تريد اسرائيل توجيه رسالة قوية لفرنسا ولرئيسها إيمانويل ماكرون عبر الأزمة الديبلوماسية المستجدة بين الدولتين. ومفادها أنه لا دور مباشر لكم في حلول الحروب على غزة وعلى لبنان!
وكتب سمير سكاف في" الديار": رسالة يريد منها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو توجيه إهانة مباشرة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بسبب مواقف ماكرون التي تجلب العار لفرنسا، بحسب نتانياهو!

تفاعل الأزمة الديبلوماسية، واستدعاء سفير دولة اسرائيل في باريس يأتيان على أثر حادثة إحراج وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو في زيارته الأخيرة للقدس.


وقد جرى خلال الزيارة الاعتداء، وتوقيف (ثم إطلاق) الدركيين الفرنسيين في الكنيسة الإليونية، إحدى الممتلكات الفرنسية الأربعة، التي هي بحماية أمنية فرنسية!
رسالة اسرائيل لفرنسا تأتي نتيجة 7 أحداث متتالية:
1 - رفض رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، في تصريح صريح لجريدة الفيغارو الفرنسية منذ عدة أشهر، وساطة فرنسا «منفردة» في حروب الشرق الأوسط. وهو طلب منها أن تعمل تحت مبادرات الإدارة الأميركية.
2 - تعطيل نتانياهو لمبادرة فرنسا الأممية، التي حظيت بدعم أميركي وعربي ودولي واسع، للوزير، «الجديد» آنذاك، جان نويل بارو لوقف النار مدة 21 يوماً في لبنان لإعطاء مجال للحلول الديبلوماسية.

وعلى الرغم من إعطاء نتانياهو موافقته على المبادرة، قامت اسرائيل في اليوم التالي باغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله!
3 - تصريح للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمنع تصدير الأسلحة لاسرائيل، ما اعتبره نتانياهو عارًا على فرنسا.
4 - منع فرنسا اسرائيل من المشاركة في المعرض الدولي للأسلحة في باريس.
5 - تصريح ثانٍ لماكرون لمنع تصدير الأسلحة لاسرائيل.
6 - محادثة هاتفية مؤخراً بين ماكرون ونتانياهو انتهت بشكل سيىء جداً.
وبخاصةً أن نتانياهو طلب من ماكرون اتخاذ موقف واضح يعارض فيه موقف المحكمة الدولية التي أطلقت مذكرة توقيف ضده. وقد طلب ماكرون انتظار موقف جديد للمحكمة لأخذ الموقف الفرنسي، ما اعتبره نتانياهو إهانة له.
7 - حادثة إحراج وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، والاعتداء على الشرطيين في الكنيسة، التي هي بحماية فرنسية.
في الشكل، فرنسا، التي تقف بشكل كبير بين العلمنة والإلحاد، ترفض بشكل أساسي الدخول المسلح لأي كنيسة. خاصة إذا كانت حماية الكنيسة تدخل في مجال دورها الأمني.

وللتذكير، فإن الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك رفض خلال زيارته سيراً على الأقدام في أحياء القدس العتيقة في 25 تشرين الأول 1996، رفض دخول الكنيسة نفسها (إيليونا) عندما دخلها قبله جنود اسرائيليون بسلاحهم.
وبالتأكيد، فإن القصة اليوم، كما يقول المثل العامي اللبناني: «مش قصة رمانة، قصة قلوب مليانة»!
سنوات ثلاث تبقى من عهد الرئيس ماكرون وسنتان من حكومة نتانياهو، إذا ما صمدت حتى 26 تشرين الأول 2026 المقبل موعد الانتخابات النيابية الاسرائيلية المقبلة.
ولكن العلاقات بين الرجلين لا تبدو قابلة للإصلاح بسبب اختلاف جوهري في النظرة والتطلعات، على الرغم من دعم ماكرون لنتانياهو في الأشهر الأولى التالية لعملية 7 أكتوبر.
فرنسا الرسمية، التي تحاول العودة الى الشرق الأوسط، بالديبلوماسية، وبمبادرات متتالية لم تؤدِ الى تحقيق أهدافها بعد، تجد رفضاً اسرائيلياً قاطعاً لها... حتى إشعار آخر!
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

باريس تعلن فرار 55 عسكريا أوكرانيّا من التدريب في فرنسا

الثورة نت/
اعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو اليوم الأربعاء عن فرار 55 عسكريا من اللواء 155 الأوكراني أثناء تدريبهم في فرنسا.
وقال ليكورنو لإذاعة “أوروبا 1”: “عندما كان نصف اللواء يتدرب في البلاد، كانت هناك 55 حالة فرار من الخدمة”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الأرقام التي نشرها الصحفيون الأوكرانيون، “غير مؤكدة”.

وفي وقت سابق أكد ميخايلو دراباتيي قائد القوات البرية في الجيش الأوكراني فرار الجنود في اللواء 155 الذي يحمل اسم آنا كييفسكايا، والذين مروا بفترة التدريب العسكري في فرنسا.
وذكرت صحيفة “ميدي ليبر” قبل ذلك أن أوكرانيا فتحت تحقيقا بتهمة “الهروب من الخدمة العسكرية” بحق الجنود من لواء آنا كييفسكايا الذي تم تدريبه في فرنسا. ووفقا لها، فإن 1700 جندي من أصل 2300 جندي تم تدريبهم في فرنسا فروا بعد وقت قصير من إرسالهم إلى الجبهة.

وأنهت فرنسا تدريب 2.3 ألف جندي أوكراني من اللواء 155 الأوكراني في 14 نوفمبر 2024، بما في ذلك ثلاث كتائب مشاة وسلاح الهندسة والمدفعية ووحدات المراقبة الجوية الأرضية والاستطلاع.
من جهتها كتبت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن عدد الفارين من صفوف القوات الأوكرانية خلال 10 أشهر من عام 2024 تضاعف تقريبا مقارنة بإجمالي إحصائيات عامي 2022 و2023. وفي عام 2024 تم رفع 60 ألف قضية جنائية ضدهم.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الفرنسي: باريس سوف ترد إذا واصلت الجزائر التصعيد
  • وزير خارجية فرنسا يقصد الكنيسة في دمشق قبل القصر الجمهوري
  • ماكرون يغضب أفريقيا ويجدد السجال بشأن حقبة الاستعمار الفرنسي للقارة السمراء
  • ماكرون في لبنان قريباً وتأكيد فرنسي على دعم غير مشروط
  • الجزائر تعيد إلى فرنسا مؤثرا جزائريا رحّلته باريس إلى بلده
  • ماكرون يهنئ عون ويجدد دعم فرنسا للبنان
  • ماكرون يخاطب اللبنانيين بعد انتخاب عون: "فرنسا إلى جانبكم"
  • مواجهة كلاسيكية بين باريس سان جيرمان وسانت إيتيان في الدوري الفرنسي
  • باريس تعلن فرار 55 عسكريا أوكرانيّا من التدريب في فرنسا
  • ماكرون يهاجم الزعماء الأفارقة في منطقة الساحل وينتقد الجزائر