الجفاف يضرب العراق ويتسبب في وقف زراعة الأرز والذرة الصفراء
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
أعلن وزير الموارد المائية العراقية عون ذياب عبد الله، اليوم الثلاثاء، إيقاف زراعة الأرز والذرة الصفراء بسبب شح المياه، التي وصلت إلى أدنى مستوى في البلاد، فيما يحتل العراق المرتبة الخامسة بين أكثر البلدان تأثرا بالمناخ في العالم.
رفع الحظر عن تطبيق تليجرام
وحسب موقع سبوتنيك، قال عبد الله إن "هناك نظاما مقررا ومنتظما لتوزيعات المياه في نهر دجلة بالنسبة لأغراض الشرب والاستخدامات الأخرى"، لافتا إلى أن " نسبة الإطلاقات إلى شط العرب تصل إلى 70 مترا مكعبا بالثانية لغرض استقرار تأمين المياه ومنع تقدم اللسان الملحي وسقي البساتين وفق المساحات المتفق عليها مع وزارة الزراعة البالغة مليونا و100 ألف دونم إلى جانب إطلاق المياه إلى هور الحويزة بكمية تصل إلى 7 أمتار مكعبة بالثانية، فيما تبلغ الكميات الواصلة إلى مؤخر ناظم المدينة في سوق الشيوخ بمحافظة ذي قار إلى أكثر من 30 مترا مكعبا بالثانية، فضلا عن إدامة بعض المساحات من الأهوار لغمرها بشكل دائمي خصوصا في منطقة الجبايش".
ولفت عبد الله إلى "الانتهاء من موسم زراعة الأرز الذي بدأ في 15 مايو بمساحات محدودة جدا بلغت 3 آلاف و500 دونم في محافظة النجف الأشرف، وألفين و500 دونم في محافظة الديوانية"، مؤكدا على اتخاذ قرار هذا العام بمنع زراعة المحاصيل الصيفية وهي الأرز والذرة الصفراء وأنه من المؤمل استخدام طرق الري الحديثة في زراعة الأرز خلال الموسم المقبل، لأن السنة الحالية شهدت انخفاضا في الإيرادات المائية، ما أدى إلى انخفاض المساحات المزروعة.
وبحسب وزارة الموارد المائية العراقية، تعود أزمة المياه في البلاد إلى أكثر من سبب؛ التغيرات المناخية واحتباس الأمطار وضعف الغطاء الثلجي، فضلا عن الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة.
وأشارت إلى عوامل أخرى غير مباشرة أثرت منها التوسع السكاني الكبير على الأنهار خاصة لدول المنبع.
وأكدت أن من بين الأسباب كذلك التوسع في إنشاء السدود الخزنية الكبيرة والمشاريع الإروائية واستغلال الأراضي وجميعها عوامل أدت إلى زيادة استهلاك المياه وبنسب كبيرة ما أثر على نوعية المياه الواردة للعراق.
حالة طوارئ مناخية
وقال تقرير لمركز إعلام الأمم المتحدة ان الجفاف أجبر حوالي 13,920 أسرة في 10 محافظات في العراق علي النزوح من منازلها ووفق برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يحتل العراق المرتبة الخامسة بين أكثر البلدان تأثرا بالمناخ في العالم.
وكان وزير الموارد المائية في العراق عون عبد الله قد أعلن منذ أيام قليلة أن مستويات المياه في العراق وصلت إلى أدنى مستوى على الإطلاق ووفق الأمم المتحدة أنه تقلصت مساحة الأهوار الجنوبية في العراق التي تغذيها مياه الفيضانات من نهري دجلة والفرات من 20 ألف كيلومتر مربع في أوائل التسعينيات إلى 4 آلاف كيلومتر، وفقا لآخر التقديرات.
ودعت الأمم المتحدة جميع البلدان العمل على إدارة المياه باعتباره مورد ثمين و منفعة عامة لافتة إلى أن لقضية المياه تداعيات إقليمية أوسع فيما قال المفوض السامى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك خلال زيارته للعراق التي استمرت 4 أيام "هذه حالة طوارئ مناخية. وقد حان الوقت لأن يتم التعامل معها على أنها حالة طوارئ. ليس فقط بالنسبة للعراق، ولكن للعالم بأسره مضيفا ما يحدث هنا هو نافذة على مستقبل قادم الآن لأجزاء أخرى من العالم إذا واصلنا الفشل في مسؤوليتنا لاتخاذ إجراءات وقائية وتخفيفية ضد تغير المناخ".
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العراق الارز الذرة الصفراء شح المياه الجفاف الأمم المتحدة زراعة الأرز فی العراق عبد الله
إقرأ أيضاً:
ترامب يبحث عن عبور مجاني.. ماذا نعرف عن سيادة دول العالم على الممرات المائية؟
تسلط تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن مطالبته بمرور سفن الولايات المتحدة، العسكرية والتجارية، من قناتي السويس وبنما بالمجان، الضوء على الممرات المائية الدولية، والسيادة عليها.
وقال ترامب إن قناتي بنما والسويس، لم تكونا لتوجدا، لولا الولايات المتحدة، لكن بالنظر إلى كافة الممرات الدولية التي شقها الإنسان، لم يمكن لأمريكا دور سوى في شق قناة بنما، وانتهت السيادة فيها إلى بلدها بنما، عام 1999، بموجب اتفاق مع واشنطن.
ونستعرض في التقرير التالي، أهم القنوات والممرات المائية، والسيادة عليها، والتي لا تملك الولايات المتحدة، أي ارتباط بها حول العالم:
✅ قناة السويس:
قناة ملاحية بحرية اصطناعية، تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، بطول 193.3 كيلومتر، وافتتحت عام 1869 لتوفير الوقت والكلفة بالإبحار بين آسيا وأوروبا، بعيدا عن الدوران حول رأس الرجاء الصالح.
تقع قناة السويس تحت السيادة المصرية المباشرة، منذ حفرها، رغم أن الشركة المشغلة لها كان فرنسية، ثم اشترت بريطانيا حصة مصر فيها، قبل أن يجري تأميم القناة، عام 1956، وتخضع بالكامل للسيادة المصرية من ناحية التشغيل والحماية المباشرة.
وتنظم عملية المرور للسفن الدولية التجارية والعسكرية في القناة بموجب اتفاقية القسطنطينية عام 1888، وتضمن مرور كافة السفن بحرية، باستثناء الدول التي تكون في حالة حرب مع مصر، وتدفع رسوم بموجب مرور أية سفينة وتعتبر أحد أهم مصادر الدخل لمصر.
✅ قناة بنما:
قناة ملاحية اصطناعية، تربط بين المحيطين الأطلسي والهادي، بطول 82 كيلومترا، وتعد من أهم القنوات الملاحية في العالم، لتوفيرها ممرا ملاحيا بعيدا عن الدوران حول قارة أمريكا الجنوبية للانتقال بين المحيطات.
رغم أن الخطوة الأولى لشقها كانت فرنسية، إلا أنها لم تكمل المشروع، وتولت الولايات المتحدة، في نهايات القرن التاسع عشر، الأمر، ورغم الصعوبات، تمكنت من شقها، والافتتاح عام 1914، وقامت بالسيطرة عليها وعلى المناطق المحيطة بها.
وبعد عقود، جرت مفاوضات بين بنما والولايات المتحدة، من أجل استعادة السيادة على المكان، وانتهت باتفاقية تسلم أمريكا بموجبها المنطقة بالكامل لسيادة بنما عام 1999، وهو ما حدث حتى يومنا هذا.
وتعبر من خلال قناة بنما، قرابة 5 بالمئة من التجارة العالمية البحرية، وخاصة بين الأمريكتين، وتلك القادمة من آسيا عبر المحيط الهادي، فضلا عن تجارة الغاز المسال الضخمة، ولقاء العبور من القناة، تدخل السفن التجارية والعسكرية على حد سواء الرسوم.
✅ مضيق هرمز:
مضيق بحري طبيعي، يقع على مدخل الخليج العربي، بين إيران وعمان، ويربط الخليج مع المحيط الهندي من خلال خليج عمان، بعرض يصل إلى 95 كيلومترا.
تقع مسألة المراقبة والإشراف على المضيق، على عاتق كل من إيران وعمان، خاصة وأنه يقع ضمن نطاق مياههما الإقليمية، لكنه وفق لقانون البحار التابع للأمم المتحدة، يعد ممرا دوليا لكافة سفن العالم، ويضمن القانون المرور السلمي فيها، وحتى العسكري يخضع لمعايير حالة الحرب بين الأطراف المطلة عليه.
بسبب كون المضيق ممرا طبيعيا بين عدة دول، لا يمكن لأي طرف أن يتقاضى رسوما مقابل العبور، على خلاف القنوات البحرية الاصطناعية التي تشقها الدول داخل أراضيها.
✅ مضيق ملقا:
يربط مضيق ملقا، المحيطين الهادي والهندي، ويقع بين شبهع جزيرة الملايو بين ماليزيا وسنغافورة، وجزيرة سومطرة الإندونيسية، وبالتالي فهو يقع تحت إدارة ومراقبة 3 دول مطلة عليه.
ويبلغ طول المضيق قرابة 900 كيلومترا، وتمر عبره قرابة 50 بالمئة من تجارة العالم، و40 بالمئة من تجارة النفط، وهو أحد الطرق البحرية الهامة للصين واليابان، نحو أوروبا والمنطقة العربية، ويصنف بأنه أكثر الممرات ازدحاما بالسفن حول العالم.
رغم أن المراقبة البحرية، تتقاسمها الدول الثلاث المطلة عليه، إلا أن سنغافورة تمتلك ميزة، بسبب مينائها اللوجستي الكبير في الممر الملاحي، وهو ما يمنحها مصدر دخل كبير من خلال تقديم الخدمات للسفن المارة به.
✅ قناة كيل:
ممر ملاحي اصطناعي، شقته ألمانيا في القرن التاسع عشر، في شمال البلاد، لربط بحر الشمال ببحر البلطيق، بطول 98 كيلومترا.
القناة تخضع بالكامل للسيادة الألمانية، التي شقتها في القرن التاسع عشر، وشهدت العديد من الإشكالات والتوقف الملاحي، نتيجة الحربين العالميتين الأولى والثانية، والتي حظر في الثاني منها الزعيم النازي أدولف هتلر، عبور السفن بالكامل، لكن بعد انتهاء الحرب، اعتبرت ممرا ملاحيا دوليا.
تعد القناة من أهم ممرات التجارة البحرية لنقل البضائع والنفط والغاز بين دول البلطيق وروسيا، وتشهد ازدحاما بصورة دائمة، وترفد الخزينة الألمانية بعوائد كبيرة، ويسمح من خلالها للسفن التجارية والعسكرية، لغير الدول المحاربة لألمانيا بالمرور منها بحرية، بعد تقاضي الرسوم.
✅ مضيقا البوسفور والدردنيل:
يقع الممران البحريان، بالكامل، ضمن السيادة التركية، ويربط مضيق البوسفور البحر الأسود ببحر مرمرة الواقع بالكامل داخل تركيا، فيما يربط الدردنيل مرمرة بالبحر المتوسط.
يبلغ الطول الإجمالي للمضيقين قرابة 200 كيلومتر، ويعتبران من أكثر الممرات المائية ازدحاما وخطورة في الإبحار بسبب التيارات المائية القوية، خاصة القادمة من البحر الأسود،
ومنذ سيطرة الدولة العثمانية على كافة الأراضي المطلة على المضيقين، يقعان تحت السيادة التركية، ورغم خسارة تركيا الحرب العالمية الأولى، ثم استعادتها للكثير من الأراضي، بقيت السيادة عليهما لأنقرة، وبموجت معاهدة مونترو، لديها إشراف على تنظيم الملاحة في الممرين الدوليين، للسفن التجارية، لكن للسفن الحربية هناك شروط تنظم مرورها، خاصة للدول المشاطئة للبحر الأسود.