كشفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن السماح لمتعاقدين عسكريين أمريكيين بالدخول لأوكرانيا جاء بهدف إصلاح المعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن وأنهم سيبتعدون عن خطوط الجبهة ولن يقاتلوا القوات الروسية.

وقال متحدث باسم البنتاجون لوكالة "تاس" الروسية  "من أجل مساعدة أوكرانيا على إصلاح وصيانة المعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، تدعو وزارة الدفاع عددا صغيرا من المتعاقدين للمشاركة في مناقصة لمساعدة أوكرانيا على الحفاظ على المعدات العسكرية الموجودة هناك أصلا".

وأضاف: "هؤلاء المتعاقدون سيكونون موجودين بعيدا عن الخطوط الأمامية ولن يقاتلوا القوات الروسية".

وأشار المتحدث إلى أن "صيانة بعض الأسلحة التي سبق أن نقلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا أو ستنقلها في الأشهر المقبلة، بما في ذلك طائرات "F-16" وأنظمة الدفاع الجوي باتريوت، تتطلب معرفة فنية محددة".

وأوضح أن قرار رفع الحظر "اتخذ بعد تقييم شامل للمخاطر"، لافتا إلى أن "كل مقاول أو منظمة أو شركة ستكون مسؤولة عن سلامة موظفيها، وسيكون مطلوبا منهم أيضا وضع خطط لتخفيف المخاطر".

وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أمس الجمعة، أن البيت الأبيض قرر السماح لمتعاقدين دفاعيين أمريكيين بالتوجه إلى أوكرانيا لأول مرة منذ بدء العملية العسكرية الروسية.

زاخاروفا: روسيا ستقضي على التهديدات الصادرة من أوكرانيا إدارة بايدن تستبق ولاية ترامب بإرسال "متعاقدين عسكريين" إلى أوكرانيا

ونقلت الشبكة عن مصادر مطلعة قولها إن المتعاقدين سيساعدون الجيش الأوكراني في صيانة وإصلاح الأسلحة، التي توفرها الولايات المتحدة، وخاصة مقاتلات إف-16 وأنظمة الدفاع الجوي باتريوت.

ويأتي ذلك ضمن السياسة التي انتهجتها إدارة الرئيس جو بايدن مؤخرًا بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، إذ عكفت إدارة بايدن على تمرير حزمة مساعدات "أخيرة" قبل تأدية ترامب لليمين الدستوري.

وخلال حملته الانتخابية، ألقى الرئيس الجمهوري المنتخب وزميله في الترشح، جيه دي فانس، شكوكًا قوية على استمرار التزام الولايات المتحدة بدعم كييف مع استمرار الحرب لأكثر من عامين ونصف بعد العملية العسكرية الروسية.

علاوة على ذلك، أدلى ترامب بتصريحات تشير إلى أن الولايات المتحدة قد تضغط على أوكرانيا لإبرام هدنة غير مستقرة مع روسيا.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا موسكو كييف البنتاجون الجيش الأوكراني الولایات المتحدة إلى أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

ترامب يعلن الحرب على الجامعات في الولايات المتحدة.. لن تنتهي بخير

شدد أستاذ علم الاجتماع في جامعة "ستوني بروك" بنيويورك في الولايات المتحدة، موسى الغربي، على أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلنت الحرب ضد جامعات النخبة الأمريكية، موضحا أن هذه الحرب "لن تنتهي بخير" بالنسبة للإدارة الأمريكية و"ستصبح مستنقعا".

وقال الغربي في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" وترجمته "عربي21"، إن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس دعا إلى استراتيجية ضد جامعات النخبة الأمريكية تشبه سياسة "اجتثاث البعث"، في إشارة إلى عملية التطهير الشاملة في المؤسسات العسكرية والمدنية من أي شخص له علاقة بنظام صدام حسين.

وأضاف الغربي وهو مؤلف كتاب "لم نكن متيقظين أبدا: ثقافة التناقض بين النخبة الجديدة"، أن هذه السياسة لعبت بعد احتلال العراق عام 2003 دورا في ظهور التمرد، مما قوض قدرة الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها في البلد.


وبطريقة مشابهة ورغم نصر "الصدمة والترويع" في جامعة كولومبيا، أعلنت جامعة هارفارد عن استعدادها للمواجهة والتي قد تلهم الجامعات الأخرى لاتباع مثالها، بسبب تصرفات إدارة ترامب، وفقا للغربي.

ويعترف الكاتب أن الجامعات تعاني من مشاكل حقيقية، فهيئة التدريس، وبخاصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، لا تمثل البلد بشكل كامل. وهي متجانسة أيديولوجيا بشكل يعيق القدرة على فهم الظواهر الاجتماعية الخلافية بدقة.

ورغم أن الأكاديميين يتمتعون بحرية استثنائية نظريا، إلا أن الجامعات تميل إلى أن تكون أماكن رقابية شديدة بسبب عوامل ثقافية. وفي الوقت نفسه، فإن العديد من المبادرات التي تنفذ باسم التنوع والمساواة والشمول ليست فعالة فحسب، بل تؤدي إلى نتائج عكسية مقارنة برسالتها المعلنة، حسب المقال.

وقال الكاتب إن تحركات البيت الأبيض في هارفارد وكولومبيا، وبشكل واضح طبيعة إصلاح التعليم العالي التي تحمل في طياتها بذور الهزيمة الذاتية. ففي حالة جامعة كولومبيا، منحت إدارتها ترامب كلَ ما طلبه قبل الموعد النهائي المحدد وبدون مقاومة. مما منح البيت الأبيض فرصة كبيرة. ففي ظل الظروف التي تضاف إليها العديد من التنازلات المتنافسة والمصحوبةً بمخاطر عالية وحالة عدم يقين، تميل المؤسسات إلى تقليد "المبادرة"، وبخاصةً إذا كانت تلك المبادرة مؤسسةً مرموقةً مثل جامعة كولومبيا.

ولو كان البيت الأبيض يبحث فعلا عن محفزات للجامعات الأخرى ودفعها على التراجع كما فعلت جامعة كولومبيا، لكان عليه الاعتراف بامتثالها، وشكرها على موقفها التصالحي، وتحرير جزء من الأموال المعلقة، وفقا للمقال.

وأضاف الكاتب أن الخطوة الذكية في هذه الحالة هي مكافأة الجامعات التي تمتثل بسرعة، وجعل الجامعات التي ترفض عبرة لغيرها. وبدلا من ذلك، ردت إدارة ترامب على تنازلات جامعة كولومبيا بتصعيد انتقاداتها للجامعة ورفضها الإفراج عن أي دولار مجمد. بعبارة أخرى، ردت الإدارة على ضعف جامعة كولومبيا بتصعيد الضغوط، حتى أنها سعت إلى فرض رقابة فيدرالية كجزء من الاتفاق. ولأنها انتشت بنصرها على كولومبيا، فقد صعدت الإدارة مطالبها من الجامعات الأخرى أيضا.

ورد البيت الأبيض يوم الاثنين على جامعة هارفارد بتجميد تمويل فدرالي إضافي قدره 2.2 مليار دولار، وإصدار قائمة مطالب من شأنها أن تشكل تدخلا أكثر صرامة في نزاهة المؤسسة وأدائها الأساسي. كانت هذه المطالب متعدية وواسعة النطاق، بل إنها تعارضت مع بعضها البعض مباشرة. فعلى سبيل المثال، طالبت إدارة ترامب جامعة هارفارد بمراجعة التكوين الأيديولوجي لأعضاء هيئة التدريس والطلاب فبالنسبة لأي وحدة تعتبر غير متنوعة بما يكفي، ستلزم الجامعة بقبول المزيد من الطلاب أو توظيف المزيد من أعضاء هيئة التدريس، وذلك بناء على آرائهم الأيديولوجية.

ويعد هذا نظام عمل إيجابي وحصص للمحافظين، على الرغم من معارضة الرئيس الشديدة لمثل هذه السياسات في سياقات أخرى.

علاوة على ذلك، طالب البيت الأبيض جامعة هارفارد بفحص طلبات الطلاب الأجانب المحتملين لاستبعاد المتقدمين الذين قد يكونون "معاديين للقيم والمؤسسات الأمريكية" أو "داعمين للإرهاب أو معاداة السامية". كما طلب من الجامعة تهميش أو إبعاد أعضاء هيئة التدريس والإداريين الذين يبدون "أكثر التزاما بالنشاط السياسي منه بالعلم".


ومع ذلك، فرغم إلزام هارفارد بتطبيق عدة اختبارات حاسمة جديدة قائمة على أسس أيديولوجية للقبول والتوظيف، فإن وثيقة المطالب نفسها تلزم الجامعة أيضا "بإلغاء جميع المعايير والتفضيلات والممارسات، سواء كانت إلزامية أو اختيارية، في جميع عمليات القبول والتوظيف، والتي تُعتبر بمثابة اختبارات حاسمة أيديولوجية"، حسب المقال.

وعلق الكاتب أنه من المستحيل حرفيا الإلتزام بهذا الأمر، أي إلغاء جميع الاختبارات الأيديولوجية الحاسمة مع فرض المزيد منها.  وقد أظهر مثال جامعة كولومبيا أن هناك فائدة ضئيلة من المحاولة. ونتيجة لذلك، لم يكن أمام إدارة جامعة هارفارد إلا خيارات قليلة بل التحدي.

ولفت الكاتب إلى أنه بعد أن اختارت هارفارد طريق المقاومة، فمن المرجح أن تحذو مؤسسات أخرى حذوها. وباختصار، تعقدت مساعي ترامب لإصلاح التعليم العالي بسبب أفعال ترامب نفسه. ولدى هارفارد المال الكافي للعيش بدون تمويل فدرالي بينما تخوض معركة قضائية ضده، حتى أنها قد تصل إلى حد تجاوز هذه الإدارة تماما.

مقالات مشابهة

  • باريس تستضيف مفاوضات أوروبية أميركية بشأن أوكرانيا
  • الولايات المتحدة تحث فرنسا على تولي زمام المبادرة في الدفاع عن أوروبا
  • ترامب يعد بإعادة التعليم إلى سلطة الولايات المتحدة
  • ترامب يعلن الحرب على الجامعات في الولايات المتحدة.. لن تنتهي بخير
  • الكرملين يكشف عن رسالة بعثها بوتين إلى ترامب بشأن أوكرانيا
  • الولايات المتحدة تقلص عدد قواتها وقواعدها في سوريا
  • الخارجية الصينية تطالب الولايات المتحدة بوقف التهديدات والابتزاز
  • ترامب: انخفاض معدل التضخم في الولايات المتحدة
  • الهند تسعى إلى تحرير التجارة مع الولايات المتحدة
  • كارني: نسعى لبناء جيش قادر على التصدي للتهديدات التي تواجهها كندا