موضوع فتح تحقيق شامل كامل بخصوص أحداث السابع من تشرين الأول 2023، فهذا موضوع حسّاس قد يطال رأس نتنياهو، لأنه المسؤول الأول والأخير عن إسرائيل وأمنها، وأي فشل سياسي أو أمني سيتحمله هو في الأساس.

جيش الاحتلال سبق أن حقّق في أحداث عملية طوفان الأقصى، وخلص إلى إخفاقات أمنية وأخرى على صعيد صد هجوم مقاتلي حركة حماس، لكن حينما تنتهي الحرب سيتم فتح هذا النقاش من جديد، ولن يكون نتنياهو محمياً من القانون والانتقادات إلا إذا حقّق إنجازات سياسية وعسكرية تهدئ المعارضة والرأي العام الإسرائيلي.

قرار إقالة غالانت لم يكن ليحصل لو لم تستهدف إسرائيل قيادات ثقيلة من مستوى حسن نصر الله الأمين العام لـ»حزب الله» وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وإلى جانبهما قادة من الصف الأول والثاني في الحزبين.

منذ فترة طويلة ورئيس الحكومة يريد أن يعطي غالانت «شلوتاً» و«يطيره» من منصبه، لكن الظروف وقتها لم تكن تسمح، ولذلك يوظف نتنياهو كل الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش في شخصه، وهذا ما شجّعه لإصدار قرار الإقالة بحق غالانت.

وقد يأتي الدور على رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي الذي انتقد نتنياهو في السابق بشأن الحرب على محافظة رفح جنوب قطاع غزة وإصرار الأخير على البقاء في ممر فيلادلفيا، وعلى الأرجح أن رئيس الحكومة سيتحين الفرصة المناسبة لإقالة هليفي.

المختصر أن نتنياهو قد يستبعد ويصفي كل الأصوات الرسمية التي تختلف معه وتعارضه قبل أن يشرع بشكل جدي في إتمام صفقة تتضمن وقفاً لإطلاق النار، ففي النتيجة يرى أن خشبة خلاصه تكمن إما في تحقيق إنجاز عسكري يتباهى فيه أمام الجميع، أو ترويض معارضيه حتى يظل في الطليعة.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو غالانت الاحتلال نتنياهو الاحتلال غالانت مقالات مقالات مقالات صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة عالم الفن سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

المتحدث باسم نتنياهو يحدد "أهم أهداف" إسرائيل

تبحث إسرائيل جدوى الاستمرار في اتفاق التهدئة مع غزة وإمكانية تعليق المرحلة الثانية منه، وتتجه لتعيين إيال زامير رئيساً للأركان، وهو المعروف بتشدده لاسيما حيال إيران. 

فيما يُرتقب أن يتوجه رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الثلاثاء المقبل للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أول لقاء له بعد تسلم مهامه مع مسؤول أجنبي.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، هاني مرزوق؛ "الولايات المتحدة حليفنا الأكبر، اجتهدنا سويا حتى وصلنا إلى كل ماوصلنا إليه في الآونة الأخيرة، الزيارة ستبحث الملفات الاستراتيجية وشؤون المنطقة".

وأضاف في لقاء مع "سكاي نيوز عربية": "إسرائيل حاربت بأكثر من 7 جبهات خلال الفترة الأخيرة وكانت التحديات ومازالت كبيرة وملحة، لم نتعب ونصل إلى ما وصلنا إليه ونعود أدراجنا فيما يخص اتفاق وقف إطلاق النار، خيار العودة للحرب مطروح في حال حدوث خلل".

وأكد أن "الغاية اليوم في إسرائيل هي إرجاع المختطفين والأسرى ونعطي هذا الأمر كل الأهمية".

 

 

مقالات مشابهة

  • عاجل | لوبينيون الفرنسية عن رئيس الجزائر: مستعدون لتطبيع العلاقة مع إسرائيل في نفس اليوم الذي ستكون فيه دولة فلسطينية
  • الطلاب مظلومون.. «الحزاوي» تكشف أسباب شكاوى أولياء الأمور من نتائج الترم الأول
  • ‏حماس تطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة التي نص عليها اتفاق غزة ووقف الانتهاكات
  • بالوثيقة.. نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب
  • حازم عمر: صفقة الهدنة الحالية بغزة تطبيق حرفي لوثيقة مايو 2024 التي رفضتها إسرائيل
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • المتحدث باسم نتنياهو يحدد "أهم أهداف" إسرائيل
  • من هو الشهيد محمد الضيف؟.. مرعب إسرائيل الذي أرهق الإحتلال لثلاثة عقود
  • «الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟
  • يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب