موقع 24:
2024-11-12@20:48:54 GMT

ترامب..وما ورائيات الفوز الكبير

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

ترامب..وما ورائيات الفوز الكبير

حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء المنصرم، كانت الشكوك، بل الهواجس، تحلّق فوق رؤوس الجمهوريين في الداخل الأميركي، في ظل العديد من استطلاعات الرأي المؤدلجة، التي كانت تبشر بفوز كبير للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وهزيمة واضحة للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.

قُضي الأمر، وفاز دونالد جون ترامب فوزاً ساحقاً وحصد ما يفوق التوقعات في المجمع الانتخابي، ليضحى الرئيس السابع والأربعين، ومحققاً نصراً وصفته صحيفة "وول ستريت جورنال" بأنه سيبقى في ذاكرة الأجيال الأمريكية طويلاً.

لا نغالي إن وصفنا ترامب بأنه رجل من أصحاب العزيمة القوية، ما تشهد به تجربته السياسية منذ دخوله دائرة المنافسة على منصب الرئاسة في 2016، وهو الغريب عن المؤسسة السياسية الأمريكية، وفي مواجهة هيلاري كلينتون، ذات الكفاءة والتمرس، مروراً بما تعرض له في انتخابات 2020، ومطاردة الساحرات على يد الديمقراطيين، بهدف قطع الطريق على عودته إلى البيت الأبيض مرة ثانية، لكنه عاد وبقوة واكتساح.
في لحظات الضعف بدا ترامب قوياً غير قابل للانكسار، امتلك زمام الشجاعة وعرف كيف يتجنب مشاعر اليأس، بل اعتبر أسوأ الأوقات التي مر بها منصة إطلاق رفعته فوق سحب واشنطن من جديد.
هل جاء فوز ترامب نتيجة حكمة وحنكة حملته الانتخابية، أم لأسباب تتعلق بإخفاقات حملة هاريس من جانب، ولأحوال الأمريكيين في الداخل من جهة ثالثة؟
غالب الظن أن العوامل المتقدمة مجتمعة تفاعلت معاً، فمن جهة يبدو أن الملايين الغفيرة من الأمريكيين باتوا رافضين لأنساق اليسار الديمقراطي المغرق في علمانية زادت عن الحد، وانقلبت إلى الضد، من تفلت أخلاقي، وتشريعات تتجاوز كافة النواميس الطبيعية، عطفاً على سياسات اقتصادية أدت إلى تضخم واضح، ما أضر باقتصادات الطبقة الوسطى.
بدا التصويت الثلاثاء الماضي وكأنه "تصويت عقابي"، لإدارة أهدرت بضعة مليارات من الدولارات في دعم أوكرانيا، بهدف زعزعة استقرار القيصر، فيما شوارع مدن كبرى في الداخل الأمريكي تعج بالمعدمين والمهمشين واللاجئين.
أظهرت النتائج أن الحزب الديمقراطي مرتبك في داخله، بل منقسم على ذاته، ويكفي مشهد جيل بايدن وهي ترتدي بدلة حمراء، في طريقها للاقتراع، وكأنها تتمنى هزيمة هاريس، انتقاماً من كوادر الحزب، لا سيما "راسم الخطط" باراك أوباما، وذراعه المتنفذة نانسي بيلوسي، واللذين أرغما بايدن على الانسحاب، ومن هنا يقول الراوي إنه شاهد بايدن متبسماً من وراء ستار مكتبه البيضاوي، عقب ظهور النتائج الرسمية.
أثبت الأمريكيون أنهم أذكياء ولديهم قدرة جيدة على الانتقاء السديد لمن يقود البلاد، بعد أن أغرقها الديمقراطيون في صراعات داخلية ومؤامرات ضد ترمب، من غير أن يقدموا وصفات ناجحة لاستنهاض قوى الشعب العامل.
على الجانب الجمهوري، تضافرت جهود عديدة في فوز ترامب، في مقدمها إيمان الجماهير بأنه رجل الساعة، القادر على مواجهة ومجابهة نوازل أممية، من عند رجل الكرملين الذي تشاغبه نزوات الغزوات لأوروبا مرة جديدة، خاصة حال تجاوزها ميزان الانتباه العسكري، مروراً بالصيني الأول شين جين بينغ، الواقف على مواني تايوان، وصولاً إلى الإيرانيين الذين لا ينفكون يسعون لحيازة سلاح الدمار الشامل. الأهم بالنسبة للمواطن الأمريكي هو مدفوعات نهاية الأسبوع، وهم يثقون بأن سيد الصفقات هو الأنفع والأرفع في هذا الإطار.
عطفاً على ذلك، تعلم الجمهوريون من درس انتخابات 2020، ولهذا وضعوا مخططات استراتيجية انتخابية، تدفع بملايين المؤيدين للتحرك والاقتراع، بهدف إحداث أمرين:
الأول: هو الفارق الشاسع في التصويت لصالح مرشحهم، ما يعني أن يكون النصر فائق التوقعات، لا عبر هوامش يمكن التشكيك فيها.
الثاني: هو ضمان مراقبة العملية الانتخابية في اللجان المختلفة عبر قارة مترامية الأطراف، ومختلفة الأعراق والأطياف، وبما لا يعطي فرصة للتزوير أو التلاعب.
ولعله من نافلة القول أن نجاح الجمهوريين تجاوز مقام الرئاسة إلى مجلس الشيوخ، ومجلس النواب، ما يعني أن سحابة حمراء بالفعل غطت سماوات واشنطن لعامين على الأقل وقبل انتخابات التجديد النصفي في 2026.
على أنه رغم هذا الفوز العظيم، يبقى التساؤل المخيف عن الداخل الأمريكي، وأي سياسات سيتبع الرئيس المنتخب ترمب؟
ليس سراً أن الرجل تملأ فمه المرارة، وحلقه ملغم بالمنغصات، وفي ظل هكذا سطوة جمهورية، ربما يكون طريق المقاصصة والمحاسبة، الثأر والانتقام هو الأيسر، فيما العفو والترفع، التسامح والتصالح هو الأصعب.
أي طريق سيسلكه ترامب؟ ومن سيوسوس في أذنيه في ولايته الجديدة؟
الانتظار سيد الموقف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية ترامب

إقرأ أيضاً:

مطالبة باستقالة بايدن وتنصيب «هاريس» الرئيس الـ47 لأمريكا.. ما القصة؟

طالب جمال سيمونز، مدير الاتصالات لنائبة الرئيس السابق كامالا هاريس، الرئيس جو بايدن إلى الاستقالة وتنصيب هاريس الرئيس رقم 47 للولايات المتحدة خلال الشهر المقبل، وذلك خلال ظهوره في برنامج على شبكة سي إن إن الأمريكية.

استقالة بايدن وهاريس رئيسة للولايات المتحدة

وخلال البرنامج على الشبكة الأمريكية، أشاد سيمونز بالرئيس بايدن ووصفه بأنه «رئيس استثنائي» ومع ذلك، أشار إلى أن هناك وعدًا واحدًا متبقيًا يمكنه الوفاء به، وهو أن يكون شخصية انتقالية، يمكنه الاستقالة من الرئاسة في غضون الثلاثين يومًا القادمة، وجعل كامالا هاريس رئيسة للولايات المتحدة رقم 47.

وقال إن هذه الخطوة ستعفيها من الاضطرار إلى الإشراف على انتقال السلطة في السادس من يناير المقبل بعد هزيمتها بالانتخابات الأمريكية 2024.

وأضاف سيمونز أن هذه الخطوة ستهيمن على الأخبار في وقت يتعين فيه على الديمقراطيين أن يتعلموا الشفافية والقيام بالأشياء التي يريد الجمهور رؤيتها، وهذه هي اللحظة المناسبة لنا لتغيير المنظور الكامل لكيفية عمل الديمقراطيين.

وعمل سيمونز مع العديد من السياسيين الديمقراطيين، بما في ذلك الحملة الرئاسية لحاكم ولاية إلينوي بيل كلينتون وحملة آل جور، وشغل منصب نائب مدير الاتصالات في اللجنة الوطنية الديمقراطية (DNC) ومؤخرًا، كان مدير اتصالات هاريس من يناير 2022 إلى يناير 2023.

تأثير على الأمريكان

وأضاف سيمونز بعد عرض البرنامج في منشور على موقع X «تويتر سابقًا»، أن الديمقراطيين يجب أن يدركوا أن القواعد القديمة لم تعد تنطبق، مضيفًا أن الأمريكيين يستجيبون للدراما والإثارة.

ويعتقد أن استقالة بايدن من شأنها أن تقلب الطاولة على ترامب، وتمنع كامالا من رئاسة الانتخابات التي ستقام في السادس من يناير، وتسهل على المرأة التالية الترشح.

وهُزمت هاريس، التي أصبحت مرشحة الحزب الديمقراطي بعد انسحاب بايدن من السباق في أواخر يوليو قبل نحو 100 يوم من الانتخابات، بعد أن تفوق عليها ترامب في الانتخابات الرئاسية في وقت سابق من هذا الأسبوع.

مقالات مشابهة

  • 6 خيارات أمام كامالا هاريس بعد خسارتها في انتخابات الرئاسة.. «خطوة للخلف»
  • فيديو| هاريس تظهر إلى جانب بايدن للمرة الأولى منذ الهزيمة
  • المشي على الرمال آخر معارك بايدن.. فيديو الرئيس الأمريكي يثير السخرية على وسائل التواصل الاجتماعي
  • مطالبة مدير الاتصالات السابق لكامالا هاريس باستقالة بايدن وتنصيب هاريس رئيسةً للولايات المتحدة
  • مستشار الأمن القومي الأمريكي: بايدن سيطلب من ترامب الالتزام بدعم أوكرانيا
  • حتى نهاية ولايته.. بايدن يتعهد باستمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا
  • مطالبة باستقالة بايدن وتنصيب «هاريس» الرئيس الـ47 لأمريكا.. ما القصة؟
  • مستشار الأمن القومي الأمريكي: بايدن يعتزم الضغط لاستمرار إرسال الدعم لأوكرانيا
  • باحث سياسي: بايدن ترك إرثا ثقيلا للرئيس الأمريكي المنتخب ترامب
  • بيلوسي تنتقد بايدن وتغازل ترامب: خسارة هاريس “مفجعة”