المنتدى الحضري العالمي.. مدن الحدائق نموذج جديد للتنمية المستدامة
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
شهدت مصر في الفترة من 4 إلى ٨ نوفمبر الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي (WUF12)، الذي يُعد من أبرز المؤتمرات الدولية المتخصصة في التمدن المستدام.
وفي إطار فعاليات المؤتمر، نظمت كل من منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ومركز بحوث مؤشر مدن الحدائق الصيني، إلى جانب بلدية مدينة ساو باولو البرازيلية، فعالية بعنوان "تمكين مدن الحدائق"، التي استهدفت تسليط الضوء على هذا النموذج الجديد في التنمية الحضرية المستدامة ودوره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية.
ويعود أصل مفهوم "مدينة الحدائق" إلى مدينة تشنغدو الصينية، حيث تم دمج التجربة الصينية في التمدن مع الفلسفة التقليدية الشرقية التي تركز على "التعلم من الطبيعة". وعلى مر السنين، تبنت العديد من المدن الكبرى حول العالم، مثل لندن وشنغهاي وأديلايد، مبادرات مماثلة، ما جعل هذا النموذج يتحول إلى توجه رئيسي في التحول الحضري المستدام.
وخلال الفعالية، صرح خوسيه تشونج، رئيس برنامج الفضاء العام العالمي في منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، بأن "مدن الحدائق" تمثل نموذجًا مثاليًا لتطبيق أهداف التنمية المستدامة على أرض الواقع. وأشار إلى أن هذا النموذج يعكس فلسفة التمدن المستدام التي طبقتها الصين على مدار العقود الأربعة الماضية، ويتيح فرصة لمشاركة تجربتها مع العديد من المدن حول العالم لاستكشاف مسارات جديدة نحو التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، أشار نان شي، نائب رئيس الجمعية الدولية لمخططي المدن (ISOCARP) ونائب رئيس الجمعية الصينية للتخطيط الحضري، إلى أن مدن الحدائق لا تقتصر على تحسين المساحات الخضراء فحسب، بل تركز أيضًا على التنمية المتكاملة للمدينة في خمس مجالات أساسية: البيئة، والسكن، والاقتصاد، والثقافة، والحوكمة. وأوضح أن هذا النهج يعزز من قدرة المدن على تحقيق توازن مستدام بين احتياجات سكانها ومواردها الطبيعية.
وفي إطار المؤتمر، تم تقديم "مؤشر مدن الحدائق" لأول مرة، وهو أداة تقييم علمية طورتها الصين بشكل مستقل لقياس مدى تحقيق المدن لأهداف التنمية المستدامة. ويعتمد المؤشر على تقييم شامل للمدن يمكن أن يساعدها في تحديد نقاط القوة والضعف في عملياتها التنموية. وقد تم تطبيق هذا المؤشر تجريبيًا في 337 مدينة صينية، ويعتبر مرجعًا مهمًا للبلدان النامية والدول التي تشهد تحضرًا سريعًا.
من جهته، أكد رودريغو رافينا، أمين عام أمانة بلدية ساو باولو للبيئة والمساحات الخضراء، أن مدن الحدائق تساهم في تحسين جودة الحياة من خلال توسيع استخدام المساحات الخضراء العامة، وهو ما يتماشى مع رؤية إدارة المدينة في تعزيز رفاهية المواطنين. وأوضح أن مدينة ساو باولو تأمل في التعاون مع مدن أخرى لتطوير استراتيجيات أكثر استدامة ومرونة في التعامل مع التحديات الحضرية المستقبلية.
وفي ختام الفعالية، شدد المشاركون على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة في السنوات المقبلة لتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. وتطلعوا إلى أن يكون نموذج "مدينة الحدائق" محركًا رئيسيًا لتحقيق هذه الأهداف، بما يضمن عدم ترك أي شخص أو مكان وراء الركب في عملية التحول الحضري المستدام.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: التنمیة المستدامة مدن الحدائق
إقرأ أيضاً:
منتدى مسك العالمي.. تعزيز مهارات قادة المستقبل
البلاد – الرياض
اُختتمت أعمال النسخة الثامنة من منتدى مسك العالمي، بحضور أكثر من 27 ألف مستفيد، 16 ألف منهم حضروا المنتدى افتراضيًا من 82 دولة.
وشهد المنتدى الذي أُقيم لأول مرة في مدينة محمد بن سلمان غير الربحية “مدينة مسك”، مشاركة فعّالة من القادة وصناع القرار والمفكرين والشباب من حول العالم، إلى جانب أكثر من 300 متحدث ساهموا في إثراء 150 جلسة، و 28 ورشة عمل.
وعزّز منتدى مسك العالمي التواصل مع الطاقات الشبابية والإبداعية في المملكة وحول العالم، عبر المنصة الافتراضية التي وسّعت آفاق المعرفة والتمكين.
وتخللت أنشطة المنتدى توقيع 15 اتفاقية لدعم الشباب والمجتمع والمنظمات الشبابية غير الربحية، كما شهد المنتدى تعاونًا مع شركاء المعرفة لتقديم ورش عمل ركزت على التحول الرقمي في التعليم، وأدوات الابتكار في ريادة الأعمال، وإستراتيجيات التوظيف المستقبلية، مما يعزز من فرص الشباب في مواكبة التغيرات العالمية.
وبرزت الجلسات التي ناقشت دور الصناعات الإبداعية والفنون بصفتها ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث أكد الخبراء أن الاستثمار في الفنون والثقافة يعزز من اكتشاف قدرات الشباب وتوجيهها للإسهام الفاعل في الاقتصاد.
وأشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن سلمان “مسك” الدكتور بدر البدر إلى أن المنتدى في نسخته الحالية يُعد الأكبر من حيث عدد المتحدثين، والأصغر من حيث أعمارهم، مما يعكس التركيز على الشباب كقادة المستقبل، مؤكدًا أن المؤسسة دعمت منذ انطلاقتها أكثر من 7 ملايين شاب وفتاة، منوهًا بأهمية تعزيز المهارات القيادية وتمكين الشباب ليكونوا القوة المحركة للتغيير.
يشار إلى أن منتدى مسك العالمي يُعد أحد أدوات التمكين في مؤسسة محمد بن سلمان “مسك” التي انطلقت بصفتها مبادرة طموحة في عام 2016؛ لتواصل جهودها في تمكين الشباب السعودي وتحقيق الإنجازات بتقديم منصة رائدة تسعى لتعزيز دور الشباب في قيادة المستقبل، من خلال تزويدهم بالأدوات والمهارات التي تمكنهم من تحقيق طموحاتهم. ومنذ انطلاقه عام 2016، يواصل المنتدى تأكيد رسالته في الاستثمار بالشباب كمحرك رئيسي للتنمية، من خلال تمكينهم للإسهام بفعالية في بناء مستقبل واعد على المستوى المحلي والدولي.