من هي المرأة الحديدية في البيت الأبيض سوزي وايلز؟
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
سوزي وايلز.. تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعد أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعين سوزي وايلز، مستشارته المقربة، في منصب رئيسة موظفي البيت الأبيض، في خطوة تعكس الثقة الكبيرة التي يحظى بها هذا الشخص الذي يعتبر واحدًا من أكثر مستشاريه تأثيرًا في حملاته الانتخابية.
تتمتع وايلز (67 عامًا) بخبرة تمتد لعقود في مجال السياسة الأمريكية، حيث عملت مع العديد من الحكام وأعضاء الكونغرس، بما في ذلك السيناتور الجمهوري ريك سكوت والسيناتور رون دي سانتس.
نشأت في عائلة رياضية شهيرة، فهي ابنة لاعب كرة القدم الأمريكي والمذيع الرياضي بات سامرال، وهي أم وجدة تنتمي إلى الكنيسة الأسقفية الأمريكية.
ومن خلال أسلوبها القيادي، استطاعت ترك بصمة واضحة في جميع الحملات التي قادتها، ما جعلها تُعتبر واحدة من أبرز الشخصيات السياسية في الولايات المتحدة.
كما لعبت دورًا محوريًا في حملات ترامب الانتخابية لعام 2016 وعام 2024، وحققت نتائج ملحوظة في تعزيز مكانة ترامب داخل الحزب الجمهوري. رغم قلة ظهورها الإعلامي، حيث نادرًا ما تتواصل مع الصحافة، تميزت وايلز بقدرتها على التأثير دون أن تترك أثرًا واضحًا.
وايلز، التي ردت على الانتقادات التي وجهها إليها رجل الأعمال مارك كوبان بشأن محيط ترامب من النساء القويات، أكدت أنها تفخر بقيادتها لحملة ترامب، مضيفةً أن النساء القويات والذكيات المحيطات به هن جزء من نجاحه. وتعتبر وايلز واحدة من الشخصيات المؤثرة في الدائرة الضيقة لترامب، إذ تُعرف بدقتها وحذرها في التعامل مع المواقف، فضلًا عن قدرتها على اكتشاف وتنمية المواهب داخل فريق العمل.
سوزي وايلز، واحدة من أكثر الشخصيات نفوذًا وتأثيرًا في السياسة الأمريكية، تُعرف في الأوساط السياسية بـ "المرأة الحديدية" بسبب أسلوبها الصارم وقدرتها العالية على إدارة الحملات الانتخابية بكفاءة. بدأت وايلز مسيرتها المهنية بالعمل في مجال الإعلام والسياسة، حيث أثبتت براعتها في وضع استراتيجيات إعلامية ناجحة، وقد شغلت مناصب رفيعة في الحملات الانتخابية لعدد من السياسيين الجمهوريين البارزين، بما فيهم حكام ولايات وسياسيون مؤثرون.
تُعتبر وايلز شخصية رئيسية في الحزب الجمهوري، حيث تمتاز بمهارات متميزة في تحليل البيانات والتخطيط الإستراتيجي، مما جعلها محط اهتمام المرشحين الذين يحتاجون إلى شخصية قوية قادرة على توجيه حملاتهم الانتخابية نحو النجاح. كانت تجربتها العملية وتفانيها في العمل عوامل رئيسية في بناء سمعتها كـ "المرأة الحديدية".
دورها المحوري في حملة ترامب الانتخابيةبرز دور سوزي وايلز بشكل واضح خلال حملتي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث كانت أحد المستشارين الأساسيين له، وعملت عن كثب لضمان نجاح حملته في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وكذلك في حملة إعادة انتخابه عام 2020. استطاعت وايلز توجيه الحملة الانتخابية في ولاية فلوريدا بنجاح، حيث تمكنت من تحقيق فوز هام لترامب في الولاية، الأمر الذي عزز موقعها كعنصر أساسي في فريقه الانتخابي.
تعتبر وايلز من الشخصيات القلائل الذين استطاعوا الحفاظ على ثقة ترامب، إذ تعرف بقدرتها على حل الأزمات بسرعة وفعالية. رغم الخسارة في انتخابات 2020، إلا أن أداءها التنظيمي وولاءها لترامب ضمن استمرار دعمها له في سياساته، مما جعلها أحد مستشاريه المقربين حتى اليوم.
العمل خلف الكواليس والالتزام بالكتمانتفضل سوزي وايلز البقاء بعيدًا عن الأضواء، حيث تركز على العمل خلف الكواليس وتحقيق النتائج دون الظهور الإعلامي المتكرر. هذه الاستراتيجية جعلتها من الشخصيات الغامضة في السياسة الأمريكية، إذ تلتزم بالكتمان الشديد في عملها وتتجنب التعليق على وسائل الإعلام، مفضلةً التركيز على الأهداف والمهام التي توكل إليها.
يُعزى نجاحها جزئيًا إلى هذه السمة، حيث تحافظ على علاقات مهنية متينة مع المسؤولين وتحتفظ بثقة من تتعاون معهم، مما عزز مكانتها في البيت الأبيض وضمن لها لقب "المرأة الحديدية". ومع استمرارها في هذا النهج، يتوقع الكثيرون أن تبقى سوزي وايلز من الشخصيات المحورية في السياسة الأمريكية، قادرةً على التأثير بشكل كبير على أي حملة سياسية تشارك فيها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سوزي وايلز
إقرأ أيضاً:
سيد البيت الأبيض.. ما توقعات تغيير السياسات والتحالفات العالمية؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق يعود التيار الشعبوى إلى الواجهة مع التركيز على سياسة «أمريكا أولًا» الإدارة الأمريكية الجديدة قد تواصل نهجًا يركز على توازن المصالح الاقتصادية الوطنية مع الجهود المناخية
مع إعلان نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية التى اجتذبت أكبر اهتمام عالمي، يستعد الحزب الجمهورى للسيطرة على السلطة فى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أربع سنوات من الإدارة الديمقراطية، حيث حقق فوزا كاسحا فى انتخابات الرئاسة، واستحوذ على الأغلبية فى مجلس النواب، ومجلس الشيوخ.
وبفوز دونالد ترامب بولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة، يعود التيار الشعبوى إلى الواجهة مع التركيز على سياسة "أمريكا أولًا" التى انتهجها ترامب سابقًا. يمثل هذا الفوز نقطة تحول مهمة فى السياسة الأمريكية، والتى سيكون لها تأثير كبير على الساحة الدولية، خاصة فى ظل قضايا مثل التغير المناخي، العلاقات مع الصين وروسيا، ودور الولايات المتحدة فى التحالفات العالمية التى تتحكم فى النفوذ السياسى لمختلف القوى الدولية.
ففى فترة حكمه الأولى، انسحب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ؛ مشددًا على أن هذه السياسات ليست فى مصلحة الاقتصاد الأمريكي. ومع عودته إلى السلطة، تثار التكهنات حول مستقبل الالتزامات الأمريكية تجاه القضايا البيئية.
قد تواصل الإدارة الأمريكية الجديدة نهجًا يركز على توازن المصالح الاقتصادية الوطنية مع الجهود المناخية، مما قد يؤدى إلى تخفيف أو تقليص التزامات الولايات المتحدة ضمن الاتفاقيات الدولية.
وقد يشجع هذا التوجه بعض الدول الأخرى على إعادة تقييم التزاماتها البيئية، وسيمثل ذلك ضغوطا على الجهود الدولية للتخفيف من تبعات التغير المناخى وقد يدفع مناصرى البيئة إلى البحث عن طرق بديلة للحد من آثار التغير المناخي.
ومن الملفات التى لم تهدأ يوما فى السياسة الأمريكية، هى علاقاتها وتحالفاتها الدولية. فى جانب النفوذ الاقتصادي، من المتوقع أن تواصل إدارة ترامب الثانية سياسات الضغط على الصين، مع الاستمرار فى معالجة قضايا التجارة وحماية الملكية الفكرية.
خلال ولايته الأولى، فرض ترامب رسومًا جمركية على عدد من المنتجات الصينية، بهدف تقليل العجز التجارى بين البلدين وتقوية الصناعات الأمريكية. وفى ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة، قد تعزز الإدارة الجديدة تحالفاتها فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ لموازنة النفوذ الصيني، مما يساهم فى استمرار المنافسة بين الدولتين وهى منافسة تشمل النفوذ السياسى والاقتصادى والتقدم التكنولوجى فى آن واحد.
وقد يؤثر هذا على الشركات العالمية وسلاسل التوريد وحركة التجارة الدولية، بينما قد تعمل الصين على مواصلة توسيع نفوذها فى أسواق ومناطق جديدة باستخدام استراتيجيتها لتنشيط طريق الحرير والتى حققت من خلالها علاقات اقتصادية مع دول جديدة خاصة فى القارة الأفريقية.
على صعيد العلاقات مع روسيا، أبدى ترامب فى فترته الأولى رغبة فى تحسين العلاقات بين البلدين، على الرغم من وجود اختلافات فى بعض الملفات. وبعودته إلى السلطة، قد نشهد تحركات تهدف إلى تخفيف التوتر فى بعض القضايا المشتركة، مثل الأمن السيبرانى والاستقرار الإقليمي.
ومع ذلك، قد تستمر التحديات فى بعض الملفات الحساسة مثل أوكرانيا وقد صرح ترامب خلال معركته الانتخابية بأنه قادر على إنهاء الحرب فى أوكرانيا. قد يسعى الطرفان إلى الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة لتجنب التصعيد، بينما قد تعمل دول أوروبية على تعزيز سياساتها الدفاعية لمواجهة أى تغيرات محتملة فى التوازن الإقليمي.
فى فترته الأولى، طالب ترامب حلفاء الولايات المتحدة فى الناتو بزيادة الإنفاق الدفاعي، مشيرًا إلى أهمية مشاركة الأعباء بشكل أكثر إنصافًا. من المرجح أن تستمر هذه السياسة فى إدارة ترامب الثانية، بهدف ضمان عدم اعتماد الحلفاء بشكل كامل على الولايات المتحدة.
هذا النهج قد يشجع دولًا أوروبية على تعزيز استثماراتها فى الدفاع، مما يساهم فى تحقيق توازن أكبر داخل الناتو. وبالمقابل، قد تتاح للولايات المتحدة فرصة توجيه مواردها نحو أولويات أخرى، ما قد يعيد تشكيل التوجهات الدفاعية الدولية.
وكانت سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط داعمة لإسرائيل، بما فى ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لها، وهو ما لاقى ترحيبًا من الجانب الإسرائيلى وترددًا من بعض الأطراف الأخرى.
قد يؤدى فوز ترامب بفترة ثانية إلى استمرار هذه السياسة، ولكن مع التركيز على إنهاء الحرب فى غزة. هذا التوجه قد ينجح فى إعادة السلام فى المنطقة، وينهى الحرب التى استمرت أكثر من عام.
عقب إعلان النتائج، شهدت مواقع التواصل الاجتماعى تفاعلًا واسعًا، حيث أبدى المستخدمون من الولايات المتحدة والعالم ردود فعل مختلفة. فقد أبدى مؤيدو ترامب فرحتهم بعودة رئيسهم السابق، معتبرين ذلك انتصارًا لرؤية "أمريكا أولًا" والمصالح الاقتصادية الوطنية.
انتشرت رسوم مثل #عودة_ترامب و#أمريكا_أولًا، وتفاعل معها مؤيدو الحزب الجمهوري. فى المقابل، عبر بعض الأمريكيين عن قلقهم من تأثير هذه العودة على قضايا حقوق الإنسان والحريات الفردية، مما أظهر استمرار الانقسام داخل المجتمع الأمريكي.
وعلى الساحة الدولية، عبر عدد من القادة والناشطين عن آرائهم حول عودة ترامب، حيث رأى بعضهم أن الولايات المتحدة قد تتجه نحو سياسة أكثر استقلالية وتركز على المصالح الأمريكية.
انتشر هاشتاغ #ترامب_يعود عالميًا، واستقبلت عودته بمزيج من التفاؤل والتساؤل فى أوروبا وآسيا، مع توقعات بأن تتخذ السياسة الأمريكية توجهات جديدة تتطلب إعادة تقييم العلاقات الدولية والتحالفات.
عودة ترامب قد تؤدى إلى تغيرات كبيرة فى السياسة العالمية. من المحتمل أن تتجه الولايات المتحدة نحو تعزيز علاقاتها الثنائية بشكل مستقل، بدلًا من التركيز على الالتزامات متعددة الأطراف وهى سياسة قد يكون لها تأثير مزدوج فهى تحقق المصالح الأمريكية وفق مبدأ “أمريكا أولا”.
لكنها قد تتيح فرصة لدول أخرى لزيادة تأثيرها فى الساحة الدولية، مثل الصين وروسيا، حيث قد تعمل هذه القوى على استغلال الفراغات التى قد تنشأ فى مناطق مختلفة.